مجلة شهرية - العدد (576)  | سبتمبر 2024 م- ربيع الأول 1446 هـ

آمال وأحلام

أصبحنا في عصر التقنية عصر التقدم وعقول الناس كما هي، بل أصبحت أسوأ، أصبح كل ما في قلوبهم حقد، قتل، حروب، كيف يقتلون، يبيدون، يسيطرون، هل هذا ما تعلمتموه؟ هل هذا ما تربيتم عليه؟ يا خسارة كم هو مؤلم في كل يوم تدمير مدينة كذا، سيطرة كذا، ووعد بل حروب وأطفال مشردون وحياة بدأت تنتهي، بالنسبة لهم كم عدد الأطفال بالشوارع، كم عدد الناس العاطلة عن العمل، كم عدد الأيتام، وكم عدد الناس الذين تخلى عنهم آباؤهم بسبب الفقر والظروف، ما ذنبهم أن يعيشوا كل هذا الألم، كل هذا الحزن، بدل أن تكون حياتهم لها أمل وسعادة وطريق للبقاء أصبحت حياتهم تعيسة، ازرعوا الأمل والسعادة في قلوبهم، حاولوا جعلهم يحلمون أن يكون لديهم أهداف يسعون لتحقيقها، أوقفوا العنف والتنمر والعنصرية والقتل والحروب، نريد العيش بسلام. أتمنى لو أستيقظ ذات يوم ولا أسمع تدميراً وحروباً وقتلاً وانفجارات وتشرداً وتخلياً عن أطفال. أريد أن أسأل كل شخص قتل، كل شخص تسبب بهذه الحروب، كل شخص تخلى عن أطفاله: ما شعوركم بعد هذا؟ ما الفائدة إذا قتلتم؟ هل ستأخذون ثأركم أم ستحققون إنجازاً؟ وأنتم يا من تخليتم عن أطفالكم أعلم كل الثقة أنكم نادمون وتتألمون، وأعلم أنكم تخليتم عنهم لأنكم ظننتم أنهم سيعيشون بكل راحة وسعادة لكنكم مخطئون في يوم سوف يعلمون الحقيقة سوف يشعرون بالخذلان يشعرون أن حياتهم كانت عبارة عن كذبة كبيرة، كذبة كبيرة موجعة يحاولون بكل ما لديهم أن يشعروا بتحسن بين ثنايا ذلك الألم القابع داخل قلوبهم البيضاء أريد من كل من فعل هذا تفسيراً مقنعاً مبرراً لكل هذه الفوضى ليس لأحد منكم تفسير أو الجرأة ليقف أمام الملايين ويقول بصوت عال أنا السبب بكل هذا فقط يكتفون بالهتاف واللوم والعتاب دون أدنى إحساس كم أمقت تلك المشاعر تريدون الرحيل احملوا حقائب آمالكم وأحلامكم وإنسانيتكم وكرامتكم وترحلوا لذلك المكان الآمن الدافئ صدقوني إنها الحرية لكن هذا لا يعني أن تقولوا وداعاً للوطن فالوطن داخل أعماق قلوبكم فمعناه ليس بالأشعار أو الكلمات أو الهتافات بالشوارع وداعاً.

ذو صلة