مجلة شهرية - العدد (576)  | سبتمبر 2024 م- ربيع الأول 1446 هـ

رياضك منزلي

قَلَّبْتُ طَرْفِيَ في المَدَى أَتَشَوَّقُ        فَعَسَى يَجُودُ بمَا أَرُومُ المَنْطِقُ
ما بينَ عَيْشٍ في (الكِتَابِ ومَنْزِلٍ)        أو (خِلْطَةٍ).. أعْمَارُنا تَتَفَرَّقُ
أَيْقَنْتُ أنَّ العُمْرَ ومْضَةُ بَارِقٍ        لَمَعَتْ.. على أبْصَارِنا تَتَألَّقُ
ومَضَتْ إلى سُدُمِ الغِيابِ ولَم تَكُنْ        إلَّا كَحُلْمٍ عَابِرٍ لا يَصْدُقُ
فاخْتَرْتُ في دَهْرِيْ مُجَاوَرَةَ الأُلَى        عَصَرُوا العُقُولَ.. فَشَهْدُها يَتَدَفَّقُ
أقْلامُهُمْ عَزَفَتْ.. وأَنْهُرُ فِكْرِهِمْ        تَمْضِي سَخَاءً في الوَرَى تَتَرَقْرَقُ
ووَجَدْتُ نَفْعِيَ في رِيَاضِكَ مَنْزِلِي        والعَيشِ بَينَ صَحَائِفٍ تَتَمَوْسَقُ
صَفَحاتُها رَوُضٌ تَراقَصَ مَرْجُهُ        وغَدا على أبْصَارِنا يَتَأنَّقُ
وبَياضُها نُورٌ يُضِيءُ دَيَاجِراً        وسُطُورُها جِسْرُ الرِّضَا والزَّوْرَقُ
فَسِيَاحةٌ بينَ العُقُولِ أخَالُها        فَيْضاً.. وجَنَّةَ عاشِقٍ يَتَفَهَّقُ
وسِياحةٌ بينَ العُقُولِ خَراجُهَا        نُورٌ تَمَكَّنَ في القُلُوبِ فتُورِقُ
ما الكُتْبُ إلَّا شُعْلَةٌ.. وضِياؤُها        نَفْحٌ مِنَ البَرَكَاتِ فِينا يَعْبَقُ
ما الكُتْبُ إلا رِحلَةٌ.. ومِدَادُها        فِكْرٌ بِهِ كُلُّ الشَّواهِدِ تَنْطِقُ
ما الكُتْبُ إلَّا دِيمَةٌ هَطَلَتْ على        أرْواحِنَا.. وبِها العُقُولُ تُحَلِّقُ
والبَيْتُ يَغْدُو دَوْحَةً ويُعِيدُنا        نَشْئاً على كَفِّ الصِّبا نَتَخَلَّقُ
ويَبُثُّنا دِفْءَ الحَياةِ ويَحْتَوِي        أوْقاتَنا.. فَزُهُورُنا تَتَفَتَّقُ
لا نَفْعَ يُرْجَى مِن مُخَالَطَةٍ بِهَا        أَعْمَارُنا بِمُدَى (الفَضَاوةِ) تُزْهَقُ
وإذا الحَياةُ تَبَدَّلَتْ أحْوَالُها        أيْقَنْتَ أنَّكَ في ظُنُونِكَ تَغْرَقُ
وعَلِمْتَ أنَّكَ قَد أضَعْتَ كُنُوزَها        ورَغِبْتَ في زَبَدٍ بِعَيْنِكَ يَبرُقُ
فاخْتَرْ لنَفْسِكَ ما تَراهُ يُقِيمُها        واجْعَلْ فَراغَكَ في فَلاحِكَ يُنْفَقُ

ذو صلة