منير العجلاني
منير العجلاني.. رئيــس التحـــرير المـؤســـس
محمد بن عبدالله السيف: الرياض
الموافقة الملكية السامية على إنشاء المجلة العربية
يُعدُ الدكتور مُنير العجلاني واحداً من أبرز الأعلام العربية التي جمعت بين العمل السياسي والعمل الثقافي، إذ أمضى النصف الأول من حياته في العمل السياسي في بلاده سوريا، وأمضى النصف الثاني من حياته، حينما لجأ إلى السعودية، في العمل الثقافي والتأليف والكتابة، حيثُ أصدر ما يزيدُ عن 20 كتاباً، وخطّ مثلها، وقدّم موسوعةً تاريخية عن الدولة السعودية، وكان العمل الصحافي هو القاسم المشترك بين مرحلتيه، حيثُ كتب ونشر وعمل رئيساً للتحرير في كلا المرحلتين، وهو أول رئيس تحرير للمجلة العربية، وعلى يديه بدأت ونهضت وهو صاحب فكرتها، ولا يمكن الاحتفاء بالعدد 500 من المجلة العربية دون الوقوف على ملامح من سيرته وجهوده في نشأة المجلة العربية.
المولد والنشأة
ولد مُنير العجلاني في مدينة دمشق عام 1911م (1329هـ)، ونشأ في أحضان ورعاية والده علي العجلاني الذي منحته الدولة العثمانية لقب (الباشا). ودرس في كتاتيب دمشق، ثم التحق بالكلية العلمية الوطنية، ليلتحق بعدها في كلية الحقوق في جامعة دمشق، لينال شهادة الليسانس، ثم ابتعث إلى جامعة السوربون في فرنسا لمواصلة دراساته العالية، ليحصل على دكتوراه الدولة في الحقوق العامة والخاصة.
السياسي المناضل
في عام 1933م (1352هـ) عاد إلى مسقط رأسه (دمشق) وكانت بلاده سوريا لا تزالُ تحت الانتداب الفرنسي، وكان أثناء دراسته في باريس قد انضم إلى جمعية الطلبة السوريين، من أجل النضال السياسي، ليبدأ عمله السياسي ضد الوجود الفرنسي في بلاده. وفي عام 1936 دخل منير العجلاني لأول مرة، المجلس النيابي السوري، نائباً عن محافظة دمشق، وكان أصغرَ عضو نيابي سوري، واستمر في جميع دورات المجلس النيابي حتى اعتقل عام 1956. إضافةً إلى ذلك، فقد كان منير العجلاني أحد الذين صاغوا مسودة الدستور السوري، المعروف بدستور 36، وألّف كتاباً عن الدستور باللغة الفرنسية.
في عام 1941 عُيّن وزيراً للدعاية والشباب، قبل أن يتغيّر مسماها فيما بعد إلى وزارة الإعلام، في عام 1947 عُيّن وزيراً للمعارف، حتى عُيّن عام 1955 نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للعدل، وكان يرأس مجلس الوزراء بالوكالة.
في عام 1956 عاشت سوريا أجواء تيارين متنازعين، تيار يدعو إلى الوحدة مع العراق، والآخر يدعو إلى الوحدة مع مصر، ولم يكن الوزير مُنير العجلاني مؤيداً لأيٍّ من التيارين، لذلك اُتُهم مع مَن اتهم فيما يُسمى بـ(المؤامرة الكبرى) أي العمل ضد الوحدة مع مصر، فاعتقل وأودع السجن مع غيره من السياسيين، وقامت دولة الجمهورية العربية المتحدة وهو في السجن، وفي عام 1959 أمر الرئيس عبد الناصر بنقل سجناء (المؤامرة) إلى مصر، وبقوا في الإسكندرية تحت الإقامة الجبرية، إلى أن حدث الانفصال فأُخرجوا من مصر ورحّلوا إلى لبنان التي غادرها إلى مدينة إسطنبول التركية.
الأديب المثقف
رغم انشغال العجلاني وانخراطه في العمل السياسي والنيابي، إلا أنه كان ذا حسٍ أدبي كبير، وصاحب اهتمام واسع بالثقافة العربية والإسلامية والآداب الغربية، وكان من آثاره الثقافية والأدبية أن أسّس مجلتين معنيتين بالفكر والثقافة والأدب، وممّا يروى عن الأديب طه حسين قوله: (ما لمنير العجلاني والسياسة؟) ويذكر البعض ممّن قرؤوا له أن العمل السياسي أثّر على عطاءاته وإبداعاته في الثقافة والأدب، وأنه لو ترك العمل السياسي وتفرغ للأدب لأصبح من كبار الأدباء العالميين، لاسيما وأنه يجيد اللغتين الفرنسية والإنجليزية وشيئاً من التركية والإيطالية، وقد ترجم عدداً من الأعمال الإبداعية من وإلى العربية. وشاهدُ هذا القول المؤلفات العدة التي ألّفها العجلاني بعد تركه العمل السياسي وتفرغه للثقافة والأدب والتاريخ، وممّا يدلُ على المكانة الثقافية التي يحتلها الأديب منير العجلاني، انضمامه المُبكر لمجمع اللغة العربية بدمشق، الذي أسسّه أستاذه محمد كرد علي، في عام 1919 كأول مجمع في الوطن العربي، وظل العجلاني عضواً عاملاً في المجمع حتى وفاته.
كان العجلاني أديباً بارعاً وناقداً متقبلاً للتجديد في القصيدة العربية، داعياً لتحريرها من نمطها التقليدي العمودي، لذلك لا غرابة أن يستجيب في عام 1944 لدعوة طالبٍ مشاكس من طلاب كلية الحقوق، يكتب القصيدة المتمردة لكنه لم ينشر، كان خائفاً يترقب، كان بحاجة إلى من يدعمه ويُصدّر ديوانه، من رجالات العلم والأدب في تلك المرحلة، فتقدم إلى أستاذه يطلب منه تقديم ديوانه الأول!
كان هذا الطالب هو نزار قباني، وكان الديوان (قالت لي السمراء) الذي جاء متمرداً على شكل ومضمون القصيدة العربية المتوارثة، ضمّنه الشاعر ألفاظاً وصوراً لا تليق عن المرأة، وأفسح لها في المقابل كي تعبّر من خلاله عما تلاقيه من ظلم وتعسف. وقد وُصِف الديوان في وقته بأنه زلزال شعري ضرب القصيدة العربية، ورغم ذلك فقد استجاب العجلاني لطلب تلميذه وكتب مقدمة قال فيها: (لا تقرأ هذا الديوان، فما كُتب ليقرأ، ولكنه كُتب ليُغنّى ويُشم ويُضم وتجد فيه النفس دُنيا ملهمة)، وأضاف: (سألني صاحب هذا الديوان أن أكتب له تقدمة، ولو ملكت الخيار لقلتُ له: ديوانك كله تقدمة إلى كل نفس تحسُ وتشعر!) وختم العجلاني سائلاً الله أن يبقى نزار قباني طفلاً يصوّر ويُغنّي ويعشق!
كان تقديم واحتفاء العجلاني بديوان نزار دفعة معنوية كبيرة لهذا الشاعر الشاب، الذي لم يأبه بما قيل عن الديوان بعد صدوره، إذ صدرت فتاوى تمنع بيعه وقراءته. وكتب الشيخ علي الطنطاوي مقالة في مجلة (الرسالة) المصرية منتقداً الديوان، واصفاً إياه بأنه: (يشتمل على وصف ما يكون بين الفاسق والقارح والبغي المتمرسة الوقحة، وصفاً واقعياً لا خيال فيه، لأن صاحبه ليس بالأديب الواسع الخيال، بل هو طالب مدرسة، مدلل غني، عزيز على أبويه، وقد قرأ كتابه الطلاب في مدارسهم والطالبات).
الأمير مشعل بن عبد العزيز ويبدو منير العجلاني وعبدالمحسن المنقور، بيروت 1964م
في السعودية
في عام 1962م (1382هـ) قدم العجلاني إلى المملكة، ووصل مدينة جدة قادماً من إسطنبول، وفي عام 1963م عُيّن على وظيفة (كبير المستشارين) في وزارة المعارف، وكان وزيرها آنذاك الشيخ حسن آل الشيخ، وفي عام 1964 رأس الدكتور العجلاني لجنة التعاقد مع مدرسي التعليم العام من دول سوريا والأردن وفلسطين، كما كان يقوم بإلقاء محاضرات على طلاب الدراسات العليا في كلية الشريعة بمكة المكرمة. وفي المملكة واصل كتاباته الصحافية، فنشر في (الندوة) و(البلاد) ثم (اليمامة) مقالاتٍ عدة، ثم كتب في (الحياة) و(الشرق الأوسط) وكانت مقالاته تبحث في شؤون الثقافة والأدب والتاريخ، كما أنه عملَ مستشاراً في دارة الملك عبدالعزيز بالرياض.
رئيساً لتحرير المجلة العربية
في عام 1974م (1394هـ) صدر الأمر السامي من قبل الملك فيصل بن عبدالعزيز بالموافقة على مقترح الدكتور منير العجلاني الذي رفعه الشيخ حسن آل الشيخ بإنشاء وإصدار المجلة العربية، على أن يكون العجلاني رئيساً لتحريرها. وهذه ثقة ملكية غالية لما له من مكانة سامقة، فبدأ العجلاني يُعد العدة لإصدار العدد الأول، الذي صدر من بيروت، وبينما كان العجلاني يُحضّر للعدد الأول من (المجلة العربية) إذا بالأمة العربية والإسلامية تُفاجأ بالنبأ الفاجع والخطب الأجل، وهو وفاة الملك فيصل بن عبدالعزيز، لذلك أعدت المجلة العربية ملفاً عنه، لخصت فيه أبرز أعماله، وقدّم العجلاني اعتذاره نيابةً عن (المجلة العربية) في أن محاولة كتابة سيرة الفيصل في مقالة، هي محاولة احتواء البحر في كأس ماء! وقد واجهت (المجلة العربية) عدة عقبات في سنوات تأسيسها، وذلك بعد نشوب الحرب الأهلية في لبنان، مما أثر على استمرارية الصدور المنتظم لها، فكان أن نُقلت إلى الرياض، وكان للملك الراحل خالد بن عبدالعزيز دور كبير في تذليل تلك العقبات، وحينما فكّر البعض في إغلاقها قال الملك: «المجلة العربية وصية الفيصل، ونحن الذين نحرسها ونرعاها»، لذلك واصلت المجلة استمرارها في الصدور من الرياض، برئاسة تحرير منير العجلاني، والمستشار لها محمد حسن فقي، وهيئة إشرافية، وظل العجلاني رئيساً لتحريرها إلى عام 1401هـ/ 1981م.
حيث تقدم باستقالته من العمل، وكتب الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ مقالاً بأن العجلاني حينما فاتحه بطلب الاستقالة حاول أن يثنيه عنها احتفاظاً بكفاءته وإخلاصه، لكنه أصرَّ على الاستقالة، مما اضطر آل الشيخ إلى رفع الاستقالة إلى ولي العهد آنذاك الأمير (الملك)فهد بن عبدالعزيز، الذي وافق مع تقديم الشكر للعجلاني على جهده.
إن المطّلع على الأعداد الأولى من (المجلة العربية) يلحظ الرغبة الجامحة والحسّ الأدبي الكبير لدى العجلاني كي تحقق المجلة العربية مكانةً متميزة بين المجلات الثقافية العربية، وبأسرع وقتٍ ممكن، وذلك من خلال ما طرحته الأقلام الكبيرة والمميزة فيها من مقالات وآراء وأبحاث في مجالات اللغة والأدب والنقد والتاريخ والفلسفة والآداب الغربية والشرقية والعلوم وغيرها، لذلك جاء الكُتّابُ فيها من أبرز رموز وأعلام الثقافة العربية، كالشيخ عبدالله العلايلي، ومعروف الدواليبي، والدكتور نقولا زيادة، وبدوي الجبل، والأمير عبدالقادر الجزائري، وخير الدين الزركلي، ومحمد حسن فقي، وعمر الأميري، والدكتور أحمد الشرباصي، والدكتور مصطفى الشكعة، والدكتور فيكتور الكك، وجميل صليبا، ووديع فلسطين، وصلاح الدين المنجد.. وغيرهم من أعلام الثقافة العربية.
العجلاني مكرماً في إثنينية خوجة
المؤلف والمؤرخ
تفرغ العجلاني للتأليف والكتابة والتحقيق، وصدر له أكثر من 20 كتاباً مطبوعاً، من أبرزها موسوعته التاريخية التي تناول فيها تاريخ الدولة السعودية، والمسمّاة بـ(تاريخ البلاد العربية السعودية) والتي جاءت في خمسة مجلدات، تناول فيها تاريخ الدولة السعودية بطوريها الأول والثاني، والتي تدلُ على وفائه لهذه البلاد واعترافه بأنها قدّرت كفاحه وجهاده وأنزلته المكانة التي يستحقها، وكان يؤمل ويعمل على إكمال موسوعته بكتابة تاريخ الدولة السعودية بطورها الثالث، سوى أن الموت أخذه قبل أن يُكمل مؤلفه، الذي ما زال مخطوطاً. وقد اطلعتُ عليه لدى أبنائه في مدينة الرياض ووجدته ناقصاً في أغلب صفحاته.
ليس لأي مؤرخٍ أو باحثٍ في التاريخ السعودي غنى عن الاستفادة والاستزادة مما كتبه المؤرخ منير العجلاني، وبما انفرد به من معلومات ووثائق، وبما تميّز به من تحليل تاريخي مستندٍ إلى أدلةٍ وآراء، وقد حظيت مؤلفاته التاريخية بإعجاب المؤرخين السعوديين، كالشيخ حمد الجاسر الذي ذكر أنه لا يمكن الاستغناء عن الرجوع إلى ما أمدنا به الدكتور منير العجلاني من معلومات لا تتوافر لغيره، فقد تهيأت له الوسائل فاطلع على مؤلفات ووثائق ليس من السهل الاطلاع عليها لغيره، ويذكر الشيخ عبدالله بن خميس أن كتب العجلاني قد برهنت عن موهبة وأسفرت عن قدرة وعبّرت عن جهدٍ لا يتوافر إلا لمثله، إذ ألمّ بما أُلف عن هذه البلاد قديماً وحديثاً مترجماً إلى العربية أو غير مترجم وارتاد المكتبات ونقّب وبحث وجاء بحصيلة هي ما هي لمن يريد تقصي الحقائق واستيعاب الأخبار، ويختم ابن خميس بقوله إن كتب العجلاني أحسن ما ألف عن هذه البلاد، ويذكر الدكتور فهد السماري أن مؤلفات العجلاني التاريخية تعكسُ أسلوباً خاصاً انتهجه باستخدام الحسّ التاريخي والسياسي والتجربة القانونية، ويُشير الدكتور السماري إلى أثر الخلفية القانونية للعجلاني على كتابة التاريخ، حينما تجاوز منهج المؤرخ القائم على التحقق من المصدر إلى الشدة والصرامة في فحص الأدلة والمصادر وإخضاعها لأسئلة حقيقية وجوانب تحليلية مفيدة، مُضيفاً أن من مميزات منهج العجلاني في كتبه هو اختياره لعددٍ من الشخصيات القيادية في تاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية، فرصد سيرهم الذاتية، مما أضفى جانباً مهماً في التركيز الموضوعي.
ومن مؤلفاته أيضاً في التاريخ المحلي كتاب (صور من التاريخ الحديث) بالاشتراك مع محمد التميمي ومحمد العميل، وكتاب (تاريخ مملكة في سيرة زعيم، فيصل ملك المملكة العربية السعودية وإمام المسلمين) و(الإمام تركي بن عبدالله، بطل نجد ومحررها ومؤسس الدولة السعودية الثانية). ويُعدُ كتابه (عبقرية الإسلام في أصول الحكم) من أهم الكتب المقررة في بعض الجامعات العربية، والتي تبحث في النظام السياسي في الإسلام. وله أيضاً: (رجل في جِلد آخر، مسرحية) و(دفاع الدكتور منير العجلاني أمام المحكمة العسكرية بدمشق) و(عجائب الدنيا) و(القضاء في الإسلام) و(الحقوق الدستورية) و(أوراق) و(أزهار الألم)، وله أكثر من عشرين كتاباً مخطوطاً لم تطبع بعد.
منير العجلاني مشاركاً في مؤتمر حوار الأديان، الفاتيكان
العجلاني وحوار الأديان
في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز رحّبت السعودية برغبة عدد من رجال القانون والفكر المسيحي من عدة دول أوروبية للاجتماع مع علماء السعودية والتحاور معهم، فيما عُرف لاحقاً بـ(حوار الحضارات). وقد بدأت أولى الندوات في مدينة الرياض بتاريخ 12-3-1972م الموافق 7-2-1392 هـ، وقد تم تشكيل وفد علمي سعودي للتحاور مع الوفد الأوروبي برئاسة الشيخ محمد الحركان، وزير العدل. وقد كان الدكتور منير العجلاني عضواً في الوفد، الذي شارك في حوار الرياض، وكذلك عضوية الوفد الذي سافر إلى أوروبا وعقد عدة ندوات في عدد من الدول الأوروبية كإيطاليا وفرنسا وسويسرا، وقد التقى الوفد السعودي قداسة البابا بولس السادس في مقر الفاتيكان بروما، وكانت أولى الندوات في باريس بتاريخ 23-10-1974م.
وكان الوفد السعودي الذي شارك في حوار الرياض يضم في عضويته راشد بن خنين، وكيل وزارة العدل، وعمر بن مترك، وكيل وزارة العدل، ومحمد بن جبير، رئيس الهيئة القضائية العليا بوزارة العدل، وعبدالعزيز المسند، ومحمد المبارك، الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ومنير العجلاني، ومعروف الدواليبي، ومدحت شيخ الأرض، السفير السعودي في باريس، وأسعد محاسن، وقام بأعمال الترجمة أنور حاتم وأنور عرفان. وقد انضم محمد عبده يماني، مدير جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، إلى الوفد السعودي الذي سافر إلى أوروبا.
وطيلة وجود العجلاني في المملكة، ظل محل احترام وتقدير القيادة السعودية على كافة مستوياتها، فقد وجد عطفاً ورعايةً واهتماماً من كل الملوك الذين عاصرهم، الملك سعود والملك فيصل والملك خالد، والملك فهد والملك عبدالله، والملك سلمان. وكانت له صداقات واسعة ومحاورات ومناقشات مع كبار مثقفي ومؤرخي السعودية كالشيخ حمد الجاسر وعبدالعزيز الرفاعي وعبدالله بوقس وعبدالله بن خميس.. وغيرهم.
وفي سنواته الأخيرة أقعدته أمراض الشيخوخة، وانتقل إلى رحمة ربه في عام 2004م، رحمه الله.