كتب وقراءات

الكتاب: الفلسفة المعاصرة.. حوارات في فلسفة ما بعد الحداثة
إعداد وتأليف: حسام جاسم
الناشـر: دار ومكتبة عدنان، بغداد، 2024.

فلسفة ما بعد الحداثة هي حركة فلسفية نشأت في النصف الثاني من القرن العشرين بوصفها رد فعل على الافتراضات المزعوم وجودها في الأفكار الفلسفية الحداثية المتعلقة بالثقافة أو الهوية أو التاريخ أو اللغة، والتي تشكلت خلال عصر التنوير في القرن الثامن عشر. طور مفكرو ما بعد الحداثة، مفاهيمَ مثل الإرجاء والتكرار والأثر والواقع الفائق، لتحطيم السرديات الكبرى وأحادية الوجود واليقين المعرفي.
في الكتاب مجموعة أبحاث ومقالات تدور في فلسفة ما بعد الحداثة ومحاورات بين المترجم وبعض الفلاسفة والمفكرين المعاصرين أمثال نعوم تشومسكي، رونالدو مونك، آلا أناتوليفنا رئيسة قسم الفلسفة في جامعة كييف. استهدفت الأبحاث مواضيع متعددة مثل النيوليبرالية والسياسية، النهج الأنثروبولوجي في البوليمولوجيا، المثلية الجنسية في الفلسفة، الفلسفة السياسية، الديمقراطية المطلقة، حول التمشكل لميشيل فوكو، وغيرها من الأبحاث المعاصرة.



الكتـــــاب: إمبراطورية الخطأ
المؤلف: جيرالد برونير
الناشـــــر: صفحة سابعة، الجبيل، 2024.

لماذا يرتكب الناس الأخطاء في كثير من الأحيان؟ بعض أخطائنا رائعة لأنها عالمية، ومتكررة، ويمكن التنبؤ بها إلى حد ما. من خلال العرض الواضح لأحدث الأبحاث، يهدف المؤلف إلى تسليط بعض الضوء على لغز الخطأ الذي له عواقب اجتماعية لا تحصى، كما يتضح من الأمثلة العديدة، المسلية أحياناً، والدرامية أحياناً، المذكورة في هذا العمل.



الكتـــــاب: كيف تتذكر المجتمعات؟
المؤلف: بول كونورتن
المترجم: متيم الضايع
الناشـــــــر: صفحة سابعة، الجبيل، 2024.

نلاحظ أن خبرتنا الحالية تعتمد إلى حد كبير على معرفتنا بالماضي. إننا نختبر عالمنا الحالي بسياق يرتبط سببيّاً بأحداث وأشياء سابقة، أي بالإشارة إلى أحداث وأشياء لا نختبرها عندما نختبر الحاضر. كما أننا نختبر حاضرنا بشكل مختلف، وفقاً لحالات سابقة مختلفة نستطيع ربط الحاضر بها. من هنا تنشأ صعوبة فصل ماضينا عن حاضرنا: لا يعود السبب في ذلك فقط إلى أن عوامل الحاضر تميل للتأثير - ربما يرغب البعض في قول تشويه أو تحريف - على ذكرياتنا عن الماضي، بل لأن عوامل الماضي تميل أيضاً للتأثير على تجربتنا عن الحاضر أو تشويهها. ولا بدّ من التشديد على أن هذه العملية تبلغ أدقّ تفاصيل حياتنا اليومية.

الكتـــــاب: عمّة آل مشرق
المؤلف: أميمة الخميس
الناشـــــر: دار الساقي، بيروت، 2024.

تتدهور حالةُ الجازي الصحية في الرياض، فيواجِه والدُها خياريَن: إمّا الشّروع في حفر قبرٍ لها، وإمّا القَبول بعرض الممرّض الأميركي ماثيو إيدن لاصطحابها إلى مستشفى الإرسالية في البحرين. مرغماً، يوافق على ترحيل ابنتِه للعلاج شرطَ أن يتزوّجها ماثيو ويعتنقَ الإسلام مهراً لها. لكن هناك، في المنامة، تنقلب حياة الزّوجين رأساً على عقب. فماذا حدث ولماذا انقطعت أخبارُهما؟ لغزٌ حاصرَ عائلة آل مشرق لأكثرَ من مئة عام، إلى أن قرّر الشابّ فوّاز كشفه من خلال فيلم سينمائي.



حسن مصطفى صيرفي 1918 - 2008

وزقْزق عصفور وغنّت حمامةٌ
وغرد قمْريٌّ وجاوبه النغري
فسامحت أيامي وفاضت سعادتي
وأنسيت عند اليسر غائلة العسر
لقد نلت ما قد كان أقصى من المنى
وأبعد مني من مخامرة الفكر
أعدت ابتسام القحطاني، بإشراف إبراهيم الشتوي. أطروحة حسن بن مصطفى الصيرفي: حياته وشعره، وتُعد هذه الدراسة أطروحة ماجستير في الأدب والنقد، وذكرت الرسالة أن بلادنا العربية قد زخرت بكثير من الأدباء والشعراء، الذين تميزوا بإسهاماتهم في النهضة الأدبية والثقافية شعراً ونثراً، ودراسة حياة هؤلاء الأدباء، وتُعد من أيسر حقوقهم على طلبة العلم، وهذا من أهم الأسباب التي دعت إلى دراسة الشاعر حسن بن مصطفى الصيرفي. كما أنه من أهم الأسباب التي زادت من الرغبة في دراسة حياة هذا الشاعر الكبير العلمية أن الصيرفي يُعد من الرواد الذين كان لهم جهود في نشأة الأدب الحديث في المدينة المنورة من خلال أشعاره المختلفة، وأعماله الأدبية المتنوعة، والتي من أهمها صالونه الأدبي الفيروزية، ولإشادة عدد من النقاد بشعره، على الرغم من أنه يندرج في إطار القصيدة التقليدية، وعدم وجود دراسة شاملة تتضمن حياة الصيرفي وشعره. وقد تمت بداية البحث بجمع المادة العلمية حول الشاعر وعصره، وقراءة دواوينه، ودراسة حياته الشعرية. ومن أهم الصعوبات التي واجهت طريق البحث قلة المادة العلمية، سواء ما تعلق منها بحياة الشاعر أو بشعره، وأن للشاعر ديواني شعر هما: ديوان (دموع وكبرياء)، و(ديوان شبابي). فقد تم الاعتماد عليهما في دراسة شعره. أما حياته فهناك دراسات قد اقتصرت على كتابة ترجمة موجزة للشاعر وإيراد نماذج من شعره، تختلف من حيث الكثرة والقلة، ومعظمها مادة مكررة، وتناولت هذه الأطروحة في الفصل الأول من فصولها فكرة عن حياة الشاعر والعوامل المؤثرة في شعره. كما تناولت في الفصل الثاني دراسة لموضوعات شعره، وذكرت في الفصل الثالث من فصولها فكرة عن الدراسة الفنية لشعر الشاعر، وذكرت في خاتمتها فكرة عن أهم النتائج التي نتجت عن الدراسة، وأهم التوصيات والمقترحات التي أوصت بها الدراسة في ضوء نتائجها، وذكرت فكرة عن أهم المصادر والمراجع التي تم الرجوع إليها خلال الدراسة، وفكرة عن ملاحق الرسالة.
ولد الشاعر في المدينة المنورة، أسس نادي أحد الرياضي. وهو من مؤسسي أسرة الوادي المبارك التي كانت البذرة الأولى لنادي المدينة المنورة الأدبي، ولد في المدينة المنورة عام 1918م، وفيها تلقى مبادئ العلوم من الكتاتيب وحلقات العلم في المسجد النبوي، وارتاد مدرسة العلوم الشرعية مع استمراره في دروس المسجد، ومن أبرز معلميه والده مصطفى الصيرفي وجدّه صادق الصيرفي، وعمه الطيب العقبي ومحمد الطيب الأنصاري. بعد أن أنهى المرحلة الابتدائية درس في معهد الدراسات الليلي للمعلمين، ومنه إلى مدرسة اللغة الإنجليزية التابعة لوزارة المعارف (وزارة التعليم حالياً).
شارك في تأسيس جريدة المدينة المنورة، وفي إرساء دعائم الفلكلور في المدينة المنورة وساهم في تكوين أسرة الوادي المبارك الأدبية مع عبدالعزيز محمد الربيع وعبدالرحمن رفه، إلى جانب مساهمته في تأسيس النادي الأدبي بالمدينة المنورة، شارك في العديد من اللقاءات الثقافية والندوات الشعرية داخل المملكة وخارجها، متعدد الثقافة، وله عدد من الدراسات التاريخية والطبية الشعبية، وفاز بعدد من الشهادات التقديرية، والميداليات والدروع.
الأعمال الشعرية: قلبي (1961)، دموع وكبرياء (1990)، شبابي (2003).



أوتو رانك (1884 - 1939)

هناك تعنت في الأكاديميا النفسية العربية، بتواصلها العشوائي مع مخرجات مدارس التحليل النفسي الأوروبي والأمريكي، عبر ترجمات ارتجالية مقابل تجاهل منجزات بحاثتها. أوتو رانك طرح تحليلات مميزة:
الفن والفنان (1932)
(الفن والفنان)، بيانه الرئيس حول علاقة الفن بالفرد والمجتمع، يتابع في سياق ثقافي أوسع أفكار فرويد حول الفن والعصاب، وكان له تأثير مهم على العديد من الكتاب والمفكرين في القرن العشرين، بدءاً من هنري ميلر وأنيس نين.
يستكشف الفن والفنان الرغبة الإنسانية في الإبداع بجميع جوانبه المعقدة، ليس فقط من حيث الأعمال الفنية الفردية ولكن أيضاً من حيث الدين والأساطير والمؤسسات الاجتماعية. استناداً إلى معرفة رانك في علم النفس والتحليل النفسي، فإنه يمتد على نطاق واسع عبر الأنثروبولوجيا والتاريخ الثقافي، ويصل إلى ما هو أبعد من علم النفس إلى فهم واسع للطبيعة البشرية.
ما وراء علم النفس (1966)
يستكشف الرتبة نهاية الوجود الإنساني: الخوف من الموت، والرغبة في الخلود، وطبيعة الحياة الجنسية، وأساس الشخصية، وطبيعة التنظيم الاجتماعي، والحاجة إلى الحب، ومعنى الإبداع. ويشير إلى فشل الأيديولوجيات العقلانية في التعامل مع عدم الاستقرار في نظامنا الاجتماعي، والافتقار إلى المُثُل المقبولة عموماً، والعداء، والخوف، والشعور بالذنب التي يبدو أنها تميز حضارتنا. يسعى رانك إلى فهم المشاكل الإنسانية الأساسية ليس من خلال رفض اللاعقلانية ولكن من خلال قبولها كحقيقة حتمية للوجود الإنساني.
بعد نقد مفصل لعلم النفس العقلاني، قام بفحص أسطورة المزدوج في الأسطورة والأدب من أجل التحقيق في تطور المثل الأعلى للروح، وهو يتتبع انعكاس خوف الإنسان من الدمار النهائي في المنظمات الاجتماعية والأيديولوجيات والمفاهيم. الشخصية والأدوار الجنسية والدين. من بين المواضيع التي تم بحثها في هذا التحليل البحثي: الملكية والمشاركة السحرية، مؤسسة الزواج، السلطة والدولة، المسيحية، عقيدة الولادة الجديدة، نوعان من الحب (أغابي وإيروس)، خلق الذات الجنسية، الأنثوية. علم النفس والأيديولوجية الذكورية، وعلم النفس ما وراء الذات.
يعد أوتو رانك (1884 - 1939) محللاً نفسياً وكاتباً وفيلسوفاً نمساوياً. ولد في فيينا، وكان أحد أقرب زملاء سيغموند فرويد لمدة 20 عاماً، وكاتباً غزير الإنتاج في موضوعات التحليل النفسي، ورئيس تحرير مجلتين تحليليتين رائدتين في ذلك العصر، والمدير الإداري لدار نشر فرويد، ومنظراً ومعالجاً إبداعياً. في عام 1926، غادر رانك فيينا متوجهاً إلى باريس، وعاش طوال بقية حياته حياة مهنية ناجحة محاضراً وكاتباً ومعالجاً في فرنسا والولايات المتحدة.
الأعمال النفسية:
أسطورة ميلاد البطل، ملحمة لوهينجرين (أطروحة الدكتوراه)، سفاح القربى في الأدب والأسطورة، أهمية التحليل النفسي للعلوم الإنسانية (مع هانز ساكس)، (الحلم والشعر) و(الحلم والأسطورة) في كتاب سيغموند فرويد تفسير الأحلام، صدمة الولادة، الأهداف التنموية للتحليل النفسي (مع ساندور فيرينزي)، المزدوج، أساسيات علم النفس الوراثي القائم على التحليل النفسي لبنية الأنا - ج 1، أساسيات علم النفس الوراثي القائم على التحليل النفسي لبنية الأنا، الجزء الثاني: تصميم الشخصية والتعبير عنها، الحقيقة والواقع، (تقنية التحليل النفسي): المجلد الثاني (رد الفعل التحليلي في عناصره البنائية) والمجلد الثالث (تحليل المحلل ودوره في الوضع العام) ، اعتقاد الروح وعلم النفس علم النفس والروح، الفن والفنان، التعليم والنظرة العالمية: نقد للفلسفة...وغيرها.



الكتــــــاب: نهاية المجتمعات
المؤلف: آلان تورين
المترجم: عبدالرحيم حزل
الناشــــــر: دار الأمان، المغرب، 2024.

هل يجب علينا أن نقبل انحدارنا، كتخفيف من إحساسنا بالذنب لأننا أخضعنا قارات هي (اليوم) في قمة نموها، وهو إحساس يستحق مع ذلك تأنيباً أكثر إيجابية لنا ولشعوب هذه القارات على السواء؟
لسنا ملزمين بالاختيار بين عقلانية مهيمنة وغازية، وبين رجوع إلى الطبيعة. علينا أن نوحد بقوة متزايدة بين كونية حقوق الإنسان والعقل من جهة، وبين تعدد التواريخ والثقافات، ومتطلبات محيطنا البيئي، والكرة الأرضية نفسها التي تهددها فوضانا وتجاوزاتنا من جهة أخرى. لماذا علينا أن نختار بين التوازن والحركة، بين الكونية والتعدد؟ إنه بإمكاننا، إذا كنا نرغب في ذلك فعلاً، أن نعيش جميعاً، متساوين ومختلفين، يجمع بيننا الاحترام المتبادل.
إن ما أشعر به، ربما أكثر من غيري، هو التخوف من السقوط المحتمل. ربما يرجع السبب إلى كوني عشت أثناء المراهقة، وأنا في سن الرابعة عشرة، الكارثة التي عرفتها بلادي، وأنني سمعت بإحدى قرى وسط فرنسا إعلان بيتان عن استسلامه، وأنني شعرت بهذا الخليط من العار والارتياح الجبان من حولي، والذي ظل يلازمني بحضوره المنذر بالخطر، مثل الإعصار.
أمام عجز الحكومات، وأمام غياب الفاعلين الاجتماعيين، كيف لا نلتفت إلى أنفسنا نحثها على الشجاعة والأمل، وعلى الرغبة في الفعل، وعلى الجهد من أجل الإبداع والتجديد والتحديث؟ فذلك وحده ما ينتشلنا من براثن الضياع الذي قد يقودنا نحو الجحيم، ما لم نتمكن من تجنبه. فكثيرة هي الحضارات التي غطتها الرمال، أو هدمها الغزاة، حين انقسمت إلى ممالك متطاحنة. من المؤكد أن الفشل أو السقوط ليسا قدراً لا مفر منه. ولكن أولئك الذين لا ينظرون بتبصر إلى المخاطر التي تهددنا، يجردوننا من أسلحتنا، ويخدروننا بالألعاب والأخبار العابرة، ويجعلون أعداءنا أكثر جرأة، وهم أعداء يوجدون فينا مثلما يوجدون حولنا.
ليس علينا أن نستنجد بالأسلحة، ولا بالقانون أو بالثورة، وإنما بالوعي بذواتنا، وبالاقتناع بأن أخطر أعدائنا اليوم هو انعدام الوعي لدينا، وهو بحثنا عن أكباش فداء، وهو ضعف إرادتنا للحياة، وهو ضعف حبنا للمساواة والحريات. أنا حذر تجاه تقديس الشباب أو تمجيد الشيخوخة وما راكمته من تجارب. ولن يفيدنا في شيء أن نحتمي بمقولة أو بشخص يرعانا أو يفترض أنه سيرعانا.
إن تغيير طريقة التفكير أو طريقة العيش أصعب من تغيير نظام الحكم أو تغيير نحو اللغة. فمنذ أن أحسسنا بأننا نملك ما يكفي من القوة فما عدنا نتصور أنفسنا كمخلوقات للإله ولكن كخالقين للإله، حينذاك انسقنا وراء فكرة أن نتوارى من تلقاء أنفسنا (متنازلين عن حريتنا في الاختيار)، وأن نتماهى مع أعمالنا، مع آلاتنا، مع قراراتنا السياسية - وخاصة مع معارفنا. لقد اقتنعنا بأن قوتنا تكمن في فكرة الحتمية التي علينا أن نستسلم لها، لأن لغتها ليست لغة المعتقدات أو لغة العواطف الشخصية. (ولكن) كيف يمكن أن نحدد وضعيتنا الراهنة التي أعتبرها اليوم وضعية ما بعد -اجتماعية أو ما بعد- تاريخية، بعد قرن أو قرنين من تشكل ما سمته كتبنا التاريخية القديمة بالعالم الحديث، العالم الذي ولد مع الثورة الفرنسية كما يقول الفرنسيون، أو مع حركة الإصلاح كما يقول الألمان، أو مع حركة النهضة كما يقول الإيطاليون، أو مع الثورة الصناعية والإمبراطورية البريطانية كما يقول الإنجليز، أو مع استقلال أمريكا كما يقول الأمريكيون، أو مع بداية عصر ميجي كما يقول اليابانيون، هذا العالم الذي اعتبر هوياتِنا تماهياً تاماً مع أعمالنا.



الكتــــــاب: كيمياؤنا القديمة.. كواليس 8 اختراعات غيرت شكل العالم‎
المؤلــف: أينيسيا راميريز‎
المترجـم: إسلام نبيل منسي
الناشـــــر: أقلام عربية للنشر والتوزيع‎، القاهرة، 2024

تصف المؤلفة أينيسيا راميريز كيف قام الأفراد بتشكيل عدد من المواد المختلفة، وكيف شكلت التقنيات الناتجة التي استخدمت هذه المواد بدورها المجتمع. باختصار، كيمياء المادة تولد كيمياءنا.
تكتب راميريز: (بشكل عام، تسعى Alchemy of Us إلى إنشاء اتصال جديد بالعالم والتاريخ وبعضنا البعض. لا شك أن الارتباط بين العلم والثقافة قد يبدو مفهوماً متطرفاً، ولكن عالمة اجتماع مثقفة من القرن العشرين تدعى مادونا تغنت به عندما رددت أننا نعيش في عالم مادي. ولكننا لا نعيش في عالم مادي فحسب، بل إننا نرقص مع هذه المواد أيضاً. نحن نشكلهم، لكنهم بدورهم يشكلوننا).
هناك ثماني قصص قصيرة لثماني فئات من المواد، ولكل منها موضوع مشترك يتم سرده في فصول منفصلة. كان من الممكن تقديم القصص بطريقة عادية من خلال التعريف بكل مادة، وشرح كيفية اختراعها أو تطويرها، وتحديد المنتج أو المنتجات التي تم تصنيعها بها، وأخيراً الكشف عن كيفية تغيير المنتجات للمجتمع. بدلاً من ذلك، يروي المؤلف ثماني قصص مقنعة من خلال نسج أربع أو خمس مقالات قصيرة تبدو متباينة حول كل مادة تتضمن تجارب شخصية للأفراد الذين أنشأوا أو استخدموا أو تأثروا بالمواد والمنتجات التي نتجت عنها. في نهاية كل قصة، تجتمع المقالات القصيرة بطريقة ما لتحكي قصة مثيرة للاهتمام وغنية بالمعلومات ومتماسكة حول كيفية تغير المجتمع.
على سبيل المثال، تشرح القصة القصيرة الأولى بعنوان (تفاعل) (كيف أن الساعات الأفضل، التي أصبحت ممكنة بفضل النوابض المعدنية الصغيرة والأحجار الكريمة المهتزة (بلورات الكوارتز)، ساعدتنا في الحفاظ على الوقت، ولكنها جعلتنا أيضاً نفقد أثر شيء ثمين). أينيسيا راميريز تجعل القصة تنبض بالحياة من خلال البدء بمقالة صغيرة عن روث وأرنولد. كان لدى روث بيلفيل (1854-1943) شركة في لندن تبيع الوقت الدقيق لسكك الحديد وصائغي المجوهرات والصحف وغيرهم ممن يحتاجون إلى وقت دقيق للغاية. كانت تستيقظ مبكراً كل صباح وتسافر إلى المرصد الملكي في غرينتش لتضبط ساعتها. تفاعلت روث وساعتها أرنولد عالية الجودة مع عملائها حول المدينة أثناء قيامها بجولاتها اليومية. تنتهي المقالة القصيرة بالإشارة إلى أنه من خلال توفير وقت دقيق للعملاء، غيرت روث وآخرون عادات المجتمع وكيف أصبحوا يعيشون حياتهم على مدار الساعة - وعلى وجه الخصوص، عادات نومهم.
أينيسيا راميريز مؤلفة الكتاب الحائز على جائزة The Alchemy of Us (مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا). تخرجت من جامعة براون وحصلت على درجة الدكتوراه في علوم وهندسة المواد من جامعة ستانفورد. بدأت الدكتورة راميريز حياتها المهنية كعالمة في مختبرات بيل في موراي هيل، نيوجيرسي، وأصبحت فيما بعد أستاذاً مشاركاً في الهندسة الميكانيكية في جامعة ييل. ومع ذلك، فإن أينيسيا راميريز معروفة بأنها بارعة في توصيل العلوم وتكرس جهودها لجعل العلوم جذابة لجمهور واسع. وصل كتابها إلى نهائيات جائزة لوس أنجلوس تايمز للكتاب، وفاز بجائزة كونيتيكت للكتاب بالإضافة إلى جائزة AAAS/سوبارو للكتاب. كتب راميريز لمجلة فوربس، وتايم، وذي أتلانتيك، ومجلة ساينتفيك أمريكان، وقام بشرح العناوين العلمية على شبكات سي بي إس، وسي إن إن، وإن بي آر، وإي إس بي إن، وبي بي إس. بالإضافة إلى ذلك، فهي تتحدث على نطاق واسع حول موضوعات العلوم والتكنولوجيا وألقت محاضرة في TED حول أهمية تعليم العلوم. وهي تقوم حالياً بتأليف سلسلة من الكتب العلمية للقراء الشباب (مطبعة كاندلويك/معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا).