سِرْ حَيْثُما سرت السَّماءُ كمَا تَرى وَالأرضُ قاموسُ الحياةِ وَما جَرى
شَتَّى هِيَ الصَّفحاتُ إلَّا أنَّها اشتَمَلَتْ كتاباً وَاضحاً وَمُيَسَّرَا
وَهِيَ الحياةُ هِيَ الحياةُ كتابُهَا وَهُوَ الثَّرى أينَ اتجهْتَ هُوَ الثَّرى
تَتَغيّرُ الأحداثُ عَنْ أشخاصِهَا وَالشَّكلُ وَالمضمُونُ.. لنْ يَتَغيَّرا
وَتَظلُّ دُنيا النَّاسِ تُشْبهُ ناسَهَا وَالنَّاسُ ذاكرةُ المدائنِ.. وَالقُرَى
مُذْ كانَ آدمُ ذاتَ حُلْمٍ وحدَهُ وَفَمُ المدَى للحُلْمِ كانَ مُفَسِّرا
إذْ كانَ يَحلُمُ أنْ يُؤانسَ روحَهُ إنسٌ.. ليَبْتَكِرَ الحياةَ مُبَكِّرا
يومَ استجابَ اللهُ رغبةَ آدمٍ أوحَى إلى معناهُ معنًى آخَرَا
لمْ يكتمِلْ معناهُ، إلَّا حينما غدَتِ الحياةُ مُؤنَّثاً، وَمُذَكَّرا
فَبَدَتْ سماءُ الأرضِ أكثرَ زُرْقَةً وَابتَلَّ وجهُ الطِّينِ حتَّى اخضَوْضَرا