مجلة شهرية - العدد (576)  | سبتمبر 2024 م- ربيع الأول 1446 هـ

تاريخ السيوف في المملكة العربية السعودية

للسيف قيمته التراثية والثقافية والتاريخية، إذ يعد السيف في المملكة العربية السعودية مهماً، حيث تنوعت أشكاله وتعددت استخداماته وكانت منطقة نجد الأكثر شهرة في صناعة السيوف، ومن أشهر صنّاع السيوف في منطقة حائل هو ابن باني. اختلفت وتفاوتت أسعار السيوف من سيف لآخر، وجاء تمييز السيوف العربية في شبه الجزيرة العربية لأن السيف مستقيم وقصير مشابهاً لسيوف الروم، حيث كانوا يضعون السيف على أكتافهم وظهورهم، وفيما كان السيف سابقاً يُستخدم للحروب والمعارك أصبح الآن تراثاً عريقاً ويستخدم للعرضات الملكية مثل العرضة النجدية أو ما تُسمى بالعرضة السعودية، وهذه العرضة هي رقصة شعبية تقام في المناسبات الوطنية والأعياد في المملكة العربية السعودية. وللسيف أهمية بالغة في الحرس الوطني السعودي لأنه يعد جزءاً مهماً في استقبالات السياسة والزيارات، ومن أشهر السيوف في المملكة العربية السعودية، وما زال تاريخه موجوداً، هو السيف الأجرب، سيف الإمام تركي بن عبدالله آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الثانية، اشتهر السيف بصناعته النجدية الأصل، مازال هذا السيف يحمل رمزية وطنية تاريخية عريقة لأزمنة مديدة، جاءت تسميته في أغلب الروايات على أن هذا السيف يتبين على نصله صدأ ويعد من أهم وأشهر السيوف التي تمتلكها الأسرة العريقة أسرة آل سعود، اشتهر الإمام تركي بن عبدالله بقصيدته المعروفة في الجزيرة العربية التي قالها قبل مئتي عام وقد ذكر بها سيفه اعتزازاً وافتخاراً بقوة السيف حيث قال في مطلع القصيدة:
طار الكرى عن موق عيني وفرى
فزيت من نومي طرا لي طواري
يوم إن كلٍ من خويه تبرى
حطيت (الأجرب) لي خوي مباري
وصف تركي سيفه وهو مفتخراً بالخوي أي الصاحب الذي يلازمه أينما حل وأينما رحل، فقد كان السيف شاهداً لجولاته ورحلاته في كل مكان وزمان، وأثناء زيارة رسمية للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في عام 2010م سلم ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الملك عبدالله السيف الأجرب الذي احتفظت به أسرة آل خليفة فترة زمنية طويلة، واختلفت الروايات لكيفية ذهاب السيف الأجرب من أسرة آل سعود إلى أسرة آل خليفة، الرواية الأولى: أن الذي نقل السيف هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الرواية الثانية: أن الإمام سعود بن فيصل بن تركي هو من نقل السيف، أما الرواية الثالثة: أنه الأمير محمد بن سعود بن فيصل دون الإشارة لمصدر الروايات، اختلفت مدة بقاء السيف في البحرين، حيث أشار إلينا عبدالله فيلبي في كتابه الشهير (الذكرى العربية الذهبية) إلى أن الملك عبدالعزيز قام بالتحدث عن سيوف أسرة آل سعود تحديداً حكام الدولة السعودية وذكر أن السيف الأجرب من تلك السيوف وأن الإمام عبدالله بن فيصل قد أهداه إلى أسرة آل خليفة في البحرين، وبعد وفاة الملك عبدالله في عام 2015 سلم أبناؤه السيف الأجرب للملك سلمان ليحفظه من ضمن المقتنيات الرمزية الوطنية التاريخية للمملكة العربية السعودية عبر مرور الزمان، هناك رواية أخرى مختلفة موثقة في الكتب والمتناقلة وهي تقول إن هذا السيف الشهير قد أُهدي إلى الشيخ أحمد بن خليفة من قبل الإمام سعود بن فيصل وذلك كونه شارك في عدة معارك معه وأشهرها: جودة -الوجاج- الجفر، ثم بعد ذلك وصل السيف لاحقاً إلى الأمير محمد بن سلمان آل خليفة ومن بعده جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي أهدى هذا السيف إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وهذه الرواية جاءت مُصدرة من مركز الوثائق التاريخية في مملكة البحرين عن طريق مجلة الوثيقة العدد 60، وكتاب التصدي السعودي للحكم العثماني للأحساء والقطيف. يعد السيف تراثاً عربياً أصيلاً تميزت به العرب عبر التاريخ وسيبقى رمزاً عريقاً طوال الزمان، كما يتميز شعار المملكة العربية السعودية برمز السيف والنخلة.

ذو صلة