حسن عباس شربتلي.. سفير الثقافة غير المعين
أحمد إبراهيم العلاونة: الأردن
كنت في الصف الثالث الإعدادي عام 1981م، حين أعلمني رفيق دراسة يكبرني بسنة أن سفارة المملكة العربية السعودية ترسل كتباً بالمجان لمن يطلب منها، وأخبرني عن الطريقة بأن أرسل إلى عنوان: وزارة الخارجية، سفارة المملكة العربية السعودية. ويا له من خبر سعيد، لأني ورفاق المدرسة لم نكن قادرين على شراء الكتب إلا في النادر جداً، فكتبنا إلى السفارة السعودية، فلم يخب ظننا، فتوالى وصول الكتب من السفارة وكان من أكثرها انتشاراً كتابان: (إيجاز البيان في سور القرآن)، و(النبوة والأنبياء) كلاهما للشيخ محمد علي الصابوني. وكان لافتاً ما كتب على غلافهما: (طبع على نفقة السيد حسن شربتلي)، فعلق هذا الاسم بأذهاننا.
ثم أخبرني ذلك الصديق أن رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ترسل كتباً مجاناً أيضاً، فكتبنا إلى الرابطة، فوصلني منها كتابان، أحدهما: (روائع البيان تفسير آيات الأحكام) في مجلدين، وهو للشيخ محمد علي الصابوني أيضاً، ولفت انتباهي العبارة السابقة ذاتها على الكتاب: (طبع على نفقة السيد حسن عباس شربتلي). ومن أسف أن صديقي الذي أعطاني عنوان الرابطة لم يصله أي كتاب.
وما زلت أتذكر انتظارنا مقابل مبنى البريد بالسوق التحتاني في العطلة الصيفية وصول حافلة البريد، ننتظر ما تحمله لنا من كتب ومجلات، وكان لونها أخضر زيتياً وفي وسطها خط أبيض، ومكتوب في داخله بالأحمر: البريد الأردني.
ولا أظن أن اسم الشيخ محمد علي الصابوني كان سيحظى بهذه الشهرة لولا السيد حسن عباس شربتلي، الذي طبع كتبه على نفقته ووزعها مجاناً في الآفاق.
ولما اتسعت مكتبتي وازداد اطلاعي اكتشفت أن السيد شربتلي لم يكن يطبع الكتب الدينية على نفقته وحسب، بل تعداها إلى الكتب اللغوية، ومن أشهرها: الصحاح (تاج اللغة وصحاح العربية) للجوهري، بتحقيق أحمد عبدالغفور عطار في سبعة مجلدات، واحد منها مقدمة المحقق، و(المعجم العربي) للدكتور حسين نصار. والكتب التاريخية، ككتاب (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة) لشمس الدين السخاوي. والكتب الفكرية، مثل (العبقريات) لعباس محمود العقاد. ومما لفت انتباهي هو تاريخ طبع هذه الكتب، إذ أغلبها (عدا كتب الصابوني) طبع بين عامي 1956 - 1957م.
والإنفاق على طبع الكتب من أحسن الأعمال، لما فيها من خير كثير دائم لا ينقطع، ويتمنى الكثير من العلماء من يتبنى نشر مؤلفاتهم، وقد رأيت العلامة الدكتور محمود الطناحي رحمه الله، وهو من هو، يكتب في مقال له: (هات لي الآن أميراً أو تاجراً ثرياً يعينني على طبع كتاب من كتبي، وأنا زعيم أن أسمي كتابي باسمه الشريف، بل أجعل اسمه يتقدم اسمي، ثم أكيل له المديح والثناء منظوماً ومنثوراً).
ولا شك أن ما قام به حسن عباس شربتلي من نشر الكتب النافعة عجزت عنه وزارات في بعض الدول العربية، وكان أطلق عليه الملك عبدالعزيز لقب (معالي) ولقب (وزير دولة فخري) للمرة الأولى في المملكة، وهو يستحق أيضاً لقب (سفير)، لما قام به من رفع اسم بلاده بالسمعة الطيبة في مختلف أرجاء العالم. وأرى أن أعرف به تعريفاً موجزاً:
ولد بجدة عام 1333هـ/ 1915م، وتعلم بها، وعمل في عدة أعمال تجارية، فنجح وأثْرى، وشارك في تأسيس بنك الرياض، وأنفق من ماله الكثير في وجوه الخير والإحسان، وأوقف أموالاً طائلة بعد وفاته. مات في جدة عام 1420هـ/ 1999م، وصلي عليه في المسجد الحرام ودفن بمكة.
وفي الختام هذه قائمة الكتب التي طبعها على نفقته، مما وقفت عليه، رتبتها على حروف المعجم:
1 - الإسلام دين الإنسانية، لمحمد عبدالمنعم خفاجي.
2 - إيجاز البيان في سور القرآن، لمحمد علي الصابوني.
3 - تاج اللغة وصحاح العربية، للجوهري، تحقيق أحمد عبدالغفور عطار، سبعة مجلدات أحدها مقدمة المحقق.
4 - التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، لشمس الدين السخاوي.
5 - دليل المسلم، لعبدالله الخياط.
6 - ديوان الماحي، لمحمد مصطفى الماحي.
7 - روائع البيان تفسير آيات الأحكام من القرآن، لمحمد علي الصابوني، مجلدان.
8 - شبهات وأباطيل حول تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، لمحمد علي الصابوني.
9 - الشيوعية والإنسانية، لعباس محمود العقاد.
10 - صفوة البيان لمعاني القرآن، لحسنين محمد مخلوف، مجلدان.
11 - صفوة التفاسير، لمحمد علي الصابوني، ثلاثة مجلدات.
12 - عبقرية الصديق، للعقاد.
13 - عبقرية عثمان، للعقاد.
14 - عبقرية علي، للعقاد.
15 - عبقرية عمر، للعقاد.
16 - عنوان النجابة في معرفة من مات بالمدينة المنورة من الصحابة، لمصطفى بن محمد الرافعي.
17 - فقه السنة، للسيد سابق، ستة مجلدات.
18 - فقه السيرة، لمحمد الغزالي.
19 - مختصر تفسير ابن كثير، لمحمد علي الصابوني، ثلاثة مجلدات.
20 - المعاجم العربية، لعبدالله درويش.
21 - المعجم العربي، لحسين نصار، مجلدان.
22 - منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات، لابن النجار، تحقيق (بإشراف) عبدالله التركي، خمسة مجلدات، مؤسسة الرسالة ببيروت.
23 - من قصص القرآن، لمحمد زهران.
24 - المواريث، لحسنين محمد مخلوف.
25 - النبوة والأنبياء، لمحمد علي الصابوني.