حين تصل لسن السبعين وأنت تحيا في قسوة الوحدة بلا أنيس، ستفكر في غربة نهايتك بين جدران بيتك الكئيبة الموحشة، من سيعثر على جسدك؟ من سيعتني بك ويدفنك بكرامة ويضع على قبرك زهرة؟ مع الوحدة ستصبح حياتك بلا معنى، بلا دفء، وستتركك الابتسامة.
يمكنك أن تترك الوحدة، وتبحث عن رفيق يؤنس وحشتك، يشاركك الطعام، ويقتسم معك الضحكة، ويرقص معك على أغنية رائقة، وساعتها ستضيئ ظلمة روحك ولن تخشى الموت إذا جاءك، حتى لو كنت في السبعين من عمرك.
إذا أردت أن تشاهد الوحدة تتبدد لسعادة خالصة، لفرحة باهرة، فلتشاهد فيلم My Favourite Cake (كعكتي المفضلة) من إخراج: بهتاش صانعيها ومريم مقدم، بطولة: ليلي فرهادبور، إسماعيل المحرابي.
ظلمة تريد النور
تنفتح الشاشة على لحظة سكينة تحيط مساحة وسيعة تشعرك بالبراح، بها بعض الأثاث النظيف المرتب بعناية، تطل علينا شمس رائعة، يسيطر على المشهد لون أخضر خفيف يتفاعل مع الجدران بلونها المشرَّب بالثلجي المرتجف من الصقيع، نصف المشهد مظلم، بما يشعرك ببرودة داخلية تبحث عن الدفء، نرى ظلمة تريد النور.
يقتحم المشهد الرهيف صوت رنين هاتف بفرح راقص، ومع تركيزنا على الصوت الراقص تنسحب الكاميرا لغرفة مبهرة الإضاءة، يسبح فيها ضوء الشمس بنعومة، نلتفت للسيدة ماهين وهي تضع فوق عينيها عصابة تحجز النور كي تنام في هدوء، تضع بين قدميها وسادة تحميها من الاحتكاك، فيبدو من تكوين جسدها الممتلئ أنها كبيرة السن.
تتسع الكاميرا فنرى السرير بأعمدته النحاسية العتيقة، به مسحة من جمال رائق ونظيف، أعلى السرير صورة لعروس تحمل الورود، وحين نسمع رد السيدة ماهين على الهاتف: (ماذا تريدين؟ لقد قلت لك مئة مرة لا تتصلي في الصباح.. حتى لو كان الآن الظهر، أنتِ تعلمين أنني لا أنام إلا في الصباح الباكر، سأتصل بك عندما أستيقظ) ويصيبها الأرق فتستيقظ وتشرب الشاي وحيدة وتسقي الزرع حول منزلها من الداخل، والوحدة تتسلل عبر الجدران، وتخترق أثاث البيت، إحساس الوحدة وفقد الأنس منتشر دون كلمة على ملامح السيدة ماهين.
نظارة تحجب الحب
لمحة مفعمة بالرهافة لسيدة عجوز تشبه أمهاتنا وخالاتنا، وعلمنا من طريقة تتبع الكاميرا لماهين أنها مراد الفيلم، وأنها غاية الحكي المنشود، واختيار الممثلة ليلي فرهادبور في دور ماهين بتكوينها الجسماني المميز لمرحلة السبعين، ووجهها الذي يحمل ملامح طيبة مألوفة، كان اختياراً موفقاً يجعل المشاهد يريد أن يعرف كيف تعيش سيدة بهذا التكوين وحيدة مع ما تملكه من روح حية ورغبة مفعمة في الحياة.
من المشاهد الإنسانية الكاشفة لأغوار عواطف السيدة ماهين حين كانت تغزل البطانية الصوف لحفيدها وهي تشاهد فيلماً رومانسياً، ردَّتها العواطف المتأججة بين الحبيبين على شاشة التلفاز لزمن عاشته من قبل، شاهدنا أثره على وجهها حين أنار جبينها واحمرت خدودها، شعرنا أنها مرَّت بلحظة رومانسية فائتة حتى أنها خلعت نظارتها وبان الألق في عينيها وكأنها تريد أن يدخل مشهد الحب لعمق عينيها دون حواجز زجاج نظارتها.
في اللقاء مع صديقاتها بدت حياة ماهين بها حركة وانشراح، وزال شبح الوحدة، وظهر أن لقاء ماهين مع صديقاتها سيغير شيئاً ما في بقية أيامها القادمة، كن جميعاً من كبار السن وبدا اللقاء مرحاً ومفعماً بالحيوية والتلقائية، وحكت إحداهن في مرح عن لقائها برجل وذهابها معه للمطعم، وأنها قضت ساعات مميزة من الفرح الإنساني تتحدث مع رجل بدَّد وحدتها.
بدت الصديقة أكثرهن مرحاً، وكأنها أصغر منهن، وظهرت الحيوية والحياة في حركتها النشطة، لكن يبدو أن هذه الجلسة المرحة وكلام الصديقة عن الوحدة، سيكون نقطة مفصلية في حياة ماهين، فحين كانت تغسل الأطباق وحيدة سمعت عن روبوت يحاور الإنسان ويؤنس وحدته، ونظرات عينيها توحي برغبتها في الحصول على مؤنس لوحدتها يجعل هذه الجدران الباردة تتدفأ، وكأن أصدقاءها صنعوا فرحاً ساد بعده صمت قاتل.
بطانية تسرق المشاعر
في الوحدة والليل، فتحت ماهين كاميرا الهاتف في مشهد بالغ الرهافة، وهي تبتسم في حوارها مع ابنتها البعيدة، بدت مشاعرها متباينة، بين الحنان والشوق والتشتت والحزن الشفيف، لانشغال ابنتها مع حفيدها، فالابنة لها حياتها الخاصة التي تستغني بها عن والدتها، مشغولة بتنظيف أسنان ابنها، والأم ماهين وحيدة لا تجد من يتحدث معها. وفي لقطة مفعمة بالأسى وضعت ماهين البطانية التي غزلتها بيديها وهي تشاهد الفيلم الرومانسي، كأنها صنعتها بمشاعرها غرزة غرزة من أجل حفيدها، كانت سعيدة وهي ترفع البطانية أمام الكاميرا كي تشاهد ابنتها ما صنعته، وابتسمت ماهين بحبور للبطانية، وحين رفعت يديها بحنان رهيف وقبل أن تكمل ابتسامتها لابنتها أمام كاميرا الهاتف، وقبل أن يزغرد قلبها بفرحة ابنتها بعملها للبطانية التي تمثل رمز الدفء، سمعنا صوت إغلاق الهاتف من ابنتها كأنما انغلق على قلبها، واختفت ابتسامة ماهين في لحظة موت روح وانكسار وفقد غال.
ارتخت يد ماهين مع البطانية وكأنها تحمل ثقلاً فوق مشاعرها، وشعرنا أن روحها انكسرت وأن خواراً أصابها، وأظلمت الشاشة كقلبها وهي تتحرك في الظلمة، وقفت أمام المرآة تضع المساحيق على وجهها كي تبدو صغيرة، وليذهب عنها روح العجز والوحدة التي صنعتها المكالمة المبتورة مع ابنتها، ووضعت طلاء الأظافر وهي تشاهد فيلماً رومانسياً وبدت حزينة، ونامت بالمساحيق.
نحو الدفء
نقطة التحول وركيزة عنق الفيلم حين دخلت ماهين مطعم المتقاعدين، وعلمت أن رجلاً عجوزاً يعمل سائق سيارة، يعيش وحيداً بلا زوجة، لا يجد من يصنع له طعامه، كان وحيداً وكانت ماهين وحيدة، وعلمت من رجل ناداه أن اسمه فارامارز والذي قام بدوره بمهارة إسماعيل المحرابي، وقال له أحدهم: (لابد أنك في وضع مادي جيد يا فارامارز، إذا كنت تستطيع تحمل تكاليف تناول الطعام خارج المنزل كل يوم) أجاب فارامارز: (ليس لديَّ خيار، أنتم جميعاً لديكم زوجات ووجبات منزلية).
وانتقلت الكاميرا لوجه ماهين فبدت عطوفة نحو فارامارز وكأن بها رغبة أن تطعمه وأن تمنحه بيتاً ووجبة أسرية، وهو لم ينظر إليها قط ولم تقع عيناه عليها حتى خرج من مطعم المتقاعدين، وبحثت عنه وانتظرته في موقف السيارات، وحين ركبا السيارة انتهت وحدتها ووحدة فارامارز، واتجه الفيلم ناحية الدفء الإنساني والأُنس المفتقد.
أنا سعيدة
المسافة لمنزل ماهين كانت كافية لأن تذيب ثلج حساسية اللقاء الأول بفارامارز، فتعارفا بسلاسة، لاحتياجهما لقتل الوحدة التي يعيشان فيها، وبدت السيارة كمستودع للفضفضة عن تاريخ كل منهما، وعلمنا أن فارامارز تقاعد من الجيش لأنه لم يجد للحرب معنى ولا قيمة، وكانت ماهين مفعمة بالجرأة والحنان وأخبرت فارامارز أنها تريده أن يأتي معها للبيت ليؤنس وحدتها.
وحين وصلا للبيت كان أول رجل يدخل بيتها منذ عشرات السنوات، لم تشعر بتنفُّس رجل في بيتها مثل الآن، وشعرت بالخفَّة، ارتدت فستاناً جميلاً، وجلس فارامارز يحتويه الحياء بسبب دخوله لبيت غريب لامرأة وحيدة.
وحين ظهرت ماهين ترتدي ثوباً جميلاً، قال لها: (أنتِ آية من الجمال) فقالت بفرحة طفولية صادقة: (أنا سعيدة) وأعدت طبقاً من الفاكهة بفرحة حقيقية، بدا عليها نشاط روحي وهي تجهز أطباق الطعام، تتحدث بانفعال وحرارة، وبدت متفتحة وتوردت بشرتها، وأضاء جبينها، وذهبت من روحها الوحشة وصارت زهرة متفتحة، وقال فارامارز: (لا أريد أن أموت وحيداً). كلمته هذه سيكون لها أثر مميزة في نهاية الفيلم، بدا فارامارز مهتماً بأنه إذا مات وحده فمن سيجده؟! من سيدفنه بكرامة؟!
إضاءة خضراء باهتة
كان الحوار بينهما وهما يأكلان حواراً ممتعاً، يتحدثان عن الماضي وعن رغباتهما وبدءا يأتَلِفان ويشعران بالمودة والقرب الإنساني، وفي أثناء متعة الحوار رن جرس الباب، وكأن الحياة ترفض أن تستمر متعة الأُنْس التي حصلا عليها.
أتت جارة متطفلة لأنها سمعت صوت رجل عند ماهين، كانت الجارة جافة تقف في منطقة إضاءة خضراء باهتة، كأنها تقف في سحابة مريضة تُعَبِّر عن روحها، وماهين تقف في منطقة ضوء تميل للوردي، يحجبها اللون الأخضر للأعمدة الحديدية للباب والتي بدت كقضبان سجن تقف خلفه الجارة المتطفلة، كان المشهد مثالياً في المقارنة اللونية بين الجارة التي تريد محاسبة الناس على من يزورهم بحجة العفَّة، وبين ماهين التي تمارس حريتها في سنها السبعيني، وقالت ما هين في جدية: (سيدة هاشمي، لقد ضاع مفتاح هذا الباب، من الآن فصاعداً تعالي عبر الفناء، لن أفتح هذا الباب بعد الآن) قالت جملتها القاسمة التي تدافع بها عن حريتها بعدما قالت لها جارتها: (لا تشغلي موسيقى صاخبة لضيوفك الليلة) كأن الجارة تريد التحكم في ماهين، لكن ماهين استردت حريتها وطردت الجارة بذكاء وأغلقت الباب.
مصابيح حديقة الروح
في لحظة بديعة، في جمال ظلال الليل وسحره، أصلح فارامارز المصابيح المعطلة في حديقة ماهين، فانتشر سحر ضوء رائع في سكون الليل الممزوج برائحة المطر، وكأن فارامارز هو من أعاد النور لحياتها وحديقتها الداخلية، وبدت عملية إصلاح المصابيح شاعرية، وقد انغمسا في لحظة سعادة، وهي ذهبت لتعد كعكة خاصة لمن آنس وحدتها.
جلسا في الحديقة في الضوء الساحر الذي يعطي إحساساً بالسكينة والأنس والدفء وراحة الروح، يأكلان طعاماً أعدته ماهين، وحين تذوق فارامارز أول قضمة بدت عليه سعادة غامرة وكأنه يتذوق عسل الروح، طعام لم يأكله من عشرات السنوات، بعيداً عن الطعام الفاتر في مطعم المتقاعدين، ولأن ماهين ماهرة في صناعة الطعام وهذا ما كشفته مشاهد إعدادها الطعام لصديقاتها في مطلع الفيلم، فلم نستغرب هذه المتعة التي شعر بها فارامارز وهو يتذوق الطعام بلذة واضحة، طعام يشعره بالأسرة والدفء، وقال معبراً عن الفرحة التي غمرته: (عندما استيقظت هذا الصباح لم أكن أريد الذهاب للعمل، قلت لنفسي ما هذه الحياة الخالية من الفرح، كل يوم هو نفس ما سبقه، لا جديد على الإطلاق، لم أكن أتوقع أبداً أن أنتهي هنا وأستمتع بصحبتك، أنا سعيد جداً، لأني ذهبت للعمل وإلا ما كنت التقيت بك). لحظات رائقة على الشاشة استمتعا بها بين الخضرة والمطر الخفيف، والإضاءة الساحرة والطعام الشهي، وانتشر في الأفق رأفة ورحمة وأُنس ومؤانسة.
عصفوران في ساحة السماء
ثم دخلا للبيت وظل فارامارز يغني، وغيرت ماهين ملابسها مرة أخرى وبدت في ألق تلمع، ودار حديثهما رائقاً رائعاً جميلاً، ناعماً، على خلفية أغنية ناعمة، وبدءا في الرقص وهما يرددان الأغنية:
(إذا نزل القمر وطرق بابي
إذا طار طائر الحظ فوق رأسي
إذا هطلت الرعدة آلاف المرات فوقي
لأنك هنا لن أفتح الباب
لأنك توأم روحي لن أفتح الباب
لن أفتح الباب
لن أفتح الباب)
يرقصان في خفَّة رغم العمر السبعيني، يضحكان في سعادة يهتزان ويتمايلان في غبطة خالصة كعصفورين في ساحة السماء، وتحولت الشاشة لحالة من الفرح الغريب، فرح نهاية عمر يريد أن يبدأ من جديد، سعادة ارتشاف آخر قطر في كوب عسل العمر والحياة، رقصة ساحرة بعثت في قلب المُشاهد البهجة، وفي عمق البهجة قال فارامارز: (ألن يسمعنا الجيران ويستدعون شرطة الأخلاق؟) فأجابت ماهين: (دعهم يأتون، ماذا يستطيعون أن يفعلوا بنا). فقال فارامارز: (سيجبروننا على الزواج).. وظلا يضحكان ويرقصان وتماسكت أيديهما في تعانق رقيق، وماهين تهتز بخفة وفارامارز يرقص في مرح، زادت حالة البهجة على الشاشة، وانتهت الأغنية وأصابهما دوار السعادة، ودوامة البهجة، وجلسا سوياً على الأريكة منهكين.
ورغب فارامارز أن يغتسل، ليتخلص من عرق اليوم الشاق، وفي مشهد بديع جلسا على الأرض تحت رشاش الماء يغتسلان بملابسهما، وظهرا رائعين، ينفثان السعادة والبهجة ويلفظان إرهاق العمر.
حين ذهبت الكاميرا لماهين وهي تزين كعكتها المحبوبة الجميلة المصنوعة من زهرة البرتقال مع كريمة الفانيليا، كعكتها التي تصنعها دائماً على أمل أن يأتي شخص ما يستحقها، بدت فرحة وهي تزين الكعكة وقالت: (يا له من احتفال) وأخبرته أنه الشخص الذي كانت تنتظره ليأكل معها كعكتها المحبوبة، فهو يستحق ما تصنعه بفرحة، ونادته: (لنتناول بعض الكعكة، أين أنت؟) ووضعت العطر في طيَّات ملابسها، كانت مصابة بالخفة وينتشر في كيانها روح السكينة، ودخلت الغرفة وابتسمت في حياء وقالت: (هل أنت نائم؟ لم يحن وقت النوم يا فارامارز، هل أنت بخير؟).
لا تفعل بي ذلك!
اقتربت ماهين من فارامارز وهزته وتغيرت ملامحها، وكأن الشاشة ارتجفت من ملامحها المتوترة، وبدأ قلق يعتري المشاهد، هزته بعنف ووضعت أذنها على صدره فلم تسمع دقات قلبه، ترفعه وتهزه وتناديه بمشاعر مضطربة: «فارامارز، فارامارز، فارامارز» ووضعت لوحاً خشبياً تحت ظهره وظلت تضغط على صدره، فتذكرنا أنها كانت ممرضة، تضغط عليه بعنف تريد ردّه للحياة، لم يستيقظ، ثم سقطت عليه وهي تردد: (لا تفعل بي ذلك يا فارامارز) بحسرة ولوم وكأنه يسمعها، وتحقَّقت رغبته ومات عندها، ولم يمت وحيداً كما كان يخاف، حتى أن وجهه كان مستريحاً ومطمئناً ولم يبد عليه فزع الوحدة.
وجاء الصباح وكانت الكعكة سليمة لم تمس وكانت نائمة طوال الليل فوق ذراعه، لتطمئن به وليؤنس ليلها حتى وهو ميت، وبان أن الكبر سيطر عليها فجأة، واحتضنته الحضن الأخير وفتحت الهاتف لتتأكد من صورتها معه والتي التقطتها بعد رقصتهما، ورأت الصورة مشوشة وكأنها نبوءة بما حدث.
حفر لها المزارع حفرة كبيرة في حديقتها لتضع فيها الزهور، وفي المساء مسحت ماهين جسد فارامارز بالماء الطاهر لتعده للرحيل، احتواها الحنان وهي تسوي شعره وبدت في أعماقها راضية عن هذا الرجل الذي مات من أجل أن يمنحها لحظة سعادة ورقصة للعمر.
وقبل أن تغلق فمه اقتطعت قطعة من ألذ كعكة صنعتها لمجهول، ثم وضعتها في فم فارامارز الميت، أرادت أن يذهب للعالم الآخر وحلاوة الكعكة في فمه، ثم دفنته في حفرة الزهور بحديقتها، وقبل أن تلقي عليه التراب قبَّلته كأنما تشكره على ليلة سعيدة قضتها معه، ذهبت فيها وحدتها وتذوقت سعادة لم تعرفها منذ ثلاثين عاماً، ثم جلست في الحديقة أمام قبر فارامارز حتى أشرقت الشمس وهي تنظر إليه وظهرها للمُشاهد وللدنيا وصوت عزف حزين مؤلم يأتينا يغلف العالم بحزن شفيف يشبه الوحدة.