سراب هي الدنيا عذاب نعيمها
تجرعني سماً كأني خصيمها
أمد لها كفاً تفيض براءة
فتنأى حمياها ويدنو حميمها
ونادمتها حتى إذا ذبت نشوة
تنكرت الدنيا بأني نديمها
وكم جئت أهديها الورود فأعرضت
ومات بكفي وردها وكرومها
سواي يناغي دفئها ودلالها
ولي مثل كل الأنبياء جحيمها
تحاصرني دنياي حتى كأنه
حرام على قلبي الشقي نسيمها
إذا جئت أستسقي السماء تعطشاً
فمنسابة خيباتها وسمومها
وكل سماء تمطر الحب والندى
فما لسمائي شاحبات غيومها؟
ضلال هي الدنيا شقاء, وغربة
مخادعة أطلالها ورسومها
تبتلت في محرابها أرتجي الهدى
فزدت ضلالاً, ما هدتني نجومها
صوامعها إنجيلها وفنارها
ضلال، فمن يهديك حين ترومها؟
رضيت من الدنيا بشكي وشقوتي
وما سرقت مني فلست ألومها