سليمان شفيق باشا
سليمان شفيق باشا .. وزير الحربية التركي الذي أصبح موظفاً سعودياً
قاسم خلف الرويس: الدوادمي
يمكن للباحث في التاريخ السعودي أن يلاحظ بشكل جلي حرص الملك عبدالعزيز على استقطاب الكفاءات من رجالات العرب من كافة الأقطار، والاستفادة من خبراتهم في تطوير التنظيم الإداري والسياسي والعسكري لدولته الناشئة، كالدملوجي وحافظ وهبة ويوسف ياسين وفؤاد حمزة ورشدي ملحس.. وغيرهم كثير، في ظل جاذبية شخصية الملك عبدالعزيز القيادية المبهرة في زمن انكماش العرب وسيطرة الاستعمار. ولكن نحن هنا أمام حالة خاصة مختلفة باسم سليمان شفيق باشا، فما هي حكاية هذا الوزير التركي العثماني الذي أصبح موظفاً في الحكومة العربية السعودية؟
نشأته وحياته
هو سليمان شفيق باشا ابن علي كمالي باشا، ولد في سنة 1864م/1281هـ، وينحدر من عائلة سويله مز أوغلي المشهورة في مدينة أرضروم بشرق تركيا. أكمل تحصيله الدراسي حتى تخرج ضابطاً في الكلية الحربية بإسطنبول، وتقلد والده علي كمالي باشا ولاية طرابلس الغرب وبنغازي وهو في سن الفتوة فصحبه إلى هناك، وفي سنة 1890م/1307هـ عيّن والده أميناً للصرة الهمايونية، فرافق قافلة الصرة في رحلتها من إسطنبول إلى الحرمين الشريفين، وكان ضابطاً في مقتبل عمره، وبعد عودته من هذه الرحلة أرسل إلى اليمن للخدمة ضمن القوات العثمانية في اليمن خلال السنوات (1893-1895م/1311-1313هـ)، وانضم إلى جمعية الاتحاد والترقي، وبعد الانقلاب العثماني عام 1908م تم اختياره لأول منصب يتولاه وهو متصرف لواء عسير وقائد الجيش خلال الفترة من (1908-1912م/1326-1330هـ)، ثم نقل إلى قيادة الجيش العثماني في سوريا في الدور الأخير من حرب البلقان. وفي سنة 1913م/1331هـ تولى ولاية البصرة وقيادة الفيلق العثماني المرابط فيها، وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى أسندت إليه وزارة الحربية في عام (1919/1337هـ)، وأصبح في مواجهة عسكرية مع الثورة الكمالية في الأناضول، ولكن عهد الوزارة لم يطل فاستقال، وبعد سيطرة مصطفى كمال على مقاليد الأمور في تركيا في عام 1922م أُدرج اسمه في قائمة المئة والخمسين من أتباع النظام العثماني المتهمين بخيانة الدولة، وصدر بحقهم حكم الإعدام، فاضطر للهروب إلى خارج تركيا، واستقر به المقام في مصر، ثم عاد إلى تركيا بعد صدور العفو العام بحق رجالات الدولة العثمانية سنة 1941م/1360هـ، وأمضى بقية عمره في إسطنبول حتى وفاته في عام 1946م/1365م.
علاقة سليمان شفيق باشا بالملك عبدالعزيز
لا شك أن عمل سليمان شفيق، وإقامته في البلاد العربية فترة طويلة؛ قد جعلاه أكثر معرفة بالبلاد وأهلها، إذ وثق علاقته بكثير من زعماء ورجالات العرب، وجاءت نظرته إلى العرب من خلال كتاباته وتصرفاته نظرة عقلانية منصفة تختلف عن الصورة النمطية التي ينظر بها رجال الدولة العثمانية شزراً إلى العرب.
ويظهر أن بداية علاقة سليمان شفيق باشا بالملك عبدالعزيز، وإعجابه، وتقديره له؛ كانت عندما تعيّن والياً على البصرة في عام 1913م، حيث ذكر الريحاني أنه كتب إلى الملك عبدالعزيز يسأله رأيه في أمراء العرب وخروج بعضهم على الدولة العثمانية، فأجابه الملك عبدالعزيز جواباً طويلاً وصريحاً جاء فيه: (إنكم لم تحسنوا إلى العرب، ولا عاملتموهم على الأقل بالعدل. وأنا أعلم أن استشارتكم إياي إنما هي وسيلة استطلاع لتعلموا ما انطوت عليه مقاصدي. وهاكم رأيي ولكم أن تؤولوه كما تشاؤون). وقد حمّل الملك عبدالعزيز في جوابه الدولة العثمانية المسؤولية الكاملة في انشقاق العرب، بسبب طريقة حكمها. واقترح اقتراحات، استحسنها والي البصرة، وأعجب بها، وأرسلها إلى الآستانة، لكنها لم تجد أذناً صاغية لعدم الرغبة في جمع كلمة العرب.
ولكن بعد سيطرة الملك عبدالعزيز على الأحساء وجدت الحكومة العثمانية نفسها مضطرة للدخول في مفاوضات مع الملك عبدالعزيز، فتولى سليمان شفيق باشا إدارة هذه المفاوضات التي أدت في النهاية إلى عقد اتفاقية بين الطرفين في عام 1332هـ/1914م، لم يعلن منها إلا الأربعة بنود التي تضمنها الفرمان السلطاني، وأهمها تحويل متصرفية الأحساء إلى ولاية نجد، وتعيين الملك عبدالعزيز والياً وقائداً لها. في حين يؤكد بعض الباحثين أن الاتفاق المذكور لم يتم تطبيق بنوده على أرض الواقع بسبب دخول العثمانيين الحرب العالمية الأولى، كما أن الملك عبدالعزيز كان ينظر للفرمان السلطاني كإقرار بالواقع لا نتيجة اتفاق.
ويشير الدكتور سعيد القحطاني في كتابه (الدولة العثمانية والملك عبدالعزيز في ضوء المصادر العثمانية) إلى أن الدولة العثمانية، بعد دخولها الحرب العالمية الأولى، في محاولة منها لاستمالة الملك عبدالعزيز؛ عرضت عليه بواسطة وكيل القائد العام أنور باشا الإدارة العسكرية لولاية البصرة، وذلك في أواخر 1332هـ/1914م، ولما رفض هذا العرض خطط أنور باشا لأن يعينه قائداً لأركان حرب سليمان شفيق باشا لشعور المسؤولين العثمانيين بأهميته وقوته.
وبعد نهاية الحرب، وتولي سليمان شفيق باشا وزارة الحربية، ثم خروجه أخيراً من تركيا إلى مصر واستقراره فيها لمدة ثلاث سنوات؛ نشرت جريدة الأهرام مذكراته في عام 1343هـ/1925م، وقد عبّر في الحلقة الأولى منها عن إعجابه بالملك عبدالعزيز، إذ كتب ما نصه: (إن الأفعال والحركات التي نشاهدها الآن من عبدالعزيز بن سعود سلطان نجد تنم عن بداية انقلاب مهم سيحدث في جزيرة العرب. وبرنامجه القائم باتفاقه مع الإمامة الزيدية في اليمن، والإدارة التي يتصورها للحرمين الشريفين؛ كل ذلك من الأدلة المهمة الجديرة بإمعان النظر في الخطوات السديدة التي يخطوها السلطان ابن سعود).
ويبدو أن نشر هذه المذكرات كان سبباً في عودة التواصل بعد الانقطاع بينه وبين الملك عبدالعزيز، بعد استتباب الأمر له في الحجاز، حيث شد رحاله وقدم إلى الحجاز، ومثل بين يدي الملك عبدالعزيز الذي استقبله في مكة المكرمة أحسن استقبال، وأكرم نزله وقدّر مكانته. وفي حين يرى بعض الباحثين أن قدومه إلى الحجاز كان بناء على دعوة من الملك عبدالعزيز؛ فإن باحثين آخرين أشاروا إلى أن المبادرة بالتواصل وعرض الخدمات كانت من قبل سليمان شفيق باشا. ويمكن الجمع بين الرأيين بأنه عرض خدماته على الملك فوجه إليه الدعوة للقدوم للاستفادة من خبراته في تنظيم بعض شؤون حكومته الناشئة. ولذا فبعد مضي أشهر قليلة على قدومه إلى الحجاز صدر الأمر الملكي من الملك عبدالعزيز بتعيين سليمان شفيق باشا كمالي مفتشاً عاماً لكافة الدوائر الرسمية.
وبعد هذا الأمر بأيام، تم تشكيل هيئة تفتيش برئاسة سليمان شفيق باشا، وعضوية إبراهيم بن معمر وعلي العماري، للتحقيق في قضية تهريب أسلحة من ميناء جدة إلى المدن الخارجية، وكذلك للتفتيش على بعض الدوائر في جدة.
وفي حين تؤكد المصادر التحاقه بالعمل في حكومة الملك عبدالعزيز، وبعضها يشير إلى استمراره في العمل مفتشاً عاماً في الحجاز إلى عام 1929م؛ فإن الدكتور محمد آل زلفة في محاضرة له بتاريخ 11 / 5 /1420هـ يشير إلى زيارته للمهندس توركت بك ابن سليمان شفيق باشا في إسطنبول قبل حوالي خمسة عشر عاماً، وكان حينذاك فوق الثمانين من عمره، فأخبره أنه ووالده قدما إلى الرياض في السنوات الأولى من ضم الحجاز، وأنه - أي توركت بك - هو الذي أقام مبرقة الرياض ومبرقة أبها بحكم تخصصه ضابط اتصالات في الجيش العثماني، وقال إن والده كان شديد الإعجاب بالملك عبدالعزيز، وقد أكرم الملك والده غاية الإكرام، وخصص له مكاناً للإقامة في الطائف التي كان جوها مناسباً له. وعلى الرغم من كل ذلك نجد أحد الباحثين يذكر أن سليمان شفيق اعتذر عن قبول ما أسنده إليه الملك عبدالعزيز من أعمال وآثر الإقامة في مصر! فلعله طلب الإعفاء من العمل بعد أن أمضى بضع سنوات ورجع للإقامة في مصر مرة أخرى.
وأخيراً، فإن علاقات سليمان شفيق باشا بالملك عبدالعزيز، أو بالمملكة العربية السعودية، لم تتوقف عند الوظيفة؛ بل توثقت برباط أقوى بعد تركه الوظيفة بسنوات عدة، وذلك بحصوله على الجنسية العربية السعودية بموجب نظامها الخاص بناء على الأمر العالي رقم 26/1/5 وتاريخ 28/2/ 1353هـ، أي أن حصوله على الجنسية جاء بعد قدومه الأول للحجاز بحوالي 9 سنوات. وأخيراً فإن الدكتور آل زلفة يرى بأننا سنظل جاهلين بعلاقة سليمان باشا بالملك عبدالعزيز ما دامت مذكراته وأوراقه الخاصة حبيسة الصناديق.
مؤلفات سليمان شفيق باشا
كان سليمان شفيق باشا واسع الثقافة والاطلاع، ولذا فقد كان مهتماً بالكتابة والتأليف، وتظل رحلته ومذكراته من المصادر ذات الأهمية للباحثين في التاريخ، لاحتوائها كثير من المعلومات والأحداث التي عايشها، ولا بد من التعريف بهذين المؤلفين بإيجاز:
1 -مذكرات سليمان شفيق باشا:
لقد كان لمعرفة الناس بهذه المذكرات، ونشرها؛ قصة ظريفة، حيث نشرت مجلة اللطائف المصورة التي كانت تصدر في القاهرة في أحد أعدادها لسنة 1343هـ/1925م صورة قالت إنها صورة السلطان ابن السعود مع أركان حربه! فعقب أحد القراء على ذلك في جريدة الأهرام في عددها الصادر يوم الأربعاء 8 ربيع الثاني 1343 (5 نوفمبر سنة 1925م) موضحاً أن الرجل الذي قالت عنه المجلة إنه ابن سعود هو دولة شفيق كمالي باشا وزير الحربية العثمانية سابقاً، وكان في زمن الصورة والي البصرة وقائداً للفيلق العثماني المعسكر فيها، أما الرجال المصورون معه فأبرزهم سعود الرشيد أمير جبل شمَّر وعجمي باشا السعدون ورجالهما.
وقد علقت الأهرام على هذا التعقيب بدعوة سليمان شفيق باشا الذي كان مقيماً في مصر آنذاك لنشر مذكراته عن البلاد العربية، لما لها من فائدة تاريخية كبيرة، فكان من حسن الحظ أن يستجيب لدعوة الأهرام، ويبعث إليها مذكراته على حلقات مكتوبة باللغة التركية، فتقوم الجريدة بتعريبها. وقد نشرت المذكرات تحت عنوان (مذكراتي عن بلاد العرب) في ستة وثلاثين حلقة، ابتداء من الحلقة الأولى في العدد 14519 في يوم الخميس 9 ربيع الآخر سنة 1343 (6 نوفمبر سنة 1924)، وانتهاء بآخر حلقة في العدد 14576 بتاريخ 28 جمادى الآخرة سنة 1343 (23 يناير سنة 1925م).
وبعد مرور نحو نصف قرن على نشر المذكرات في جريدة الأهرام؛ كان الفضل للشيخ حمد الجاسر في بعثها من جديد، والتعريف بها، والتنبيه إلى أهميتها التاريخية، حيث أعاد نشرها من خلال مجلة العرب في أربع وعشرين حلقة تحت عنوان (بلاد العرب في مذكرات سليمان شفيق كمالي باشا)، ابتداء من الجزء التاسع من السنة الخامسة في ربيع الأول سنة 1391هـ /أيار (مايو) 1971م، وانتهاء بالجزء العاشر من السنة العاشرة في ربيع الثاني 1393هـ /أيار (مايو) 1973م.
وقد عمل على نشر المذكرات ودراستها بعد ذلك عدد من الباحثين، منهم: محمد أحمد العقيلي وعبدالله بن سالم القحطاني ويوسف حسن العارف.
وفي حين تركزت هذه المذكرات على منطقة عسير، وما جاورها من المناطق، وما تزامن مع وجوده من أحداث فيها، مثل ثورة الإدريسي والعلاقة مع الشريف حسين؛ فإن الدكتور آل زلفة يؤكد نقلاً عن المهندس توركت بك ابن سليمان شفيق باشا بأن ما نشر من المذكرات لا يمثل إلا جزءاً بسيطاً من مذكراته المتكاملة عن البلدان العربية التي عمل فيها. بينما يشير الدكتور فاضل مهدي بيات إلى أن بريزات خانم ابنة سليمان شفيق باشا أخبرته أنها وجدت مذكرات والدها التي تعود إلى ما بين سنتي 1885-1905م، ويظهر أن بريزات نشرت المذكرات فيما بعد، ولكن يبدو أنها لم تقتصر على السنوات المذكورة، حيث ذكر فاضل بيات في بحث آخر نشرته مجلة الدارة أنها تولت نشر مذكراته عن الانقلاب العثماني في إسطنبول بالحروف التركية الحديثة في عام 2004م، وأشار إلى إعداد الباحثة التركية شريفة أوزكان دراسة بعنوان (سليمان شفيق باشا ومئة وخمسون يوماً) نالت بها درجة الماجستير من جامعة بوغاز إيجي في إسطنبول، كما أشار إلى قسم غير منشور من المذكرات أعدته للطبع الباحثة نفسها.
2 - رحلة سليمان شفيق (حجاز سياحتنامه سي):
كنا قد أشرنا إلى أن سليمان شفيق رافق والده علي كمالي باشا إلى الحجاز عند تعيينه أميناً للصرة الهمايونية في عام 1307هـ/1890م، بهدف أداء فريضة الحج والسياحة في بلاد العرب، وقد دوّن تفاصيل الرحلة التي استغرقت نحو سبعة أشهر، وكان أتم مخطوطة كتابه المحفوظة في مكتبة جامعة إسطنبول في 17 ربيع الأول سنة 1310هـ، وذكر أنه كتبه وقدَّمه للسلطان عبدالحميد خان ليطلعه على أوضاع الجزيرة العربية بشكل عام وعلى الحجاز بشكل خاص.
وقد ذكر سليمان شفيق في هذا الكتاب كل ما وقف عليه من معلومات عن الطريق والتضاريس والبلدان والعشائر والعادات والتقاليد والأوضاع والحرمين الشريفين والحج، وأهمّ ما في الكتاب كما أشار الدكتور خليل ساحلي أوغلي، القسم الأخير الذي تضمن مبحثين، أحدهما عن الحركة الوهابية، لخص فيه ظهور الحركة الوهابية، وتحدّث عن حكومتهم في نجد وتوسّعهم من بعد ذلك. وكل ذلك بلسان رزين، يعترف بقدر الوهابيين. ولكنه ينكر طبعاً خروج البلاد عن الحوزة العثمانية. والمبحث الآخر عن إمارة آل رشيد وجبل شمّر. ويظهر أنه كان يحسن الرسم بالألوان المائية، ففي الكتاب ما يقارب أربعين صورة وخريطة.
ويذكر فاضل بيات أنّ الباحثين العرب لم يعرفوا عن هذه الرحلة شيئاً، رغم تعلقها ببلاد الشام والحجاز؛ إلا بعد أن عرّف بها الباحث التركي خليل ساحلي أوغلي في الندوة العالمية الأولى لدراسات تاريخ الجزيرة العربية التي نظمها قسم التاريخ والآثار بكلية الآداب بجامعة الرياض في 1397هـ/ 1977م، وقد نشر بحث ساحلي أوغلي في مجلة العرب ج1 و2 السنة 12، حزيران/آب 1977م ص123 وما بعدها، تحت عنوان (مخطوطات عن الجزيرة العربية في مكتبة جامعة إسطنبول). وإثر تعريف الدكتور ساحلي أوغلي للمخطوطة، قام عبدالفتاح حسن أبوعلية، بإجراء دراسة حول المخطوطة بعنوان: (دراسة حول المخطوط التركي حجاز سياحتنامه سي)، نشرت في الرياض 1403هـ/ 1983م، واقتصرت على المبحثين التاريخيين المتعلقين بالحركة الوهابية وإمارة آل الرشيد. ثم إن بيات ترجم القسم المتعلق ببلاد الشام الذي نشرته جامعة آل البيت عام 1420هـ/2000م تحت عنوان (رحلة سويلـه مز أوغلي إلى بلاد الشام 1307هـ/1890م).
وقد قام بترجمة الرحلة أخيراً محمد حرب وتسنيم محمد حرب، ونشرت ضمن سلسلة ارتياد الآفاق في المجلد الثاني من كتاب (رحلات عثمانية في الجزيرة العربية والهند وآسيا الوسطى ما بين القرن السادس عشر والعشرين)، ونشرتها في عام 2013م دار السويدي للنشر والتوزيع في أبوظبي، بالتضامن مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وقد شغلت ترجمة هذه الرحلة 142 صفحة.