هذا المصطلح من أهم المصطلحات التي ينبغي على كل شخص أن يتعرّف عليه، لما له من أهمية بالغة في الحفاظ على حياته وممتلكاته، فهو يلازمه منذ ولادته حتى وفاته.
فالسلامة هي لفظ السلام، والسلام هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، ينشر الطمأنينة والراحة والأمان. قال الله تعالى: (سَلَامٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ).
وهي لغةً عند صاحب معجم المصباح المنير من سَلُمَ المسافر يسلمُ سلامةً أي: خَلُصَ ونجا من الآفات، وكذلك نجا من التهلكة، قال الله تعالى: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
ومن حيث الاصطلاح تعني الصحة والمعافاة والنجاة من المهالك والعيوب والنقائص، وهي أيضاً: التقليل من الإصابات والخسائر عن الأعمال غير المدروسة.
وهي تحافظ على الضرورات الخمس: سلامة العقل من أية آفةٍ تُعطّل تفكيره، مثل: تعاطي المخدرات. وسلامة النفس من أية آفةٍ تُوردها المهالك. وسلامة المال من أي تلف، مثل: الحريق أو الغرق. وسلامة العِرض من الدنس، مثل: القذف أو الزنا. وسلامة الدين من دخول ما يُفسد اعتقاده، مثل: البدع والخُرافات.
ومن أهداف السلامة أنها تحافظ على الإنسان الذي جعله الله خليفةً له في الأرض، كما أنها تحافظ على المقدّرات الاقتصادية للبلدان وموروثاتهم الثقافية والتراثية، وتُعِدُ الأنظمة والتشريعات والقوانين والعقوبات اللازمة، وتسعى إلى تحديد لغة تخاطب دولية مشتركة لسلامة المجتمعات.
وهناك جهات مسؤولة عن نشر ثقافة السلامة، ومنها:
الوالدان، وذلك بتعزيز مفهوم السلامة بين الأبناء. والمدرسة بتعليم وتدريس مبادئ السلامة للطلاب. والجهات الحكومية والأهلية بالقيام بمراقبة إجراءات السلامة. والمجتمع بكافة فئاته وشرائحه عن طريق العمل التطوعي.
ومن قواعد السلامة الأساسية المتفق عليها دولياً:
اتباع التعليمات والإرشادات والإشارات، فهي أمر مهم وضروري، ومن لا يعرفها يسأل عنها بلا تردد. كذلك المساعدة لإصلاح الأوضاع غير المناسبة، كما أن المساعدة على بقاء كُل شيءٍ نظيف يساهم في المحافظة على سلامة العاملين من مخاطر التعثر والانزلاق. ومن قواعد السلامة الإبلاغ السريع عن الإصابات التي تحدث، إذ يقلل من تفاقمها. ومن كمال اشتراطات السلامة استخدام معدات الوقاية الشخصية من غطاء الرأس وحماية الوجه والصدر والأيدي والأرجل .
وتتعدد المخاطر التي تهدد أمن وسلامة الإنسان، وهي كثيرة نذكر منها: أخطار المنزل والمدرسة والشارع والمصانع والمستشفيات. كذلك تتعدد معدات التدخل السريع عند حدوث الخطر، ومنها: طفايات الحريق بمختلف أنواعها ومهامها، وكاشفات الحريق، والحرارة، والدخان، ومخارج الطوارئ، والجدران والأبواب العازلة للحريق، وفتحات التهوية، وأدوات الحماية الشخصية.
وحتى يعلم الجميع عن الخطط التي تضعها الدول لحماية الأنفس والأرواح، نجدها تنقسم إلى قسمين:
- خطط الإخلاء: وهي خطط توضح كيفية التدخل في الحوادث لإخلاء المصابين من المواقع الخطرة إلى الأماكن الآمنة.
- خطط الإيواء: وهي خطط تُعد مسبقاً لتهيئة الأماكن المناسبة لإيواء النازحين جراء الكوارث والحوادث الكبيرة.
لذا كان لزاماً على كل شخص اتباع إرشادات وتعليمات الجهات المسؤولة عن السلامة على مدار العام، والمبادرة بتقديم المساعدة لمن يحتاجها وفق الأسس والبرامج التي تضعها تلك الجهات، وكذلك الحرص على توعية أفراد الأسرة ومن حولهم من الأقارب والجيران حتى تكتمل منظومة العمل الجماعي ويكون شعارها: السلامةُ أولاً.