يلج إلى مقهى (كافيه 93)، وفي قلبه فكرة تلح عليه، كانت معه في منزله، وركبت معه في المقعد الأمامي، واضعة رجلها اليمنى على اليسرى، وناظرة إلى الأفق البعيد، وبعد مشوار انعطفت سيارته على مقهى كتب على لائحته (كافيه 93)، نزل من المقعد ونزلت معه الفكرة منتشية!
جلس على الكرسي يحتسي قهوته ومازالت تراوده عن نفسها!
وتقول له: أما آن لك أن تصبح روائياً؟!
التفت يمنة ويسرة مندهشاً وهو يلهج بلسانه: كيف يمكن للشاعر أن يصبح روائياً؟!
فقد اعتاد في نصه أن يكون مكثفاً بورق الليل المبلل بالندى، ولغة المجاز تقطر من فم قصيدته، والصورة الشعرية ترسم خيالاً جديداً للكون.
إذاً، كيف سيتحرر من هذه الأدوات، ويركض بخفة النهر، ويفتح نصه القصصي الطويل بالرائي العليم، وبالمكان والزمان، وباللسان الممتد بين الكلمة وشقيقتها الكلمة، وبفوج من الشخصيات المتسربلة في ورق الكون الفسيح!
يئست الفكرة من الشاعر، وغادرت ضجرة إلى شاعر آخر، علها تجد معه ما افتقدته في الأول من نهار في السرد وليل من مرايا الحكاية.