نجيب المانع بعد أن أكلته الحروف
محمد بن عبدالله السيف: الرياض
مع ابنه لبيد
في عام 1926م، وُلِد في الزبير، جنوب العراق، نجيب بن عبدالرحمن المانع، من أُسرة نجدية تعود في أصولها إلى بلدة روضة سدير. وستمتد حياة هذا النجيب خمسة وستين عاماً، منها أربعون عاماً شاهدة على إبداعه وعطائه، بعد أن تأهل علماً ومعرفةً، وأجاد الاطلاع على التراث العربي وعلى الثقافة العربية الحديثة، وتوغّل في دهاليز الثقافة الإنجليزية، والثقافة الفرنسية، ليكون واحداً من أبرز النقاد في الأدب والموسيقى والسينما والمسرح، وأحد أهم المترجمين العرب، وكاتباً صحافياً يُشار إليه بالبنان في عديد من المجلات الثقافية والصحف اليومية، منذ الخمسينات وحتى وفاته في منفاه الاختياري، لندن، نهاية 1991م.
من الروضة إلى الزبير
قريباً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، هاجر محمد المانع من بلدته روضة سدير إلى الزبير. وهناك وُلِد له ابنان، هما: عبدالعزيز وعبدالرحمن. وقد برز واشتهر عبدالعزيز في تجارة الخيول، أما أخوه عبدالرحمن فقد كان موظفاً في جمارك البصرة. ولد لعبدالعزيز ثلاثة أولاد: هم محمد وعدنان، وهما من رجال الأعمال في البصرة، ووكلاء سيارات فورد فيها، وعبدالحميد الذي كان مديراً للصندوق العقاري.
أما عبدالرحمن، فقد رُزق بنجيب، وهشام، الذي درس الطب في ألمانيا واستقر فيها إلى أن توفي قبل عدة سنوات، وهو كاتب ومؤلف، نشر عدداً من الكُتب، باللغتين العربية والألمانية، في مجالات الطب والأمراض والرعاية الصحية. ولعبدالرحمن المانع من البنات، فاطمة، متزوجة من عراقي وتُقيم في أمريكا. وسميرة، الأديبة والكاتبة المعروفة، التي تزوجها الدكتور صلاح نيازي وتقيم معه في لندن منذ عام 1965م.
نشأته وتعليمه
درس نجيب المانع دراسته الأوليّة في الكُتَّاب بالزبير ثم المدرسة الابتدائية في البصرة، وأكمل تعليمه في المرحلة المتوسطة والثانوية فيها. وكان متواصلاً مع زملائه من أبناء الزبير، الذين كانوا يدرسون الابتدائية في مدرسة (النجاة) الأهلية، وهو يُشيد بقدراتهم ومستوى تعليمهم، فكانوا، حسب كلامه، يدرسون أدق قضايا النحو العربي ويتبحرون في الشعر وأوزانه، ويمارسون المحاسبة التجارية ويتعلمون التاريخ والفقه والشريعة.
أثناء دراسته الثانوية العامة، قرأ لعدد كبير من الأدباء العرب، وبدأ اهتمامه في الموسيقى والسمفونيات. وكان لوجود قاعدة (الشعيبة) البريطانية قريباً من الزبير دور مهم في تثقيفه في الموسيقى الغربية، وفي تعلّم اللغة الإنجليزية، فكان العمّال من أهالي الزبير، الذين يعملون في القاعدة يجلبون إلى سوق الزبير ما يلقيه الجنود الإنجليز من كتب وأسطوانات غنائية، وكان نجيب يبتهل الفرصة لشراء هذه الكتب والأسطوانات لرخص ثمنها، رغم أهميتها وقيمتها، فكان مما حصل عليه في تلك الفترة كتب لـ: هكسلي، وشكسبير، وتوماس هاري، وأسطوانات لعدد من الأغاني الإنجليزية، ومن بينها أسطوانة لواحدة من ليليات شوبان، ولبيتهوفن، وغيرهما.
لقد علّم نجيب نفسه بنفسه، وأشار إلى ذلك في ذكرياته، وكان انتماؤه وفخره دائماً إلى ما يسميه (جامعة نفسي)، فقد تعلّم الفرنسية على يد شخص تونسي اسمه علي الحمّامي، كان لاجئاً سياسياً في بغداد، علّمه الفرنسية أثناء دراسته القانون في جامعة بغداد، وهو تخصّص لم يكن نجيب متحمساً له كثيراً، فقد كان الوقت الذي يقضيه في قراءة التراث الإنساني يفوق ما يخصّصه من وقت لمتابعة دروسه الجامعية، وقد تخرج في عام 1948م.
بعد تخرجه، عاد نجيب إلى البصرة محامياً، لكنه أخفق في ممارسة المحاماة، رغم أنها ربطته بمعرفة القاضي عبداللطيف الشواف، الذي كان يعمل قاضياً للصلح في البصرة ويحظى بعلاقة وثيقة ومحل احترام وتقدير عمّه عبدالعزيز المانع، وآل الذكير، حمد وسليمان، ومحمد العقيل، كبير أسرة العقيل الزبيراوية. وفي ذكرياته أشار إلى هذه المكانة التي تبوأها عبداللطيف الشواف في مجتمع البصرة، غير أن المهم هو تأثير عبداللطيف الشواف على نجيب المانع ثقافياً، فهو يذكر أنه بعد معرفته بالشواف أصبح الشعر العربي لديه مأهولاً بعمق جديد لم يكن يعرفه من ذي قبل، لذلك يعد الشواف واحداً من الذين عَرَف على أيديهم كيف يضيء الشعر إضاءة لا تخبو مع الأيام.
في الخمسينات كان نجيب متابعاً نهماً للسينما العالمية، فشاهد عدداً من الأفلام الإنجليزية والإيطالية والفرنسية، وهذا مما ساعده على أن يقدّم قراءات نقدية لعدد من الأفلام وينشرها في جريدة (الشعب). كما بدأ بنشر مقالاته ودراساته الأدبية، وأول عمل له اطلعتُ عليه كان قصيدة (لون الصمت) التي نشرها في مجلة (الآداب)، كما نشر فيها مقالاً نقدياً عن (شاعرية بلند الحيدري)، ومقالة أخرى عن (أرنست همنقواي)، و(ثورة موتسارت)، وتتالت بعد ذلك مقالاته في هذه المجلة طيلة الستينات وما تلاها. كما نشر في مجلة (مواقف) ومجلة (الأقلام) ومجلة الإذاعة والتلفزيون في العراق، ونشر في مجلة (الكواكب) المصرية، وغيرها.
عمله الوظيفي
عمل نجيب بداية في مديرية الأموال المستوردة مع عدد من الطلائع العراقية المثقفة، من أمثال: عبداللطيف الشواف، وبدر شاكر السياب، وجاسم الرجب، وغيرهم، ثم انتقل للعمل في شركة نفط الرافدين حتى عام 1958م، ثم عمل مديراً عاماً للمؤسسة الوطنية للنفط، لينتقل بعدها إلى وزارة الخارجية بعد أن التقى وزيرها الأستاذ هاشم جواد، الذي عينه مديراً عاماً لدائرة العلاقات العامة في الوزارة، ثم فصله عبدالكريم قاسم، ليلتحق عام 1963م، في الشركة العربية لإعادة التأمين.
في مطلع الستينات، وتحديداً في عام 1962م، ترجم نجيب المانع رواية (غاتسبي العظيم) للروائي الأمريكي سكوت فتزجرالد، وهي أول ترجمة عربية لهذه الرواية الشهيرة، التي ستُترجم إلى عشرات اللغات وسينال طالب جزائري الماجستير عن الصور البيانية في ترجمة نجيب لهذه الرواية. ولم ينته عقد الستينات حتى ترجم كتاب (دوستوفسكي) لمؤلفه رينيه ويليك، ونشره عام 1967م، في بيروت والقاهرة، كما نشرته مؤسسة فرانكلين.
وفي عام 1969م، تقدم إلى مؤتمر الأدباء العرب ببحث عنوانه: (توثيق الارتباط بالتراث: إحياء الحس البلاغي)، وكان قبلها قد نشر بحثاً في مجلة (الكلمة) العراقية بعنوان (السيّاب من الشعراء الغزيرين).
انتقل نجيب للعمل مديراً عاماً لشركة إعادة التأمين بفرعها في بيروت، وعمل فيها خلال عامي 1972 - 1973م، ثم عاد إلى بغداد، وكان صديقاً للأستاذ الأديب شاذل طاقة، وزير الخارجية آنذاك، الذي قدّمه لنائب الرئيس، صدام حسين، باعتباره مترجماً، فتعيّن مديراً عاماً لهيئة الترجمة في وزارة الثقافة، وترجم خلالها عدداً وافراً من الكتب لصالح الهيئة، وكثير مما ترجمه لم يضع عليه اسمه. ومن أهم ترجماته في منتصف السبعينات ترجمته لكتاب (اتجاهات جديدة في الأدب) لمؤلفه جون فلينشر، ونشره في بغداد عام 1974م.
إلى لندن
ظل نجيب المانع يعمل مديراً عاماً لهيئة الترجمة في بغداد حتى عام 1979م، ثم بعد ذلك أُصيب بجلطة في قلبه عالجها في بغداد، لكن أخته سميرة طلبت منه القدوم إلى لندن واستكمال العلاج، فغادر بغداد إلى لندن، وهناك طاب له المقام، وأنس بهذه المدينة، فقرّر الاستقرار، وانتظم فيها في جلسات ونقاشات ثقافية ممتدة مع عدد من المثقفين والأدباء والصحافيين العرب المهاجرين إليها، وبخاصة من مثقفي وأدباء العراق، وبشكل أخص شقيقته وزوجها الناقد الدكتور صلاح نيازي، والشاعر بلند الحيدري وزوجته دلال المفتي، وستكون له قصة شهيرة مع بلند، الذي كتب عن شاعريته مقالة نقدية في مجلة (الآداب) عام 1957م، لكن في لندن سينقلب الحال والمآل، حينما تضاربا بالنعال في ليلة ليلاء من ليالي لندن، ليالي الثقافة والشعر، وقد كتب عن هذه القصة الكاتب خالد القشطيني في زاويته الشهيرة في صحيفة (الشرق الأوسط).
حرّر نجيب المانع روايته الوحيدة (تماس المدن) ونشرها في بغداد عام 1979م، كما عمل على كتابة رواية أخرى بعنوان (كل إنسان كوكب)، ولم ينشرها، ويبدو أنها لم تكتمل، ثم عكف على ترجمة عدد من الكتب إلى اللغة العربية، لعل من أهمها كتاب (بروست) لمؤلفه هاوارد موس، ونشره في بيروت 1979م، وكتاب (أشكال الرواية الحديثة) لمؤلفه وليام فان أوكونور، والذي نشرته وزارة الثقافة والإعلام العراقية عام 1980م، وكتاب (ستندال) لمؤلفه فيكتور برومبير، ونشره في بغداد 1980م، وكتاب (كيخوته) والتردرن رالي، وهو مجموعة مقالات نقدية مختارة، ونشره في بغداد 1984م، وكتاب (مارسيل بروست والتخلص من الزمن) لمؤلفه جيرمين بريسه، ونشرته دار الشؤون الثقافية في بغداد عام 1986م، ثم أعادت الهيئة المصرية للكتاب بالتعاون مع دار الشؤون الثقافية في بغداد كتاب (ستندال) وطُبع في القاهرة عام 1986م، ضمن سلسلة الألف كتاب. كما أعاد في القاهرة نشر ترجماته عن (دوستوفسكي) 1984م، و(فيزجيرالد) عام 1985م، وترجم كتاب (تولستوي) لمؤلفه رالف مانلو، ونشره في القاهرة عام 1989م. كما ترجم كتاب (بتهوفن: دراسة في تطوره الروحي) لمؤلفه جي. دبليو. أن. سوليفان.
وفي عام 1984م، استعاد جنسيته السعودية، شأنه شأن الكثيرين من السعوديين الذين استوطن أجدادهم الزبير.
وفي عام 1987م، انضم إلى صحيفة (الشرق الأوسط) في مكتبها الرئيس في لندن، بدعوة رئيس تحريرها آنذاك، الأستاذ عثمان العمير. وقد ترجم نجيب كتاب الطبيبة الإنجليزية بولين كاتنج، المعنون بـ(أطفال الحصار)، ونشرته الصحيفة على 27 صفحة. وبدأ في كتابة زاوية في صفحة الثقافة، كان فاتحة مقالاته فيها مقال (نحو قاموس عربي معاصر). ونشر خلال هذا العام ذكرياته التي أسماها (ذكريات عُمرٍ أكلته الحروف) استجابة لطلب من رئيس التحرير الأستاذ عثمان العمير. وهذه الذكريات جمعتُها ونشرتُها حديثاً، كما نشرها كاتبها دون نقص أو تحريف!
***
في منتصف عام 1989م، قام بترجمة كتاب الصحافي أمير طاهري المعنون بـ(الهلال فوق سماء حمراء: مستقبل المسلمين والاتحاد السوفيتي)، ونشرته الصحيفة على مدى عدة أشهر. وكان عام 1990م، هو العام الأكثر عطاءً في الحياة الشرق أوسطية لنجيب المانع، من حيث عدد المقالات التي نشرها على صفحات الصحيفة. وخلال هذا العام قام بترجمة سلسلة من مقالات الرئيس ريتشارد نيكسون، التي جاءت بعنوان (في ساحة المعركة: ذكريات النصر والهزيمة والتجديد)، ونشرتها الصحيفة في صفحتها (شؤون دولية).
وكان آخر مقال له بعنوان (هل البناء أحجارُه؟) نُشر في سبتمبر 1991م. وقبلها كان قد قام بترجمة كتاب (أمَلي) I Hope، لمؤلفته راسيا غورباتشوف، زوجة الرئيس غورباتشوف، التي حكت فيه ظروف نشأتها وحياتها مع زوجها، كما عالجت في كتابها الظروف التي أسهمت في تكوين فكر زوجها الإصلاحي.
الوفاة
نشرت صحيفة (الشرق الأوسط) بتاريخ 2 نوفمبر 1991م، خبر وفاته بعنوان (وفاة الكاتب العربي السعودي نجيب المانع)، ورجّحت أن تكون سبب الوفاة نوبة قلبية مفاجئة، إذ «كان الفقيد يعاني منذ سنوات من أزمة قلبية نُقل على إثرها مرات عديدة إلى المستشفى، وربما ساهمت حساسيته المفرطة وروحيته القلقة في تدهور حالته الصحية». ونَعَت الصحيفة إلى قرائها «زميلاً عزيزاً، وكاتباً مميزاً، ومتابعاً نابهاً للفكر والثقافة، وخبيراً موسيقياً نادراً. ونشعر بالألم الكبير لفقدان العالم العربي واحداً من نابغيه الذين لم يأخذوا حقهم، ونتقدم بالعزاء لأسرته، وبصفة خاصة إلى شقيقته السيدة سميرة المانع، وللقراء الذين كانوا يستمتعون بمقالاته في هذه الجريدة».
***
لقد جاء انضمام نجيب المانع إلى صحيفة (الشرق الأوسط) في عام 1987م، ليُشكِّل إضافة مهمة للصحيفة التي بدأت وقتها تتبوأ مكانة عربية مرموقة، وبدأت في الانتشار الكبير على مساحات واسعة في الدول العربية، وغيرها من العواصم الأوروبية، وفي عدد من المدن الأمريكية، وجاء انضمامه، أيضاً، ليعمل زميلاً لكوكبة من المحررين والمثقفين العرب المتميزين في الصحيفة، في مقرها الرئيس أو في مكاتبها الإقليمية في عدد من العواصم العربية والأوروبية. فقد كان يقف على رأس الصحيفة ويقود فريقها الصحافي المتمكن عثمان العمير، ويساعده محمد التونسي ومحمود عطاالله، ويضم المكتب الرئيس في لندن عدداً من الكفايات العربية المؤهلة والمتألقة صحافياً وثقافياً، من أمثال: أمير طاهري، وإياد أبو شقرا، وبكر عويضة، وعبدالوهاب ولي، ونديم نحاس، وياسين رفاعية، وغيرهم. ويتوزع عدد من المبدعين المثقفين في عدد من العواصم من أمثال: قصي صالح الدرويش، وحسونة المصباحي، وعلي شلش، وعيسى مخلوف، وحسن العلوي، وغيرهم من الأسماء المميزة والمبدعة في الصفحات والملاحق المختلفة للصحيفة، وإنما كان التركيز هنا على الأسماء الصحافية العاملة في الحقل الثقافي، التي كانت على صلة وتماس معه، فيما يترجمه أو يكتبه في الثقافة والأدب وفي المسرح والموسيقى وغيرها.
وقد أقامت الصحيفة حفل تأبين، حضره شقيق نجيب، الدكتور هشام، القادم من ألمانيا، وابنه لبيد، القادم من مدينة الخبر، شرقي السعودية، وشقيقته سميرة، وحشد من أصدقاء الراحل وزملائه في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم ياسر الدباغ، مدير عام الشركة في المملكة المتحدة، وعثمان العمير، رئيس التحرير، ومحمد التونسي، نائب رئيس التحرير. وقد تحدث عدد من الحضور عن الفقيد الراحل، من أمثال: عبدالوهاب الأحمدي، الذي افتتح الحفل، والدكتور صلاح نيازي، زوج سميرة المانع، الذي ألقى كلمة العائلة. والأستاذ عثمان العمير، والشاعر أدونيس، الذي لم يتمكن من الحضور فألقى كلمته نيابة عنه نجم عبدالكريم. وألقى الدكتور محيي الدين اللاذقاني كلمة الأدباء العرب في لندن. وألقت الصحافية ندى الخوري كلمة أصدقاء الراحل، وقرأ عبدالوهاب ولي نص (خريفية الأشياء)، الذي كتبه نجيب المانع ونشره في العدد الأول من مجلة (الاغتراب الأدبي) عام 1985م، واختتمت الأمسية بكلمة الكاتب الكبير خالد القشطيني.
ثم نشرت صحيفة (الشرق الأوسط) عدداً من المقالات الرثائية التي كتبها عدد من أصدقائه وزملائه، منهم المؤرخ عبداللطيف الشواف في مقال عنوانه: (نجيب المانع.. ثقافة موسوعية وولع غامر بالموسيقى)، وكتب زميله، الذي كان محرر صفحة (الثقافة) في الصحيفة، الصحافي عبدالوهاب ولي في زاويته (اليوم السابع) مقالاً بعنوان (نجيب المانع.. شيء من خريف). وعرض الناقد الموسيقي، والكاتب الصحافي قصي صالح الدرويش، شهادته بعنوان (نجيب المانع والسينما)، وفي زاويته الشهيرة (صباح الخير)، كتب صديقه وزميله الكاتب خالد القشطيني مقالاً بعنوان (موسوعة المانع)، وغيرهم من قراء الصحيفة، المعجبين بكتاباته.
كما كتب زميله الكاتب أحمد عباس صالح مقالة مطولة بعنوان: (نجيب المانع.. عشر سنوات من العزلة)، لكن الغريب في الكاتب أحمد عباس صالح أنه ناقض نفسه في كثير مما كتب في مقالته الرثائية حينما تناول نجيب المانع في سيرته التي أصدرها عام 2008م، بعنوان (عُمر في العاصفة)، وهو ما ناقشته في كتابي (نجيب المانع.. حياته وآثاره)، كما ناقشتُ أوهام الكاتب توما شماني بما كتبه عن نجيب المانع وعلاقته بصحيفة (الشرق الأوسط).
***
في مطلع الخمسينات تزوّج نجيب المانع من ابنة عمه عبدالعزيز، حميدة، ورُزقا بثلاثة من الأبناء وابنة واحدة، هم:
- لبيد، وهو يُقيم حالياً في مدينة الخبر بالسعودية. وهو من مواليد 1953م، وتخصص في علوم الرياضيات، عمل بدايةً في الإمارات ثم عمل في شركة (كرا) في مدينة جدة، لدى عبدالله القصبي، ثم انتقل إلى المنطقة الشرقية للعمل في شركة أرامكو، التي أمضى فيها 26 سنة.
- وائل، مهندس في العراق.
- سهيل، ويقيم حالياً في الأردن.
- هنادي، تزوجت في العراق وتوفيت من سنوات.
أما الزوجة حميدة، فقد ظلت في العراق بعد سفر زوجها، وتوفيت عام 2019م.