ما تزال الصحافة العربية الورقية تكابد صامدة من أجل وجودها، ومن أجل المسار الثقافي، رغم التكاليف المادية المتفاقمة، ورغم التطور التكنولوجي.
إن كثيراً من الجرائد والدوريات والمجلات أفلست وغابت عن الساحة الثقافية، وفي المقابل هناك مجلات مازالت محافظة على وجودها وإشراقها وفرضت نفسها في الأقطار العربية وبين القراء، ومنها المجلة العربية.
ولسائل أن يسأل عن مدى إشعاعها؟
في الحقيقة تضافرت عدة عوامل مبهرة، منها العامل السياسي، إذ لا يخفى على أحد أن السلطة السياسية في المملكة العربية السعودية جادة ومشجعة ومدعمة وساعية بكل إرادة إلى تعزيز الثقافة العربية وتوطيدها بين الأمم.
أضف إلى ذلك فسح المجال للكتاب والقراء على حد السواء في نشر الآراء والأفكار والدراسات، كما عملت المجلة على إعطاء أهمية لعلماء وأدباء ومفكرين لنشر آرائهم أمثال محمد عابد الجابري ومحمد أركون وعبدالله العروي والدكتور ضياء الكعبي والشاعرة السعودية الدكتورة أشجان هندي والكاتبة رضوى عاشور والدكتور عبدالعزيز المانع ومحمد عواد.. والأمثلة عديدة.
وفي الحقيقة فإن مواكبة الأعمال الأدبية، ومناقشة القضايا الثقافية؛ سمحا للمجلة بأن تتبوأ مكانة مهمة في المكتبة العربية، ثم أصبحت مركزاً ثقافياً أكثر شمولية لكل الأجيال، من مختلف الفئات العمرية، الأطفال والشباب والكهول.
ورغم أن المجلة العربية حديثة، إذ هي تأسست سنة 1974، فهي تعتبر عريقة، ومرجعاً مهماً للقارئ والباحث والدارس. ولها مساهمة جادة في الأدب والفنون والعلوم الإنسانية، وبالتالي جديرة بالتنويه والتشجيع في كل البلدان العربية والأمم والشعوب المتحضرة.