مجلة شهرية - العدد (578)  | نوفمبر 2024 م- جمادى الأولى 1446 هـ

كتب وقراءات

الكتــــــاب: عرب الهولة في ساحل شيبكوه جنوب إيران على الخليج العربي
المؤلـف: وليم فلور
المترجم: رالف النقاش
الناشـــــــر: دار بان العاني، لندن، 2024
لا يُعرف الكثير عن المهاجرين العرب الذين استقروا على الساحل الإيراني بين بوشهر ولنجة في أواخر القرن السادس عشر. كانوا مجموعة متباينة من القبائل الصغيرة من البحارة والتجار والصيادين وغواصي اللؤلؤ والمزارعين. وعلى الرغم من أنهم كانوا يشار إليهم جميعاً باسم بني الحولة، إلا أنهم لم يكونوا مجموعة موحدة؛ في الواقع كانوا أشد المنافسين لبعضهم البعض على الوصول إلى بنوك اللؤلؤ. وقد أدى هذا في كثير من الأحيان إلى مواجهات ونزاعات دموية وقاتلة. في القرنين السادس عشر والسابع عشر، كان عرب نخيلو يتمتعون بسمعة مخيفة في القرصنة، وهو ما اكتشفه البرتغاليون قريباً.
حظي بنو الحولة باهتمام كبير خلال القرن الثامن عشر عندما حاولوا ملء الفراغ في السلطة الناجم عن سقوط الأسرة الصفوية والحرب الأهلية في عمان. ومع ذلك، على الرغم من أنهم كانوا قوة بحرية لا يستهان بها، إلا أنهم لم يكن لديهم قضية مشتركة وبددوا قوتهم بالقتال فيما بينهم. وعلاوة على ذلك، لم تكن لديهم القدرة على البقاء لأن قاعدتهم السياسية والاقتصادية كانت ضيقة للغاية. وعلى مدار القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وحتى أوائل القرن العشرين، كانت إحدى أكثر مجموعات الهولا نشاطاً هي مجموعات كانجان وتاهيري. وتاريخهم، الذي سردناه هنا ببعض التفاصيل، هو رمز لمجموعات الهولا الأخرى. وبصرف النظر عن إظهار العنف ضد بعضهم البعض، تسلط قصتهم الضوء أيضاً على كيف هيمنت أنسابهم المحلية على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لقرون في منطقتهم، والتي امتدت غالباً لأكثر من سلالة أو اثنتين. كانت هذه العائلات المحلية هي التي ضمنت الاستقرار والاستمرارية والديمومة حتى عندما كانت هناك اضطرابات وتغييرات عميقة على المستوى الوطني والدولي.



الكتـــــاب: انزياح الدلالة (قراءات في نصوص عربية وغربية)
المؤلف: عابد إسماعيل
الناشـــــر: دار التكوين، دمشق، 2024
هذه مجموعة مقالات تتباين في مواضيعها وهواجسها، كُتبت على مراحل مختلفة، لأسباب شتّى، وهي تتطرق إلى شعراء ونقّاد وروائيين من أزمنة وثقافات مختلفة، لا يوحّد بينها، على الأرجح، سوى صراع الدال مع المدلول، ورغبة المعاني بالانزواء خلف حجب الاستعارة التي تؤسس لكل كتابة إبداعية خلاقة. وعنوان الكتاب (انزياح الدلالة) إشارة صريحة إلى محنة المعاني التي لا تجد مستقراً نهائياً لها، إذ تحيلُ النص إلى هاجس التواري، الذي يميز غالباً عمل الإشارات اللغوية في سياقها المجازي، ويعزز تحررها من عبودية المفاهيم والنظريات الجاهزة، لأنها تظل نهباً للعب والتشظي في حركة بنيوية دؤوبة تشبه رقصة المد والجزر.



الكتـــــــاب: الأسطورة اليونانية وصيانة النفس
المؤلــف: جوزيبي كونتي
المترجم: مينا شحاتة
الناشـــــــر: دار آفاق للنشر والتوزيع، القاهرة، 2024
في هذا الكتاب، يبرز جوزيبي كونتي شخصيات وأبطال الأسطورة اليونانية، وعلاقتها بالنفس الإنسانية، وارتباطها الوثيق بالإنسان وأفكاره ونوازعه. يعرض الكاتب صور آلهة وأبطال اليونان من منظور جديد، فهم تدفقات لطاقة تمر في نفس الإنسان من دون توقف وإن تباينت في مظهرها. إنهم في حركة دائمة، وإن بدت نائمة في أعماق النفس، لكنها تنتظر اللحظة المناسبة للثورة والخروج والهيمنة على الإنسان من جديد. في هذا الكتاب، يروي كونتي كيف أظهرت الأسطورة أكثر فأكثر ارتباطها غير المنفصم مع النفس، تلك الأنفس التي ضلت سبيلها في القرن الحادي والعشرين، بعدما قامت بأعنف هجوم على الطبيعة، وبدت وكأنها ترغب في محو كل ملمح إنساني من سطح الأرض، بل محو الجوهر الإنساني ذاته في مقابل واقع جديد آخر يستمد قيمته من التكنولوجيا والاقتصاد والمال مهما كانت التكلفة. ومع ذلك، ورغم أن النفس ما زالت تتعرض لهجوم مماثل لهجوم الطبيعة تماماً، ورغم مقدار الظلمة الفاسدة التي نجحت في التسلل إليها؛ فإنها ما زالت تنبض بالحياة بجانب دوافعها وعواطفها ومحفزاتها وذكرياتها ورغباتها.



الكتــــــاب: أنثروبولوجيا النقود
المؤلـف: جون مارك دوايان
المترجم: محمد الغضبان
الناشـــــــر: صفحة سابعة، الجبيل، 2014
علم النقود والأنثروبولوجيا هما اليوم عِلمان مستقلان لكل منهما مناهجه وأدواته ومجالات اهتمامه والوجاهة التي تؤهله لأن يكون متفرداً بحثاً وتدريساً. ولئن كان علم النقود دقيق الاختصاص، وضيق المجال، ومقتصر على نوع محدد من الوثائق الأثرية ألا وهي النقود، ذلك النتاج البشري المستمر على مر القرون، إذ لم ينقطع منذ اختراعه في القرن السابع قبل الميلاد؛ فإن الأنثروبولوجيا هي العلم أو الاختصاص الذي لا حد له، فهي العلم العنكبوتي الذي يمد خيوطه إلى كل العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية التي هي في علاقة بالإنسان ومحيطه المتنوع عبر التاريخ وإلى يومنا هذا. وها هو يمد خيطه إلى علم النقود فيتفاعل معه من أجل إنتاج معرفة متطورة مقارنة بالمناهج الكلاسيكية في دراسة النقود بكل أنواعها وكل حقبها التاريخية.



أحمد عائل فقيهي 1952 - 2024

واجه الكثير من المبدعين في الأدب: الشعر والقصة والرواية، وينسحب ذلك على مجالات الفن: التمثيل والغناء والرسم، في كل عملية انتقال مرحلي صراعات عدة أدناها صراع الأجيال وأعلاها صراع أيديولوجي أو هوياتي على مستوى الفئة والمنطقة، ولا بد من الأخذ بالاعتبار أن كل جيل يجذب إليه من ليسوا مبدعين الكثير من المهووسين والمزيفين.
إن من نتائج ذلك الصراع الأيديولوجي - الهوياتي في المشهد الثقافي السعودي في عقدي الثمانينات والتسعينات أن أفضى إلى تأجيل مواهب أو شخصيات ثقافية متوارية، وكان من بينهم الشاعر أحمد عائل فقيهي الذي على بداياته أواخر سبعينات القرن العشرين إلا أنه لم يتمكن من النشر حتى العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.
يذكر فقيهي: يمثل لي (نص البكاء تحت خيمة القبيلة) النص المفارق، تداخل فيه الذاتي مع الزمان والمكان، في ظل عنفوان سنوات التكوين الأولى التي انفتحت على تجربة الحداثة العربية، وعبر عن لحظة وجدانية ورومانسية مرتبطة بالجذور والأرض ودلالة المرأة ورمزيتها في هذه الأرض.وهو نص كتب عنه الناقد الراحل عبدالله نور مقارناً بينه وبين قصيدة (القمر) للشاعر البريطاني ديلان توماس، فيما كتب عنه الناقد محمد صالح الشنطي والناقد عالي القرشي. وأنا أتلمس الطريق بحثاً عن هوية شعرية وسط شعراء كبار متميزين في سنوات التكوين الأولى.
ويشير إلى أن المثقف ينبغي أن يكون ملتزماً من حيث التزامه بقضايا الإنسان والمجتمع وأهمية الإعلاء من قيمة الإنسان والانحياز إلى همومه، والتعبير عن هواجسه والثقافة ليست واجهة فقط لكنها مواجهة مع جيوش الأمية والجهل والتخلف وذهنية المنع والممانعة. وأن تكون مثقفاً حقيقياً يجب أن تكون خارج التقسيم والأيديولوجيا.
جازانُ.. تنهضُ حين تلمع أنجم
وأموتُ من ولع.. أفِق يا مُغرم!
كل الجهات تفر صَوب جهاتها
للضوء مئذنة.. وللذكرى فَمُ!
جازانُ إنْ لم تسطعي في خاطري..
لا أنتِ مني.. ولا الدماء هي الدمُ!
(من قصيدة جازان)
ولد أحمد عائل فقيهي في مدينة جازان عام 1378هـ، (1952) وكانت أولى قصائده بعنوان (الفجر الأخضر) نهاية السبعينات، وهو من أوائل الذين اشتغلوا على القصيدة الحديثة في السعودية، نشر محلياً وعربياً، في مجلات الآداب وشارك في الكثير من المهرجانات الشعرية والثقافية والعربية أهمها مهرجان المربد، وجرش، ومهرجان بابل الثقافي في بغداد، والجنادرية. وكتب عن تجربته الشعرية الكثير من الدراسات النقدية، بينها: الناقد عبدالله نور، وعبدالعزيز المقالح، والناقد الدكتور عالي القرشي، وأحمد فضل شبلول، ومحمد أحمد عواد، ومحمد صالح الشنطي، وأحمد كمال زكي، وفوزي خضر، وآخرون. وتم تكريمه في الكثير من المؤسسات الثقافية.
الدواوين: عشر مرايا.. لوجه واحد! (2018)، صباح القرى (2018)، الوقوف على حافة الوقت (2019)، سماء بعيدة وضوء شحيح (2020)، بكائية على صدر الزمن (2022).
الكتابات الأخرى: المجتمع: أسئلة الهوية والانتماء (2022)، زمن الكتابة.



غوستاف دالمان 1855 - 1941

تنقسم الموسوعة إلى المجلد الأول في جزأين، الأول سَيْر السنة وسَيْر اليوم الخريف والشتاء  والثاني الربيع والصيف تلاهما مجلد (الزراعة) و(من الحصاد إلى الدقيق) و(خبز وزيت ونبيذ) و(قماش النسج والغزل والنسيج والملابس)، والسادس (حياة الخيمة وتربية المواشي وتصنيع الألبان واصطياد الحيوانات وصيد السمك)، والسابع (البيت، تربية الدواجن، تربية الحمام، تربية النحل)، والثامن (الحياة المنزلية والميلاد والزواج والموت). وصدر الكتاب الأخير بعد 60 عاماً من وفاة دالمان بمبادرة من معهد غوستاف دالمان، وهو غير مكتمل وترِد فيه فصولٌ عن الولادة وتربية الأطفال والحياة البيتية وحسن الضيافة والموت والدفن. أما فصل العرس ومأدبة العرس فبقيت صفحاته فارغة كما تركها.
تمنّى دالمان لو أنّه أكمل كتاباته وهو مقيم في فلسطين، حتى يتثبّت أكثر من كلّ ما دوّنه. ومنذ 1927 بدأ كالمحموم يُتمّ جزءاً، وينتقل إلى آخر، إضافة إلى كتاب (القدس ومحيطها الطبيعي) الذي كتبه عام 1929، وآثار أخرى ككتاب (مئة صورة جوية من فلسطين).يشار إلى أن البعثة العلمانية الألمانية سارت جنباً إلى جنب مع تطلعاتها إلى تبشير الشرق. تتجلى البعثة الدينية في تطلعات الوسط الاجتماعي لدالمان من خلال تفسير الحداثة على خلفية تاريخ الخلاص التوراتي باعتبارها (نهاية الزمان). وفي هذا الصدد، كان يُنظر إلى فلسطين باعتبارها مكاناً لتاريخ الخلاص، وكذلك منطقة قوة ونفوذ ثقافي وسياسي.
تعلق سارة البلبيسي: (في عام 1928، انتقد جوستاف دالمان الافتقار إلى المواد البصرية التي تعرض الخصائص (الحقيقية) أو (الأصيلة) لفلسطين وحدد أسباب ذلك في التركيز أحادي الجانب على الأماكن المقدسة والأماكن التاريخية من قبل المصورين المحترفين بسبب اعتمادهم الاقتصادي على المطالب السياحية. وفي نظره، كانت ألوية القوات الجوية الألمانية قادرة على تصوير ما فاته هؤلاء المصورون. ومع ذلك، نجحت الألوية في إعطاء انطباع بصري شامل عن فلسطين ليس لأنها كانت أكثر موهبة أو لأنها شعرت بالتزام أكبر بتقديم تمثيل دقيق للبلاد. وفي أرشيف الحرب التابع لأرشيف ولاية بافاريا نجد أدلة: مجموعة من الأوامر المكتوبة بخط اليد لضباط وجنود الألوية، ونشرات إعلامية للطيارين تتضمن تعليمات حول ما يجب مراعاته، ومذكرات حربية لبرتولد، الملازم المناوب، يصف فيها بعناية المهام اليومية لوحداته الجوية وغير ذلك من الأمور. وفوق كل هذا يحوم القلق المطلق والانشغال بالقوات البريطانية).
غوستاف دالمان لاهوتي لوثري ومستشرق ألماني. كان له العديد من الأبحاث الميدانية في فلسطين قبل الحرب العالمية الأولى، جمع فيها النقوش والشعر والأمثال، كما جمع العديد من الأغراض والأدوات التي استخدمها سكان فلسطين من الفلاحين والبدو العرب، ومنها عينات من الأحجار والنباتات، وأدوات منزلية وحقلية وخزفيات وعينات أثرية صغيرة. كما كان من رواد دراسة اللغة الآرامية الكتابية وما بعد الكتابية المبكرة، ونشر كتاباً يتناول قواعدها اللغوية (1894) ومعجماً لها (1901)، وغير ذلك من الأبحاث والكتب. وقد كانت مجموعته المكونة من 15 ألف صورة تاريخية و5000 كتاب (من بينها كتب نادرة طُبعت في القرن السادس عشر) وعدد من الخرائط نواة لمعهد غوستاف دالمان في جامعة إرنست موريتز آرنت في غرايفسفالت (جامعة غرايفسفالت)، الذي أنشئ لإحياء ذكرى أبحاثه واستكمالها.



الكتاب: مرجع كامبريدج في إبستمولوجيا الدين
المحررون: جوناثان فوكوا، جون غريكو، تايلور مكناب.
المترجم: مصطفى سمير عبدالرحيم
الناشر: دار الروافد الثقافية - ابن النديم، بيروت، 2024.
يُعالِج هذا الكتاب، الحالة الراهنة لنظرية المعرفة الدينية، ويقدّم مناقشة للمواضيع الأساسية المتصلة بنظرية الاعتقاد الديني المعرفية. لا تقتصر فصوله الواسعة النطاق على دراسة المواضيع الأساسية فحسب؛ وإنما تُطوِّر أيضاً نظريات معرفية غير تقليدية. في القسم الأول: الإيمان والعقلانية؛ سيجد القرّاء مقالاتٍ جديدة عن الإبستمولوجيا الإصلاحية، والنزعة الريبية والاعتقاد الديني، وعن طبيعة الدليل فيما يتصل بالاعتقاد الديني. ويضم القسم الثاني الثري: التقاليد الدينية؛ فصولاً عن الهندوسية والبوذية والإسلامية واليهودية والمسيحية. أما القسم الثالث الأخير: الاتجاهات الجديدة؛ فيضم فصولاً تتراوح من تطبيق النزعة الفصلية ومناهج المعرفة أولاً على الاعتقاد الديني إلى استعراض الردود على الحجج المقوِّضة. إنّ هذا المرجع بشموليته وسهولة عبارته سيُطوِّر هذا الحقل لسنوات طويلة قادمة.
يتكون الدليل من الآتي:
الجزء الأول - الإيمان والعقلانية:
 اللاهوت الطبيعي والمعتقد الديني، ماكس بيكر هيتش، الأدلة والاعتقاد الديني، كيفن ماكين،نظرية المعرفة الإصلاحية، مايكل بيرجمان، العقلانية والمعجزة، تشاريتي أندرسون، حجج الإيمان بالله العملية، إليزابيث جاكسون ، الشك والإيمان ونظرية المعرفة الدينية، دنكان بريتشارد، مشكلة الإيمان والعقل، دانييل هوارد سنايدر ودانييل جيه ماكوغان
الجزء الثاني - التقاليد الدينية:نظرية المعرفة الدينية اليهودية، صموئيل ليبينز ،نظرية المعرفة الدينية المسيحية، ساندرا منسن، توماس د.سوليفان، المعرفة الدينية الإسلامية، إنيس دوكو وجيمي بي تورنر ،نظرية المعرفة الدينية الهندوسية، توماس أ.فورستوفيل، نظرية المعرفة الدينية البوذية، فيكتوريا س.هاريسون، جون تشاو
الجزء الثالث - الاتجاهات الجديدة:الأمانة والشهادة والاعتقاد الديني، لورا فرانسيس كالاهان، الخلاف الديني، كاثرين دورماندي، المعرفة الفرنسيسكانية، لورين جوليانو كيلر، الفهم العملي الطقوسي، تيرينس كونيو، المعرفة أولاً والاعتقاد الديني، كريستينا إتش ديتز وجون هوثورن ، الانفصال المعرفي والمعرفة الدينية، كيجان جي شو ، دحض الحجج والاعتقاد الديني، جوشوا سي ثورو
أما المحررون فهم على التوالي:
- جوناثان فوكوا، هو أستاذ فلسفة مساعد في كلية كونسبشن سيمناري، وهو محرر مشارك في: كتاب الإيمان والعقل.. فلاسفة يشرحون تحولهم إلى الكاثوليكية (2019)، والنزعة المؤلِّهة الكلاسيكية.. مقالات جديدة عن ميتافيزيقا الإله (2023).
- جون غريكو، هو أستاذ فلسفة في جامعة جورج تاون، وهو مؤلف كتاب وضع الريبيين في مكانهم الصحيح (كامبريدج، 2000)، وتحقيق المعرفة (كامبريدج، 2010)، ونقل المعرفة (كامبريدج، 2020). ترتكز اهتماماته على الإبستمولوجيا والميتافيزيقيا وإبستمولوجيا الفضيلة والريبية وتوماس ريد.
- تايلر دالتون مكناب، هو أستاذ فلسفة مشارك في جامعة سانت فرانسيس، وهو مؤلف كتاب الإبستمولوجيا الدينية (كامبريدج، 2018)، والله والنظرية السياسية (كامبريدج، 2022). وقد شارك أيضاً في تأليف الإبستمولوجيا البلانتنغية والديانات العالمية (2019)، والإيمان الكلاسيكي والبوذية (2022).

الكتـــــاب: العمانيون والتَّدافُع الاستعماري على أفريقيا
المؤلـف: جون ويلكينسون
المترجم: محمد الحارثي
الناشــــر: الآن ناشرون وموزعون، عمان، 2024.
يأتي الكتاب مكملاً لسلسلة كتب الباحث جون ويلكينسون عن سلطنة عُمان، التي ضمت: (عُمان والمشيخات المتصالحة) 1965، و(المياه والاستيطان القبلي في جنوب شرق المنطقة العربية: دراسة حول الأفلاج في عُمان) 1977، و(تقاليد الإمامة في عُمان) 2009، وكتاب (الإباضية: أصولها والتنمية المبكِّرة في عُمان) 2010.
يشتمل على سبعة عشر فصلاً تتوزع على 752 صفحة، ويتضمن تحقيقاً مفصَّلاً لمختلف المراجع الغربية، ويميط اللثام عن الكثير من المعلومات التي طواها الزمن ويجهل تفاصيلَها حتى المتخصّصون في العالم العربي والأفريقي والغربي.
يقول المترجم في مقدمته للنسخة العربية (تضمَّن كتابه تفاصيل الوجود القبلي العُماني في أفريقيا قبل التغلغل الأوروبي، وأكَّد أن الرواد الأوائل الذين اجتازوا أفريقيا واستكشفوا مصادر العاج في أعالي نهر الكونغو قبل وقتٍ طويل من وصول المُستَكشِفين الغربيين كانوا جميعاً تقريباً من العمانيين القادمين من داخل البلاد، وليس من ساحلها، وتطرَّق الكتاب إلى تقاليدهم ومعتقداتهم وحركاتهم وسماتهم الداخلية والدور الكبير للمبدأ العقائدي للإباضية في فترة التدافع).
ويضيف: (لقد أفضت العلاقة الناشئة بين (زنجبار) والساحل (السواحلي) وداخل أفريقيا، إلى تحوُّلٍ في الاهتمام الأوروبي من الواجهة الساحلية إلى داخل القارَة الأفريقية، بدايةً مع تقارير المُستَكشِفين والمُبشِّرين، ومن ثم عبر مصالح وطموحات الشركات التجارية والقراصنة الانتهازيين).
وأما ويلكينسون فيقول في مقدمته للنسخة الإنجليزية الصادرة عام 2014 (الانشطار ما بين الشؤون الداخلية لعُمان والأخرى المُتَطلِّعة نحو الخارج، ومسقط وعُمان (السلطنة البوسعيدية)، هو فحسب انفصالٌ سياسي ظاهر يبدو موهِما كانفصال الحُكم بين الوطن الأُم (عُمان) والساحل السواحلي الذي حدَّدَه قرار كاننغ في عام 1861. لقد شَكَّل العلماءُ، ورجال القبائل، وبياسرة المنطقة الداخلية، جزءاً من الترابط فيما بين العلاقات الدولية وما بين الطوائف التي أرست روابط ما بين الموانئ والأراضي الداخلية لعالم الرياح الموسمية، شأن البحَّارة الذين كانت مراكب تجارتهم تتنقَّل موسميّاً ما بين الهند والجزيرة العربية وشرق أفريقيا وتوفِّر الأسطول الاحتياطي للبحرية العُمانية، وقد اتَّضَحت لي هذه الأمور عندما بدأت أبحث في تاريخ مصادر العاج وقصة تُجَّار، من الخوجة، والعُمانيين، والسواحليين، الذين كانوا أول مَن اجتازوا أفريقيا قبل وقتٍ طويل من وصول (المُستَكشِفَين الغربيَين) ليفينغستون وكاميرون. إن الروَّاد الذين استكشفوا مصادر العاج في أعالي نهر الكونغو كانوا جميعاً تقريباً من العُمانيين القادمين من داخل البلاد، وليس من ساحلها).
الجدير ذكره أن محمد الحارثي مترجم عُماني حاصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال والمحاسبة، ودرجة الماجستير في الاقتصاد من الولايات المتحدة الأمريكية 1981.
وقد ترجم مجموعة كبيرة من الأعمال التي تتناول التاريخ العُماني من منظور غربي، ومن أهمها (ظل السلطان) 2023، (عمان بناء الدولة العصرية) 2024، موسوعة (يوميات المقيمية في الخليج والوكالة السياسية في مسقط) في 3 مجلدات، موسوعة (النفط والحدود في الخليج) في 3 مجلدات، موسوعة (عُمان.. الوثائق السرية) في 20 مجلداً صدر في يناير/كانون الثاني 2023، موسوعة (الوثائق البريطانية السرية.. جذور الدولة العربية الحديثة) في أربعة أجزاء ضمَّت 25 مجلداً سوف تصدر في سنة 2024، بالإضافة إلى كتاب (المضيرب وإبراء أنموذجين للمدينة العمانية)، (السلطة وتعاقب الحكم في الممالك العربية) من جزأين، ومقالات اقتصادية بعنوان (مقال مقابلة وكلمة) في جزأين.

ذو صلة