البردوني وإرثه الضائع من المواضيع التي أخذت حيزاً كبيراً طوال خمس وعشرين سنة من وفاة الشاعر الرائي عبدالله البردوني، فطوال عقدين من الزمن اختفت أعماله من المكتبات، فمرة يُقال إن ورثة الشاعر سحبوها من المكتبات ومرة يُقال إن السلطات حينها قامت بإخفائها ربما بسبب عدائه مع السلطات القائمة حينها، حسب ظن البعض. والكثير من المقربين من الراحل قد أكدوا كثيراً أن الشاعر كان لديه الكثير من الأعمال الجاهزة للطباعة، في حين ينفي آخرون ذلك وهم كذلك أدباء ومن المقربين من الراحل. فتنوعت الآراء والتأكيدات وتعددت الحقائق كذلك. وهنا كان لابد أن نحاول الوصول إلى حقيقة واحدة من خلال الاقتراب قليلاً من عالم البردوني والاقتراب كثيراً من عالم المقربين منه من الطرفين. ومن خلال فرز التأكيدات لكل طرف والتي يناقض بعضها بعضاً، للوصول إلى حقيقة واحدة. وحتى نصل إلى مبتغانا سأورد في البداية العناوين المختلف عليها والتي وردت في بعض كتبه التي صدرت في مرحلة مبكرة من حياته، وبعض أسماء الكتب التي وردت على لسان بعض المقربين منه:
(العشق على مرافئ القمر، رحلة ابن من شاب قرناها، شاعرية الزمان والمكان في الشعر العربي، الجديد والمتجدد في الأدب اليمني، الجمهورية اليمنية (اليمن الوحدوي)، أحذية السلاطين، العم ميمون (رواية)، أحياء في القبور، المستظرف الحديث، السيرة الذاتية، رجال ومواقف). أحد عشر عنواناً ما بين دواوين شعرية وكتب فكرية. في هذا التحقيق سنحاول الوقوف على أسماء الكتب الحقيقية التي تتوافق مع عناوين البردوني السابقة وما التي لا تتوافق معها. وما هي الكتب التي فعلاً لها أثر ملموس.
قبل وفاتها بداية العام 2024م، قالت أرملة البردوني في مقابلة منشورة على موقع المؤتمر نت بتاريخ 2 سبتمبر 2005م حول إرث البردوني: (إنه كان يعد مقالاته التي تنشر في صحيفتي (الثورة) و(26 سبتمبر) وهذه المواد كان يجمعها وكان يهدف إلى أن يحولها إلى كتب وهي الآن مجموعة ولم تطبع إلى الآن).
وتوضح أنها حافظت على كل كتبه وكل أوراقه ويمكنني القول هنا: (إنني أغلقت الأبواب على هذه الأشياء حتى يحين وقت إخراجها). في حين تقول في حديث للصحفي والكاتب أحمد الأغبري سنة 2012م إنه خلال الخلاف الذي طال في المحاكم تؤكد أرملة البردوني أنها جمعت مكتبته ومؤلفاته ومخطوطاته وجوائزه ومقتنياته ووضعتها في منزله بحي بستان السلطان الذي صار في تصرف ابن أخيه. وبحسب الأغبري (أنه قد تم تشكيل لجنة من الأعيان تولت حصر هذا التراث، وحسب يحيى جغمان عضو اللجنة فقد تم تسليم كل ذلك التراث من كتب ومخطوطات ومقتنيات لابن أخ البردوني باستثناء الديوانين اللذين بقيا في حوزة محمد الشاطبي).
ومن هذا المنطلق كانت البداية مع الأديب والناقد عبدالرقيب الوصابي الذي يقول: إن الإشكالية تكمن في موقف الورثة اللا واعي ومحاولتهم الاستحواذ وفرض الوصاية والمحاصصة لما تبقى من دواوينه وكتبه النثرية غير المطبوعة. وفي ما يخص كتبه المختلف حولها يقول: إن الديوانين (العشق في مرافئ القمر، رحلة ابن من شاب قرناها) متوفران لدى دائرة ضيقة لا تتجاوز ورثة الشاعر بالإضافة إلى الشاعرين محمد القعود وكمال البرتاني، وبخصوص رواية (العم ميمون) فيقول إن الراحل كان قد دفع بها إلى إحدى دور النشر حسب شهادة أديب عربي معروف لم يذكر أسمه، إلا أن الدار أفلست قبل أن تقوم بنشرها ولم تقم بإعادة النسخة المخطوطة أيضاً. وفيما يخص العناوين (شاعرية الزمان والمكان في الشعر العربي) و(الجديد والمتجدد في الأدب اليمني) فيرى أن مصيرهما متعلق بمقص الرقيب السياسي الذي صادرهما أثناء الانشغال بتجهيزات الدفن. وأما كتاب (الجمهورية اليمنية) فيرى أن مصيره في مخازن وزارة الثقافة التي نفت بدورها أن يكون كتاب (الجمهورية اليمنية) قد طبع من الأساس، وأن الكتاب الذي طبع هو (مذكرات الشاعر عبدالله البردوني) للدكتور حيدر غيلان الذي تم منعه من التوزيع. وقد تأكد لنا صحة النفي من خلال جولة في مخازن الوزارة.
ومع أن الدكتور صادق القاضي يتفق مع عبدالرقيب فيما ذهب إليه بخصوص الديوانين إلا أنه أضاف أن وزارة الثقافة تكفلت عام 2012م بطباعة الديوانين كما صرح وزير الثقافة حينها خلال حفل بالمناسبة. وأضاف اسم عبدالمجيد التركي إلى من يحوزون الديوانين وأنه نشر بعض قصائد الديوانين في الملحق الثقافي لصحيفة اليمن اليوم، وفيما يخص رواية العم ميمون يقول القاضي إن الراحل (تحدث للثقافية العدد السابع الصادر في سبتمبر 1998م وقال إنها جيدة ومراجعة وعندما تجد مخرجاً ستخرج للناس) وهو ما يتقاطع مع حديث عبدالرقيب حول الرواية.
ويتحسر القاضي على أعمال الراحل المكتملة الشعرية والنثرية والنقدية التي اختفت من منزل الشاعر ليلة وفاته، وما زالت مخفية رغم مرور خمس وعشرين سنة منذ وفاته! ويستمر القاضي بالقول إن المقربين للشاعر ذكروا أنه ترك أعماله المخطوطة في صندوقه الخشبي الذي كان يحرص على تأمينه جيداً. ويمكن القول إننا نستطيع أن نشكك ببعض عناوين الشاعر بسبب أن البردوني يقوم بتغيير بعض العناوين ونشر البعض الآخر عبر الصحف على شكل مقالات. وأوضح القاضي أن بعض مقابلات المقربين بالشاعر يشوبها التناقضات ومنها نستطيع أن نضع تصوراً للأعمال الضائعة؟ وعن بقية العناوين التي أوردها ضمن الإجابة عن هذا التحقيق يأتي ديوان (أحذية السلاطين) الذي يقال إن البردوني رهنه لدى طبيب أو رجل أعمال سوري من أجل دفع تكاليف علاج زوجته الأولى التي توفيت لاحقاً. ويأتي عنوان كتاب (أحياء في القبور) وهو كتاب في التراجم ويدور عن أعلام في الأدب والفكر في اليمن. وكتاب (المستظرف الحديث) ويضم مقالات أسبوعية كانت تنشرها صحيفة الوحدة. وهما عنوانان لم يرد ذكرهما في أي كتاب من كتب البردوني.
يقول القاضي إن الأصدقاء المقربين من البردوني الذين كان يستعين بهم في إملاء ونسخ أعماله والجوانب الفنية مثل عبدالإله القدسي ومحمد الشاطبي أنهم على المحك كشهود أو كمتهمين في قول الحقيقة وكشف ما هو مخفي من تراث البردوني.
الشاعر عبدالإله القدسي في حوار مع وكالة الشعر العربي منشور بتاريخ 27/7/2010م يقول: (إن البردوني توفي ومفتاح صندوقه مثبت على خصره، وإن الصندوق قد تم فتحة وإخلاؤه من جميع البحوث والكتب غير المنشورة، بعد ساعة واحدة من وفاته! وهو يلقي (أي القدسي) بالمسؤولية على فتحية الجرافي زوجة البردوني التي قالت إنها سلمت المخطوطات إلى (ذوي الشأن في الدولة). ورغم ذلك هو يشكك في إفادتها، مؤكداً في الوقت نفسه أنه على ثقة أن المخطوطات لا زالت في صندوق البردوني الخشبي، الذي انتقل مفتاحه بعد موته إلى زوجته الثانية).
بينما يقول الكاتب والناقد محي الدين سعيد: (إننا لم نسمع حتى عن ميدالياته الذهبية التي حصل عليها). وبخصوص إرثه المخفي يقول سعيد: ليس غريباً إذا ظهرت أعمال أخرى للبردوني خلاف الكتب المتفق حولها والمختلف عليها كذلك، فكتابه (الجمهورية اليمنية) كان قد أوقف طباعته بعد حرب الانفصال قائلاً: إن تاريخ اليمن ما زال يُكتب، وكتابه (الجديد والمتجدد في الأدب اليمني) وديواني الشعر المتفق حولهما ورواية العم ميمون. فالبردوني تعرض للخيانة من أقرب المقربين منه وهي الدائرة الصغيرة التي كانت تحيط به كأي رجل في وزنه ومقامه وتاريخه. وهو يحمل السلطة المسئولية لأنها لم تقم بما عليها تجاه البردوني وإرثه، بل ساهمت وبشكل متعمد ألا ترى مؤلفاته النور بعد وفاته.
ويختصر الصحفي سامي غالب الحديث بالقول إن البردوني كان قد انتهى عام 1998م من وضع مسودة كتابه (الجمهورية اليمنية) وكان جاهزاً للطبع. ودون أن يخوض في بقية العناوين المخفية. وأضاف أن المسألة تتعلق بالخلافات بين بالورثة. ويستدرك: (إن هذا الشق لا يعفي الحكومات المتعاقبة منذ رحيله من مسؤوليتها. وهو يعتبر ما تعرض له إرث البردوني عملاً كيدياً من السلطات وسط تعامٍ وتراخٍ من اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين).
وفي حين نفى الدكتور قائد غيلان عبر صفحته في الفيس في الذكرى العشرين لوفاته وجود رواية العم ميمون وديواني الشعر المتفق حولهما، وقد برر ذلك بأن ديوان (رحلة ابن من شاب قرناها) قد صدر بالفعل باسم آخر، قد يكون هو نفسه (رواغ المصابيح) وأن ديوان (العشق على مرافئ القمر) وهو عنوان رومانسي لا يشبه أسلوب البردوني، ولا ينسجم مع أسلوبه في دواوينه الأخيرة. وإن كانت قصيدة فهي أقرب إلى بداياته الرومانسية ويفترض أن تكون ضمن دواوينه الأولى. وله رأي فيما يخص رواية (العم ميمون) فيقول إنها مجرد غلطة مطبعية مثل ما حصل لديوانه (رواغ المصابيح) الذي تم الإعلان وقتها على أنه رواية، وحينها قال البردوني عندما سُئل (إنه ليس كاتب روايات) ويستمر بالحديث (إن القول إن السلطات أخفت كتب البردوني مجرد افتراضات منبعها الخيال والوهم، لا المعلومة الصحيحة).
ويختم غيلان حديثة بالقول: (ربما يكون المقربون من البردوني وبعض أفراد عائلته مشاركين في صنع هالة أسطورية حول الشاعر الكبير، وتحويله من شاعر قدير إلى كائن خرافي مخيف للسلطة).
فالبردوني امتلك الحرية الكافية للنشر، وأحياناً برعاية رسمية، فقد كتب في صحف السلطة والإذاعة الرسمية وغيرها من الوسائل. وهو ربما ما يتعارض حول الكثير من الإشاعات وإن كان في بعضها بعض الحقيقة.
وفي حين يرد الشاعر علوان الجيلاني على الدكتور قائد غيلان حول تراث البردوني قائلاً: إن ارتجالات غيلان فيها مجازفة كثيرة، وتقوم على التعجل وعدم التحقق، فالكتب التي نفى غيلان وجودها قد شاهدتها بعيني وأملى عليّ بعضها. وقبل رحيله بثلاثة أيام كان مخطوط كتاب (الجمهورية اليمنية) بين يدي والذي اختفى بشكل مفاجئ. أما عن (رحلة ابن من شاب قرناها) و(الحب على مرافئ القمر) فيقول إن الأستاذ أحمد جابر عفيف قد قرر طباعتهما في مؤسسة العفيف الثقافية مطلع عام 2000م بعد أن سلم (العزي) محمد الشاطبي نسختين منها للمؤسسة. وبحسب شهادة الجيلاني أن عفيف تراجع عن طباعة الديوانين بعد أن تلقى تهديداً بإغلاق المؤسسة في حال طباعتهما. ويصل إلى نتيجة أن النظام شعر ويشعر بخطر ما يكتبه البردوني. وفيما يحمل الجيلاني الشاعر محمد القعود مسؤولية نشر سيرة البردوني غير المكتملة من قبل الدكتور حيدر غيلان، فالقعود طالما أعلن اشتغاله عليها وأبعد الآخرين عن الاقتراب منها بحسب قوله.
ويتحسر الأديب وجدي الأهدل على ضياع أو إخفاء مخطوطات البردوني حيث قال: إنه لأمر محزن أن يرغب أشخاص في تحويل البردوني إلى دجاجة تبيض ذهباً، بينما هم في الواقع لم يساهموا مطلقاً في كتابة ولا حتى بحرف واحد. ويطالب أن يكون إرثه اللا مادي مثل مخطوطاته ودفاتره وأرشيفه، فيجب أن تنتقل ملكيتها للشعب اليمني، وأن يتم صونها والمحافظة عليها بوصفها أثراً ثقافياً بالغ الأهمية له قيمته المعنوية، وباعتباره جزءاً من هوية الأمة وتاريخها العريق.
وفي حين ينفي الشاعر محمد القعود كل ما يقال عن إرث البردوني المخفي ويستثني الديوانين الذين يقول إن مخطوطاتهما مع الورثة، وأما الحديث عن بقية العناوين المتداولة بين الأوساط الثقافية فليست صحيحة.
فبحسب ما هو معروف أن البردوني كان يرتب الكتب وعناوينها داخل ذهنه ولا يقوم بإملاء أي مخطوط إلا بعد أن تكتمل فكرته وصياغته الكاملة في ذهنه.
وربما كان لزاماً علينا أن نعود إلى كتب البردوني نفسها التي صدرت خلال حياته واستمرت طبعاتها حتى سنة 1997م أي قبل سنة من وفاته، وفيها قد نجد بعض العناوين التي وردت ضمن هذا التحقيق، ففي كتاب فنون الأدب الشعبي الصادر في ثمانينيات القرن المنصرم نجد بعض العناوين الواردة وهي (الجديد والمتجدد في الأدب اليمني، شاعرية الزمان والمكان في الشعر العربي، بجانب ديوان شعر لم يذكر اسمه) وفي كتاب قضايا يمنية الطبعة الخامسة الصادرة عام 1996م وردت العناوين (الجديد والمتجدد في الأدب اليمني، رجل ومواقف، الحركات الوطنية، من أول قصيدة إلى آخر طلقة، زمان بلا نوعية (ديوان شعر)) وهي نفس العناوين التي ورد ذكرها في الطبعة الأولى من الكتاب الصادرة عام 1978م. أما في عام 1995م صدرت الطبعة الثانية من كتاب (أشتات) وهو عنوان لم يرد في أي طبعة من طبعات البردوني التي صدرت في الثمانينيات ولم يرد في ختام الكتاب أي ذكر لأي كتب تحت الطبع. ويأتي كتاب (من أول قصيدة إلى آخر طلقة) الطبعة الثالثة الصادرة عام 1997م الصادرة من دار البارودي وهو كذلك لم يذكر أي كتب تحت الطبع في ختام الكتاب. ويأتي بعده كتاب (اليمن الجمهوري) الصادرة طبعته الخامسة عن دار الأندلس عام 1997م، والذي لم يحو كذلك أي ذكر لعناوين تحت الطبع، في حين لم يُذكر اسم الكتاب من قبل في أي طبعة قديمة لكتب البردوني. ونختتم كتب البردوني بكتاب (الثقافة والثورة في اليمن) الصادرة طبعته الرابعة عام 1998م عن دار الفكر بدمشق (أي قبل وفاته بعام) والتي لم تحو كذلك أي كتب تحت الطبع، في حين الكتاب نفسه لم يرد كذلك في أي كتب سابقة للبردوني. وهكذا نجد كتباً لم يرد ذكرها سابقاً ويتفاجأ القراء بها، ولا ننسى كذلك كتاب (الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل) الذي لم تصدر منه سوى طبعتين آخرها عام 1988م من دار المأمون في مصر. أما الطبعة الخامسة لكتاب (رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه) الصادرة عام 1995م لم يرد كذلك ذكر أي عناوين تحت الطبع. ومما يتضح لنا من خلال هذه الجولة السريعة في كتبه الصادرة أن هناك عناوين ورد ذكرها لم تصدر أساساً ولم يرد ذكرها في الطبعات الأخيرة من كتبه وهو إما يدل على أن البردوني تراجع عنها أو أن البردوني غير عناوينها.
والذي تأكد لنا من خلال هذا التحقيق أن هناك شقين: الأول أن البردوني تخلى عن هذه العناوين في آخر طبعاته للكتب والصادرة منذ عام 1995م وحتى عام 1998م، أي قبل وفاته بعام. والشق الثاني أن البردوني كثيراً ما كان يقوم بتغيير بعض العناوين بعناوين أخرى. حسب ما أوضح صادق القاضي سابقاً والدكتور قائد غيلان.
ومن الغريب أن يظهر عنوان (المشهد الثقافي في اليمن) الذي جاء ذكره في الطبعة الأخيرة لديوان (كائنات الشوق الآخر) في طبعته الرابعة الصادرة عن دار البارودي عام 1997م وهو عنوان لم يرد ذكره في أي حديث ممن ورد ذكرهم في هذه المادة.
ونختتم هذا التحقيق مع الكاتب حسين الوادعي الذي قال: ما وصلت له حتى الآن أن هناك فعلاً ديوانين شعريين هما (رحله ابن من شاب قرناها، والعشق على مرافئ القمر) وهما موجودان مع ورثه البردوني أبناء إخوته. وبسبب الطمع والجشع من ناحية وتنصل الحكومات اليمنية المتتالية عن دورها نحو رمز ثقافي وطني كبير مثل البردوني، فإنهما مازالا حبيسي الأدراج بانتظار من يطبعهما ويوزعهما ويشتري حقوق ملكيتهما من الورثة.
ويقول الوادعي: (ربما أن كتاب الجمهورية اليمنية قد كتبت منه أجزاء بسيطة منه كمسودة غير مكتملة ولم يتمكن البردوني من إنجازه قبل وفاته وأن هذه المسودة إن وجدت لن تخرج من نطاق الورثة أو أحد قرائه الشخصيين).
ويستمر الوادعي بالقول: (إن أهم الأعمال وأهم إنجازات البردوني قد تم نشرها سواء في دواوينه الشعرية أو كتبه الفكرية التي أشرف على طباعتها ونشرها وتوزيعها أثناء حياته. وإن النتاج الثقافي الأهم للبردوني هو الميراث الذي يجب أن نهتم به وأن نعيد نشره وتعريف الأجيال الجديدة به).
وبحسب ما أوردناه من أحاديث للأدباء إلا أن (رحلة ابن من شاب قرناها) و(العشق على مرافئ القمر) هما العنوانان المتفق عليهما من الجميع وهما موجودان مع الورثة بشكل رسمي، وقد صدرا عن الهيئة العامة للكتاب العام 2022م في حين أن كتاب (الجمهورية اليمنية) متفق عليه من بعضهم وهم من يتحملون مسؤولية حديثهم.
وفي حديث للأستاذة فتحية الجرافي لموقع بلقيس منشور بتاريخ 20/12/2020م على صفحة القناة تحسم فتحية الجدل حيث أوضحت أن البردوني (لم يكن لديه سوى ديوانين مخطوطين، ولم يطبعا حتى اليوم، الأول (رحلة من شاب قرناها)، والثاني (العشق على مرافئ القمر)، وقد أخذتهما بعد رحيله من البيت وخبأتهما عند الحاج محمد الشاطبي، أحد أهم كتَبَة الأستاذ، وهو صديق وجليس دائم للأستاذ، وامتدت صداقتهما تقريباً 50 عاماً، بحيث كان يلازمه غالبية أوقاته، أما بقية الكُتب التي يقال إنها مازالت مخطوطة، هي مقالات كان الأستاذ ينشرها في عدد من الصحف المحلية).