فؤاد حمزة
فؤاد حمزة.. النضال القومي والعمل الدبلوماسي
قاسم خلف الرويس: الدوادمي
الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وهو يتابع ويدير شؤون البلاد، ويظهر معه مستشاره فؤاد حمزة في مكتب الشعبة السياسية في ديوان الملك بالطائف عام 1353هـ/ 1934م
(عُبيه) قرية من قرى قضاء عاليه في جبل لبنان، تبعد عن بيروت حوالي 22 كم، كانت منطلقاً للثقافة والتعليم عندما اتخذتها الإرسالية الأمريكية في النصف الأول من القرن التاسع عشر محطة لها وأسست فيها عام (1835م) مدرسة ابتدائية ثم مركزاً طبياً عام (1839م)، ثم اتفقوا مع نخبة من المثقفين الوطنيين على إنشاء مدرسة لإعداد المعلمين سميت ( المدرسة العالية الأميركية) أصبحت لاحقاً نواة الكلية السورية الإنجيلية التي تأسست في بيروت عام (1866م) لتصبح في عام (1920م) الجامعة الأميركية.
هناك في تلك القرية الهادئة ولدت ونشأت شخصية من الشخصيات السياسية والثقافية المرموقة التي ساهمت في تأسيس وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز، وكان لتلك الشخصية حضور في التاريخ السعودي الحديث من خلال أعماله الوظيفية ومهماته السياسية وإنتاجه الفكري والثقافي. إنه (فؤاد حمزة) أول وكيل لوزارة الخارجية السعودية، والسفير السعودي في فرنسا ثم تركيا وأخيراً وزير الدولة المشرف على الأعمال الإنشائية والعمرانية وشركات الاستثمار.
ولد فؤاد بن أمين بن علي حمزة، وكنيته (أبو سامر)، عام (1899م) وكان والده مختاراً لقرية عبيه الناهضة ومن المحبين للعلم فحرص على تعليمه حيث تلقى فؤاد حمزة تعليمه الأساسي (الابتدائي والثانوي) في مدرسة القرية، وبعدها انتقل إلى دار المعلمين العثمانية في بيروت حيث نال شهادتها بامتياز، ويظهر أنه التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت ولكنه لم يكمل دراسته فيها.
عمل في مهنة التدريس أثناء الحكم العثماني، وقد عيّن مديراً للمدرسة النموذجية في طرابلس الشام، ثم انتقل إلى دمشق عام (1919م) للعمل في حكومتها العربية حيث عيّن مفتشاً للمعارف هناك، لينتقل بعد زوال الحكم العربي عام (1920م) إلى فلسطين، حيث تولى عدة وظائف تعليمية كان آخرها مدرساً في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس فيما كان يواصل دراسة الحقوق، وكان يكره مهنة التدريس ولكن للضرورة أحكام ولم يكن بيده حيلة ينجو بها من عناء التدريس إلا الصبر حتى ينال شهادة الحقوق، وبالفعل فقد حاز إجازة الحقوق في عام (1926م) تقريباً.
وقد كان لفؤاد حمزة في بداية حياته نشاط سياسي وحزبي في لبنان في سبيل القضية العربية ومقاومة الانتداب الفرنسي، وهو ما جعل الفرنسيين يضيقون عليه الخناق ويطلبونه في أحد الأيام فغاب عن الأنظار فقبضوا على والده وأوقفوه بضعة أيام، ورغم أن القضية أنهيت بسلام وخرج الأب إلا أنه ألقى على ولده لائمة شديدة، حزم فؤاد على إثرها أمتعته وودع أهله وقال لوالده: (إن صرت رجلاً كما أريد أن أكون فسأرجع إليكم، وإلا فإن غيابي سيطول كثيراً) وترك لبنان ولم يعد إليها إلا بعد عشر سنوات.
كان فؤاد حمزة أثناء إقامته في القدس على اتصال مستمر بالثورة السورية الكبرى التي قامت بقيادة سلطان الأطرش في عام 1925م فما علم إلا وقد جاءه نذير في أحد الأيام يشعره بعزم سلطات الانتداب البريطاني بالقبض عليه فغادر القدس على عجل إلى القاهرة وظل فيها وكان يكتب في جريدة الأهرام هناك حتى جاءه الفرج ببرقية تطلبه إلى الحجاز للعمل في حكومة الملك عبدالعزيز آل سعود.
قدومه إلى المملكة العربية السعودية ووظائفه
تتفق المصادر أن شكري القوتلي (ت1967م) الزعيم السوري المعروف كان السبب وراء التحاق فؤاد حمزة بالعمل في المملكة العربية السعودية، وهو ما يؤكده فؤاد حمزة في يومياته حيث قال: (وقد قدمني إلى جلالته شكري بك منذ شهر تقريباً حينما كانت المفاوضات جارية بينه وبين الإنجليز، وقد سأله الملك عما إذا كان يعلم شاباً يتقن اللغتين الإنجليزية والعربية فأعلمه بي، فكلفه بالإبراق إليّ لكي أحضر إلى هنا حالاً) وبالفعل فقد غادر مصر ووصل جدة في 25 ديسمبر 1926م.
وبينما يذكر الزركلي في ترجمته لفؤاد حمزة في الأعلام أنه عند قدومه سنة (1926م) عين مترجماً خاصاً للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، في الرياض، ونقل عنه هذه المعلومة كل من جاء بعده، فالحقيقة أن أول وظيفة شغلها كانت وظيفة معاون مدير الشؤون الخارجية عبدالله الدملوجي في مكة المكرمة وكان تعيينه فيها بموجب وثيقة نشرت في مذكراته (ج2/540) وهي خطاب من الملك عبدالعزيز إلى عبدالله الدملوجي بتاريخ 3 رجب 1345هـ أي بعد وصوله إلى الحجاز بحوالي أسبوعين فقط لا غير.
واستمر فؤاد حمزة في عمله معاوناً لمدير الشؤون الخارجية حتى استقال الدملوجي عام ( 1928م)، فقام بشؤون المديرية وقد استمر في منصبه حتى صدور الأمر السامي بتحويل مديرية الشؤون الخارجية إلى وزارة الخارجية وإسناد منصب الوزارة إلى الأمير فيصل بن عبدالعزيز علاوة على النيابة العامة وتعيين فؤاد حمزة وكيلاً للوزارة اعتباراً من يوم الثلاثاء الموافق 26 رجب 1349هـ.
وقد استمر وكيلاً لوزارة لخارجية حوالي تسع سنوات وحتى عام 1358هـ/1939م عندما صدر الأمر الملكي بتأسيس مفوضية للمملكة في باريس وتعيينه فيها بصفته مندوباً فوق العادة ووزيراً مفوضاً حيث توجه إلى هناك وقدم أوراق اعتماده في ظروف استثنائية وذلك بداية الحرب العالمية الثانية بشهرين تقريباً ولم يمض على وجوده هناك سوى سبعة أشهر حتى سقطت فرنسا في أيدي الألمان. لكنه ظل متواجداً في فرنسا أثناء الحرب وانتقل بالسفارة من باريس إلى فيشي كما فرضت ذلك ظروف الحرب واستمر هناك رغم معاناته مع انقطاع الاتصالات والمراسلات وكذلك صعوبات تحويل الأموال الأمر الذي زاد أوضاعه حرجاً، وكان يؤدي مهامه ويقوم بنشاطات سياسية مكثفة لمتابعة أوضاع الحرب ونقل المعلومات للملك عبدالعزيز بدقة ليتمكن على ضوئها من بناء المواقف واتخاذ القرارات السياسية. وقد قضى في أوروبا آنذاك أكثر من ثلاث سنوات كان خلالها شاهد عيان على أوضاعها خلال الحرب العالمية الثانية، حتى صدر الأمر بتعيينه وزيراً مفوضاً ومندوباً فوق العادة لدى جمهورية تركيا في النصف الأول من عام 1943م.
وفي 6 جمادى الأولى 1366هـ/ 28 مارس 1947م صدر مرسوم ملكي صدّر بأنه بناء على أهمية المشروعات الإنشائية والعمرانية التي تقرر إنفاذها لمصلحة البلاد فقد تم تعيين معالي فؤاد بك حمزة وزير دولة وانتدابه في وزارة المالية للأعمال الإنشائية والعمرانية وشركات الاستثمار، وكان قد ظهرت قبل صدور هذا المرسوم فكرة إنشاء وزارة للأشغال وتوليتها لفؤاد حمزة.
العضويات في المجالس واللجان (مرتبة تاريخياً)
1 - عضو لجنة التفتيش والإصلاح وهي لجنة شكلت في 1/1/ 1346هـ.
2 - عضو لجنة سن النظامات أو الأنظمة التي شكلت عام 1346هـ.
3 - عضو هيئة جمع الأنظمة والإيرادات الصادرة بشأنها ووضعها في إصدار يوزع على الدوائر الحكومية يحتوي (مجموعة قوانين الحكومة الحجازية) وذلك عام 1346هـ.
4 - عضو اللجنة التنفيذية لمعاونة النائب العام في النظر في الأمور والتي صدر الأمر بتشكيلها في 18 ربيع الأول 1347هـ.
5 - عضو اللجنة الدائمة بديوان الملك عام 1349هـ وهو الأمر الذي يؤكد على كونه مستشاراً رسمياً للملك.
6 - عضو مجلس الوكلاء بعد تشكيله في عام 1350هـ برئاسة النائب العام.
الملك سعود (ولي العهد آنذاك) ومرافقوه يغادرون البيت الأبيض بعد اجتماعهم الأول مع رئيس أمريكا ترومان عام 1947م، من اليمين: الشيخ علي رضا، الشيخ أسعد الفقيه، الملك سعود، الشيخ سليمان الحمد، الشيخ فؤاد حمزة، اللواء محمد النملة
دوره السياسي ومهامه الدبلوماسية
إذا علمنا أن فؤاد حمزة منذ قدومه إلى المملكة عام (1926م) وعمله الأساس في وزارة الخارجية معاوناً في البداية ثم مديراً للشؤون الخارجية وأخيراً وكيلاً للوزارة حتى عام 1939م وجاء في مرحلة تأسيس لمديرية الشؤون الخارجية وللعلاقات السياسية وللتمثيل الدبلوماسي، فقد كان مشاركاً في بناء الشؤون الخارجية للدولة وتنظيمها وشاهداً على المفاوضات والاتفاقيات والمعاهدات ومساهماً في صياغة بنودها ومراجعة موادها بما يخدم مصالح الدولة السعودية الفتية، ولذا فمن الصعب أن نحصرها؛ ومن أبرز المهام السياسية التي اضطلع بها:
1 - اشتراكه في الوفد السعودي لإجراء المباحثات الرسمية التمهيدية مع الحكومة العراقية التي عقدت في الكويت في 11 رمضان 1348هـ قبل اجتماع لوبن الشهير بين الملك عبدالعزيز والملك فيصل عام 1348هـ/1930م مع حافظ وهبة وإبراهيم المعمر، ولكن لم يتم الاتفاق على شيء مما بحث ليعود فؤاد وحافظ إلى معسكر الملك يوم 16 رمضان 1348هـ لمرافقة الملك عبدالعزيز للاجتماع مع الملك فيصل يوم 23 رمضان 1348هـ، ثم كان عضو فريق المباحثات على السفينة مع الحكومة العراقية مع حافظ وهبة ويوسف ياسين والتي استمرت يومين، حيث بت في بعض الأمور ولم يبت في بعضها الآخر ثم تم بناء عليها توقيع معاهدة الصداقة وحسن الجوار وبروتوكول التحكيم في مكة المكرمة بتاريخ 20 ذي القعدة 1349هـ الموافق 7 أبريل 1931م، ومعاهدة تسليم المجرمين في 21 ذي القعدة 1349هـ الموافق 8 أبريل 1931م.
2 - اشتراكه في الوفد السعودي الذي اجتمع مع وفد الإدريسي لوضع الترتيبات التي يجري عليها العمل في المقاطعة الإدريسية بعد تنازل السيد حسن الإدريسي عن إدارة كافة شؤون بلاده للملك عبدالعزيز في عام 1930م.
3 - مرافقته للنائب العام ووزير الخارجية الأمير فيصل في رحلته الرسمية إلى أوروبا عام 1932م وكان العضو الرسمي الوحيد في البعثة التي زارت (إيطاليا، سويسرا، فرنسا، بريطانيا، هولندا، ألمانيا، بولونيا، الاتحاد السوفييتي، تركيا، إيران، العراق، الكويت) واستمرت الرحلة أكثر من ثلاثة أشهر.
4 - تمثيله المملكة العربية السعودية في المفاوضات مع إمارة شرق الأردن التي عقدت بالقدس والتي وقع خلالها على معاهدة صداقة وحسن جوار من أربع عشرة مادة عام 1933م بين فؤاد حمزة وكيل الخارجية وتوفيق أبوالهدى رئيس وزراء الأردن.
5 - رئاسته للوفد السعودي في مؤتمر أبها في 16 فبراير 1934م بين الحكومتين السعودية واليمنية بينما ترأس الوفد اليمني عبدالله الوزير في مفاوضات لمحاولة إزالة الخلاف والتوتر على الحدود وقد انتهى المؤتمر في 4 مارس 1934م دون التوصل إلى نتائج ملموسة.
6 - مرافقته لولي العهد الأمير سعود في رحلته إلى أوروبا التي انطلقت من جدة في عام 1935م والتي دامت أكثر من ثلاثة أشهر وزار خلالها (إيطاليا، سويسرا، فرنسا، إنجلترا، هولندا، بلجيكا) ثم في عودته عرج على مصر وزار فلسطين وشرق الأردن.
7 - تمثيله للمملكة العربية السعودية في مؤتمر حيفا للبحث في شؤون سكة حديد الحجاز مع فرنسا وبريطانيا عام 1935م.
8 - انتدابه ممثلاً للحكومة السعودية في عام 1936م للبحث في إنشاء العلاقات الرسمية مع مصر وحل المشكلات المعلقة لمدة عشر سنوات حيث عقدت معاهدة صداقة وحسن تفاهم من سبع مواد في 7 مايو 1936م وقعها فؤاد حمزة وكيل الخارجية مع رئيس مجلس الوزراء المصري ووزير الخارجية علي ماهر.
9 - اشتراكه مع الوفد السعودي في مؤتمر المائدة المستديرة في 1939م لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية وكان الوفد برئاسة الأمير فيصل بن عبدالعزيز ورافقه فؤاد حمزة وإبراهيم السليمان.
10 - مرافقته لولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز في رحلته الرسمية إلى أمريكا وبريطانيا وفرنسا عام 1947م.
11 - انتدابه في عام 1366هـ/1947م لتمثيل المملكة في بيروت ضمن الدول العربية التي اجتمعت بلجنة التحقيق في فلسطين التي قررت هيئة الأمم المتحدة إرسالها.
12 - مشاركته في وفد المملكة في اجتماع اللجنة السياسية التابعة لجامعة الدول العربية المنعقد في صوفر في لبنان بشأن فلسطين عام 1947م وعام 1948م.
13 - رئاسته وفد المملكة إلى مؤتمر اليونسكو المعقود في بيروت في عام 1948م.
ثقافته وإنتاجه الفكري
يعد فؤاد حمزة من الشخصيات النادرة التي جمعت السياسة والثقافة والإدارة والقانون في قالب واحد وتعاملت معها في وقت واحد وحققت في كل منها إنجازات جلية، وقد كان بلا جدال مثقفاً واسع الاطلاع ولا شك أن إجادته اللغة الإنجليزية والفرنسية –وربما التركية- وتمكنه منهما من الأمور التي ساعدته على توسيع مداركه وزيادة معارفه، ولذا فلا يستغرب أن يكون كاتباً متمكناً تشير المصادر إلى نشره بعض المقالات في الصحف العربية قبل الالتحاق بخدمة الملك عبدالعزيز سواء باسمه الصريح أو بتوقيع مستعار ولعلها تتعلق بالشأن العربي والظروف السياسية المحيطة، كما أنه استمر في الكتابة بعد ذلك ونشر بعض الموضوعات في الصحافة السعودية، وهو في الحقيقة ليس مجرد كاتب بل باحث متمكن لديه اهتمام واضح بالتاريخ والجغرافيا وميل إلى الخرائط والآثار، ويشير الزركلي إلى أنه دؤوب على العمل فما يكاد ينتهي من عمله الحكومي حتى يتناول بحثاً في التاريخ أو السياسة يعالجه. وأشار إلى عنايته قبيل وفاته بدراسة آثار الجزيرة قبل الإسلام، وأنه كتب أصولاً كثيرة جديرة بالجمع والطباعة. وكان أيضاً داعماً للمدارس والمكتبات ومسانداً للمثقفين والصحفيين وله علاقات واسعة بالعلماء والأدباء والمستشرقين.
مؤلفاته المطبوعة
1 - قلب الجزيرة العربية:
وهو أول كتبه المطبوعة وقد طبع في مصر عام 1352هـ/1933م، وذكر أن ما حمله على وضع هذا الكتاب هو شعوره بافتقار المكتبة العربية إلى مؤلف جامع لأحدث المعلومات الجغرافية والطبيعية والاجتماعية عن البلاد العربية وحاجة الجمهور إلى مرجع حديث سهل التناول يجمع ما تفرق من المعلومات في الكتب العربية القديمة وكتب المستشرقين والرواد الأوروبيين غير المترجمة، وأشار إلى تشجيع الملك عبدالعزيز له ومراجعة الأمير عبدالله بن عبدالرحمن لقسم القبائل.
2 - البلاد العربية السعودية:
وهو كتاب أراد أن يجعله دليلاً مختصراً عن أحوال البلاد العربية السعودية، واحتوى معلومات غير مسبوقة ربما لا يحتويها غيره عن شخص الملك عبدالعزيز وولي عهده ونائبه في الحجاز والعائلة المالكة وكذلك عن أوضاع الحكومة ودوائرها وتنظيماتها، وقد تمت طباعة هذا الكتاب في عام 1355هـ/1937م.
3 - في بلاد عسير:
هذا الكتاب يعد من أدب الرحلة لأنه وصف حي لرحلة فؤاد حمزة إلى بلاد عسير في مهمة رسمية عام 1352هـ وانطلقت من الطائف عن طريق الخرمة ثم رنية فبيشة، وفيه دراسة شاملة عن الحياة الاجتماعية والجغرافية والتاريخية لبلاد عسير، وقد ظلت مسودة الكتاب حبيسة الأدراج ولم يطبع إلا في عام 1370هـ/1951م عندما أقنعه إبراهيم الشورى بإخراجه.
مؤلفاته التي طبعت بعد وفاته
1 - وصف تركيا الكمالية (1943 - 1945):
هذا الكتاب نتيجة من نتائج عمله في مفوضية المملكة في أنقره حيث سجل ملاحظاته ومشاهداته بكل دقة وعناية ورصدها في هذا الكتاب الذي بقي مخطوطاً حتى أخرجه ابنه عمر من كواليس النسيان ونشرته دار الجديد عام 2013م.
2 - المذكرات وقد أشار إليها الزركلي في الأعلام ونشرتها دارة الملك عبدالعزيز عام 2016م مؤخراً وهي في أصلها يوميات ولكن ظهر فيها بعد النشر فجوات زمنية كبيرة.
مؤلفاته غير المطبوعة
وهي تلك المؤلفات التي تركها مخطوطة وبعض هذه كانت مسودات وبعضها غير مكتمل:
1 - مجموع عن الإسماعيلية والفرق الباطنية
2 - رسالة عن سوق عكاظ
3 - الخليفة عمر بن عبدالعزيز: مسودة غير مكتملة
4 - اليمانية-المضرية: تاريخ العرب قبل الإسلام
5 - قاموس الاستبداد
6 - نشأة الكتابة
7 - شذيرات عن جزيرة العرب
8 - خلاصة التاريخ الروماني
9 - التاريخ العام
10 - مذكراتي من بلاد العرب: لسليمان شفيق باشا نقلاً عن جريدة الأهرام
11 - التاريخ وعلم السياسة المدنية
12 - جغرافيا منطقة البحر المتوسط
13 - أمراء مكة المكرمة
14 - وصف تركيا الكمالية
15 - بحث في اللهجات
16 - آثار الجزيرة قبل الإسلام
مكتبته ومخطوطاته
تحتوي مكتبة فؤاد حمزة التي أهديت إلى الدارة مجموعة من الكتب المطبوعة بلغ عددها 1257 عنواناً، ولا شك أنها تحتوي على مجموعة نفيسة من المؤلفات وخاصة المصادر الأجنبية وكتب الرحالة والمستشرقين بلغاتها الأصلية عطفاً على مصادره التي استخدمها في مؤلفاته.
أما المخطوطات التي تضمنتها مكتبته فبلغت 26 مخطوطة من النوادر في مختلف العلوم والآداب (1) على رأسها العلوم الشرعية والتاريخ والشعر واللغة العربية بعلومها المختلفة، وشملت هذه المجموعة مخطوطة نادرة جداً هي (نشر الثناء الحسن المنبئ ببعض حوادث الزمان من الغرائب الواقعة في اليمن) لإسماعيل بن محمد الوشلي، وهي بخط المؤلف، وتغطي المخطوطة أحداثاً تاريخية خلال الفترة من 1287هـ وحتى 1356هـ، ووجدت على هوامش بعض صفحاتها تعليقات وختامات بخط يد الأستاذ فؤاد أمين حمزة، كما شملت المجموعة مخطوطة لديوان (سقط الزند) للشاعر أبو العلاء المعري، ومخطوطة في الفقه بعنوان (الأحكام المتضمنة لفقه أئمة الإسلام) ومخطوطة (غنية ذوي الأحكام بغية درر الأحكام) لمؤلفه حسن بن عمار الشرنبلالي بتاريخ 1659م، ونسخت عام 1706م بيد أحمد بن علي بن خلاف المنوفي، ومخطوطة لديوان شعر شعبي للشاعر (أحمد الصالح البسام)، ومخطوطة في اللغة العربية (منهج السالك في ألفية بن مالك) لمؤلفها علي بن محمد الأشموني 1495م، ومخطوطة (فتح القدوس لمغلقات القاموس) لمؤلفه عبدالرحمن بن عبدالعزيز العمري التادلي، ومخطوطة (أطواق الذهب في المواعظ والخطب) لمؤلفها محمود بن عمر بن محمد الزمخشري سنة 1075 المنسوخة في 1878، إلى جانب مخطوطة (الإعلام بأعلام بيت الله الحرام) لمحمد بن أحمد بن محمد النهروالي نسخت عام 1719. وغيرها من المخطوطات التي تشكل إضافة للمكتبة التراثية والعلمية في السعودية.
كما احتوت مكتبته على مجموعة كبيرة من الصور الأصلية أغلبها التقط خارج السعودية نتيجة عمل فؤاد حمزة في السلك الدبلوماسي، حيث وثقت جانباً من زيارات الملك سعود بن عبدالعزيز لمصر وفلسطين وشرق الأردن وبريطانيا، وزيارات الملك فيصل بن عبدالعزيز إلى أوروبا وروسيا ومشاركته في مؤتمر فلسطين الذي عقد في لندن عام 1939. كما ضمت الصور توثيقاً لنشاطه الدبلوماسي السعودي والجهود السياسية المختلفة بما فيها الزيارات الرسمية لبناء أطر السياسة السعودية الخارجية.
وفاته
أشار في مذكراته إلى أنه غادر جدة إلى بيروت على طائرة خاصة في 18 / 6 / 1370هـ / 27 مارس 1951م ويبدو أن ذهابه كان بسبب المرض حيث إنه حين أبرق الملك إليه يطلب حضوره رد عليه في 2 رجب 1370هـ / 9 أبريل 1951م يخبره بأنه سوف يدخل المستشفى، ويترجح أنه بقي في بيروت يصارع النوبات التي لم تنفك عن قلبه المنهك حتى وافته المنية في 20 صفر 1371هـ / 20 نوفمبر 1951م، عن عمر يناهز الـ52 عاماً ودفن في عبيه(2)، وأرسل الملك عبدالعزيز إلى عائلة فؤاد برقية مختصرة موجزة قال فيها: (فقد علينا كفقده عليكم. إنا لله وإنا إليه راجعون) وأغلق الملك عبدالعزيز الباب على نفسه نهاراً كاملاً لا يستقبل أحداً حزناً وأسفاً على رحيله(3)، قال فيلبي: (وكانت وفاته خسارة كبيرة للسعودية البلد الذي تبناه)(4)، في حين نعته الجريدة الرسمية للدولة وتحدثت عن مآثره وأعماله(5)، وقد عرف عنه رحمه الله الشهامة والرجولة وسعة الأفق وكذلك حب أعمال الخير كالتبرع للأعمال الخيرية وبناء المساجد والمدارس وغيرها، وأعقب ابنين هما سامر وعمر.
---------------------------------
الهوامش:
1 - وأفادني الأستاذ أيمن الحنيحن أنها كانت ستة وعشرين أصبحت ثلاثين بعد إضافة أربع مخطوطات أخرى وزودني بقائمة بها.
2 - المذكرات ج2/510، 511، الزركلي، ويشير البعيني ص344، والمارك (من شيم العرب ج2/324) يشير إلى أن وفاته كانت في 22 نوفمبر 1922م.
3 - البعيني، ص345
4 -العربية السعودية، ص522
5 - أم القرى، ع1389،1/3/1371هـ=30/11/1951م، ص2