محافظة طبرجل أو (عروس الوادي) كما يحلو لسكانها تسميتها، هي إحدى محافظات منطقة الجوف.
وتعد طبرجل بموقعها الجغرافي وبسكانها وبواقعها المعاصر ذات أهمية كبيرة جديرة بالتأمل والبحث.
محافظة طبرجل تقع في الشمال الغربي من المملكة العربية السعودية بالقرب من الحدود الأردنية، وهي إحدى محافظات منطقة الجوف، وتبعد عن مدينة سكاكا العاصمة الإدارية لمنطقة الجوف نحو (240) كلم، وتقع طبرجل على الطريق الدولي المؤدي لمحافظة القريات.
وقد قال الشيخ حمد الجاسر -علامة الجزيرة- حينما مر بطبرجل في إحدى رحلاته إلى شمال المملكة عام 1390هـ: (كان مما مررنا به عدد من القرى أشهرها الموضع المعروف باسم (طبرجل) وتقع في ملتقى أودية تنحدر من الجهة الغربية إلى الوادي ومن أشهرها وادي(سمرمد) وهذا الموقع في فيضة واسعة من الأرض، ذات تربة حسنة، فيها آبار ارتوازية عذبة الماء، يخرج الماء منها بمضخات).
مدرسة (اللحاوية) إحدى معالم طبرجل
تعد مدرسة (اللحاوية) إحدى أهم المعالم التعليمية الأثرية في طبرجل حيث كانت أول مدرسة أنشأها الشيخ عاشق اللحاوي عام 1377هـ لتعليم أولاده ومن يرغب من أفراد قبيلته حيث خصص جزءاً من منزله ليكون مقراً للمدرسة التي بدأها بفصل واحد ثم قام بعدها ببناء مبنى مستقل عن منزله يتضمن عدة فصول دراسية إلى أن انتقلت هذه المدرسة إلى مبنى حكومي أنشئ عام 1383هـ وتم تغيير مسماها إلى مدرسة الإمام الشافعي الابتدائية وهي مدرسة قائمة إلى الآن.
الحراك الثقافي في طبرجل
احتضنت محافظة طبرجل العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية التي نظمها نادي الجوف الأدبي الثقافي منذ تأسيسه وحتى إنشاء اللجنة الثقافية في طبرجل عام 1428هـ حيث تقام المحاضرات والندوات والأمسيات المتنوعة منها ما كان حول الأدب بكافة مجالاته ومنها ما كان تفاعلاً مع المناسبات الوطنية والاجتماعية.
ورغم أن توجه الأندية الأدبية الثقافية لإنشاء لجان ثقافية في المحافظات يعتبر توجهاً حديث عهد إلا أن تلك اللجان حققت شيئاً من أهدافها في إيصال أنشطة تلك الأندية لمحافظات ومدن المنطقة التي تتبع لها. كما تقام في طبرجل العديد من المهرجانات التي تهتم بالتراث والشعر.
وفيما يخص الاهتمام بالتراث فيوجد في مدينة طبرجل متحفان؛ الأول خاص بالأديب والباحث الراحل سلمان الأفنس ملفي، والثاني خاص بالشاعر سالم حمدان الشراري.
ويذكر صاحب متحف (أهل الدر) الشاعر سالم حمدان الشراري أن بدايته في الاهتمام بالتراث وجمع الآثار كانت من خلال والده الذي كان يحتفظ ببعض القطع الأثرية في مجلسه الخاص فأثر ذلك في نفسه وزرع فيها حب البحث عن أي شيء يتعلق بالتراث وماضي الأجداد. وحول مشاركات متحفه، ذكر الشاعر سالم حمدان أن متحفه شارك في العديد من المهرجانات منها مهرجان الجنادرية. وحول أبرز محتويات المتحف، ذكر أن المتحف يحتوي على العديد من القطع الأثرية والأدوات القديمة التي تبرز طبيعة الحياة الاجتماعية للبادية في منطقة الجوف بصفة عامة ولقبيلته قبيلة الشرارات ومدينة طبرجل بصفة خاصة، إضافة إلى عدد من الوثائق التاريخية والمجسمات الحجرية وقطع من السجاد القديم.
كما أننا نود أن نشير هنا إلى حرفة يدوية لا تزال موجودة في طبرجل وتشتهر بها المرأة الطبرجلية وهي حرفة النسيج اليدوي، حيث اشتهرت عدة نساء من طبرجل بهذه الحرفة ومنهن من شاركن في العديد من المهرجانات التي عرضن من خلالها أعمالهن في النسيج والسدو وقد نلن العديد من الجوائز وحصدن مراكز متقدمة في تلك المهرجانات فالمنسوجات أحد معالم تراث سكان طبرجل القدماء أثناء حياة البادية.