بنت النخيل أميرة الأَمَداء ومجرة الياقوت والشعراء
قبل ابتداء الشمس كنت خريطة للفجر في ترنيمة الأسماء
وسموت نخلا يستحيل جريده أهزوجة كجدائل الحسناء
هجرٌ، تناديك الجهاتُ سلالها عطشى وأنت لها رقيق الماء
حُبا فرشتِ على جلالك أمة خضراء، بين زمردٍ وضياءِ
وحشاك يدخر الحقول كأنه أمٌّ تدس الخبز للأبناءِ
لا أرض مثلك أثمرت أكنافها جهرا، وأثمر مخزن الأحشاء
لا أمّ مثلك فوق جود نخيلها جادت بتبر الزيت والنجباء
إنسانك النخليُّ مد جبينه في الشمس ينسجُ سُمرةَ العظماء
فانداحت الطرقاتُ في خطواته بسطا تضيء لهمة شماءِ
تاريخه العربي وقدُ قصائد أدنت لطرفة رفقة العوجاء
ومضى يطوّح في الفلاة همومه فرعاء تستهدي إلى عصماء
الله يا أحساء، بعض مواجعي نامت لديك، ليستفيق غنائي
وتقاطرت في مقلتيّ قصائدٌ كانت مؤجلة فجاء الرائي
نخل بناه الحب فيك ولم يزل بالحب يرقي أنفس الشعراء
أدنو إليه فتعتريني رقةٌ ويغيب خيل الكبرياء ورائي
قلبي يكاد يفر في إطراقتي رغم اشتعال الليل بالندماء
وأمر في سعف الجلال كأنني خيط البخور يجوس عبر رداء
أستاف تاريخ القرون ودونما أرق يضوع المجد في آنائي
فهنا تهللت الجهات وقام في روحي نداء يستطيل بقائي
وقصيدة في الغيب تومض عينها هزمت رؤاي وأيقظت آبائي
لولا الحجاز احتل كِبر هويتي لدعوت أني هاهنا أحسائي