للمجلات الثقافية تاريخ كبير في دعم الثقافة العربية والإسلامية في العالم العربي منذ زمن بعيد. وقد كانت الرسالة والمقتطف قديماً وغيرها من المجلات الأدبية أو الثقافية تحظى بقبول كبير لدى القارئ، إذ إنها تعطيه جرعة مناسبة من الثقافة وتحقق درجة من الإشباع لدى العديد من الطبقات وبخاصة طبقة المثقفين.
ولكن كان السائد في الكثير منها ضعف الإخراج الفني وفقر الغلاف ونوعية الورق ومحدودية الانتشار لارتفاع التكاليف وأيضاً بعض الأحيان عدم الإقبال من فئات كثيرة من المجتمع لعدم الإعلان عنها. وغالباً ما تقف الدولة أو جهات رسمية وراءها، ضماناً لاستمرار رسالتها، ولكن يجب تطوير المحتوى لأنه هو العنصر الفاصل في استمرار أو جذب القارئ. وقد نجحت بعض المجلات في الوصول إلى هذه المرحلة مثل مجلة العربي في الكويت، ومجلة الكتاب في مصر، و(وجهات نظر) ولم تستمر، ومجلة الثقافة وأيضاً مجلات في بعض الدول العربية.
لقد كانت المجلة العربية وماتزال إحدى المجلات المهمة التي تنوعت في محتواها واهتمامها بالتراث والإصدارات العربية من الكتب لتكون جسر التواصل بينها وبين القارئ، ونعتز جيداً بذلك وبمتابعتها، بل نقدم التهنئة بالعيد الذهبي للمجلة التي تأسست بأمر من الملك فيصل رحمة الله عليه، ومازالت شابة بفضل فريق العمل المتميز الذي يحاول دائماً أن يقدم للقارئ الكثير والكثير للارتقاء بالثقافة والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية.
عمر مديد وخطى ثابتة على الطريق لمنارة من منارات الثقافة في عالمنا العربي.
*مستشار النشر بمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة