مجلة شهرية - العدد (578)  | نوفمبر 2024 م- جمادى الأولى 1446 هـ

يوسف ياسين

يوسف ياسين.. الثقافة والسياسة في بلاط المؤسس

قاسم بن خلف الرويس: الدوادمي

 

يؤكد فهد المارك في كتابه (من شيم الملك عبدالعزيز) أن جميع أحرار البلاد العربية المناضلين ضد الاستعمار بعد الحرب العالمية الأولى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت لم يجدوا في ذلك الوقت ملاذاً يلتجئون إليه بعد الله إلا ابن سعود الذي لم يكن يعاملهم معاملة اللاجئين السياسيين المتوقفة على الإكرام والحماية بل يعاملهم معاملة مواطنيه. لدرجة أصبح بها الملك عبدالعزيز -كما يرى محمد كشك- هو الحاكم العربي الوحيد الذي أحاط به مستشارون من معظم الجنسيات العربية، وأن ديوانه كان أول وآخر مجلس حكم منذ الدولة العباسية وجد فيه المصري والسوري واللبناني والليبي والعراقي والفلسطيني، ولكن لم يستطع مستشار مهما كانت مكانته، أن يفرض عليه خطاً سياسياً لا يرضاه، أو أن يزج به في قضية إقليمية حسب هواه.
وفي هذه الإضمامة الموجزة سنتناول سيرة أحد المستشارين المقربين من الملك عبدالعزيز وهو الشيخ يوسف ياسين الذي كان من أبرز رجال حكومة المملكة العربية السعودية في أكثر من مرحلة من مراحل تطورها، تسنم خلالها عدداً من المناصب الحساسة، وتولى عدداً من المهمات السياسية، وعايش كثيراً من الأحداث التاريخية، وكان من أقرب الناس إلى الملك عبدالعزيز وألصقهم به، حتى قال خالد القرقني عنه: إنه لو كان يوسف ياسين في الصين وسألته ماذا يصنع الملك الآن؟ لنظر إلى الساعة وحوّلها إلى توقيت الرياض، وأجابك: إنه يفعل كذا أو يفكر في كذا. ولا عجب فإن يوسف ياسين ظل ملازماً للملك عبدالعزيز لا يفارقه إلا ليكون على اتصال به بكل وسيلة عاجلة من هاتف أو برق.

أولاً: الجذور والنشأة
اشتهر (يوسف ياسين) بهذا الاسم الثنائي وهو اسمه الأول وشهرته، وأما اسمه الكامل فهو يوسف بن محمد بن يوسف بن ياسين بن مصطفى بن علي، ولقب جد الأسرة بـ(علي المصري) لنزوحه من مصر إلى الشام.
وقد ولد يوسف ياسين في مدينة اللاذقية السورية، واختلفت المصادر في تحديد تاريخ ولادته إلا أن الراجح في ذلك عام 1314هـ الموافق 1896م وهو المثبت في وثائقه الرسمية والمتوافق مع القول بأن عمره عند وفاته ناهز السبعين عاماً.
نشأ يوسف ياسين في اللاذقية، وتربّى في كنف والده تربية دينية، والتحق بعد ذلك بمدرسة ملحقة بجامع حي البازار، فقرأ القرآن ودرس التجويد وحفظ كثيراً من المتون، ليبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة لطلب العلم تنقل خلالها في ثلاث مدارس بين القاهرة والقدس ودمشق ودرس في كل منها فترة زمنية تقارب السنتين ولكنه خرج من تلك المدارس جميعاً دون أن يحمل شهادة أي منها لأسباب خارجة عن إرادته حيث توقفت الدراسة في اثنتين منها بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م) فيما لم يكمل الدراسة في الثالثة بسبب سفره إلى الرياض، وهذه المدارس هي: مدرسة الدعوة والإرشاد في القاهرة، والمدرسة الصلاحية في القدس، ومدرسة الحقوق في دمشق.

ثانياً: جهوده المبكرة في خدمة القضية العربية
لقد تفتح ذهن يوسف ياسين على الفكرة العربية أول ما تفتح أثناء دراسته في مصر حيث كان يقيم كثير من رجال الحركة العربية ويسعون لتحرر العرب من الحكم التركي بطريقة أو بأخرى من خلال منظمات سرية، فلم يرجع من مصر إلا وقد تشرب الفكرة وتوقدت روحه بالحماسة القومية، ونظراً لأن الأثر الديني الذي غرسه محمد رشيد رضا من خلال مدرسة الدعوة والإرشاد في نفسه كانت الوحدة العربية في ذهنه مؤطرة بإطار الإسلام.
ويمكن أن نقسم نشاطاته ونضاله في خدمة القضية العربية وما تخللها من وظائف تعليمية وصحافية وسياسية إلى مراحل ثلاث حيث تبدأ المرحلة الأولى من عودته من مصر إلى دخول الإنجليز إلى القدس خلال الفترة (1914 - 1917م) التي طغى عليها حماس الشباب وفورة العواطف والعمل السري ضد الحكم العثماني. أما المرحلة الثانية فتبدأ من بعد دخول الإنجليز القدس إلى معركة ميسلون خلال الفترة (1917 - 1920م) التي انضم خلالها متطوعاً إلى إحدى فرق الجيش العربي المتجهة إلى دمشق ثم عمل في سبيل القضية العربية وأثبت مشاركة فاعلة أدت إلى ضمه رسمياً إلى جمعية الفتاة المسيطرة على مفاصل الحكم العربي في دمشق، ونشط في اللاذقية لدرجة جعلت الفرنسيين يضيّقون عليه ويبعدونه عن اللاذقية أكثر من مرة. فيما تبدأ المرحلة الثالثة من بعد معركة ميسلون إلى التحاقه بالملك عبدالعزيز (1920 - 1924م) وهي المرحلة التي تحطمت فيها أحلام الثورة العربية وتكشفت خلالها النوايا الاستعمارية، إنها مرحلة الانكسار لمجاديف رجال الحركة العربية، خرج من سوريا بعد هزيمة الفرنسيين للجيش العربي في ميسلون ثم انتقل إلى الحجاز قبيل موسم الحج لعام 1338هـ فحج ذلك العام ونزل في ضيافة الحسين بن علي ملك الحجاز، وساهم أثناء إقامته في الحجاز بكتابة بعض المقالات الحماسية في جريدة القبلة. ثم كان في ركاب عبدالله بن الحسين عند دخوله إلى عمان 1339هـ / 1921م، وعند تشكل أول حكومة في شرق الأردن برئاسة رشيد طليع، أصبح يوسف ياسين سكرتيراً لرئاسة الحكومة.
ولكن لم تكد تمضي أشهر معدودة على تأسيس الحكومة حتى لاحظ يوسف نفوذ الإنجليز وتدخلهم في عمل الحكومة فأزعجه ذلك وكان سبباً في مغادرته عمّان إلى القدس (1921م) فاشترك مع كامل البديري في إصدار جريدة اسمها (الصباح) وجعلها منبراً للمطالبة بحقوق العرب، ما عرضه لمضايقات الإنجليز وسجنهم. أقام يوسف ياسين في القدس مدة أربع سنوات تقريباً، ثم لما رأى أنه لا جدوى حقيقية من إقامته في القدس رحل إلى اللاذقية، فأنس برؤية أهله بعد طول غياب، ثم انتقل بعد ذلك إلى دمشق.

 

ثالثاً: التحاقه بالملك عبدالعزيز
كانت فكرة الاتصال بابن سعود تختمر في رأس يوسف ياسين منذ سنة 1338هـ / 1920م حيث سمع في مخيمات البدو أخباراً عن ابن سعود وأهل نجد أعادت إلى ذاكرته أحاديث أستاذه رشيد رضا الجميلة عنهم، وقد قام هو وبعض رفاقه بعد ذلك بعدة محاولات لم يحالفها التوفيق في سبيل الاتصال بابن سعود، ولكنه عندما انتقل إلى دمشق تزامن وجوده فيها مع بدايات اتصال السوريين فعلياً بالملك عبدالعزيز عن طريق معتمده في دمشق الشيخ فوزان السابق، وقد تحدث يوسف مع صديقيه خالد الحكيم ومحمود حمودة عن رغبته في الوصول إلى ابن سعود، وبالفعل فقد رشحاه عند لقائهما بالملك عبدالعزيز في الأحساء بصفته الشخص المناسب لتحقيق رغبته في إصدار جريدة في الرياض كان يعتزم تسميتها (الرياض)، وما أن بلغه الخبر حتى شدّ الرحال إلى الجزيرة العربية وأناخ فيها ركابه بباب الملك في أوائل سنة 1343هـ / 1924م.

رابعاً: أعماله ومناصبه في الحكومة السعودية
أشار الزركلي إلى أنه التحق بالملك عبدالعزيز في البداية في وظيفة كاتب، ولكن لم يكد الملك يدخل مكة المكرمة في 7 جمادى الأولى 1343هـ حتى باشر يوسف ياسين وظائف ومهمات أخرى في غاية الأهمية هي على التوالي: رئاسة تحرير جريدة أم القرى (1343هـ)، والمشاركة في مفاوضات اتفاقية بحرة واتفاقية جدة (1344هـ)، ثم عضوية هيئة استلام المهمات العسكرية وإنفاذ الاتفاق في جدة (1344هـ). كانت هذه أبرز الأعمال والمهمات التي اضطلع بها يوسف ياسين خلال السنة الأولى التي قضاها في الحجاز قبل استقرار الأوضاع وضم الحجاز بشكل نهائي تحت لواء الملك عبدالعزيز، وهي تعطي انطباعاً عن كسبه ثقة الملك وإثباته لوجوده خلال فترة زمنية قصيرة، الأمر الذي مهد لتوليه مسؤوليات أكبر بعد استقرار الأوضاع، إذ استمر في تحرير جريدة أم القرى مع كونه كاتباً خاصاً للملك عبدالعزيز ومستشاراً سياسياً ليشغل بعد ذلك بعض المناصب والمسؤوليات الكبرى وهي حسب الترتيب التاريخي كما يلي:
مدير المطبوعات والمخابرات (1345 - 1347هـ)
وكيل الخارجية/ نائب وزير الخارجية/ وزير الخارجية بالنيابة (1345 - 1381هـ)
السكرتير الخاص لجلالة الملك (1347 - 1373هـ)
رئيس الشعبة السياسية (1349 - 1381هـ)
عضو مجلس الوكلاء (1350 - 1373هـ)
مندوب المملكة في جامعة الدول العربية (1363 - 1370هـ)
وبعد مضت إحدى وعشرون سنة من عمل يوسف ياسين المتواصل في المملكة العربية السعودية وفي سنة 1364هـ صدر المرسوم الملكي رقم 5 / 6 / 2 / 8818 وتاريخ 6 / 11 / 1364هـ باعتبار يوسف ياسين وزيراً من وزراء الدولة قائماً بالأعمال التالية:
أ ـ مستشاراً في مجلس الملك الخاص. ب- عضواً طبيعياً في مجلس الوكلاء. ج ـ رئيساً للشعبة السياسية في الديوان. د ـ سكرتيراً خاصاً للملك. هـ ـ نائباً لوزير الخارجية.
أما بعد وفاة الملك عبدالعزيز وتولي الملك سعود سنة 1373هـ / 1953م فقد استمر يوسف ياسين في البداية وزيراً للدولة ونائباً لوزير الخارجية، إضافة إلى رئاسة الشعبة السياسية، فيما أصبح مستشاراً للملك سعود حتى وفاته، لكنه شغل أيضاً بعض المناصب المهمة الأخرى أصالة ونيابة على الترتيب التالي:
عضو مجلس الوزراء (1373 - 1381هـ)، وأيضاً وزير الدفاع والطيران بالنيابة (1377هـ)، وكذلك رئيس الديوان الملكي بالنيابة (1381هـ).
أما المهمات السياسية والدبلوماسية التي قام بها يوسف أو كلف بها من خلال مسؤولياته التي تولاها سواء في عهد الملك عبدالعزيز أو عهد الملك سعود فمن الصعب حصرها ولا غرابة بعد ذلك أن يصف تقرير بريطاني يوسف ياسين بأنه من الرجال الذين لا يمكن إيجاد من يحل محلهم بسهولة.
خامساً: آثاره الفكرية والسياسية
لا شك أن شخصية بحجم يوسف ياسين لها حضور ثقافي ونتاج أدبي ومشاركات متنوعة جمع فيها بين الحضور المنبري والحضور الكتابي فكان لصوته تأثير ولقلمه أثر وإجمالاً فيمكن تقسيم آثاره إلى:

1. الخطب والمحاضرات
اشتهر يوسف ياسين بتمكنه في الخطابة وقدرة في الإلقاء فقد كان خطيباً فصيحاً مصقعاً، وقد برز في هذا الجانب منذ نشأته حيث كان رئيساً لجمعية الخطابة في المدرسة الصلاحية، ولذا فإنا نجد له كثيراً من الخطب الحماسية المجلجلة إبان اشتغاله بالحركة العربية وتوقده بالروح القومية، ولو تم توثيق وكتابة خطب يوسف ياسين العديدة في وقتها لأصبحت من الشواهد على ظروف العالم العربي في تلك الفترة، كما أن فيها دلالة على جهود يوسف ياسين وسعيه الحثيث للوحدة العربية والاستقلال التام، بل إنه في نشاطه المنبري لم يقتصر على الخطب بل امتد نشاطه إلى إلقاء المحاضرات أيضاً.

2. الكتابات الصحفية
الواقع أن أبرز كتابات يوسف ياسين في الصحافة هو ما كتبه ونشره من خلال صحيفة أم القرى، وبشكل عام فإن الشيخ حمد الجاسر يرى أن ما نُشر في أم القرى في سنيّها الأولى مما يتعلق بحياة الملك عبدالعزيز وبتاريخ البلاد السعودية من أهم المصادر إذ قل أن يُنشر فيها شيء لم يوافق على نشره الملك خصوصاً ما يتعلق به. أما يوسف ياسين فنادراً ما كانت كتاباته في هذه الصحيفة باسمه الصريح فجميع كتاباته إلا ما ندر غفل من التوقيع أو تحت اسم مستعار ومن توقيعاته التي تم التعرف عليها (قارئ) و(كاتب خبير)، قال الطاهر: (لو جمعت مقالات يوسف ياسين في أم القرى لكانت كتاباً مهماً ومصدراً لا غنى لباحث عنه في بابه)، وعلى الرغم من أن ما نشره في جريدة أم القرى هو الأشهر أو الأبرز إلا أن له كتابات صحفية سابقة لالتحاقه بخدمة الملك عبدالعزيز، ومن الصحف التي نشر فيها يقيناً جريدة (الصباح)، وجريدة (القبلة) وكذلك جرائد (ألف باء) و(المفيد) و(القبس)، ولو أمكن التوصل إلى كل ما كتب وجمعه لشكّل مادة ضخمة وثرية ستفيد الدارسين لسيرته والباحثين في آثاره.

3. الكتب والمؤلفات
أُخذ على الشيخ يوسف ياسين عدم إقدامه خلال حياته على طباعة ونشر أي مؤلف عن تاريخ البلاد السعودية، رغم وعده في ثنايا مقالاته في أم القرى بنشر بعض الكتب التي يظهر أنه قد جمع مواد بعضها وكان قاب قوسين أو أدنى من طباعتها، ولكن يغلب على الظن أن مشاغله العملية التي كانت تستغرق جل وقته حالت دون إنجاز ما وعد بنشره من الكتب، وربما تضمنت الأوراق والوثائق التي سلمها أبناء يوسف ياسين لدارة الملك عبدالعزيز قبل سنوات في ثناياها مسودات بعض كتبه التي كان ينوي نشرها. في حين قد بذلت بعض الجهود بعد وفاة يوسف ياسين -رحمه الله- لجمع بعض ما نشره منجّماً في جريدة أم القرى بين دفتي أكثر من كتاب فأمكن نشر بعض المؤلفات التي تضمنت بعض كتاباته الصحفية وهي : (الرحلة الملكية)، (يوميات الدبدبة)، ونقده لكتاب (خواطر مصرحة).

4. الوثائق والمراسلات
مما لا شك فيه أن يوسف ياسين قد خلّف كثيراً من الوثائق والمراسلات والأوراق المفيدة لدارسي التاريخ السعودي الحديث، ومن الجميل أن أبناء يوسف ياسين سلّموا لدارة الملك عبدالعزيز بالرياض قبل سنوات وثائق والدهم ومراسلاته مع الملك عبدالعزيز، وعلى الرغم من عدم فهرسة هذه الوثائق وإتاحتها للباحثين حتى الآن إلا أنه من المتوقع أن تكون وثائق غاية في الأهمية لارتباطها بشخصية غير عادية تولت كثيراً من الأعمال السرية والوظائف السياسية الصعبة والمهمات الدبلوماسية المختلفة وعايشت كثيراً من الأحداث والشخصيات داخل المملكة وخارجها على مدى زمني يقارب الأربعة عقود.

5. المذكرات
يظهر أن أول من أشار إلى وجود مذكرات مسجلة ليوسف ياسين هو صديقه خير الدين الزركلي عندما ترجم له في كتابه الشهير (الأعلام) إذ نص على أنه "سجلها على سبعة أفلام ولم يتمها"، لقد كان الزركلي صديقاً مقرباً ليوسف ياسين وكانت معلومته عن مذكراته دقيقة، وقد أثبتت الأيام أن يوسف ياسين بالفعل وبناءً على طلب من أبنائه وأصدقائه قد بدأ في تسجيل مذكراته بصوته على تلك الأفلام أثناء إحدى رحلاته إلى أمريكا في أواخر السبعينات الهجرية الخمسينات الميلادية، وهي في مجملها سيرة ذاتية لحياته منذ ولادته إلى شده الرحال إلى الرياض للالتحاق بالملك عبدالعزيز، وكان يعتزم الاستمرار في تسجيل المذكرات ولكن لا نعلم عن الأسباب التي صرفته عن إتمام هذه المذكرات إذ إنه توفي ولم يتمها، وهو الأمر الذي أكده الزركلي، وقد تم تفريغ هذه المذكرات قبل مدة طويلة بكتابتها على الآلة الكاتبة، ويعمل أحد الباحثين حالياً على تحقيقها ونشرها.

6. المطبوعات الرسمية
منذ التحق يوسف ياسين بخدمة الملك عبدالعزيز كما يظهر في سيرته وهو يضطلع بوظائف سياسية متعددة بالإضافة إلى مسؤوليته عن الطباعة والنشر ومن خلال إدارته لجريدته أم القرى ومطبعتها التي كانت المطبعة الوحيدة التي تملكها الحكومة، ولذا كان من الطبيعي في بداية تأسيس الدولة أن يتولى الإشراف على المطبوعات الرسمية وربما يقترح بعضها بحكم وعيه الإعلامي واطلاعه السياسي، ثم إنه بحكم وظائفه السياسية فيما بعد أصبح ذا علاقة مباشرة ببعض المطبوعات، وقد نشرت الحكومة السعودية عدداً من المطبوعات يتأكد أن ليوسف ياسين دور في بعضها ويترجح دوره في البعض الآخر ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: (صحيفة تاريخية عن المفاوضات الأخيرة بشأن الصلح في الحرب النجدية الحجازية)، (مجموعة المعاهدات من عام 1341 - 1350هـ الموافق 1922 - 1931م)، (الكتاب الأخضر النجدي).

7. الكتب الدينية
لا شك أن من الجوانب العلمية التي عني بها ملوك هذه البلاد في وقت مبكر هو طباعة الكتب الشرعية ونشرها وتوزيعها مجاناً ووقفها، ولا شك أن لقرب يوسف ياسين من الملك عبدالعزيز وارتباطه به، إضافة إلى إشرافه على جريدة أم القرى ومطبعتها وبحكم تعليمه الديني، دور في ترشيح بعض الكتب أو العناية ببعضها أو الاهتمام بمتابعة طباعتها خصوصاً فيما اضطلعت بطباعته مطبعة أم القرى، ومن أوائل الكتب التي طبعت فيها على نفقة الملك عبدالعزيز كتاب (تحفة الناسك بأحكام المناسك)، و(مجموعة التوحيد)، ويبدو أن يوسف ياسين تولى أيضاً الإشراف على الكتب التي تطبع على نفقة الملك سعود حيث نلاحظ أنه كتب مقدمة لمجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية الذي جمعه ورتبه عبدالرحمن بن محمد بن قاسم وابنه محمد وطبع بأمر الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود سنة 1381هـ.

سادساً: وفاته
واصل يوسف ياسين العمل بجد وإخلاص حتى وافته المنية في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية أثناء مرافقته للملك سعود في إحدى زياراته إثر نوبة قلبية يوم الخميس 15 ذي القعدة 1381هـ الموافق 19 أبريل 1962م ودفن في الرياض، وقد سجلت عن سيرته أكثر من رسالة جامعية، كما نُشر خبر عن صدور كتاب عنه باللغة الإنجليزية من تأليف جوزيف كشيشيان.

ذو صلة