مجلة شهرية - العدد (576)  | سبتمبر 2024 م- ربيع الأول 1446 هـ

ما الذي أرجعك؟!

- ما الذي أرجعكْ؟!
- جِئْتُ كالذَّنْبِ حين تَعَدَّى على صَلَواتِ الصوابِ،
وقد مَدَّ عينيْهِ في السَّفْسَطاتِ،
وطَوَّقَ تعويذةً حانيةْ
***
- ما الذي أرجعكْ؟!
- كنتُ أسري على قلقٍ
يَتَكَتَّلُ مثل التَّآويلِ
أَسْتَمْطِرُ (الاستخارةَ)،
كي يبزغَ الكشفُ في لمحةٍ راجيةْ
***
- ما الذي أرجعكْ؟!
- عِشْتُ كالحزنِ
يغمسُ ساقَيْهِ في لُجَّةِ الصمتِ،
إذ يبتغي صَرْحَ عَفْوٍ
يُشَتِّتُ إعياءَهُ بالرُّؤى الحاليةْ
***
- ما الذي أرجعكْ؟!
- ثُرْتُ كالاختناقِ الذي يَتَضَجَّرُ من بُوقِ أضلاعِهِ،
فَتَهَافَتَ بين نواحِ الشَّظايا
بمعركةٍ ضاريةْ
***
- ما الذي أرجعكْ؟!
- ضِعْتُ في غفلةٍ
قد سَرَتْ في سؤالٍ تَخَوَّفَ منْ سِنِّهِ،
فالإجابةُ تُدْمِي كراسي انْزوائي
ولن تُقْمِرَ الأشهرُ العاتيةْ
***
- ما الذي أرجعكْ؟!
- خُضْتُ كالتَّعَبِ المُسْتَجِيرِ بِقَيْلولَةٍ
لم تَعُدْ تحتسي راحةَ الظِّلِّ
في كوثرِ العافيةْ
***
- ما الذي أرجعكْ؟!
- طِحْتِ كالوقتِ
لمَّا تَجَعَّدَ تحت صريرِ الملامةِ
والصَّدمةِ الكاويةْ!
***
- ما الذي أرجعكْ؟!
- صِرْتُ كينونةً
لَطَّخَتْها الوشاياتُ
مُذْ شَوَّهَتْها أفاعي التَّنَقُّصِ
بالسُّمعةِ الطَّافيةْ
***
- ما الذي أرجعكْ؟!
- عُدْتُ كالخاطرِ المُنْطَوي تحت خيبتِهِ،
بعد رؤيتِهِ لِانْهِيَارِ الشُّكوكِ وأفكارِها العاصيةْ!
***
- ما الذي أرجعكْ؟!
- قد وقعنا معاً في فخاخِ انْفعالاتِنا
حينما حَرَّضَ الكبرياءُ حماقاتِهِ القاسيةْ
***
- إنَّنا ضائعانِ
كضائقةٍ تتمادى،
فلمْ تلتفتْ للرَّجاءِ المُذِلِّ وللرَّغبةِ الشَّاديةْ!
***
- وَشْوَشاتُ التَّقاربِ أَلْقَتْ عصاها
فَهاتي الرِّضَى،
كي نُؤَهِّلَ أعصابَنا الباليةْ
***
- إنَّ همسَ التَّرَجِّي اسْتفاضَ الْتياعاً
بِعُرْسِ الحنايا
فلا تكبتي شدوَهُ
بخصامٍ يُهَيِّجُ ألفاظَهُ العَادِيَةْ!
***
- جرعةُ الصَّفْوِ
سوف تُمَرِّرُ أنداءَها
في تجاعيدِ حسْراتِنا،
ثمَّ يأتي التَّوَلُّهُ بالقُبَلِ الرَّاقيةْ
***
إنَّنا مفردانِ على أُهْبَةِ الجَمْعِ
في فرحةٍ راسيةْ
***
- يا..
دعينا نهاجرُ في نرجسِ الصَّفْحِ والضَّحِكَاتِ،
نقولُ ممازحةً: ما الذي أرجعكْ؟!
ثمَّ ندفنُ هذي العبارةَ في قُبْلَةٍ ثانيةْ!

ذو صلة