من المنتديات الأدبية التي تأسست بالمملكة العربية السعودية فيما سبق (منتدى الإثنينية الأدبي)، أسسه الأديب الإعلامي الراحل الأستاذ عبدالمقصود محمد سعيد خوجه رحمه الله، وهو أديب ورجل أعمال سعودي، قاد العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية، في السعودية من أبرزها تأسيس منتدى الإثنينية الثقافي الأدبي في مدينة جدة عام 1403هـ/ 1982م بداره بجدة، وكان يُقام مساء كل إثنين، وبات مرتاداً للأدباء والمفكرين والصحفيين من داخل السعودية وخارجها، وتم من خلاله تكريم (440) عالماً ومفكراً وأديباً منذ تأسيسه، وشغل العديد من المناصب الحكومية قبل أن يتجه للأعمال الحرة. منحته رابطة الأدب الحديث بالقاهرة الزمالة الفخرية تقديراً لجهوده في رعاية الحركة الأدبية والفكرية في المملكة، وتم تكريم الإثنينية كمؤسسة ثقافية من قبل وزارة الإعلام عام 2010م.
وهو ابن الأديب الراحل محمد سعيد عبدالمقصود خوجه رحمه الله، أحد أدباء الحجاز المعروفين خلال الخمسينات والستينات الهجرية، وممن أسهم خلالها بالعديد من الكتابات الأدبية والتاريخية والاجتماعية، ومن أشهر أعماله الأدبية كتاب (الغربال) وممن كتب عن سيرته وآثاره الأديب الراحل الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين والأديب الشاعر حسين عاتق القريبي رحمهما الله.
عرفت الأستاذ عبدالمقصود خوجه، من خلال حضوري ومشاركاتي في برامج الإثنينية، وكان خير مشجع وداعم للشباب والشابات الواعدين في تنمية مواهبهم على اختلاف مشاربهم، ومن الرسائل التي تلقيتها منه والتي أهدي إليّ من خلالها أحد إصدارات الإثنينية الرسالة التالية:
(أسعد بالكتابة إليكم اليوم تواصلاً على طريق الكلمة التي تعودنا أن نلتقي من خلالها في أكثر من مناسبة، ولعل من أطيب هذه المناسبات تواصل العطاء على جسر سلسلة الإثنينية وكتاب الإثنينية اللذين أشرف بتقديمها كرافد متواضع لخدمة الكتاب والثقافة والأدب في بلادنا الحبيبة وتأصيلاً لعلاقات المحبة والود والإخاء التي تجمعنا على هذا الدرب، ويطيب لي أن أهديكم الجزء (13) من سلسلة الإثنينية لينضم إلى الأجزاء السابقة، وبقية الكتب التي تُساهم في تشكيل موسوعة معرفية، أرجو أن تؤتي أكلها وأن تحوز على رضاكم وتجدوا فيها الفائدة والمتعة. عبدالمقصود خوجه ٢٠/١٢/١٤٢٠ م).
خاتمة: رحم الله صاحب منتدى الإثنينية الثقافي الأدبي الأديب الإعلامي الأستاذ عبدالمقصود محمد سعيد خوجه؛ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، فقد خدم أمته ووطنه وقيادته بإخلاص ووطنية وولاء، وكان لمنتداه الثقافي الأدبي دوره البارز في نهضة الأدب السعودي محلياً وخارجياً، من خلال مسيرته الطويلة المشرفة التي استمرت أكثر من (40) عاماً ورصدت (70) عنواناً في (185) مجلداً وزعت بالمجان على العديد من الأدباء والمفكرين والمراكز العلمية والثقافية والجامعات على مستوى المملكة وخارجها.