مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

المجلة العربية في عامها الذهبي الـ 50

جاء في تعريفها بنفسها، المجلة العربية: (مجلة شهرية ثقافية، تأسست بأمر من الملك فيصل عام 1394هـ/1974م، رئس تحريرها -آنذاك- الدكتور منير العجلاني، ليصدر العدد الأول في جمادى الآخرة -رجب 1395هـ، الموافق يونيو- يوليو 1975م). وكم كان بودي لو أضيف إلى التعريف لفظة واحدة هي: (جامعة)، ولاسيما أن هذه هو شعارها: (منذ صدر عددها الأول)، وهو ما درجت عليه في تعريفها لاحقاً. وما قصدته بهذه الإضافة غير مقتصر على جمعها لمتخلف المواضيع والأجناس الأدبية شعراً ونثراً وأبحاثاً علمية، ونقداً، وقصة ورواية، بالإضافة إلى الفنون التشكيلية والصورة الضوئية، والخط العربي؛ وإنما قصدت -إضافة إلى تلك الأبواب- الفضاء الأرحب الذي فتحته لجميع الكتاب من الجنسين في عالمنا العربي والإسلامي.
هدفها
وحدَّدَتْ هدفَها بأنها: مجلة الثقافة العربية، كما كان شعارها -منذ صدور عددها الأول- تهدف إلى تعزيز الثقافة العربية، ومواكبة الأعمال الأدبية من خلال نشر الآراء، والدراسات، ومناقشة القضايا الثقافية والأدبية بكافة أنواعها.
علاقتي بالمجلة
شدَّني بهذه المجلة الرائعة وثاق، لا أذكر بدايته، لكن ما لدي يحتوي قصيدة أثيرة إلى نفسي، وإن كانت حزينة المحتوى باكية الإيقاع، ليس من الحَسَن ذكرها ونحن نحتفل بإيقاد خمسين شمساً مشرقة من عُمر المجلة الخمسين، كلها خصب ونماء. والأحسن منها بعض من قصيدة نشرت في العدد (109) صفر 1407هـ، عنوانها: (يا رفيق العمر)، ألقيتها في المهرجان الشعري الذي أقيم في القطيف، احتفالاً بزواج الصحفي الأديب الأستاذ محمد رضا نصر الله، منها:
لأجل عينيك أذكي الخط تغريدا
أغني لياليه شدواً أو أغاريدا
لو يسلس الحرفُ، لو يأتي طواعية
فأجتليه هتافاً، أو أناشيدا
لكنه الأرق المجدول من عصَبي
وإن أقمت عليه العمر محسوداً
عصية أدمعي، فارفق بعافيتي
ولا تزدني على التسهيد تسهيدا
غريب في زمن غريب
تحت عنوان: (صوت من الخليج) كتب الدكتور غازي القصيبي (رحمه الله):
أسألك: من الذي قال:
أيا جدولاً سوسنيَّ الأديم
يظل الخيال به موثق
ويلتذُّ، يلتذُّ أن يستريح
على ضَفَّتيهن وأن يرهقا
تقول لي: سعيد عقل؟! أقول: لا.
أسألك: من الذي قال:
تعبت أفتش كل القوا
ميس، أسأل كل لغات المحال
أنَبِّشُ في شرفات الظنو
ن، أمد السؤال، وراء السؤال
- تجيب: نزارقباني
- أقــــــــــــــــــــــــــول: كلا.
وأسألك: مـن الذي قــــال:
ياجارة الشطآن، يا جـــارتي
روحي لهذا المُترَفِ البــــضِّ
لا تقــــع العين على مثلــــه
إلا عــلى شاطئــنا الفــضي
صفو الينابع، وصحو المدى
وعنفوان السوسن الغضِّ
تــــــــــرد: أمين نخلــــــــة؟!
وأقـــــــــــــــــــــــــــــــول: لا!
وعلى هذا المنوال يمضي أبو يارا (رحمه الله تعالى) حتى يكشف عن لغزه في شخص الفقير لعفو ربه، ناقل هذه السطور.
في ذلك العدد نشر لي مقال عنوانه: (خالد الفرج.. مطارحات وقصائد لم تنشر)،
وبعد مرور 34 سنة يتفضل الأستاذ محمد السيف بتكليفي بتأليف كتاب عن خالد الفرج، فكان الكتاب رقم 322 من منشورات المجلة العربية بعنوان: (خالد الفرج شاعر الملك عبدالعزيز في الخليج)، فنعم المصادفة، إن كانت هذه مصادفة.
ولعل من جميل الصدف أيضاً أنها اختارتني لكتابة مقال عن القطيف قديماً وحديثاً، فنشر في العدد 373، صفر 1429هـ، بعنوان: (القطيف والخط.. رماح ضاربة في أعماق التاريخ)، جاء فيه: (لقد تعاقب على هذا البلد حضارات، وتداوله أقوام وأمم شتى، ومع ذلك لم يحظ بما يستحق، من اهتمام الباحثين).
ولا أدري ما الذي أغرى أحد لصوص الأدب بسرقته، ونشره في موقع كان جزاؤه أن دمر لسبب غير معروف.

ذو صلة