يقولُ الفيلسوف سقراط:
عندما كنت صغيراً كنت لا أحب الاستيقاظ باكراً، وكانت أمي تكره هذا التصرف لأنها تريدني أن أصبح مهندساً..
فذهبت أمي معي إلى المعلمة، وكانت قد اتفقت معها على أن تسرد لي قصة عن فوائد الاستيقاظ مبكراً..
- المعلمة: سوف أقص عليك قصة جميلة، وتقول لي ماذا استفدت منها حسناً؟
- سقراط: حسناً..
- المعلمة: كان هناك عصفوران، أحدهما استيقظ باكراً وأكل من الحشرات وأطعم صغاره،
والثاني استيقظ متأخراً فلم يجد ما يأكل!
- ماذا استفدت من القصة ياسقراط؟
سقراط: إن الحشرات التي تستيقظ مبكراً تأكلها العصافير!
وهنا من هذه القصة الطريفة تذكرت أيام الصغر وأنا يافعٌ عندما كنت أنام ملء جفوني وأحب النوم كثيراً بعد يوم متعب، كان أبي -رحمه الله- يصحيني مبكراً كل يوم، وكان يأخذني النوم على حين غرة وغفلة مني فأندس بالفراش وأغرق في لذة النوم، ويعود يضربني ضرباً مبرحاً، ويقول: اصحَ، إن الله يوزع الأرزاق مبكراً على الناس.. ياكسول ياخامل، كنت أرغب بالنوم طويلاً لأني كنت أسهر لوحدي أقرأ (مجلة الشبكة والصياد)، وأتمعن وأتخيل صور الفتيات الجميلات! وأنام والمجلات واحدة بيدي والثانية على الوسادة!
ولم أصدق ولا أستوعب كلام أبي (إن الأرزاق توزع في الصباح على البشر) أبداً، لرغبتي وحاجتي للنوم العميق من أجل الراحة، وكذلك أجد أن هذا الكلام مجرد (استهلاك محلي) للتحفيز والنشاط والحيوية والتحايل على رغبتي وحرماني من النوم ليس إلا!
وحين وقعت بسوء نيتي، قلت لوالدي يوماً وهو يعد القهوة للضيوف، يا أبي، لماذا النعجة تلد مرة واحدة بالسنة الكاملة، وغنمنا كثيرة جداً، أما كلبة الغنم تلد ستة جراء في العام، وكلابنا لازالوا أربعة وغنمنا تجاوزت الألف من رؤوس الغنم!
قال لي: الغنم حين يؤذن الفجر، وقبل طلوع الشمس فجراً، تسير لوحدها تبحث عن الطعام والمرعى، حتى لو الراعي لم يسقِها أو يندبها!
أما الكلب معروف، ينبح كل الليل وينام الفجر (مثلك)!!
لا يحرص على رزقه في الصباح الباكر، فيذهب رزقه لغيره!!
وهنا أسقط في يدي، ومن شدة الحرج والإحباط والخجل، تمنيت أن الذئب يأتي ويأكل الغنم كلها، والكلبة يقتلها الراعي ببندقيته ظناً منه أنها الذئب، وأبي يضرب الراعي ويطرده لكي أستلذ بنومة الفجر لوحدي بدون إزعاج!!