أمين سعيد
الصحافي والمؤرخ أمين سعيد
مملكة الحجاز ونجد
في مجلة الشرق الأدنى
د. عبدالكريم إبراهيم السمك: الرياض
في مدينة اللاذقية من أعمال سوريا كان مولد أمين سعيد، لأسرة كريمة المنبت، وذلك في صباح يوم الاثنين 23/5/1309هـ - 28/11/1891م، والده الشيخ محمد سعيد حسن سعيد الطريفي، نسبة لجزيرة طريف بن مالك، جسر عبور المسلمين إلى الأندلس سنة (92هـ)، وكان عالماً وأديباً وشاعراً ومن كبار تجار مدينة اللاذقية، وقد ألحق ابنه في كتاب (الشيخ مصطفى الوزان)، وبعد ذلك التحق (بمدرسة الرشدية)، وفي سنة (1907م) أنهى دراسته في المدرسة، وقد جعله والده بقربه حائلاً بينه وبين متابعة دراسته، حيث كان أمين سعيد يرغب بذلك، أما عن وفاته رحمه الله، فقد نزل من الرياض قاصداً لبنان لقضاء إجازته الصيفية، وفيها أدركته الوفاة عن عمر بلغ فيه (77) سنة، وذلك في 21 / 7 / 1967م، وبتوصية من الملك فيصل للسفير السعودي بدمشق، تم نقل جثمانه ليدفن في دمشق، وبعد دفنه عادت أسرته إلى الرياض لتعيش فيها، في ظل رعاية كريمة من الملك فيصل رحمه الله.
حياته الصحفية
بدأت حياته الصحفية مع والده الذي سبق ذكره، وكان من أثرياء مدينة اللاذقية، فقد رغب في إصدار جريدة خاصة فيه في مدينته، واشترى من أجلها مطبعة لطباعتها، الأمر الذي جعله يكلف ابنه أمين في السفر إلى بيروت لتعلم فن الطباعة في مطبعة جريدة (لسان الحال)، للصحفي المعروف خليل سركيس، وبعودته إلى اللاذقية أصدر والده (جريدة اللاذقية) في 4 / 5 / 1909م، في عددها الأول، ثم أصدر بعد أربع سنوات منها جريدة (العربية) في 28 / 4 / 1914م، فكان معلمه الأول هو خليل سركيس ووالده.
ومع اشتعال الحرب العالمية الأولى التحق بالخدمة العسكرية، وخدم عسكريته كضابط اتصال وتواصل في مكتب (جمال باشا)، وكان يعمل في الوقت نفسه بجريدة (الشرق) مع الأمير شكيب أرسلان، وكان فيها محمد كرد علي، والشيخ عبدالقادر المغربي، وقد لمع اسم أمين سعيد في الوسط الصحفي بدمشق، ولدى انسحاب الجيش العثماني منها انسحب معه، رافضاً الالتحاق بالثورة العربية الكبرى لعدم ثقته بالإنجليز، وعند وصوله إلى حلب اعتذر لقائد الجيش العثماني، وقصد موطنه اللاذقية وأقام فيها شهراً ثم عاد لدمشق ثانية، وفي دمشق عمل مع محمد كرد علي في جريدته (الكنانة)، التي كان يرأسها محمد كرد علي، وهي تتبع (حزب العهد السوري)، وأراد الاستقلال بنفسه بجريدة خاصة فيه، فأصدر جريدة (الأردن)، جاعلاً شعارها (الأردن تعني وحدة سوريا الطبيعية)، وذلك رداً على اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور 2 / 11 / 1917م، وقد صدر عددها الأول في 19 / 9 / 1919م، وصدر منها (196) عدداً وهي موجودة لديّ مجلدة بمجلد واحد، وصدرت في أربع صفحات، وقد أوقفتها له السلطات الفرنسية، وبعد تعطيلها أصدر جريدة (أبو النواس العصري)، في 20 / 6 / 1921م، وهي جريدة هزلية في لغتها ومحتوياتها، وقد عطلتها له السلطات الفرنسية ولاحقته أمنياً فقصد مصر لاجئاً إليها، فوصلها في 5/5/1922م.
أمين سعيد ونشاطه الصحفي في مصر
تصدر أمين سعيد المكانة اللائقة فيه، في الوسط الصحفي والإعلامي المصري، وذلك من يوم أن حط رحله في مصر، وقد تبوأ مكانة في جريدة المقطم، ومن خلال عمله هذا وجد أن الساحة الإعلامية تفتقر إلى وسيلة إعلامية مستقلة فيها معنية بقضايا العرب والمسلمين، فكانت مجلة الشرق الأدنى، التي أصدرها بنفسه، في 6/ربيع الآخر/1346هـ - 1/أكتوبر/1927م، حيث صدر العدد الأول منها، فكانت أول مجلة سياسية عربية على الساحة المصرية، وكانت تصدر مرتين في الشهر، أوقفها أمين سعيد لنصرة القضايا العربية والإسلامية، وتقديم أخبار العالم، وفي المجلة احتلت أخبار مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها المساحة الكبيرة.
مجلة الشرق الأدنى ونشأتها
حملت أغلب الوسائط الإعلامية أسماء ذات دلالات تاريخية أو سياسية كالأهرام والمقطم وما شابه ذلك، ومن هنا ذهب أمين سعيد لتسمية مجلته (الشرق الأدنى)، لتحمل اسم الإقليم وجعلها خاصة فيه بعيدة عن أي ولاء وكانت الساحة المصرية تعج بعشرات الصحف المتنوعة في رسائلها وأهدافها وغاياتها ومنها الصحافة اليهودية وقد وثقت الدكتورة سهام نصار في كتابها الوثائقي أن عدد الصحف اليهودية كان 35 صحيفة، وكتابها هو (الصحافة الإسرائيلية في مصر)، وكانت تصدر بأربع لغات فرنسية وإنجليزية وعبرية وعربية.
وجميع صحف القاهرة على تنوعها كانت مناهضة ومعارضة للدولة الوليدة على أرض الجزيرة العربية على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود، حاملة اسم (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها)، خصوصاً أن بعض الحجازيين والمعارضين لسياسة الملك عبدالعزيز وجدوا على أرض القاهرة الحرية الممنوحة لهم في النيل من الملك ودولته، أما أبناء الشام الذين نزلت ببلادهم نازلة الاستعمار فقد وجدوا في نصرة الملك عبدالعزيز السبيل الأمثل لنصرة بلادهم بقصد تحريرها فوقفوا مناصرين له سياسياً وإعلامياً وممن لمع اسمه في هذا الجانب الأمير شكيب أرسلان والشيخ كامل القصاب والشيخ محمد رشيد رضا (صاحب مجلة المنار) والشيخ محمد الدين الخطيب (صاحب مجلة الفتح) وصاحب المطبعة السلفية ومن كبار الإعلاميين الناشطين في مصر وقد التحق بركبهم أمين سعيد في مجلته الشرق الأدنى التي انفردت بلغتها وموضوعاتها في نصرة القضايا العربية والإسلامية فاكتسحت من خلال رسالتها جميع الوسائط الإعلامية بعد أن هيأ لها أمين سعيد المراسلين –المكاتبين- والموزعين على مستوى الإقليم الذي حملت اسمه بل وتجاوزت حدوده لتصل إلى العالم الجديد حيث إن المهاجرين السوريين يشكلون جاليات كبيرة فيها كالبرازيل وفنزويلا والأرجنتين.
وكانت المجلة تصل الحجاز بشكل دوري حاملة أخبار المملكة وكذلك اليمن والعراق وقد وجدت في موروث أمين سعيد رسائل شكر له من إمام اليمن يحيى حميد الدين وكذلك الفاضل المكي محمد الطيب الهزازي رئيس الديوان السلطاني فيها عضو مجلس الشورى، وعندما نزل القاهرة الشيخ إبراهيم المعمر قادماً من أوروبا كسفير متجول للملك في فترة توحيد الحجاز بنجد، استضافه أمين سعيد في مكتب مجلته وأقام بالقاهرة ستة شهور كان على تواصل مع الملك عبدالعزيز وبعدها غادر القاهرة متوجهاً للرياض بطلب من الملك.
مكانة المجلة وأهميتها بالنسبة للتاريخ السعودي
تعتبر المجلة مادة مصدرية في تاريخ مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، وذلك بسبب كونها معاصرة لفترة التوحيد ومن هنا تأتي أهميتها، وإضافة لذلك في ثرائها الوثائقي، وإن كان أمين سعيد صاحب ولاءٍ لكن والحق يقال فقد كان معروفاً بنزاهته ومصداقيته في الكتابة، ولم يخرج فيما كتبه عن الموضوعية التي عرف بها، كما كان على صلة بالأستاذ يوسف ياسين ابن موطنه اللاذقية، وكانت بينهما رسائل إخبارية عن المملكة، فكان ينشرها في المجلة له، وعلى ما أعتقد أن المجلة غير متوفرة بكامل أعدادها غير التي لدي، وقد جمعت بمجلدين، وجاءت ندرتها هذه، لتضفي أهمية تاريخية على محتواها في تاريخ مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، وحتى تحتل المجلة مكانها في مكتبة التاريخ السعودي، فقد عملت على جمع موادها الخاصة بتاريخ المملكة، واستخرجته من المجلة بشكل كامل، وبالشكل الذي تم نشره، وجمعته في كتاب تحت اسم (أخبار مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها في مجلة الشرق الأدنى لأمين سعيد) إيماناً مني بأهمية المادة علمياً كمصدر من مصادر التاريخ السعودي.
أمين سعيد الثاني من اليمين في حفل توديع الدكتور عبدالرحمن الشهبندر الواقف عن يمين السفير السعودي الشيخ فوزان السابق
مملكة الحجاز ونجد وأخبارها كما احتوتها ذاكرة المجلة
مع عملية توحيد الحجاز بنجد كانت جميع الأمور تسير تحت عين وبصر الملك عبدالعزيز، بسياسة محكمة ورائدة، تخطت حدود الرهانات في عدم قدرة الملك على النهوض بمشروعه السياسي الكبير هذا، والذي سيؤول إلى الفشل حسب ظنهم، لكن الأدبيات السياسية التي تجلت في شخصية الملك عبدالعزيز، برهنت على قدرته وثقته بنفسه بعد الله، جعلته يتجاوز أخطر مرحلة في سياسة بناء الدولة الجديدة، قاطعاً الطريق على رهان الفشل الذي قال به الكثير من الخبراء والساسة الغربيين، فكانت رسائله التي قدمها لأهل الحجاز، قد نالت القبول عندهم، وبذلك كانت أولى خطوات النجاح في كسب ولاء الشعب له، وثانيها حسن اختياره لابنه الفيصل في أن يكون نائباً له في حكم الحجاز، وثالثها طبقة المستشارين الذين سيكونون عوناً للنائب في حكم الحجاز.
وعن نجاح هذه السياسة للملك عبدالعزيز في مشروعه السياسي هذا، فقد كانت مجلة الشرق الأدنى على أرض القاهرة، خير من نقل هذه الصورة إلى العالم الخارجي. وقد احتلت أخبار المملكة على صفحات المجلة في جميع التبويبات، فجاءت ذاكرتها لتكون مصدراً مهماً من مصادر التاريخ السعودي، حيث استطاع أمين سعيد تقديم الصورة الصادقة لنهضة الحجاز في ظل وحدتها بنجد، فاستطاع كسب الرأي العام على الساحة المصرية، فتحقق للمجلة اكتساح الساحة الإعلامية في القاهرة.
وهذا بيان عرض مختصر بما احتوته المجلة من أخبار عن المملكة ظهر فيه دورها وانفرادها في تقديم حال الحجاز في أعدادها السبعة والستين.
في باب المعاهدات والاتفاقيات:
احتوت المجلة على العديد من الاتفاقيات والمعاهدات، فيما بين المملكة وغيرها من الدول، ومنها ما كان بين دول أوروبية، ودول إقليمية ومنها:
- اتفاقية جدة المعروفة باتفاقية (فيصل – كلايتن)، والتي كانت بين الإنجليز والمملكة، والتي احتواها العددان الأول والثاني، ويلحق بالمعاهدة، الملاحق إضافة لتاريخ التوقيع فيما بين الدولتين، وعلق أمين سعيد على الاتفاقية بأنها أكبر فوز سياسي حققه ابن سعود مع بريطانيا، التي تزامنت مع ولادة الاتحاد.
- الاعتراف الروسي البلشفي بتوحيد الحجاز بنجد، فكان أول اعتراف دولي في هذا الاتحاد، وكان سبباً لإسراع بريطانيا في أن تكون ثاني دولة في الاعتراف بعد روسيا.
- الاتفاق الحجاز النجدي مع إيطاليا حول سيادة المملكة على حقوقها في البحر الأحمر.
- إقامة علاقات رسمية مع تركيا.
- وكذلك بين المملكة وإيران.
- وبين المملكة وفرنسا.
وفيما يخص دول الطوق، فهناك اتفاقيات حدود مع الكويت والعراق وشرق الأردن المصطنع واليمن.
وفي مجال العلاقات الدولية، فقد اعترفت ما يقارب ثماني دول أوربية في وحدة الحجاز بنجد سياسياً، في ظل حكم الملك عبدالعزيز لهذا الاتحاد، وقد ترتب على هذا الاعتراف، زيارة نائب الملك على الحجاز الأمير فيصل هذه الدول وتقديم الشكر لها.
باب (نظام الحكم في جزيرة العرب) دراسة مقارنة
جاء في ذاكرة المجلة موضوع كتبه أمين سعيد، تحت عنوان (نظام الحكم في جزيرة العرب) كيف يُحكم الحجاز؟ وهو بمثابة دراسة مقارنة لأنظمة الحكم في جزيرة العرب، مع بيان لأنظمة الحكم في أقطار الجزيرة، وفيه قدم أمين سعيد نهضة الحجاز في العديد من الجوانب (الإدارية والأمنية والصحية والتعليمية والمعيشية والكهرباء وشق الطرق وتأمين المواصلات للحجيج وحفر الآبار وتحلية مياه البحر وغير ذلك من القضايا)، وقد أحسن الملك عبدالعزيز في اختيار ابنه الفيصل لهذه الإدارة في أن يكون نائباً له في حكم الحجاز، وما رافقه من إقامة مجلس شورى من أبناء الحجاز، إضافة لدفع أبناء الحجاز بتكليفهم مباشرة في النهوض ببلدهم من خلال توظيفهم رسمياً في جميع الإدارات التي تم إنشاؤها.
باب الرحلات للحجاز
تعددت رحلات أمين سعيد إلى المملكة العربية السعودية، وكانت أولى الرحلات سنة 1928م حيث قصد الحج، وعن رحلته هذه، تحدث في مجلته الشرق الأدنى تحت عنوان (أيام الحجاز الستة)، فقسمها إلى ثلاث حلقات ونشرها في الأعداد المتتالية 32-33-34 وأخبار الرحلة تتكلم عن النهضة التي تعيشها مملكة الحجاز ونجد، مع وصف دقيق، من خلال اللقاءات التي قام بها أمين سعيد، إضافة لما شاهده، وفي هذه الرحلة التقى أمين سعيد الملك عبدالعزيز وتعرف على نائب الملك على الحجاز الأمير فيصل.
باب أخبار الأسبوع
هذا الباب من أبواب المجلة المهمة، وفيه تتناول المجلة أخبار العالم العربي بما فيه أخبار الحجاز، وجاء في كل أعداد المجلة. وفيه من المواضيع على سبيل المثال (مؤتمر سكة الحديد الحجازية- وكذلك أخبار الحجاز مع العراق واليمن والكويت وشرق الأردن ومصر، كما حمل هذا الباب أخبار رحلة الأمير فيصل إلى أوربا في العدد 25- وكذلك قضايا الإخوان في غاراتهم على العراق وشرق الأردن، وفي العدد 16 من باب أخبار الأسبوع زحف الحملة السعودية على الأرطاوية) والمواد في هذا الباب كثيرة ومتنوعة.
في مسألة العلاقات الحجازية النجدية الإيرانية
كانت إيران من الدول التي رفضت الاعتراف بتوحيد الحجاز بنجد، وسدانة الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين، بعد أخذ البيعة من علماء المسلمين الذين حضروا المؤتمر الإسلامي سنة 1345هـ - 1926م، وانقطعت العلاقات الرسمية بين البلدين، ولم تعد العلاقات إلى سابق عهدها إلا في سنة 1928م، ففي العدد 37 من المجلة، أشار الخبر إلى زيارة الحجاز وزير إيران في مصر (ميرزا غفار خان) و(ميرزا حبيب الله) مفوض إيران في بيروت، وهناك موقف مهم تناولته المجلة حول جزيرة البحرين، فقد احتج الإيرانيون على اتفاقية جدة، والتي جاء في البند السابع منها أن البحرين مستقلة بكيانها السياسي. فكانت الاتفاقية بمثابة اعتراف بريطاني ودولي في جزيرة البحرين كدولة، وإن كانت مقيدة بقيد الانتداب، فتم قطع الطريق على أطماع لها في البحرين، ومثل هذا الاحتجاج جاء في العدد 14 من المجلة.
محاضرات ولقاءات في ذاكرة المجلة
احتوت المجلة على لقاءات علمية ومحاضرات سياسية، في الدفاع عن سياسة توحيد الحجاز بنجد، فمنها، فيلبي ينتقد سياسة بلاده تجاه مملكة الحجاز ونجد، وذلك في عاصمة بلاده لندن، العدد 23، إضافة إلى شخصية أمين الريحاني في لندن ونيويورك، العدد 48، تحت عنوان كيف تحل مشاكل العرب لأمين الريحاني، العدد 54، خطبة الريحاني في لندن وكذلك في العدد 58، إضافة إلى كلمة لحافظ وهبة في العدد 24، في سعيه لبناء جسور العلاقات بين مملكة الحجاز ونجد ومصر، وفي العدد 61 لقاء مباشر مع مكاتب المجلة مصطفى أبو طالب، عن العلاقات المصرية الحجازية، وحمل العدد 27، خبر سفر معتمد الحجاز في مصر الشيخ فوزان السابق الفوزان، إلى نجد ولقائه بالملك عبدالعزيز، بعد أن أناط في أخيه الشيخ عبدالعزيز إدارة المفوضية فترة غيابه، واللقاء جرى بين الشيخ فوزان وأمين سعيد، وفيه تحدث عن النهضة في الحجاز في وحدته بنجد.
أخبار تخص الملك عبدالعزيز
كثيرة هي أخبار الملك عبدالعزيز، ومنها سفره إلى الأحساء بتاريخ 9/ديسمبر/1928م، بقلم مكاتب المجلة في مكة في العدد 15، وكذلك في العدد 27 سفره من الرياض إلى الحجاز، وفي العدد 29 صورة نادرة للملك عبدالعزيز، وفي العدد 35 حفلة إسلامية كبيرة بحضور الملك عبدالعزيز في يوم افتتاح معمل الكسوة، وفيها كان مقدم الحفل الشيخ إبراهيم المعمر، وفي العدد 34 لقاء أمين سعيد بالملك عبدالعزيز في بيت الشيخ محمد نصيف، وفي العدد نفسه خبر وفاة الإمام عبدالرحمن آل سعود رحمه الله. وفي العدد 59 خطبة الملك عبدالعزيز أمام مؤتمر الرياض.
مقالات في النهضة العربية
اهتمت المجلة بكتابات المفكرين والمثقفين، الذين آلمهم واقع ما يعيشه العرب المؤلم، في ظل نكبة الاستعمار التي نزلت فيهم، وكان منهم عبدالحميد الألوسي، واحتوى العدد 61، أول مقالة معنية بالنهضة العربية للمرحوم عبدالقدوس الأنصاري، ويعتز المرحوم الأنصاري لهذه المقالة كأول مقالة له في تجربة الكتابة، وكذلك حمل العدد 67 مقالة ثانية للأنصاري.
آثار أمين سعيد في خدمة التاريخ السعودي
1 - الصحفية:
- الشرق الأدنى وقد سبق التعريف فيها.
- مجلة الرابطة العربية أصدرها في القاهرة، واستمرت في الصدور حتى العدد 153، وتوقفت عند هذا العدد بسبب عودته لسورية سنة 1939م. وهي حاضنة لأخبار العقد الرابع من القرن العشرين، فيما يخص أخبار المملكة العربية السعودية.
- جريدة الكفاح أصدرها في سوريا في 24 / 7 / 1939م، واستمرت في الصدور حتى سنة 1956م.. وبلغ أعدادها في حدود 6000 عدد، جمعت في 17 مجلداً، وهي حاضنة للكثير من أخبار المملكة.
2 - المؤلفات التاريخية:
- المجلد الأول: تاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية.
- المجلد الثاني: عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل.
- المجلد الثالث: عهد الملك سعود.
- فيصل العظيم.
- أمجاد آل سعود.
- الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
- الخليج العربي في تاريخه السياسي ونهضته الحديثة، جاءت صياغته على واقع أزمة واحة البريمي وحق السعودية فيها.
- ملوك المسلمين المعاصرين ودولهم. وفيه تراجم لثماني عشرة شخصية عربية وإسلامية، خص فيه الملك عبدالعزيز آل سعود بترجمة موسعة عنه بين هؤلاء.
- ولا يغيب عنا كتاب (الثورة العربية الكبرى) في مجلداته الثلاث، الذي أصدره سنة 1934م، وفيه قسم خاص بتاريخ مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، والتي قامت على واقع انهيار الدولة الهاشمية، على يد الملك عبدالعزيز.
زيارات أمين سعيد للمملكة العربية السعودية
- الرحلة الأولى: جاءت سنة 1928م، حيث قصد مكة حاجاً وفيها التقى بالملك عبدالعزيز في منزل الشيخ محمد نصيف، كما تعرف على نائب الملك الأمير فيصل في هذه الزيارة، وعن هذه الزيارة كتب أخبار رحلته على ثلاث حلقات في مجلته الشرق الأدنى كما يشير لذلك العدد 34.
- الثانية: سنة 1938م.
- الثالثة: كانت سنة 1960م، وقد طافت به الحكومة السعودية كل مناطق المملكة ليقف على نهضتها، فكتب كتابه (أمجاد آل سعود) عن هذه الرحلة.
- الرابعة والأخيرة: سنة 1965م، بعد أن جلس في بيروت في أعقاب وصوله من مصر التي كان فيها سجيناً عند عبدالناصر، وتفرغ فيها للكتابة عن التاريخ السعودي فكتب جميع مؤلفاته التي سبق ذكرها، وفي سنة 1965م وبعد نشره لكتب الدولة السعودية، استقدمه الملك فيصل إلى المملكة ليكون قريباً منه.