نافذة
خلفُها عينٌ من يقين
وعينٌ ترتقِبُ الطريق
والأَزِقة والمعَابر
أملاً ليومٍ لم يَحِن
عينٌ..
فيها المشاعِرُ كَالحرِيق
وَفيها الدُموع انصهارُ ثلج
وكَأن أَهدابَها أسرابَ طُيورٍ
تُريدُ النهوضَ وَلا تَستَفِيق
صمَّاء هيَ كُلُّ النوافِذ
خَلفها جيشٌ من حنين
وَسُيوفاً تُقاتِل
كلُّ الثوانِي والدقائق
وَلا تَستطيعُ نَصْراً
إلاَّ برجوعِ الغَائِبين
بَكماءٌ هِي
كُل الحُروفِ التي نَادت
فتَوقَّدت خلفَ الحناجرِ
حين الوداعُ
حين الرحيلُ
وَحِين تَغنَّت بصوتٍ رقيق
بنايٍ أَنيق
فتبعثرت بينَ الغُيوم
بِلا أي صدى ولا ضَجيج
ويبقى ذاكَ الطريق
مُوحِشاً
خالياً مِن كُل صديق
تُعزف فيهِ أَوتارُ الحَنين
حتى الغُروب
فَتنطفي الآمالُ مِن ذاكَ الطريق
لا عائِدين
وَلا عيناً عَلى الانتظارِ تُطيق