مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

المجلة العربية.. أداة تنوير وتثقيف للقارئ العربي

لقد ظلت المجلة العربية منبراً ثقافياً شامخاً يتسامى بروح أدبية عالية إلى سماء الإبداع في كل عدد من أعدادها المتواصلة منذ تأسيسها عام 1975م إلى يومنا هذا، وهي تؤسس لفكر إنساني منير، وتنشر أدباً عربياً خالصاً، وتوثق تحقيقات علمية رصينة.
وتجسّدت الأهداف السامية التي من أجلها أنشئت على أرض الواقع، والتي أشار إليها مدير تحريرها الأول د. منير العجلاني: (أما بعد فهذه المجلة العربية هدية جديدة سنية من المملكة العربية السعودية، مهد الإسلام ومهبط الوحي إلى أمة العرب، لتدافع عن حضارتهم وتتمسك برسالتهم، وتُشارك بقوة في نشر الثقافة الرفيعة بين أبناء العروبة، وتُقيم لأعلامهم منبراً مشتركاً تخرج به القلم من ضيق الإقليم إلى بحبوحة الأمة، وتُعرف الناس بالعباقرة والنابهين في كل قطر عربي وتقول لهم إن هؤلاء ليسوا عباقرة القطر ولكنهم عباقرة العرب).
ولقد صدق وعدها الجميل بالدفاع عن العربية من خلال:
1 - تقديم نموذج رفيع المستوى من الكتابات الرائدة في الوطن العربي.
2 - نشر كل بحث مميز عن اللغة العربية وآدابها من مختلف الأقطار العربية.
3 - الالتزام بنشر كتاب العدد الذي يركز على الأعمال المبدعة.
4 - تشجيع المشاركات الإبداعية من قراء المجلة تختص بالشعر والقصة القصيرة.
5 - التفنن في اتباع المعايير القصوى في الجودة اللغوية والمهنية.
يتجلى دور المجلة العربية في المشهد الثقافي العربي كذلك من خلال:
1 - كونها منبراً ثقافياً تشترك فيه كل الأقلام العربية المميزة.
2- تحوّلها إلى ملتقى للتلاقح الثقافي بين مختلف التيارات الأدبية والفكرية دون إقصاء.
3 - إشاعة الثقافة العربية برؤية حضارية راقية.
4 - تقديم خطاب ثقافي واعد يجمع بين ثوابت الأمة، ومقومات الحضارة الإنسانية الحديثة.
5 - ترجمة الأعمال الثقافية والأدبية من اللغات العالمية إلى العربية.
ولقد تجاوز اهتمام المجلة العربية الإطار العربي الخالص إلى ترجمة الأعمال الإبداعية من اللغات العالمية المختلفة، ونقلها إلى اللغة العربية، فتردم الحاجز بين قراء العربية وبين الأعمال المكتوبة باللغات الأخرى.
وبهذا الإنجاز الخالد في مجال الثقافة والأدب تحمل هذه المجلة الميمونة إحدى الرسائل البليغة من المملكة العربية السعودية، فهي رسالة توعية، وتنوير وتثقيف للقارئ العربي بكل وفاء وصفاء.
وبمناسبة الاحتفاء بمرور 50 عاماً على صدور المجلة العربية نهنئ إدارة المجلة على هذا الإنجاز المثالي، ولا يفوتنا تهنئة القارئ العربي في كل مكان والذي عوّدته المجلة العربية كل شهر على تقريب المواضيع الشيقة والمثيرة للتأمل والبحث في المجالات الأدبية واللغوية والثقافية، وكل الفخر للغة الضاد بهذه العناية الكريمة.
على أننا من دول غرب أفريقيا إذ نهنئ القراء العرب بهذا المنبر الشامخ، نستغل الفرصة هنا للتذكير بوجود قراء وأدباء العربية في الغرب الأفريقي، يستحقون العناية والالتفات إليهم عبر أعداد وسلاسل المجلة القادمة عبر ما يأتي:
1 - نشر الأعمال الإبداعية المكتوبة بالعربية في الغرب الأفريقي.
2 - استقبال الآراء والمقالات من قبل كتاب أفريقيا جنوب الصحراء.
3 - تشجيع الأدب العربي الأفريقي.
4 - فتح قناة اتصال فعّال بين إدارتها وبين الأدباء الأفارقة المهتمين بالأدب العربي نقداً وإبداعاً، ولعل ذلك يبدأ باعتماد أكثر من مراسل أو مندوب في هذه المنطقة من العالم الإسلامي الحريص جداً على العربية أدباً وثقافة.
وبهذا تحيط المجلة العربية بكل القراء العرب والمستعربين، علماً أن مصطلح (المستعربين) نستخدمه نزولاً عند رغبة الثقافة الاستعمارية الغاشمة التي روّجت مفاهيم سامّة من شأنها تدمير الداخل أولاً، فالعربية لسان كما يقولون قديماً، ومن تكلّمَ بالعربية فهو عربي.


*رئيس منسقية الجمعيات والمنظمات النيجرية الناطقة بالعربية.                  أستاذ بالجامعة الإسلامية في النيجر.

ذو صلة