مجلة شهرية - العدد (578)  | نوفمبر 2024 م- جمادى الأولى 1446 هـ

كتب وقراءات



الكتــــــاب: كيف يفكر المُفتون.. فقه المرأة في أوروبا الغربية
المؤلـف: لينا لارسن
المترجم: د.أحمد العدوي
الناشــــــــر: مركز نهوض للدراسات والبحوث، الكويت، 2023.
يتناول هذا الكتاب الفتاوى المتعلقةَ بقضايا المرأة في أوروبا الغربية، الصادرة في العقود الأخيرة، سواء من مفتين أفراد أو هيئات جماعية للفتوى، أبرزها (المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث) في أيرلندا. وتتبيَّن استناداً إلى الأسئلة الواردة من النساء المسلمات هناك حالة الاضطراب والتمزُّق التي تسيطر عليهنَّ بين منظورين مختلفين لدور المرأة ومكانتها في المجتمع: أولهما يرى المرأة تابعاً للرجل عليها طاعته، وإن كان الطرفان متساويين في القيمة لا في الحقوق؛ والآخر يؤكِّد على حقوق المرأة ومساواتها بالرجل في كل جوانب الحياة بتأثيرٍ من الثقافة الأوروبية.
وتتناول المؤلِّفة مُفتين يأخذون في الاعتبار عنصرَي الزمان والمكان وتغيّرهما، وتغيُّر الفتوى تبعاً لذلك؛ ومن ثَمَّ فهم يستهدفون تطويرَ فقه إسلامي أوروبي يؤلِّف بين القِيَم الإسلامية وخصوصية المجتمع الأوروبي، فينأى بنفسه عن التشنُّج والانغلاق في تناول القضايا الجدلية، استناداً إلى فقه الأقليات الذي يوجِّه كثيراً من المُفتين في السياق الأوروبي. كما تعقد المؤلفة مقارنةً منهجيةً بين مقاصد الشريعة و(الأخلاق العامَّة) التي تسود تلك المجتمعات الأوروبية الحديثة.



الكتــــــاب: مباحث حول النظرية النشوئية التركيبية للغة
المؤلـف: أليكسي كوشيليف
المترجم: د.رمضان مهلهل سدخان
الناشـــــــر: دار شهريار، البصرة، 2023

يطرح أليكسي كوشيليف عبر كتابه هذا منهجاً جديداً لفهم اللغة البشرية عبر العودة إلى (النظرية النشوئية التركيبية)، كونه غير راضٍ عن النظريات الحالية برغم كثرتها وتشعّب ميادينها، بسبب العيوب التي تشوبها على حدّ وصفه.



الكتـــــاب: عبدالله القصيمي من الأصالة إلى ما بعد الحداثة.. دراسة نقدية
المؤلف: د.صباح مفتن حميدي.
الناشـــــر: جداول، بيروت، 2023

تناول الكاتب التحولات الفكرية التي عاشها عبدالله القصيمي، وعرض مواقفه من العقائد الدينية، وناقشها بمنهج تحليلي نقدي.
وقد تناول الدكتور صباح مفتن حميدي سيرة عبدالله القصيمي، محللاً كثيراً من آرائه وأفكاره. ويعد القصيمي واحداً من المفكرين العرب الذين أثاروا جدلاً سياسياً وعقائدياً لمواكبته انبثاق الفلسفة الوجودية وفلسفة ما بعد الحداثة، ومعاصرته تحولات فكرية وسياسية كانت تشغل الإنسان العربي.
هذا الكتاب في أصله هو أطروحة لنيل درجة الدكتوراه من قسم الفلسفة في جامعة بغداد.



الكتــــــــــاب: الناجيات الأخيرات
المؤلـــــف: رايلي ساجر
المترجمة: منى الدواخلي
الناشـــــــــــر: مكتبة جليس، الكويت، 2023

تدور القصة حول ثلاث نساء، كلّ منهن كانت الناجية الوحيدة من جريمة قتل جماعية، مما أكسبهن لقب (الناجيات الأخيرات). يروي العمل حكاية كوينسي كاربنتر، وهي ناجية أخيرة تحاول تخطي ماضيها المؤلم.
كوينسي، التي نجت من مذبحة في كوخ في الغابة، كانت تقضي فيه إجازتها مع صديقاتها؛ لا تتذكر الأحداث التي تكشفت لاحقاً. لقد أعادت بناء حياتها كمدونة ناجحة مختصة بالمخبوزات في نيويورك، لكن ماضيها يعود ليطاردها إبّان العثور على ناجية أخيرة أخرى ميتة، وتظهر الناجية الأخيرة الثالثة، ليزا، على عتبة بيت كوينسي تستجدي مساعدتها.



هند باغفار.. خزانة التراث السعودي

تخرّجت في الثانوية العامة بمدارس دار التربية الحديثة بجدة، وحصلت على بكالوريوس علم اجتماع من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وأكملت دراساتها العليا حتى حصلت على الدكتوراه العلمية من الأكاديمية الدولية للمعلوماتية لدى هيئة الأمم في فلسفة التاريخ في يناير 2006م.
كانت من الرعيل الأول للريادات النسائية التي عملت في الصحافة، فقد عملت بكتابة زاوية في جريدة عكاظ، ثم أُسند لها رئاسة القسم النسائي عام 1970م، وكانت في الصف الأول المتوسط، ومنها تدرجت للعمل الصحفي بمعظم الصحف والمجلات السعودية، فالخليجية ثم العربية لأكثر من ثلاثين عاماً من خلال زاويتها (ضربة وتر). وهي أيضاً من أوليات معدات البرامج الإذاعية لعدة سنوات.
وتعد أول مَن كتب وقدّم الأوبريت في المملكة عام 1985م كما أنها أول كاتب سعودي كتب الدراما للتلفزيون عام 1978م وقدمت أول مهرجان نسائي في الجنادرية بتكليف من رئاسة الحرس الوطني عام 1996م وقامت بعمل توثيق وأرشفة كاملة لعدد 400 لوحة للتراث الشعبي السعودي من جميع مناطق المملكة. كرّمتها دارة الملك عبدالعزيز عام 2003، وقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بتسليم الشكر لابنها المهندس ملهم عشي.
الأعمال السردية:البراءة المفقودة (1972)، رباط الولايا (1987)، مدينة اليسر: رواية تاريخية معاصرة (2005).
الأعمال الفكرية: نافذة على الحائط المهدوم (1978)، محطات مسافرة (1982)، ضائعة في خطوط يديك (1988)، وجه وقفا (1993)، صهيل القلم (1993)، اعترافات امرأة (1999).
الأعمال التراثية:الأغاني الشعبية في المملكة العربية السعودية: أكثر من مئة وأربعين لوناً من الفنون الشعبية مع بعض النصوص الغنائية (1994)، الحرف والمهن الشعبية (2013)، عرايس المملكة وأزياؤها (2013)، فنون شعبية (2013)، الألعاب الشعبية (2013)، رموز شعبية (2013)، الحلي الشعبية في المملكة العربية السعودية (2014)، الملابس الشعبية في المملكة العربية السعودية (2014).
الأعمال التلفزيونية:جروح في جبين الحياة (سهرة للتلفزيون السعودي إنتاج الأمن العام) 1979م.
الأفلام الوثائقية:الأعراس الشعبية في المملكة (أفلام وثائقية لمحطات أ.ر.ت) 1996، الملابس الشعبية النسائية في المملكة (أفلام وثائقية) 1998، الحلي الشعبية في المملكة (أفلام وثائقية) لم تعرض بعد 1998.
الأعمال المسرحية:
النغمة الناشزة (فصل واحد)، لصالح صندوق الطلبة السعودي في كاليفورنيا 1976م. السعوديات ومواسم الأوكازيون (فصل واحد)، لصالح صندوق الطلبة 1976م. طالب سعودي في أمريكا (فصلان)، لصالح صندوق الطلبة السعودي 1976م. صراع بين جيلين (فصلان)، لصالح قسم الطالبات في جامعة الملك عبدالعزيز 1977م. هند بنت النعمان (فصل واحد)، لصالح الجمعية الفيصلية في جدة 1977م. القضية (فصل واحد)، لصالح الجمعية الفيصلية 1978م. سعد في الغشنة (ثلاثة فصول)، لصالح الفيصلية 1978م. جيرة الهنا (ثلاثة فصول)، لصالح الفيصلية 1980م. زوجتي عضو مجلس إدارة (ثلاثة فصول)، لصالح الجمعية الخيرية 1981م. أوبريت العروس (ثلاثة فصول)، لصالح جمعية الوفاء في الرياض 1984م.مسرحية قمر الزمان للأطفال (ثلاثة فصول)، قدمت في الرياض للوفاء وملاهي عطا الله في جدة بين أعوام 1985م- 1994م. عالم مجنون كورة للأطفال، لصالح حضانة الشؤون في جدة. ليلة جواز (فصل واحد)، لصالح مدارس دار الحنان للبنات في جدة 1994م. إجازة ربيع (فصل واحد)، لصالح دار الحنان 1995م. الأخوات الفاتنات، لصالح جمعية طيبة في المدينة المنورة قدمت على مسرح الغرفة التجارية 2000م. ملحمة رسول الله الغنائية، لصالح جمعية طيبة 2000م. مسرحية امرأة صريحة جداً، عرضت في كلية دار الحكمة في 2003م.



موسوعة كامبريدج للأدب العربي

وضعت موسوعات لدراسة تاريخ الأدب العربي ضمن المنهج التاريخي والموضوعي عند كبار المؤلفين مثل: جرجي زيدان، مصطفى صادق الرافعي، شوقي ضيف. وقد تخصص بعض الباحثين العرب في عصور معينة.
وتسهم مؤلفات الأكاديمية الغربية الأوروبية والأمريكية في دراسة تاريخ الأدب العربي، من بينها موسوعة كامبريدج الأدب العربي، صدرت في ست مجلدات بين عامي 1983 -2006. وترجم منها ثلاثة فقط.
المجلد الأول: الأدب العربي حتى نهاية العصر الأموي
يبدأ هذا المجلد تغطيته بالشعر الشفهي من القرن السادس الميلادي، وينتهي بسقوط الدولة الأموية بعد قرنين من الزمان. تقع ضمن هذه الفترة أحداث كبرى: حياة النبي محمد، وتأسيس الدين الإسلامي، والفتوحات العربية الإسلامية الكبرى لمناطق خارج شبه الجزيرة العربية، ولقاؤهم، كأسياد، مع العالم البيزنطي والساساني. يناقش المساهمون في هذا المجلد مجموعة من المواضيع، بما في ذلك تأثيرات اليونانيين والفرس والسوريين على الأدب العربي المبكر.
المجلد الثاني: الأدب العباسي
يقدم الكتاب، المنظم ترتيباً زمنياً، الأنواع الرئيسة، ويقدم دراسات موسعة عن الأدب العربي: الشعراء وكتاب النثر والمنظرين الأدبيين. ولجعل المادة في متناول القراء غير المتخصصين، يتم اقتباس المؤلفين العباسيين بالترجمة الإنجليزية، حيثما أمكن ذلك، ويتم تقديم تفسيرات واضحة لتقنياتهم وأعرافهم الأدبية. ويختتم المجلد بأول مسح شامل للأدب اليمني غير المعروف نسبياً والذي يظهر بلغة أوروبية منذ اكتشاف المخطوطات في السنوات الأخيرة.
المجلد الثالث: الدين والتعليم والعلم في العصر العباسي
كانت القرون الخمسة من العصر العباسي (من القرن الثامن إلى القرن الثالث عشر الميلادي) هي العصر الذهبي للأدب العربي. لقد رؤوا ظهور ليس فقط الشعر والآداب الجميلة (التي تمت تغطيتها في مجلد سابق)، ولكن أيضاً ظهور مجموعة واسعة من الكتابات المعنية بموضوعات تتراوح من اللاهوت والقانون إلى التاريخ والعلوم الطبيعية. يستعرض هذا المجلد من تاريخ كامبريدج للأدب العربي أهم هذه الكتابات.
المجلد الرابع: الأدب الأندلسي
يستكشف أدب الأندلس ثقافة أيبيريا من القرن الثامن إلى القرن الثالث عشر، وإلى القرون التي تلت الفتح المسيحي، عندما استمر استخدام اللغة العربية. وفي حين أن التركيز ينصب على الأدب؛ فإن الدراسة تمتد إلى المجالات ذات الصلة بالفلسفة والفن والهندسة المعمارية والموسيقى. تم تحريره بواسطة عالم عربي وعبراني ورومانسي، مع فصول فردية بواسطة فريق من الخبراء الرائدين في العالم في هذا المجال، وهو عمل متعدد التخصصات، ومقارن حقاً، يقدم نهجاً جديداً جذرياً.
المجلد الخامس: الأدب العربي في فترة ما بعد الكلاسيكية
يستكشف المجلد التراث الأدبي العربي في الفترة غير المعروفة من القرن الثاني عشر إلى بداية القرن التاسع عشر. وعلى الرغم من أنه تم تأليف ألف ليلة وليلة الشهيرة خلال هذا الوقت؛ إلا إنه لم يُكتب سوى القليل جداً عن أدب تلك الفترة بشكل عام، وجمع روجر ألين ودونالد ريتشاردز بعضاً من أبرز العلماء في هذا المجال.
المجلد السادس: الأدب العربي الحديث
يقدم هذا المجلد من تاريخ كامبريدج للأدب العربي مسحاً نقدياً موثوقاً وشاملاً للكتابة الإبداعية باللغة العربية من منتصف القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا. فمع انتشار التعليم العلماني والطباعة والصحافة، ظهر جمهور جديد من القراء. وعلى خلفية تفكك الإمبراطورية العثمانية، وصعود القومية، والصراع بين الإسلام وزيادة التغريب؛ تم استبدال المفهوم التقليدي للأدب باعتباره عرضاً للمهارة اللفظية بوجهة نظر مفادها أن الأدب يجب أن يعكس ويغير بالفعل العلاقات الاجتماعية والسياسية.



الكتــــــــــــــاب: الإسلام والقرآن
المؤلفون: بول بالتا، ميشيل كويبرس، جنيفييف غوبيو
المترجــــــــم: محمود المقداد
الناشـــــــــــــــر: دار المدار الإسلامي، بيروت، 2023.

عندما ظهر الإسلام وانتشر، ظهرت أربع موجات بشأنه: الأولى موجة شائعات لا تقوم على أساس صحيح أو دقيق. والثانية كانت تتبنى موقفاً عدائياً مطلقاً منه. والثالثة هي الموجة الضامرة الضعيفة التي لا تكاد تبين، وهي الموجة الموضوعية الباحثة عن الحقيقة والمتسمة بالدقة والحياد. والرابعة موجة المؤمنين من أتباعه المتحمسين له.
ولم تكن الموجتان الثانية والرابعة مهمتين لنا، لأنهما موقفان غير محايدين، وعلى طرفي نقيض، ولا يستوعب أحدهما الآخر. وتهمنا الموجتان الأولى والثالثة، لأنهما انتشرتا في الأوساط الشعبية غير الإسلامية على مستوى التناقل الشفوي، وكانتا قسمين:
أما القسم الأول فيتمثل في الشائعات في مطلع الفتوح الإسلامية خارج جزيرة العرب، وكانت إيجابيةً عموماً، ترى في الفاتحين مخلصين من ظلم الحكام واضطهادهم الديني والاقتصادي، واستمرت كذلك حتى هدأت تلك الفتوح، وكانت بلا شك تسهل -بوضوح- حركتها، حتى امتدت سيادة الإسلام خلال أقل من قرن من حدود الهند والصين وأواسط آسيا شرقاً إلى حدود فرنسا والأطلسي غرباً، وكانت معجزةً لا مثيل لها في العالم.
وبعد هدأة الفتوح، نشأ بين الشعوب المجاورة القسم الثاني الذي اتخذ طابعاً سلبياً تشويهياً من الشائعات، وكانت الموجة الثانية تغذيها باستمرار عن وعي مدروس وقصد، لتصد تلك الشعوب عن تقبل هذا الدين الجديد. ويقف من ورائها رجال الحكم ورجال الدين والمتنورون المتعصبون من كتاب وشعراء وخطباء وذوي مصالح ذاتية.. إلخ. ولعل دور الجهل في الترويج لها ذو نصيب كبير أيضاً، لأن المرء عدو ما يجهل.
ولكن ظهرت في العصر الراهن فئة بين المستعربين الغربيين (وهم المهتمون بدراسة الحضارة العربية-الإسلامية) الذين كانوا يبحثون عن الحقيقة الموضوعية بدقة وحياد إلى أبعد الحدود، لتكون الاقتناعات، في نهاية المطاف، مبنيةً على أساس متين، ومنهم ثلاثة من كبار المستعربين الفرنسيين المعاصرين الذين أخذوا على عاتقهم جمع أبرز ما أشيع عن الإسلام قديماً وما يشاع عنه حديثاً بين شعوب الغرب من شائعات وأقاويل، وهم: بول بالتا P. Balta، وميشيل كويبرس M. Cuypers، وجنيفييف غوبيو G. Gobillot، وخير الكلام في هذا المجال ما يشهد به المخالفون إرضاءً لوجه الحق وإنصافاً للحقيقة وتوافقاً مع الضمير الحي. وقد عمد هؤلاء المنصفون إلى تسليط الضوء على تلك الشائعات (وكانت نحو 40 شائعةً)، وحاولوا تفنيدها واحدةً واحدةً بالأدلة والبراهين المستمدة من مصادر مختلفة من أبرزها القرآن، والكتاب المقدس، والحوادث القديمة، والمعطيات الحديثة، والشواهد والأقوال المأثورة. فقدموا بذلك لشعب فرنسا خاصةً، والشعوب الغربية عامةً، مرجعاً موضوعياً مهماً، هو هذا الكتاب، خدمةً للتوجه العقلاني القويم، والتفكير السليم، وبغية فهم حقيقة هذا الدين القيم، ورفعاً للظلم الواقع على المسلمين في بلادهم بسبب الثمرة التي أنتجتها تلك الشائعات، وهي الثمرة المرة المعروفة بـ(رهاب الإسلام) l,islamophobie.
د.محمود المقداد. مواليد بصرى بمحافظة درعا في سوريا عام 1951. تابع دراساته الجامعية والعليا في جامعة دمشق قسم اللغة العربية، ثم عين مدرساً في القسم (1987)، وأستاذاً مساعداً فيه (1993)، وأستاذاً (2015). درس في جامعة دمشق، وأعير للتدريس في جامعة عمر المختار (ليبيا-البيضاء 1991-1993)، وفي كلية التربية الأساسية (الكويت 1993-1994 و2006-2007)، وفي فرع جامعة دمشق (درعا 1998-2001).عضو في اتحاد الكتاب العرب بدمشق منذ عام 1993. له مجموعة من المؤلفات والمترجمات.



الكتـــــاب: أشياء صغيرة عظيمة
المؤلف: جودي بيكو
المترجم: خالد الجبيلي
الناشـــــــر: دار نينوى، دمشق، 2023.

تركز الرواية على قضية العِرق في أمريكا، وتدور حول بطلة الرواية روث جيفرسون، وهي ممرضة تقوم بخدمة التوصيل. يتم تحويل رواية (الأشياء الصغيرة العظيمة) إلى فيلم من بطولة فيولا ديفيس وجوليا روبرتس.
تركز القصة على ممرضة أمريكية من أصل أفريقي تتولى الاهتمام بالأطفال حديثي الولادة في مستشفى كونيتيكت. طلب من روث عدم الاقتراب من طفل زوجين من ذوي العرق الأبيض، وبعد وفاة الطفلة التي كانت تحت رعايتها اتُهمت روث بالقتل وأحيلت إلى المحكمة.القصة تسرد وجهات النظر العرقية المتعددة المعقدة للشخصيات الرئيسة، بما في ذلك الممرضة روث، وتورك باور والد الطفل الأبيض، وكينيدي ماكواري محامي روث. غالباً ما تستخدم بيكو أسلوباً سردياً متعدد المنظور في رواياتها.
في نهاية روايتها أفادت طالما أرادت أن تكتب رواية عن العنصرية في الولايات المتحدة، ومنذ البداية، أكدت على أنها (نشأت امرأة بيضاء تتمتع بامتياز طبقي في المجتمع)، وأجرت لسنوات عديدة أبحاثاً ومقابلات شخصية كثيرة لكي تتمكن من التعبير عن أصوات الأشخاص الذين ليست مثلهم: رجال، ومراهقين، وأشخاص ذوي ميول انتحارية، وزوجات معنّفات يتعرضن لسوء المعاملة، وضحايا اغتصاب. وتقول إن ما دفعها إلى كتابة تلك القصص شعورها بالغضب، ورغبتها في منحها صوتاً ليزداد وعي أولئك الناس بالعنصرية.
حبكة الرواية مشوِّقة، وبنيتها قوية، تمضي في وتيرة جيدة وأسلوب سلس. لقد استفادت جودي بيكو من جميع الصور النمطية للسود: فهنا الأم السوداء الأرملة، والمرأة السوداء الغاضبة، والأمّ، والخادمة، والمراهق، والواعظ المتميز. إن التناوب في فصول الرواية يظهر بوضوح الاختلاف في وجهات نظر روث، الأب الأبيض العنصري تورك باور، ومحامية روث كينيدي ماكواري. وقد نجحت الكاتبة عندما تركت الرواية تزداد رسوخاً في سرد كينيدي، حكاية امرأة بيضاء تظن أنها ليبرالية أكثر مما هي في الواقع. إنها رحلة كينيدي للتصالح مع أقاربها العنصريين والامتياز الذي يتمتع به البيض، عندما تدرك لأول مرة، انتشار العنصرية الأمريكية.
تلقت الرواية مراجعات إيجابية ومتباينة: إليانور براون من الواشنطن بوست كتبت إن (أشياء صغيرة عظيمة) هي أهم رواية كتبتها جودي بيكولت على الإطلاق. فرانك، التي تتأمل بشكل غير مريح وتتصدر عناوين الأخبار اليوم، ستشكل تحدياً لقرائها، على الرغم من أنها شعرت أن الكتاب (طويل للغاية، مع وسط متعرج، وميل نحو الميلودراما، ونهاية متسرعة تبدو عفوية)، حيث أن روكسان جاي، الذي يكتب لصحيفة نيويورك تايمز، يعتقد أن تورك، الشخصية المتعصبة للبيض، كانت مكتوبة بشكل جيد، على الرغم من أنه وجد أيضاً أن بطل الرواية والشخصية الأمريكية الأفريقية روث، هي الأقل تصديقاً: (كلما رأينا روث وعائلتها أكثر، كلما بدا وصفهم وكأنه لعبة بينغو للأشخاص السود - كما لو كانت بيكولت تعمل من خلال قائمة مرجعية من القضايا في محاولة لقول كل شيء عن العرق في كتاب واحد). ووجدها جاي (رواية معيبة) لكنه شعر (بالكرم) تجاه الكتاب، ومنحها (الكثير من الفضل في محاولتها ودعم محاولتها من خلال البحث الدقيق والنوايا الحسنة والوعي بقابليتها للخطأ). وكتب جاي كذلك: (الرواية فوضوية، ولكن كذلك مناخنا العنصري).
جودي لين بيكو (مواليد 1966) كاتبة وروائية أمريكية مُنحت جائزة إنجلترا الجديدة للكتاب لفئة كتب الخيال في عام 2003. حالياً يُتداول ما يقارب 14 مليون نسخة من كتبها في دور النشر حول العالم، وقد تُرجمت إلى 34 لغة مختلفة.



جدة في أعين الرحالة.. قراءة في كتاب الدكتور عدنان عبدالبديع اليافي

صالح عبدالله بوقري: جدة
حظيت مدينة جدة عبر تاريخها بالكثير من الدراسات والاهتمام والزيارات من الرحالة، ولقد أخرج لنا ابن جدة الدكتور عدنان عبدالبديع اليافي في كتابه (جدة في أعين الرحالة) تفاصيل الكثير مما حظيت به هذه المدينة المهمة في التاريخ والمهمة في موقعها والمميزة في مهمتها، حيث أنها بوابة الحرمين وميناء الحجيج والتجار.
جدة التي تسند ظهرها إلى جدار البحر، وتستقبل بوجهها القبلة؛ سجادتها تمتد بامتداد السهل المنبسط من رصيف الميناء حتى صحن المطاف، كما يقول د.سعيد السريحي في مقدمته المشرقة للكتاب الذي صدر أخيراً في جزءين تجاوزا الألف صفحة. الجزء الأول من الكتاب بعنوان: جدة المكان والزمان، والجزء الثاني بعنوان جدة بعدسة ذاكرة الرحالة. ويمكن اعتبار الجزءين منفصلين، ومرتبطين عضوياً، ويكمل أحدهما الآخر، ومع ذلك -كما ذكر المؤلف- يمكن قراءة كل جزء على حدة.
يحتوي الجزء الأول على تاريخ جدة ومجتمعها وأهلها ومساكنهم، والثاني يركز على المشاهدات في هذه المدينة العريقة خلال ألف عام، بمناقشة بعض الرحلات التي سجلها الرحالة باختلاف جنسياتهم وتواريخهم وتوجهاتهم، عرباً كانوا أم غربيين أو غير ذلك.
إنها جدة التي تميزت بموقعها النادر الممتد من أطراف الدنيا حتى تخوم الآخرة، حين قربتها الأرض من مكة المكرمة، وجمع البحر بينها وبين مدن العالم، عبّر عن هذا في المقدمة د.السريحي.
يحتوي الجزء الأول على أربعة أبواب، وقد توسع المؤلف فيه بالصور والوثائق والخرائط، ومنها النادر والجديد في النشر، مثل:
سوق العلوي، وبنك الخواجة يني، وشارع قابل، وفندق جدة بالاس، وفندق قصر الكندرة، ومستشفى الملك فيصل، ومستشفى الملك فهد، والمحجر الصحي.
توقف الكاتب في الباب الأول عند سبب التسمية، وضبط الاسم، وبخاصة معركة تشكيل الجيم الشهيرة بين الأستاذين الأنصاري والجاسر، في صحة الاسم ومعناه، ضماً وفتحاً وكسراً، كما تناول الموقع والتضاريس والمناخ، وكذلك السكان قديماً وحديثاً، كما يحتوي الفصل الثالث من هذا الكتاب المهم على دراسة مستفيضة عن جدة بين التاريخ والجغرافيا.
تناول د.عدنان اليافي في الجزء الأول تاريخ جدة منذ فترة ما قبل الإسلام إلى تاريخ جدة في العهد السعودي الزاهر، منذ دخول جلالة المغفور له المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في 23 ديسمبر 1925م، واستشهد الكاتب بصديقه المرحوم الأستاذ محمد صادق دياب الذي كان له الفضل بعد الله في تعريفه بتفاصيل مهمة من تاريخ جدة التي كانت تغيب عن الكثير من أهلها، حين كان يرافقه في جولات ميدانية، وبخاصة في منطقتها التاريخية، حيث يعتبر محمد صادق دياب حارساً لبوابة تاريخ هذه المدينة، كما توضح مؤلفات الأستاذ دياب، خصوصاً كتابه (جدة.. الحياة الاجتماعية والتاريخ) الذي يعد من أهم الكتب التي أرخت لمدينة جدة، كما تعتبر الرواية التاريخية - مقام حجاز- من الروائع التاريخية التي كتبت عن هذا الميناء العريق. وكما يسجل التاريخ فإن أكبر أحداث جدة التاريخية قاطبة كان صدور أمر الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه بتحويل ميناء مكة المكرمة من الشعيبة إلى جدة في عام 26هـ الموافق 646م، وبعده نمت جدة على مر الأزمان وازدادت أهميتها مع توسع الدولة الإسلامية، وأصبحت الميناء الرئيس الذي يأتي إليه حجاج بيت الله الحرام. وتسخر الدولة اليوم كافة مرافقها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وأهل جدة من ضمن هؤلاء المواطنين الذين يتشرفون بخدمة ضيوف الرحمن، حيث عرف عنهم منذ القدم اشتغالهم بثلاثة أمور، هي: البحر والتجارة والحج، ولقد حرص الجداوية على أن يتدرب أبناؤهم في متاجرهم طوال العام، وبخاصة مواسم الحج، حيث ينتقلون أيضاً ببضائعهم خلالها إلى مدن الحجاج في الميناء والمطار.
ويؤكد المؤلف ارتباط جدة بمكة في كتابات الرحالة والمؤرخين المسلمين الذين زاروا جدة منذ مئات السنين في طريقهم للحج والعمرة، حيث لا يخلو كتاب من كتبهم من ذكر مدينة جدة، ولعل أول هؤلاء كان المقدسي، وكذلك ناصر خسرو صاحب كتاب (سفرنامة)، حيث يقول: (إن أمير جدة المعاصر له كان تابعاً لأمير مكة، وهو تاج المعالي ابن أبي الفتوح الذي هو أمير المدينة أيضاً)، كان ذلك عام 442هـ، كما أن ابن جبير عندما جاء إلى جدة في القرن السادس الهجري في طريقه إلى مكة المكرمة وصف جدة وصفاً مفصلاً بأحيائها وأزقتها وباعتها، وعادات أهلها، وأهم مساجدها ومبانيها ومينائها.
كما رسم بعدهما ابن المجاور أول خارطة لمدينة جدة في كتابه (تاريخ المستبصر)، ثم جاء ابن بطوطة وتحدث عن جدة وارتباطها بمكة المكرمة. كما أكد الإدريسي بعد ذلك أن والي جدة هو من ناحية صاحب مكة. وفي طريقه إلى مكة لأداء فريضة الحج تحدث الرحالة السويسري المسلم جون لويس بيركهارت عام 1814م بإسهاب واصفاً دكاكينها ومنازلها، وقد حدد سكانها من رحلته قائلاً: يقدر عدد سكانها بنحو اثنى عشر ألفاً إلى خمسة عشر ألفاً، لكن تدفق الغرباء يزيد بشدة في الأشهر التي تسبق الحج.
وتبقى جدة بوابة الحرمين الشريفين ودهليزهما وثغر البحر الأحمر، وهي الميناء الرئيس للمملكة العربية السعودية. وكما سجل التاريخ ويسجل، لم تقصد في العالم مدينتان كما قصدت المدينتان المقدستان مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث يقصدهما الملايين من المسلمين من أرجاء المعمورة للحج والعمرة والزيارة، ومنهم الرحالة والمؤرخون الذين كتبوا عن رحلاتهم، ودونوا مشاهداتهم، وسجلوا بعدساتهم الكثير عن جدة بوابة الحرمين الشريفين وعروس البحر الأحمر وميناء الحجيج والتجارة لبلادنا الحبيبة، منذ الأزمنة القديمة التي لم تتوافر فيها وسائل النقل الحديثة الجوية والبحرية والبرية، ولا وسائل الاتصالات المرئية والسمعية والسلكية واللاسلكية.. وغيرها من التقنيات الحديثة.
وفي نهاية الجزء الأول يضع المؤلف قائمة مصادره التي وصلت إلى 112 مرجعاً غير المواقع الإلكترونية التي استفاد منها لبحثه المميز ومنهجه العلمي الدقيق. وفي الجزء الثاني من الكتاب الذي وصلت مصادره إلى 151 مصدراً، بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية.
يركز الفصل الأول في الباب الأول من الجزء الثاني على أدب الرحلات، إذ يسترجع فيها الكاتب ما سجله الأستاذ فؤاد قنديل صاحب كتاب أدب الرحلة في التراث العربي، كما ذكر المؤرخ جورج غريب في كتابه عن تاريخ وأعلام أدب الرحلة أن الناس احتاجوا قديماً إلى معرفة الطرق والبلاد للتجارة والفتوحات. وفي الفصل الثاني نجد الموضوع الأساسي للكتاب وهو: جدة والرحالة، حيث بدأ الفصل بالحديث عن الرحالة المسلمين الذين جاؤوا لأداء مناسك الحج أو العمرة وزيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة، وكانت دوافعهم دينية بحتة في أغلب الأحيان، ومازال هؤلاء حتى يومنا يفدون إلى جدة. وانتقل بعدها الكتاب إلى الرحالة الغربيين الذين يتطلعون منذ القدم إلى بلاد العرب التي كان العقل الغربي يعرفها باسم الجزيرة أو أرابيا فيلكس أي بلاد العرب السعيدة، كما كان الرومان يطلقون عليها. وكانت المعرفة الغربية للإسلام ترتقي وتتطور كلما ازدادت بعداً عن العقدة الصليبية والقرون الوسطى، كما يقول سمير عطاالله. ويضم الباب الثاني قائمة بالرحالة وتفاصيل رحلاتهم، حيث بدأ بالحديث بإسهاب عن:
1 - المقدسي، وهو محمد بن أحمد المقدسي، من أعظم جغرافيي القرن الرابع الهجري، ورحالة من الطراز الرفيع، استمرت رحلته نحو عشرين عاماً في مشرق العالم الإسلامي ومغربه، وكتابه: (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم).
2 - ناصر خسرو، وهو رحالة مسلم، شاعر وفيلسوف، كانت رحلته بين 437 هـ و444هـ، وقد سبق ابن جبير بمئة عام، وكان دافعه في رحلته إلى جدة هو الحج والعمرة والزيارة، ووضع كتابه (سفرنامة)، وقد ذكر فيما ورد في كتابه هذا المساجد في جدة، ومنها مسجد عمر بن الخطاب المعروف اليوم بمسجد الشافعي.
3 - الإدريسي، وهو محمد الإدريسي الحموي الحسيني، كان عالماً متعدد المعارف والمهارات، أديباً شاعراً، إلى جانب كونه جغرافياً ماهراً في الخرائط، من مؤلفاته: (الجامع لأشتات النبات)، و(نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)، و(المسالك والممالك).
4 - ابن جبير، وقد جاء إلى جدة قاصداً الحج وزيارة المدينة المنورة، وكان رفيق رحلته حمد القضاعي. بدأ ابن جبير رحلته من غرناطة يوم الخميس 8 شوال 578 هـ، ودامت رحلته ثلاث سنوات. وقد ذكر ابن جبير في كتابه أهم المعالم المعمارية والتاريخية، ومنها مسجد عمر بن الخطاب المعروف اليوم بمسجد الشافعي، وأتى ابن جبير كذلك على قبر أم البشر حواء. وقد كانت رحلته منذ ألف عام، وضعها في كتابه: (رحلة ابن جبير).
5 - ابن المجاور، وهو صاحب رسم أقدم خريطة لمدينة جدة، أثبتها في كتابه: (المستبصر)، وهنا يتحدث المهندس زكي فارسي عن آخر مستجدات تقنيات الخرائط، مؤكداً أن تقنيات الخرائط واستعمالاتها تطورت اليوم، وتم ربطها مع الأقمار الصناعية في الفضاء، وقد كان الأمر في الماضي مختلفاً، فقد كانت الخرائط شحيحة ولم تكن بمتناول إلا بعض الرحالة والجغرافيين.
وتستمر قائمة الرحالة الذين زاروا جدة، وكتبوا عنها، وهي طويلة لتقف عندهم واحداً واحداً، مثل: القاسم بن يوسف التجيبي السبتي، وابن بطوطة، والحاج يونس المصري - لود فيكو دي فارثيما، والعياشي، وأوليا جلبي، وجوزيف بيتس، وكارستن نيبور، ورفيع الدين المراد أبادي، وعلي باي العباسي - دومينغو باديا لا بلاخ، وأوليرخ ياسبر سيتزن، وجون لويس بيركهارت، وجورج فورستر سادلير، والشيخ إسماعيل جغمان، وموريس تاميزيه 1834م، وكتابه: رحله إلى الجزيرة العربية، وريتشارد فرانسيس برتون 853 م، وكتابه: رحلة برتون إلى مصر والحجاز، وشارل ديديه 1854م وكتابه: رحلة إلى الحجاز، وهاينز فرايهر فون مالتسان 1860م، وكتابه: رحلة حجي إلى مكة، ومحمد صديق خان 1285هـ، وكتابه: رحلة الصديق إلى البلد العتيق. وتمتد القائمة إلى ثلاثة وخمسين رحالة من العرب والمسلمين والغربيين الذين أثرو المكتبة العالمية عن مدينة جدة خاصة، وكافة أقاليم المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية.

ذو صلة