محمد المرشد الزغيبي
محمد عبدالله السيف: الرياض
تُعد أسرة الزغيبي واحدة من الأُسر الشهيرة، التي نزحت منذ وقت مبكر من المدينة المنورة إلى القصيم، خاصة عنيزة، ثم عاد بعض أفرادها إلى المدينة المنورة، وأشهرهم الشيخ صالح الزغيبي، الذي ولي إمامة الحرم النبوي الشريف.
المولد المدني
في عام (1330هـ / 1911م) ولد في المدينة المنورة محمد المرشد الزغيبي، ونشأ في بحبوحة من العيش الرغيد، فقد كان والده زعيماً للعقيلات القاطنين في المدينة المنورة إبان حكم الأشراف والأتراك. وفي حي «المناخة» نشأ محمد في بيت كبير يتكون من ثلاثة طوابق، حيث كان والده يعمل كأحد وكلاء الملك عبدالعزيز إضافة إلى عمله في التجارة، بعد ضم المدينة المنورة إلى حكم الملك عبدالعزيز.
حينما بلغ الفتى محمد الزغيبي الخامسة من عمره تعرّضت المدينة المنورة لمضايقات وحصار شديد جراء إعلان الشريف حسين لثورته العربية، ومن ثم محاصرة المدينة لتخليصها من الوالي التركي، فطلب الحاكم التركي من أهالي المدينة مغادرتها بعد أن كادت تتعرض للمجاعة، وهذا التهجير هو ما عرف بـ“سفربرلك”، حيث تم ترحيل أهالي المدينة إلى دمشق وعمان وغيرها. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، قام مُرشد الزغيبي بترحيل أسرته إلى عنيزة، وفي الطريق مرض مرشد الزغيبي ووافته المنية، قبل أن تصل أسرته إلى عنيزة وتستقر فيها. وقد شكّلت هذه الأحداث نقطة انعطاف مهمة في مسيرة الفتى محمد الزغيبي، إذ تغيّرت الحالة التي كان أهله عليها، فمن الغنى إلى الفاقة ومن حنان الأب إلى مرارة اليُتم والحرمان، فقد انهارت تجارة والده، ونُهب كل ما تركه والده في منزلهم في المدينة المنورة. لذلك كان لزاماً على محمد الزغيبي أن يستعيد الدور والمكانة التي كان عليها والده، من خلال الانخراط في العلم والعمل والترحال عن بلدتهم عنيزة. وقبل الحديث عن ترحاله أُريد القول إنه رغم الفاقة التي تدثَّر بها محمد الزغيبي في مطلع شبابه في عنيزة، إلا أنه كان حريصاً جداً على حسن مظهره وهندامه وملبسه، ولم يُشاهد طيلة حياته إلا أنيقاً في ملبسه وأخلاقه وتعامله مع الناس.
في المعترك
في عنيزة، التحق بكتاتيبها ودرس فيها، وبعد أن بلغ الخامسة عشرة من عمره، قدِم خاله الشيخ صالح الزغيبي، إمام المسجد النبوي الشريف، محاولاً إقناع أخته بأن يعود معه ابنها محمد إلى المدينة المنورة، حيث فرص التعليم والعمل أكثر وأفضل، وبالفعل انتقل محمد مع خاله إلى المدينة المنورة تاركاً والدته وأختيه في عنيزة، لينتقل إلى طور آخر في حياته، ما بين العمل في دكان خاله في العنبرية والدراسة الدينية في المسجد النبوي الشريف.
بعد أعوام أربعة، يزور المدينة المنورة الشيخ محمد إبراهيم الزغيبي الذي كان يعمل وقتها مديراً لخفر السواحل في مدينة جدة، ويطلب من محمد مرافقته للعمل معه في جدة، فيوافق محمد بحثاً منه عن عمل أفضل وتطلعاً لفرصٍ أعلى في العمل والتعليم، إذ لم يكتف محمد بالعمل فقط، بل عَمَد إلى مدرس تركي يُعلّمه، وبعد حين استأذن محمد قريبه كي يذهب إلى عنيزة ليحضر والدته التي أصبحت وحيدة بعد أن تزوجت أختاه، فحضرت والدته التي استقرت معه في البيت الذي استأجره في «حارة المظلوم»، وبعد أن تعيّن سليمان النابية مديراً لخفر السواحل تعيّن محمد في وظيفة رسمية بمسمى “كاتب صادر ووارد”» بمرتب قدره “50” ريالاً، كان ذلك بتاريخ 6 / 1 / 1931م.
بعد سنوات من عمله في مصلحة خفر السواحل، تطلّع محمد المرشد إلى عمل أفضل، فكتب خطاباً إلى رئيس الديوان الملكي بطلب وظيفة في الديوان الملكي وأرسل الخطاب مع أحد أصدقائه، الذي سلّمه إلى السيد يوسف ياسين، رئيس الشعبة السياسية في الديوان الملكي، ولم تمض أيام حتى صدرت الموافقة على نقل خدماته إلى الشعبة السياسية في عام 1339م. وتعد هذه النقلة مهمة جداً في حياة محمد المرشد الزغيبي، حيث انتقل للعمل في المطبخ السياسي للدولة السعودية الناشئة، وبمقربة من رجالات الدولة وكفاياتها العربية المؤهلة، من أمثال: رشدي ملحس وفؤاد حمزة وخالد القرقني وحافظ وهبة ومدحت شيخ الأرض وآخرين.
حينما وصل الشاب الطموح محمد الزغيبي الرياض سكن مع بعض أصدقائه في منزل مشترك، وذات ليلة كان أصدقاؤه يتسامرون بصوت مرتفع، وقد استمر سمرهم إلى وقت متأخر من الليل، وكان محمد نائماً لم يشاركهم السمر، وبينما هم على هذه الحالة، إذ طَرق الباب بشدة وعنف أحد أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقام محمد منزعجاً من منامه ليفتح الباب، ليدخل هذا الرجل صارخاً وقائلاً: ماذا تفعلون في هذا الوقت المتأخر، ولماذا لاتنامون مبكراً، كي تصلّوا الفجر مع الجماعة؟! وأخذ يسأل الحاضرين عن أسمائهم، فلما سأل محمداً وأجابه، قال له: نعم الأب وبئس الابن! ثم سأل آخرَ فأخبره باسمه، فبدأ رجل الهيئة يغيّر من لهجته ويخفِّف من حدّته وصراخه، ناصحاً لهم بالنوم المبكر، وأخبرهم أنه سيسامحهم هذه المرة، وكان لهذا الموقف أثره السيئ على نفسية محمد المرشد الزغيبي.
بعد فترة من العمل والمثابرة في الشعبة السياسية، تم ترشيحه لبعثة تدريبية لدراسة الأرشيف وتعلُّم الكتابة على الآلة الكاتبة في القاهرة، فذهب إليها بتاريخ 25 / 3 / 1939م، ولمدة ستة أشهر، عاد بعدها متزوداً بشهادة دبلوم بخبرة إدارية وتنظيمية، ولعله هو السعودي الأول الذي درس الأرشيف وتنظيماته وامتهن الكتابة على الآلة الكاتبة. وقد عاد ليبدأ في تنظيم سجلات وملفات الشعبة السياسية وأرشفتها، وله الفضل في وضع أولى تنظيمات الأرشفة والفهرسة في الديوان الملكي وشُعبه الملحقة به، وهو ما استفادت منه بعض الإدارات الأخرى من خارج الديوان الملكي.
في غمرة هذا العمل الإداري المرموق في الديوان الملكي ومع رجاله المؤثرين، يكون محمد المرشد الزغيبي قد بلغ الثلاثين من عمره، ليبدأ يُفكِّر في البحث عن زوجة تعينه على مهام حياته وتوفّر له الجو الأُسري الذي يتطلع إليه، لاسيما وأنه قد استقر وظيفياً وأحبّ عمله وأخلص فيه، فتزوّج من عنيزة، وعاد إلى الرياض مع زوجته ووالدته، ليستقل في بيتٍ سيكون له وجاهته المقدرة والمعتبرة في مجتمع الرياض، ولدى أبناء عنيزة الزائرين للرياض لقضاء حوائجهم.
ذات مرة، كان محمد مع صديق له قد خرجا عصراً يتنزهان خارج أسوار الرياض، وبعد أن آذنت شمسها في الغروب حرِصا على العودة إلى المدينة قبل أن تُغلق بواباتها، لكن صلاة المغرب أدركتهما قبل أن يصلا، فصلَّيا خارج السور ودخلا مُسرعيْن، وفي طريقهما قابلهما أحد رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فسألهما: أين كنتما، ولماذا لم تؤديا صلاة المغرب جماعة في المسجد؟! فأخبراه بأنهما كانا في نزهة وقد صلَّيا خارج البوابة، فوبخهما على عدم صلاتهما في المسجد، فكان لهذا الموقف أثره التالي على نفسية محمد الزغيبي، الذي بدأ يملُّ من هذه المدينة!
الحزم أخو العزم
فجأة، يتم تكليف محمد الزغيبي بمهمة تفتيشية في منطقة عسير، ورغم فرحه بثقة رؤسائه، إلا أنه لم يُبد اهتماماً كبيراً بهذه المهمة، نظراً لمشقة الطريق وصعوبة الوصول إلى تلك المنطقة، إضافةً إلى أنه سيترك عائلته الصغيرة لوحدها أثناء قيامه في هذه المهمة، فحاول الاعتذار من رئيسه فلم يقبل عذره، فتمكَّن في اليوم التالي من الدخول على الملك عبدالعزيز والمثول بين يديه، فشرح له أمره ورجاه بأن يعفيه من مهمته، شارحاً له ظروفه العائلية، فقال له الملك عبدالعزيز: (حنا اللّي نبيه نلوّح له واللّي ما نبيه نروّح له)، مردفاً قوله الشهير: (الحزم أخو العزم أبو الظفرات). ويأمره الملك بالانصراف وتنفيذ المهمة، فما كان منه إلا السمع والطاعة لأمر سيده ومليكه، فيذهب إلى عسير في عام 1363هـ الموافق 1943م، ويؤدي مهمته على خير ما يرام.
أمضى محمد المرشد الزغيبي حوالي ثلاثة عشر عاماً في الديوان الملكي بالرياض، تفانى خلالها في خدمة مليكه وحكومته ومواطنيه، وكان كغيره من موظفي الديوان حاضراً في المعيّة الملكية، في الحضر والسفر، في الديوان وفي البر، حيث مخيّم الملك عبدالعزيز، ويروى عنه في هذا المجال أن بعض الموظفين يضجرون من بقائهم في البر لفترة طويلة، فكان محمد المنديل، أحد كتبة الملك عبدالعزيز، والذي عُرف بالدعابة والتعليقات الساخرة، يرد عليهم بالقول: (ماذا تريدون أفضل من وضعنا هذا؟ وجبات مجانية وتسقط عنكم نصف الصلاة)، فيضجّ الجميع بالضحك.
إلى الدبلوماسية
في تلك الفترة، كان العمل الدبلوماسي يجذب الكثير من الشباب، سيما بعد أن زاد عدد الخريجين من القاهرة وكثُر التحاقهم بوزارة الخارجية، وكان يُطلق على مجتمعهم آنذاك “المجتمع المخملي”، وثمة ميزات للعمل الدبلوماسي تفوق ما عداه في الإدارات المختلفة للحكومة، أضف إلى ذلك أن محمد المرشد الزغيبي كان يُحب مدينة جدة ويفضلّها على الرياض، لذلك تقدم بطلب إلى رئيسه، يوسف ياسين، الذي رفض بدايةً رغم محبته واحتضانه وإعجابه به، لكنه رضخ أمام إصراره، فانتقل محمد إلى جدة، وإلى وزارة الخارجية، وباشر العمل فيها “سكرتير أول”، وكان ذلك في عام 1371هـ الموافق 1952م، وتولى بداية تنظيم وأرشفة سجلات وزارة الخارجية، بحكم خبرته في هذا المجال، لكنه لم يُمض وقتاً طويلاً في عمله في وزارة الخارجية، إذ كان يؤمل العمل خارج البلاد، وتحديداً في السفارة السعودية في القاهرة، فكان له ذلك بعد سنتين من عمله في الخارجية، ليُعيّن مستشاراً في السفارة، وكان السفير وقتها الشيخ عبدالله الفضل، وكان الوزير المفوّض جواد ذكري، الذي انتقل لاحقاً للعمل سفيراً في السويد.
في عام (1374هـ/ 1954م) وبُعيد مباشرته للعمل في السفارة، يُفجع السلك الدبلوماسي السعودي بوفاة الشيخ السفير عبدالله الفضل، السفير في القاهرة، ليُعهد إليه القيام بأعمال السفارة، حتى عُيّن الشيخ إبراهيم السليمان العقيل سفيراً في القاهرة، وبعد إعفاء الشيخ إبراهيم العقيل توّج محمد المرشد الزغيبي سفيراً في القاهرة، وكان ذلك في عام 1380هـ، الموافق 1961م، ليتولى زمام وقيادة العمل الدبلوماسي بين الرياض والقاهرة في فترة هي من أصعب الفترات وأحرجها في العلاقات السعودية المصرية، لاسيما بعد التدخّل المصري في الشأن اليمني بعد الثورة اليمنية التي قادها عبدالله السلاّل، وما تلا ذلك من أحداث متسارعة، قوّضت العلاقات وأزمتها، لتقوم المملكة باستدعاء سفيرها في القاهرة، ليعود محمد الزغيبي إلى الرياض منتظراً ما ستسفر عنه الأيام القادمة والأحداث الجارية على حدود بلاده مع اليمن.
كان للسفير محمد الزغيبي دوره الكبير داخل أروقة الجامعة العربية إزاء قضية الكويت واستقلالها، فقد دافع قوياً بمحاولة قبول الكويت عضواً في الجامعة العربية، مبيناً في تصريحات له منشورة في الصحف آنذاك أنّ حل أزمة الكويت في أيدي الدول العربية نفسها، والكويت العربي المستقل يجب أن يُضم للجامعة العربية، كما يجب تأمين استقلاله، خاصة وأن حاكمه قد أعلن رسمياً عن عزمه على أمر القوات البريطانية بالجلاء عن أرض الكويت إذا ما توافرت الضمانات الكافية لضمان استقلاله، لذا -حسب الزغيبي- على الدول العربية أن تكون القوة العربية التي ستؤمن هذا الاستقلال، مُضيفاً القول: (لقد أصبح جلاء القوات البريطانية من أرض الكويت من مسؤوليات الجامعة العربية وعلى دولها أن تواجه هذه المسؤولية بحزم، أما إذا بقيت اللجنة السياسية بمجلس الجامعة هكذا لاتُصدر قراراً في الأزمة، فإنها تكون قد أصدرت قراراً ببقاء القوات البريطانية في الكويت). مضيفاً أن (المشكلة لاتواجه الكويت فحسب، بل تواجه الكيان العربي كله، فعلينا جميعاً أن نتناسى كل الخلافات حتى تخرج هذه القوات، ومن ثمّ يمكن أن نصفي الجو العربي من الشوائب).
الزغيبي وزيراً
كان محمد المرشد الزغيبي يتطلّع إلى أن تنتهي الأزمة اليمنية بتفاهم بين البلدين: السعودية ومصر، لتعود المياه إلى مجاريها وسابق عهدها، وليعود هو إلى القاهرة لمواصلة عمله الدبلوماسي، غير أن الأحداث سارت على غير ما كان يتمناه، إذ طال أمد أزمة العلاقات بين البلدين، وتأجّلت عودة السفير السعودي إلى القاهرة، ليتغيّر معها، وحسب الظروف، مسار الرحلة العملية لمحمد الزغيبي، الذي تعيَّن وزيراً للمواصلات في الحكومة التي أعلنها الملك سعود في شهر مارس 1962م، شوال 1381هـ، وهي الحكومة التي تلَت حكومة الشباب، التي كان من ضمنها: عبدالله الطريقي وحسن نصيف وناصر المنقور ومحمد رضا، وغيرهم، ليحل الأستاذ محمد المرشد الزغيبي بديلاً للأستاذ عبدالله السعد في وزارة المواصلات. وأثناء عمله في الوزارة -كما في السفارة- كان محمد الزغيبي نموذجاً وطنياً مخلصاً، حريصاً على مصالح وطنه، وقد واجه العديد من المواقف، خاصة في وزارة المواصلات، عبَّرت عن وطنيته وتقديمه لمصالح وطنه فوق كل اعتبار. ولم تدم الفترة الوزارية لمحمد الزغيبي كثيراً، إذ أُعيد تشكيل الحكومة بعد أشهر، وبرئاسة الأمير فيصل بن عبدالعزيز، ولي العهد ووزير الخارجية، إثر مغادرة الملك سعود إلى الخارج مستشفياً، فغادر الزغيبي وزارته، ليعود سريعاً إلى مدينة جدة، المدينة التي أحبها وعشقها وعاش فيها ريعان شبابه، لتكون مكان إقامته الدائمة، ومنطلقه في رحلته السياحية الصيفية إلى لبنان، سهوله وجباله، مع كوكبة من أصدقائه السعوديين الذين يشاركونه عشق لبنان، قبل أن تُطّل عليهم أحداثه الدامية، التي بدأت عام 1395هـ/ 1975م ليقرر الزغيبي نقل مكان سياحته الصيفية إلى جنيف، مُطلاً على بحيرتها، مع أصدقاء ورفاق دربٍ طويل.
الزغيبي وجيهاً مقدراً
منذ تقاعده عن العمل الحكومي وإلى عام وفاته، ظل محمد المرشد الزغيبي في مدينة جدة وجيهاً مُقدّراً، وقد أمضى سنوات عمره في خدمة مواطنيه، الذين كانوا يتزاحمون على دارته يطلبون شفاعته في قضاء حوائجهم، ويعجز المكان هنا عن سرد قصص تلك الشفاعات لقضاء حوائج الناس ومتطلباتهم في أجهزة الحكومة المختلفة، فما بين شفاعات في مساعدة مرضى إلى متابعة معاملة شخص يثق فيه ويعرف مدى حبه لهذا الوطن من أجل حصوله على الجنسية، إلى مشاركاته في إصلاح ذات البين في مجتمع جدة وتجارها، نهاية بأعمال خيرية ومساعدات مالية.
كان هذا نهجه بعد تقاعده، وظلّ وفياً لهذا النهج حتى وفاته في عام 1433هـ، الموافق 2012م، بعد أن عاش قرناً كاملاً، قدّم فيه ما وسعه لخدمة وطنه وأبناء وطنه. وقد منّ الله عليه بعدد من الأبناء والبنات. ولدى ابنه الأكبر مُرشد كتاب عن والده سيرى النور قريباً بإذن الله.