تعد المجلة العربية نافذة ثقافية متميزة في تنمية وتعزيز الثقافة العربية بما يتجاوز الحدود الوطنية من دولة لأخرى على امتداد العالم العربي، كما تتوجه المجلة عبر أعدادها الشهرية لقاعدة عريضة من الجمهور العربي في كل مكان، متخطية بذلك كل الحواجز الأيديولوجية والدينية والعرقية والسياسية، وفي الوقت ذاته تتجاوب المجلة مع قضايا وهموم الإنسان العربي في كل مكان دون أن تكون محصورة في قضايا محلية ضيقة، حيث إن أغلب الملفات المطروحة تخاطب قواسم مشتركة من الاهتمامات والأفكار في كافة البلدان العربية. والعنصر الحاسم في نجاح المجلة لتحقيق هذه الغاية ينبع من فلسفة للعمل بالمجلة قائمة على قاعدة إنسانية في إثارة القضايا والموضوعات التي تهم القارئ العربي، وهذا ما يجعل كثيراً من القضايا المطروحة عربية وذات بعد إنساني في الوقت ذاته.
ونجحت المجلة على مدى سنوات طوال في إتاحة الفرص لكثير من الكتاب والمبدعين العرب من مختلف البلدان العربية ومن مختلف الفئات النوعية والعمرية والمعرفية للكتابة والحوار وتبادل الرأي، وقد ساهم ذلك في تعزيز وجود تيار فكري وثقافي وفني عربي قادر على التواصل وإثراء نوع من الثقافة العربية المنفتحة على العالم والمتفاعلة مع مستجدات العصر في كافة مجالات المعرفة والثقافة والعلوم والآداب والفنون.
يجمع المحتوى المنشور بالمجلة بين العمق في الفكر والبساطة في الطرح والإبهار والتشويق في الطباعة وتصميم الصفحات والجمع بين النصوص والصور بما يتناسب مع القارئ العام العربي، وبالأخص من الشباب. ورغم الاعتماد على مجموعة من أبرز المفكرين والكتاب والمبدعين في طرح القضايا والموضوعات، فإن السياسة التحريرية للمجلة نجحت في تجنب الوقوع في لغة نخبوية ضيقة قاصرة على النخبة المثقفة، وحافظت المجلة على أن تكون منصة ثقافية عربية عصرية تخاطب العقل والوجدان برقي ودون صور الابتذال المطروحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
* أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة