كيف سأهدأ؟
وأنت الهواء الذي يحرك شجرتي
فلا تموت عصافيري
ولا تذبل أوراقي
كل ما هنالك
رائحة الكادي لجسد عطش!
أزهار صفراء
وعينان تغفو في قميصك
تعال لأخبرك ماذا تركت فيَّ
كيف أصبحت جملي طويلةً
ومتقطعةً
وكاملةً حين تركض إليك
تعال لأخبرك
بأن الوقت الذي مضى لم أندم عليه
وبأن اليومَ حلمٌ طويلٌ وغداً مواعيدُ لقاء
تعال لأخبرك
بأن وجهيَ الذي مسحتَ عنه دمعتين بتلويحة
عاد مشرقاً بالألم
يستقيم في السماء ببصره
كي يراك
فالصلاة صمت اثنين لنافذة تقع بيننا
تعال لأخبرك
بأني بعد الدمع ابتسمت
وبعد معاركِ القبلِ أطلت النوم
وبعد طولِ الحب وظلِّك السريعِ صرت بخير
دعواتنا كأصابع أيدينا:
متشابكة..
وتخبرنا بأن الله طيب وكريم وقريب
تعال لأخبرك
بأنني أحبك
فلا تهمل تلهفي
أنا أقيس مسافتك البعيدةَ بأنفاسي
أتهجَّى رائحتك بشفتين وثابتين
لم أنته من الدنيا بعد
أنت لي
في جيوبي أحلام
وفي عينيك تختبئ الأماني
وعلى طرف لساني ذكر اسمك
لا تخف
فالصبح يأتي ندياً
لأنك أحببت قديسة تطرز مناديلها آخر الليل
ما زلت أؤمن بك
أربت على أنفاسك بصورك الباهتة أحياناً
بصوتك المتقطع
بلعنة المحطات
أهرب من حديث المحبطين
وأنتظر
سيحين الوقت
مؤمنة بك
كافرة بخوفك وخوفي وخوف العالم
مؤمنة بك
على خيال الوقت أسمع دقات قلبك
وأنتظر
قبلتك المشوية على الماء
تلسع بها جسداً قريباً منك الآن
ومع ذلك مؤمنة بك
وأصبر
وأحبك
سنلتقي
أينما تتوارى
في العتمة
تحت ظل سرو قديمة
في جبال بلدك التي لا أعرفها
سيكون ظِلُّك غامقاً وموحشاً
ولا بد من هواء ليحرك شجرتي