مجلة شهرية - العدد (576)  | سبتمبر 2024 م- ربيع الأول 1446 هـ

أُسارى أشيائِهم

للبُيوتِ القديمةِ، والطُّرُقِ الضيِّقَةْ
للحواري التي انهمرتْ بالبكاءِ
وما مسحَ الدَّمعَ منها أحَدْ
الدموعُ التي لا تُرَى نَبلةٌ تتوغَّل خلفَ الجَسَدْ
...
للخُطى وهي تسألُ ذاكرةَ الرَّمل عن بابها
للقُرى حينما خلعتْ ثوبَها المتشبِّعَ بالدُّخنِ
والزَّعفرانِ،
و(بالحَمسَةِ) الفاضحةْ
فغدت تزدهي في ثيابٍ بلا رائحةْ
...
للحنين المراق على نخلةٍ تتساقطُ شيئاً فشيئاً
لكلِّ (المناسي) التي التهبتْ في مكانٍ قصيٍّ من الرُّوحِ،
فانفجرَ الماءُ، ماءُ القصيدةِ
ثمَّ امتزجنا، فكُنَّا عصافيرَ للشَّجرِ المُتهالِكْ
للمزيج المعتَّقِ
نفتحُ بوَّابةً، ومسالكْ
...
نسفح العمرَ، كي يتحرَّر صخرٌ، فينحلُّ في النَّهرِ..
يشدو، ويرقصُ..
يرمي، ويقنُصُ
لكنَّ نهراً على باب بيتي تصخَّرْ
نسفحُ العمرَ ثانيةً، كي يُحرَّرْ
نسفح العمرَ عاشرةً غير أنَّا أسارى لأشيائنا:
الذِّكرياتِ..
انهمارِ الطفولةِ..
ليلِ الرِّفاقِ..
الحكاياتِ..
أولى الصباباتِ تلك التي لا تعودُ سوى وَمضةٍ هارِبةْ
كيف للبحرِ أن يتحرَّرَ من موجِهِ المتحرِّرِ منهُ؟!
وكيف له أن تقاوم كفَّاهُ لحظتَه الغاربةْ؟!

ذو صلة