مجلة شهرية - العدد (577)  | أكتوبر 2024 م- ربيع الثاني 1446 هـ

لا أبا لك

(رسالة إلى عرقوب من أبيه)

قُلْتُ: اتَّخِذْنِي والِداً!        صِحْتَ: اتخذتُكَ: (لا أَبا لَكْ!)
فصَحَوْتُ أَضْحَكُ، يا بُكا        ئِي، إِذْ بَكَيْتَ، فما رَثَى لَكْ!
* * *
يَا قَلْبُ، مَالَكَ هكَذا؟        يا كَلْبُ، مالَكَ؟ مَنْ أمالَكْ؟
أَوَما أَتاكَ بِأَنَّ حا        لكَ لِـ(ابْنِ آوَى) قد أَحالَكْ؟
أَمْ هَلْ بَدَا وَجْهُ (السَّمَوْ        أَلِ) مِثْلَ (عُرْقُوْبٍ) حِيالَكْ؟
فرَسَفْتَ في أَغْلالِ ما اجْـ        ـتَرَحَ الجُذُوْرُ فما أَقالَكْ؟
أرَضِيْتَ بِالأَطْلالِ ذِكْـ        ـرَى مِنْ حَبِيْبٍ؟ بِئْسَ ذا لَكْ!
فلْتَستَّفِقْ مِنْ أَمْسِ، واخْـ        ـلَعْ مِنْ غَدٍ أَبَداً خَيالَكْ!
* * *
إِنَّ الأُبُوَّةَ كالبُنُوَّ        ةِ: آيَتانِ، بَرَتْ مِثالَكْ
اقْرَأْ أَبَاكَ، تَجِدْ بِعَيْـ        ـنَيْهِ -وإِنْ تَكْمَهْ- عِيالَكْ
واكْتُبْ بَنِيْكَ قَصائداً        مِنْ لَذَّةٍ، واسْكُبْ جَمالَكْ
اِغْرِسْ بِهِمْ ما تَشْتَهِي        أَنْ تَجْتَنِي، وامْلَأْ سِلالَكْ!
* * *
هَيْهاتَ تَرْفَعُ حاجِباً،        والعَيْنُ شَكْرَى، عُبَّ آلَكْ!
اِمْهَدْ لِجَنْبِكَ كَوكَباً،        وانْقُشْ على الشِّعْرَى سُؤَالَكْ:
أتَرَى صَواعِقَ نَصْلِكَ الثَّـ        ـاوِيْ مُجَدِّدَةً نِصالَكْ؟
وتَرَى وِصالَ عَشِيْقَةِ الشِّـ        ـعْرِ الشَّذِيِّ شَرَى وِصالَكْ؟
لِتَقُولَ، إِذْ أَزِفَ القُفُوْلُ،        وشِمْتَ في الأَقْصَى هِلالَكْ:
ما كالجَمالِ جَمالُكَ الْـ        أَرْقَى، ولا يَرْقَى جِبالَكْ!

ذو صلة