في لحظةِ الموتِ، والنيرانُ تلسعها بنتٌ تفتّشُ عن شالٍ وأوراقِ
وتحفظ الله في وِرْدٍ نوافلهُ ألّا تمسَّ جنونُ الحربِ أعذاقي
ألا تقضَّ الصواريخُ احتفالَ دمي كي لا تموتَ أراجيحٌ بأعماقي
إذْ يُطفأُ النورُ من عينيَّ توقظهُ كفُّ النبيِّ إذا مالتْ لمشتاقِ
وآيةٌ من سماءِ البوحِ قد غمرتْ حزنَ الدراويشِ في روحي وأحداقي
قد جئتُ من دولةٍ في جرحها كرّةٌ تبكي على الطفلِ مذبوحاً بلا ساقِ
وريشةٌ فارقتْ بالقصفِ صاحبها فغمّست أحمراً دمهُ بإرهاقِ
وخاتمٌ باردٌ لم يلقَ إصبعها ولم تداعبهُ شمسٌ عندَ إشراقِ
كضمّةٍ كلّما صيغتْ لملحمةٍ كانت تُعَبُّ دموعاً ملءَ إخفاقِ
معي المواويلُ إذ تظمى لعازفها ولوعة الكأسِ إذ يشقى بها الساقي
معي الندوب التي لو قلتُ أولها كدتم تقولون كيف الآن بالباقي
مهاجرٌ بلبلي مذ جُرْحِ ناسكةٍ قد آثرتْ زهدها، وصلاً لعشاقِ
كان الشِرَازي يحطُّ جبينَ موقدهِ فوقَ القصيدِ الذي أفناهُ إحراقي
والنفريُّ الذي في صمته سَعَةٌ بكلِّ ما فاضَ عن جهري وإطباقي
سرّي من الماءِ أنّي بنتُ رحلتهِ والبحر ملحي، وكلّي رَهْنُ إطراقي
وكنت أدركُ أنّ الرحلةَ ابتدأتْ لذاك أروي سهام الغدرِ إشفاقي
أعطي المجاذيفَ غرقاناً لأنقذهُ وأتركُ الموجَ كي يلهو بإغراقي
حظّي من النُبلِ أنّي بضعُ فاطمةٍ وصومُ مريمَ إذ أنجو بأخلاقي
في سدرةِ الله أسرارٌ تعلّمنا أرضى عذابَ السم كي أحظى بترياقي
مازلتُ أمضي بدرب الله مؤمنةً أنّ السكاكينَ لم تُخلَقْ لإزهاقي!