سوف تظل المجلة العربية السعودية منارة إعلامية لا تقارن ولا تضاهى في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة العربية. وستظل الخيمة والوتد بحسن إدارة وإشراف مسؤوليها الأنوار، ونخبة نيرة من الأقلام المتميزة المؤمنة بأن الصحافة الورقية هي الأصل والحجر الصلب الذي يبقى شامخاً رغم تعدد الوسائط وتقدم التكنولوجيا.
ولقد عايشت أزماناً متعددة من الإبداع الصحفي والثقافي في هذه المجلة الرائعة التي يجد فيها القارئ العربي نفسه، ويجد فيها المطلع روحه، ويجد فيها المثقف عمقه.
إنها مجلة متفردة في الزمان والمكان، فيها روح، وفيها إبداع، وفيها إخراج أنيق، وفيها إتقان.
وتُعتبر مجلة المجلة العربية من آخر القلاع الصّامدة في الصّحافة الورقيّة التي يحاول البعض تصوير الصحافة الورقية على أنّها من الماضي وغير مواكبة للعصر، وأنّها مملّة وغير ذات جدوى. وكل ذلك هراء، وإن كنّا نعترف بفضل الإنترنت ووسائل الاتّصال الحديثة في المعلومة الحينيّة الجذّابة بالضّغط على زرّ؛ ولكنّ ذلك لا يلغي أبداً جاذبيّة الجريدة أو المجلة الكلاسيكيّة، خصوصاً وهي تصدر بشكل شهري متواصل ومستمر منذ عقود، في إخراج جميل، وتواكب الأحداث، فتمتع وتثقّف، وتقوم بدورها الإعلامي أحسن من بعض التلفزات أو حتى المواقع الإلكترونية.
مازالت مجلة المجلة العربية تناضل وتصدر كل شهر، وتهزنا هزاً لطيفاً رائعاً إلى زمن الصحافة الورقية الجميل. ومازالت المجلة الجميلة تسمح لنا بمواصلة هذه المتعة، وهذا الزمن الجميل الذي يكاد يندثر مع اختفاء عناوين عربية عريقة. ولعلّنا نعتب على المجلة ثراءها الذي يرهقنا لما نقرؤها، وقد يستمرّ الأمر بنا بين الصفحات إلى أكثر من 4 ساعات، وهل نعتب على المتعة والثراء؟!
إنّ المجلة العربية من أجمل ما نعمّر به يومنا كل شهر، وليتها تصبح كل أسبوع وحتى كل يوم.
برافو، لأهل الدّار ولأسرة مجلة المجلة العربية التي تصدر أيضاً بالصيغة الإلكترونية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يبقى للورق رونق خاص، وفي كلٍّ خبر، وفي كل صورة، وهي المجلة الأولى انتشاراً في العالم العربي، وتجمع ما تحويه صفحاتها بين المتعة والإخبار والثّقافة. في زمن قلّت فيه الثّقافة وفسدت فيه القراءة والكتابة بلغة فيسبوكية هجينة ركيكة لا تمتّ للغة العربية بصلة.
تحيّة عرفان وتقدير إلى هذه المجلة الرّاقية التي تسبح ضدّ تيّار الاندثار والانهيار والتي تفيدنا كل شهر. وتحية إلى المملكة العربية السعودية التي تؤمن بقيمة الحرف والكتابة والإبداع الصحفي. شاكراً وراجياً وداعياً ومعترفاً بالفضل.
* مخرج تلفزيوني تونسي