مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

الإبل في التشكيل والرسم

تحمل الإبل الكثير من الرموز والدلالات، وذلك لخصائصها الفريدة، وتاريخها الطويل في التراث العربي، وتذليلها لصعاب الحياة الصحراوية، وشراكتها للإنسان في صناعة حضاراته وانتصاراته، بدءاً من رحلة الشتاء والصيف، مروراً بناقة سيدنا صالح المعجزة، التي ذبحها قوم ثمود، وانتهاء بالهجرة النبوية المباركة. كما شكلت مهراً للعروس، ودية للقتيل، ووحدة للقياس، وشعاراً للرجل الحر المرتحل. لذلك وصف الرجل الصبور، أنه: (جمل المحامل). وكما وظفت في صميم الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، استلهمت في الإبداعات الأدبية والفنية، ومنها: الرسوم والنقوش، والمنحوتات والنصب التذكارية والصور واللوحات، التي انعكست، من خلالها، العلاقات والتأثيرات المتبادلة بين الإبل، والبيئة الصحراوية من ناحية، وبين الإبل، والإنسان من ناحية أخرى. ولمكانتها الكبيرة عند الفنان، صورها في مختلف أشكالها وأحداثها، في إبداعاته العربية والعالمية.

الفن الصخري
اكتشف فريق بحثي مشترك من المركز الوطني بالسربون والهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني 12 منحوتة ثلاثية الأبعاد، بالحجم الطبيعي للإبل، بالجوف. ورغم أن الجزيرة العربية، تزخر بالنقوش الصخرية، إلا أن المنحوتات، تتميز بخصائص تشكيلية نادرة، ومهارة رفيعة، وتقنيات غير مسبوقة. فهي محفورة في الصخور الجبلية بأعماق متفاوتة. تصور الإبل وهي تجري طليقة، بأعضاء وأطراف وجذوع نسبها طبيعية، حيث تعكس مدى الحب الذي حظيت به. ورغم أن الجوف تعتبر، من أقدم المناطق الاستيطانية، حيث وجدت بها، سابقاً، مواقع عديدة تعود للعصور الحجرية والآشورية، إلا أن المنحوتات نفذت بمنطقة جرداء، ربما كانت تقع، قديماً، بالقرب من مناطق مأهولة، فهي قريبة من طريق تجاري هام، يفترض معه أنها كانت، تقريباً، مكاناً للاستراحة والتزود بالبضائع. يقدر عمر المنحوتات المكتشفة بألفي عام، ويعتقد أنها أنجزت خلال فترة الميلاد، أو قبلها أو بعدها بقليل. ورغم فرادتها، تتشابه مع التماثيل والنقوش النبطية في بلاد ما بين الرافدين، لتميزهم، بالإبداع التشكيلي ونحت الصخور، فمن اللافت، إبداعهم لنقوش عديدة للنباتات والحيوانات، والإبل. لاسيما أن طبيعة حياتهم وأنشطتهم، دفعتهم للارتباط بالإبل. المنحوتات تلقي الضوء على تاريخ التشكيل العربي عموماً، وفن النحت الصخري بالجوف خصوصاً، الأمر الذي تعتبر معه، إنجازاً حضارياً وفنياً وعلمياً غير مسبوق في التاريخ. (زبير مهداد: اكتشاف منحوتات صخرية للإبل في الجوف بالسعودية، مجلة الإبل، العدد 38، مايو 2018م، مركز سلطان بن زايد، الشارقة، ص62، بتصرف).
توجد للإبل العربية، كذلك، الكثير من الرسوم والنقوش الصخرية الصحراوية المتقنة، والتي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، بشبه الجزيرة العربية، وشمال إفريقيا، ودول المغرب العربي، منها:
•النقش الصخري الذي اكتشفه الأمير المصري كمال الدين، في جبل العوينات على الحدود المصرية- الليبية- السودانية، ووثقه العالم الأثري بروبل، ويتميز بكبر الحجم، والجمال، والإبداعية.
•بعض رسوم (الهوغار) و(الأهنات)، ورسوم (بوركو) و(ياردا).
•مجموعة رسوم ونقوش على بعض الآثار الفرعونية بصعيد مصر، مثل: مسلات الأقصر.
•كما توجد العديد من التماثيل والرسوم الصخرية الأخرى التي تعود إلى فترات متلاحقة يصعب تحديد تواريخها بدقة. (د. عبدالكريم براهمي: الجمل والصحراء البلاد التونسية نموذجاً مقاربة تاريخية أنثروبولوجية، الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث، المنامة، 2017م، ص ص28،27)
•توجد نقوش جنائزية تزين الأضرحة، تمثل أغلبها مشاهد زراعية وريفية، تبرز فيها الإبل حيوانات للحرث، وحمل المحاصيل والبضائع. ومنها: نقوش ضريح تيجي في طرابلس بليبيا. ونقوش أضرحة بني قدال، شمال غرب ذهيبة، بتطاوين، بالقرب من الحدود الليبية التونسية. ونقوش ضريح سيدي عون، جنوب غرب ذهيبة بتطاوين. وضريح العمروني، تحديداً في رمادة شمال سيدي عون بحوالي 35 كم. وتعود جميعها إلى القرن الثاني الميلادي. تبرز المشاهد استخدام الإبل في الحياة اليومية. (المرجع السابق: ص44 بتصرف) وهناك مجموعة ثانية من نقوش الأضرحة، تعود للقرنين 4،3م، أهمها يقع في: وادي غيرزة جنوب ليبيا، بنقطة التقاء وادي زمزم بأحد روافده اليمنى. وفي هنشير بوفرية بجنوب تونس. وهنشير بالعيد. ورأس العين، على بعد حوالي 4كم جنوب فم تطاوين.
توجد الكثير من رسوم ونقوش الفن الصخري التي تثبت استخدام الإبل مطية أثناء القتال، ومنها رسوم ونقوش تسيلي الناجر. وتظهر بعض الرسوم استخدام الخيول بجانب الإبل. ويعرض المتحف البريطاني، رسوماً تعود إلى عصر الملك آشور بانيبال (668 - 631 ق.م)، وتتضمن مشاهد حرب، منها مشهد يبرز استخدام المحاربين العرب جمالاً ذات سنام واحد، يمتطي كل منها، محاربان يحملان الأقواس، ويلتفت أحدهما نحو الأمام ويتولى قيادة الجمل، أما الثاني، فيلتفت نحو الخلف ويطلق السهام. ويبدو أن الأقواس كانت الأسلحة الأكثر انتشاراً في الشرق الأوسط، في تلك الفترة. يؤكد ذلك، استخدام العرب القدامى للإبل، كمنصات لإطلاق السهام.

التماثيل والنصب التذكارية
يوجد تمثال لرأس جمل مصنوع من الفخار عثر عليه في منطقة هيراكونبوليس Hieraconpolis (كوم الأحمر).كما توجد العديد من التماثيل، مثل:
•تمثال لرأس جمل عثر عليه في مدينة أبيدوس بمصر، ووفقاً لفلامون، يعود للأسرة الأولى.
• تمثال من الفخار عثر عليه في أبيدوس أيضاً، وهو على شكل جمل بارك، يحمل على ظهره جرتين كبيرتين من كل جانب، يمتطيه رجل طويل الشعر واللحية.
• تمثال من الطين غير متقن الصنع عثر عليه في منطقة (أبو صير الملك) بمصر الوسطى.
• تمثال مصري صغير لجمل عثر عليه في خرائب معبد بمدينة جبيل الفينيقية.
•عثر في مقابر الأسرة الثانية عشرة (حوالي 2000 ق.م) على بعض الأنصاب الجنائزية التي صنعت من الفخار التي تمثل إبلاً وعليها رحالها.
•في سوسة بتونس، عثر عام 1903م على الكثير من التماثيل الأخرى، والمحفوظة بمتحف اللوفر، وفي العام 1951م عثر كذلك على العديد من التماثيل في مقبرة وثنية تعود إلى بداية القرن الثاني الميلادي. وربما كانت هذه التماثيل تماثيل آلهة، أو رموزاً جنائزية، فالمسافر على ظهر المهري، رمز محتمل للارتحال إلى العالم الآخر.
•يوجد تمثال صغير من الفخار عثر عليه في بقايا كنيسة دوناتية، جنوب القسنطينة بالجزائر، وتعود لنهاية القرن الرابع الميلادي.
•أقيم عام 1921م في لندن، نصب تذكاري يخلد جنود سلاح الهجانة الإمبراطوري الذين قتلوا في مصر وصحراء سيناء وفلسطين خلال الحرب العالمية الأولى، تجسد المنحوتة تمثالاً لأحد جنود سلاح الهجانة ممتطياً جمله. يوجد التمثال على كورنيش فيكتوريا بالعاصمة البريطانية. (السابق: ص166)

اللوحات الفسيفسائية
توجد في تونس، مجموعة من اللوحات الفسيفسائية، لعل أهمها:
•فسيفساء تيبوربو مايوس Thuburbo Majus (قصر القصيبات): تقع شمال تونس على الطريق الذي يربط قرطاج ودفة في منطقة من النادر أن نرى فيها حضوراً مكثفاً للإبل، ويبدو أنها تعود إلى القرن الثالث أو الرابع الميلادي. ويظهر في اللوحة جملان، يحمل كل منهما سلتين كبيرتين، ويقودهما جمالان زنجيان، يجلسان وراء السنام. اللوحة محفوظة بمتحف باردو.
•فسيفساء تيس دروس (الجم): تمثل اللوحة مشهداً ميثولوجياً لموكب دييونيسي Dionysiaque يبرز فيه جمل يمتطيه سيلينوس.
•فسيفساء جميلة بالجزائر الشرقية: عثر في أحد المنازل الفخمة بجميلة على لوحة رسم فيها جمل بدون سرج.
•فسيفساء قيرطة (قسنطينة حالياً) بالجزائر: عثر عليها بمنزل منيف، وهي تمثل مشهداً ميثولوجياً، ضم بجانب الجمل حيوانات عديدة أخرى. (السابق: ص48).
•في متحف باردو بتونس العاصمة توجد لوحة فسيفسائية تعود إلى العهد الروماني، تسمى لوحة الجمالة الزنوج. حيث كان زيت الزيتون ينقل في أوعية جلدية تشد على ظهورها، وهو ما تبرزه كذلك، بعض رسوم على الخزف تعود إلى العصر الروماني بشمال إفريقيا على غرار الصحون والمصابيح التي تعتمد الزيت للإنارة، وتبين هذه الرسوم بعيراً يحمل أربعة أوعية جلدية كل وعاءين من جهة. وهي الطريقة التي اعتمدت في نقل الزيت وتعبئته لتصديره بحراً إلى المدن الرومانية في أوان فخارية. (السابق: ص195).

الرسم على الخزف
يعتبر رسم الإبل على الخزف المينائي (متعدد الألوان) من الموضوعات المهمة التي عبر وأبدع الفنان، من خلالها، رسومات ومناظر لبعض القصص والحكايات، مثل: (الشاهنامة) للفردوسي، والمنظومات الخمس للشاعر نظامي الكنجوي، حيث نقلت الرسومات، إلى أطباق وسلطانيات صنعت من الخزف. ولقد تنوعت رسوم الجمل ذي السنامين Bactrian camel وهو الأشهر في هذه المناطق، والجمل العربي ذي السنام الواحد. ولانتشار الخزف المينائي بين علية القوم، اشتهرت هذه الموضوعات، حيث تفنن المبدعون في رسمها. ففي متحف الميتروبوليتان بنيويورك، تعرض سلطانية تعود للعصر السلجوقي، رسم عليها موضوع من الشاهنامة، في منتصفها، الملك الساساني بهرام جور، ومحظيته أزده، خلال رحلة صيد، وقد أمسك بقوس مصوباً سهمه تجاه غزال بني فاتح. يمتطي الملك ومحبوبته ظهر جمل بني اللون قاتم ذي سنامين. لم يراع الفنان النسب التشريحية، فرسم الملك بحجم كبير مقارنة بالجمل، في حين جاءت أقدام الجمل الأمامية قصيرة، ولم يراع نسبها التشريحية. يغطي ظهر الجمل نمرقة ذات لون أزرق ويحيط بالمنظر نباتات في المنتصف، كما تظهر سيدة عند أقدام الجمل، تؤطر المنظر دائرة من خطوط متداخلة، بداخل الدائرة الثانية الخارجية مجموعة من الفرسان يمتطون جيادهم. تنوعت ألوان الجياد بين الأبيض والأحمر والأزرق والبني. يحيط كل ذلك، دائرة خارجية، مزخرفة، بكتابات كوفية على أرضية نباتية، وتنتهي الحروف بنقطة عريضة. وفي متحف بروكلين، تعرض سلطانية أخرى، لبهرام، صناعة قاشان، أواخر القرن السادس أو السابع الهجري/ القرن الثاني عشر أو الثالث عشر الميلادي، رسم في منتصفها مرتدياً قميصاً أزرق وغطاء رأس أزرق، يحيط بالرأس هالة دائرية، مصوباً سهمه الذي اخترق جسم غزال بني فاتح. ممتطياً ظهر جمل بني ذي سنامين، بدون مقود، وذيله معقوف، وعلى ظهره كسوة زرقاء، وإلى الخلف تركب محظيته التي رسمها الفنان بحجم صغير مقارنة بالملك والجمل، ولم يراع قواعد المنظور، فرسم ظهرها إلى ظهر الملك بثياب خضراء. حاول الفنان أن يضفي على المشهد حيوية وحركة من خلال رقبة الجمل المرفوعة لأعلى، وحركات أقدامه، وإن بدت فيها غير واقعية. عند أقدام الجمل سيدة ملقاة على الأرض، وإلى الخلف تقف سيدة أخرى تتابع مشهد الصيد. تنوعت الألوان البنية والزرقاء والخضراء على أرضية البطانة ذات اللون الأبيض. يعرض متحف المترو بوليتان أيضاً، سلطانية ثالثة تعود للعصر السلجوقي، أواخر القرن السادس أو السابع الهجري/ القرن الثاني عشر أو الثالث عشر الميلادي، قوام زخرفتها، منظر تصويري من الشاهنامنة الفارسية للملك بهرام جور، في منظر صيد واستعراض لقوته مع محظيته أزدة صاحبة المقولة الشهيرة للملك: (كل شيء يأتي بالمران)، والتي قالتها عندما ظلت تتدرب لفترة على حمل ثور على كتفيها، فحملته ودخلت على الملك، قائلة له المقولة السالفة، كنوع من التحدي الواضح للملك. رسم الفنان الملك بهرام بقميص أخضر، بزخارف قوامها بطش بيضاء، ممتطياً ظهر جمل بني قصير ممتلئ فاغر فاه، مصوباً سهمه تجاه غزال، وقد اخترق السهم بطن الغزال الملتف برأسه جهة السهم في مشهد يوحي بالحيوية والحركة. حاول الفنان التعبير عن الحركة من خلال حركة يد الملك اليسرى المرفوعة لأعلى قليلاً مصوبة السهم، وخلف الملك على ظهر الجمل، محظيته تركب، ظهرها إلى ظهره، وقد استدارت برأسها صوب الملك تنظر إليه، مرتدية ثياباً بزخارف نباتية بنية، وشعرها غير مغطى. المنظر التصويري منفذ على أرضية نباتية من فروع مثمرة. كما رسم الفنان شخصان عن يمين ويسار، يجلسان التربيعة، ويرتديان ثياباً مزخرفة بالنباتات من طراز الأرابيسك. بحافة السلطانية، شريط كتابي بالخط الكوفي على أرضية نباتية. يعرض متحف المترو بوليتان، كذلك، طبقاً من الخزف، يزخرفه، رسم جمل بني في المنتصف، غطي ظهره بنمرقة زرقاء، بدون مقود. وفيما يبدو أن الجمل كان في قافلة، أمامه وخلفه فرعان نباتيان، كما تظهر أقدام جمل آخر يسار الطبق خضراء اللون، والطبق غير مكتمل حيث تكسرت حروفه. ولقصة مجنون ليلى، رسوم على سلطانية سلجوقية، تزخرفها بعض أحداث من القصة، ومن المنظومات الخمس للشاعر نظامي الكيجنوي، حيث رسم الفنان ليلى في منتصف الصورة على ظهر جمل عربي بسنام واحد ذي لون تركوازي، وقد ارتدت ثياباً مزخرفة بأشكال سداسية متعددة الألوان، حمراء وزرقاء وخضراء، يوجد خلف ليلى أحد أتباعها على ظهر جمل بني، وقد أمسكت حربة بيدها اليمنى، واضعة إصبع السبابة اليسرى في فمها دليل على مفاجأتها ودهشتها. رسم الفنان عند أقدام ليلى قيس بن الملوح وقد جلس التربيعة بشعره الطويل، لهيامه في الصحراء على وجهه بعيداً عن محبوبته التي منعت عنه، فآثر أن يحيا وحيداً. عبر الفنان عن الوجوه بملامح مغولية، وعيون ضيقة مسحوبة رغم كون القصة عربية صرفة. يحيط بالمنظر التصويري مسحة رومانسية في لقاء ليلى بقيس، وقد تنوعت الألوان بين الأحمر والأزرق والبني والأخضر، كما رسم الفنان بدائر السلطانية شريطاً كتابياً بالخط الكوفي الأزرق، كما زخرف دائرها من أعلى بحبيبات اللؤلؤ الساسانية المتماسة. (د. مروة عادل إبراهيم: رسوم الإبل على الخزف المينائي، مجلة الإبل، العدد 31، ص81 بتصرف) وفي منطقة (نقادة) بصعيد مصر، عثر على قطع خزفية مرسوم عليها بعض الإبل، أهمها: قطعة تعود إلى 3300 ق.م مرسوم عليها جمل. في سوسة بتونس، عثر على لوح من الخزف، دائري الشكل، يمثل ميدالية، يحتوي على مشهد لسباق إبل أقيم في سيرك. تبرز رسوم اللوح، الحوذي في أربعة مواضع مختلفة، أحياناً جالساً القرفصاء، وأحياناً منتصباً، يقود عربة يجرها زوج من إبل السباق ويمسكها بزمام. وفي قابس، توجد مصابيح خزفية على شكل الإبل.

التصوير والكاريكاتير
توجد الكثير من الصور الفوتوغرافية التي نشرتها الصحف العالمية للإبل التي استخدمت كثيراً في الاحتفال بافتتاح قناة السويس، حيث تحمل الإمبراطورة أوجيني، وبعض الشخصيات الهامة. ظهر ذلك أيضاً في اللوحات الخالدة للفنان/ إدوارد ريو، والتي عبرت أجمل تعبير، وكأنها فيلم تم تصويره بكاميرا فيديو لحفل الافتتاح الذي استمر لثلاثة أيام بمدن بور سعيد والإسماعيلية والسويس ومختلف المحافظات المصرية. مثلت الإبل، وفقاً للصور، عنصراً للبهجة، من خلال مشاركتها الهامة في احتفال نادر ومبهج. المدهش، أن اللوحات تعكس مهام الإبل، في خدمة المشروع وحمل الضيوف، وحماية الإنسان، مثلما وظفت في قوافل ومحمل الحج، والمناسبات الهامة، كحمل هودج العروس. فكانت بمثابة جنود مجهولة. لذا، يجب أن نصنع لها، نصباً تذكارياً. وذلك، لرمزيتها ودلالاتها الكبيرة، كمخلوقات مهمة، شاركت بإخلاص في مشروع عالمي. (الإبل وقناة السويس، مجلة الإبل، مركز سلطان بن زايد، الشارقة، العدد 31، أكتوبر 2017م، ص78) تحضر الإبل، كذلك، في الكثير من الصور الفوتوغرافية، وكروت البوستال التي تستخدم بريدياً وسياحياً، في مشاهد مختلفة، منها:
•صورة لإبل تشرب الماء من مستنقع.
• جمل يحمل الهودج أمام أحد القصور جنوب تونس.
•قافلة من الجمال تسير بجانب الشاطئ.
•جمل يشرب كوكاكولا.
•قوافل تجارية تعبر الصحراء، من خلال الإبل. (د. عبدالكريم براهمي: ص202).
•كما توجد لوحة لجمل ركب عليه مدفع جاتلنج معدل لاستخدامه في حرب الجمال في سبعينات القرن التاسع عشر الميلادي. (السابق: ص169).
وفي السنوات الأخيرة، وظفت الإبل في بعض الصور الكاريكاتيرية، فصور في إحداها، جمل يرتدي قبعة ونظارة واضعاً وردة بأذنه. واحتوت صورة ثانية على جمل مفتوح الفم، كأنه يقول: (مرحباً بكم)، حيث كتبت أمامه، باللغات العالمية.

ذو صلة