أمراً بالمعرفة ونهياً عن الجهل.. صدرت (المجلة العربية) إنفاذاً لأمر سام من الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود؛ والآن تمتد تحت ظل عهد الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتحتفي ونحتفي معها بمرور نصف قرن على استمرارها.. إلى ما بعد نصف قرن إن شاء الله.
من يومها، أشرقت على سماء الثقافة الإنسانية شمس المجلة العربية من (رياض) السعودية -على غرار إشراقة شمس العرب على العالم، كما جاء في إحدى مقالات العدد الأول-، وإلى اليوم تتوالى الإشراقات تنير أذهان القراء القدامى والجدد، سواءٌ أَ ألِفوا الطبعة الورقية أم عرفوا الطبعة الإلكترونية.
تضيف إليهم كل مستجد عن مختلف الشؤون ومجمل الفنون شعراً ونثراً، علماً وفهماً لما يبتكر العقل البشري من ذكاء اصطناعي مع غيره من ابتكارات.. وكما تهتم بالمستقبليات تجدد عرض التراثيات.
تواكب الحديث وتعتز بالتراث وتهتز للأحداث الجسام بأقلام أشهر الأعلام وكبار الضيوف من مختلف الجنسيات.
على صفحاتها تتوسد حروف القصص زواياها، وتتصدر كلمات الشعر (ديوان العربية)، وتتنزه النفوس في وادي الذكريات، وتطوف العيون حول الآثار، وتجوب العقول آفاق التاريخ وحوارات الفكر. وتستخلص دراسات العلوم.
إن لهذه المجلة الرائدة سيرة ومسيرة حافلة تعهدها بالرعاية والإضافة رؤساؤها (كُتاب السِيَر) من أول رئيس تحرير منير العجلاني إلى محمد بن عبدالله السيف مع ما أضفاه من بينهما -مِن رؤساء التحرير والزملاء الأفاضل- مِن لمسات إبداع واحترافية مهنية وتطورات تقنية.
لم يكن صدور ما يقارب الستمئة عدد والثلاثمئة كتاب، محاكاةً لمجلات أسبق إلى الصدور في مواطن عربية رائدة أخرى، إذ لكلٍ خاصيته وميزته.
ولئن لحقت المجلة إلى الإصدار والانتشار فقد سبقت سابقاتها ولاحقاتها في محتوى الأفكار؛ تجسيداً لحراك ثقافي إنساني يعتمل في بلد عربي كبير ورائد، مجتمعه مثقف فاعِل، يهتم به كونٌ متأثر بما يدور وسط هذا البلد وما يلِد من عطاء حضاري ويشهد من تحولات مذهلة.
ترفد المجلة العربية ركاب قطار الثقافة العربية السعودية، والعقل الإنساني عامة، بما يتجاوز آلاف الكلمات في العدد الواحد بملايين الكلمات في منشورات ومطبوعات لكل الأعمار والفئات. فالطفل من (علوم العربية) يتعلم، والمرأة من (مجلدات العربية) تستزيد. والخبير من (سلاسل العربية) ينهل.. أَكانت ترجمة أم تأليفاً أو مفاهيم أم ريادة.
يكفي المتابعات والمتابعين الجدد، أن يطلعوا على إصدارات المجلة الملحقة ليكتشفوا مقدار الثراء المعرفي والانفتاح الواسع على شتى أنواع العلوم مع استخدام مستجدات طرق النشر من إلكتروني ومطبوع؛ هذا فضلاً عن تطويع وسائل الإعلام الجديد من تواصل اجتماعي وسبل اتصال لكي تبث هذه الإصدارات.
مع شديد اعتزاز بخدمة مجالات التوثيق وتقديم الدراسات والبحوث والمقالات المختصة عنها.
إنها بكل دأب تحث على صون وحفظ أرشيف الذاكرة العربية وتغطية كل ما يستحق الإضافة والمعرفة.
إلى ما بعد نصف قرن من العطاء المتميز.. جديرٌ بهذه المجلة أن تستمر وتُستَثمَر وتتطوّر أكثر، صوناً لرسالةٍ أصيلة وتمثيل رفيع للثقافة العربية السعودية.
*كاتب ومستشار إعلامي يمني