مجلة شهرية - العدد (579)  | ديسمبر 2024 م- جمادى الثانية 1446 هـ

أبيض يغادر.. رحيل ناصر الظفيري

حين أصدر ناصر الظفيري مجموعته القصصية (أبيض يتوحش) لم يكن يعرف أن بياض الثلج سيكون شاهداً على موته، حين ودّعه عدد من العرب والمغتربين لمثواه الأخير في مقبرة المسلمين في أوتاوا بكندا، وسط ركام من الثلج الأبيض.
حيث فقدت الساحة الثقافية في الكويت واحداً من أبرز كتاب القصة والرواية، فقد كان له حضوره الثقافي والصحفي والإبداعي قرابة الثلاثين سنة، قدم فيها عدة روايات، دار بعضها حول قضيته الرئيسة مشكلة البدون، وقد عرف بحبه لوطنه الكويت.
الروائي والقاص ناصر الظفيري، من مواليد الكويت عام 1960م، حاصل على بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة الكويت، عمل مهندساً مدنياً في الجيش الكويتي، بجانب ذلك عمل في جريدة الوطن، وبعد هجرته إلى كندا حصل دبلوم عالي لتدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، وماجستير اللغويات من جامعة كارلتون، وعمل في الملحقية الثقافية السعودية بكندا.
نشر أول مجموعة قصصية بعنوان (وليمة القمر) عام 1990م، وأصدر روايته الأولى (عاشقة الثلج) عام 1992م، وفي عام 1992م أصدر مجموعته القصصية الثانية بعنوان (أول الدم)، وروايته الثانية بعنوان (سماء مقلوبة)، ثم رواية (أغرار) بعد ذلك أصدر تباعاً ثلاثية الجهراء (الصهد) و(كاليسكا) و(المسطر)، ومجموعته الأخيرة كانت بعنوان (أبيض يتوحش) التي صدرت في زمن سابق وأعاد طباعتها مع إضافة بعض القصص.
وقد كرمه عدد من أصدقائه عند زيارته للكويت عام 2018م، ودشنوا إصداراً خاصاً بهذه المناسبة بعنوان (ناصر الظفيري.. رواية الوطن والغربة)، شارك في كتابته نخبة من الأدباء والكتاب بمجموعة من الدراسات والمقالات والشهادات إضافة إلى القصائد الشعرية، وقد تحدثت الأديبة سعدية مفرح في التكريم قائلة: (غادرنا ناصر إلى كندا لكنه لم يغادر الإبداع. لم أشك يوماً أن تلك الغضبة الممزوجة بدمعة حارقة ستكون رواية.. وكانت! بل أصبحت روايات.. حاول فيها الروائي أن يستعيد ذاته بين الوطن والغربة في مشروع كتابي ما زال مستمراً باجتهاد ودأب على الرغم من إنهاك المرض الذي غافل جسده قبل عام ونصف تقريباً ليجعله أكثرَ إصراراً على المضي قدماً في طريق الكتابة باعتبارها الحل الممكن).
بقي حبه الكبير للكويت حيث قال في حديث له: (أنا ما عندي جنسية، بس عندي وطن). وقد نعاه عدد كبير من الأدباء والمثقفين عبر قنوات وسائل التواصل الاجتماعية، يقول الروائي محمد حسن علوان في تغريدة له: (صديق الغربة ورفيق أتاوا الجميل ناصر الظفيري يغادرنا إلى رحمة الله. كنت نبيلاً في صحتك ومرضك. مبتسماً في قدرتك وعجزك. خلوقاً في فرحك وحزنك. رحمك الله يا أبا بدر. عشت غريباً وتموت غريباً.. إلا في قلوب أصدقائك ومحبيك).

ذو صلة