من المتعارف عليه أن نظام المساعدات الخارجية، والذي يشمل جميع دول العالم تقريباً، بحاجة إلى تغييرات وإصلاحات كبيرة. إلا أن هناك آراء متضاربة حول ما تحتاج إليه الدول المتلقية للمساعدات بشكل أساسي. فبعض هذه الدول تنادي بزيادات كبيرة جداً في المواد، ودفع التزامات متأخرة، وتوسيع نطاق الأعمال الموجودة حالياً حول العالم. وبعض المتخصصين يشيرون إلى عيوب النظام ويطالبون بوقف المساعدات الرسمية بحجة أن مصير الفقراء يمكن إدارته بشكل أفضل وأكثر كفاءة إذا تولاه السوق والقطاع الخاص. في الوقت ذاته يقول عدد متزايد من الأشخاص بأن ما تحتاجه منظمات الإغاثة الدولية هو التحول الخلاق والمبدع لطريقة عملها. هذا الكتاب بكل تأكيد يؤيد الفكرة الأخيرة.
في هذا الكتاب الرائد يبين رامالينجام أن النماذج والفرضيات الميكانيكية التي تم بناء النظام عليها مناسبة أكثر للمصانع التي كانت منتشرة في بدايات القرن العشرين، وهي لا تناسب العالم الديناميكي المعقد الذي نعيشه اليوم. في كل مكان حولنا يمكننا أن نرى تكاليف وقيود الاقتصاد والمجتمعات وكأنها مثل الآلات. وقد بدأ الكثير من المفكرين والمتمرسين في مجالات العلوم، الاقتصاد، الأعمال والسياسة العامة باعتناق توجهات أكثر إيكولوجية لتوجيه الأفكار والأعمال المأخوذة من أفكار من (العلم الجديد) للأنظمة التكيفية المعقدة.
يعرض هذا الكتاب الخبرات وغالباً النتائج الاستثنائية لهذه الجهود. من نظريات التحول إلى سوء تغذية الطفل، إلى إعادة التفكير بإجراءات النمو الاقتصادي، ومن بناء السلام إلى محاربة التصحر، ومن قرى فيتنام إلى مدن كينيا، يرينا الكتاب كيف أن اعتناق أفكار الأنظمة المعقدة يمكن أن يساعد في جعل المساعدات الخارجية أكثر موضوعية، أكثر ملاءمة، أكثر إبداعاً، وأكثر تحفيزاً.
ويقول رامالينجام إن اعتناق هذه الأفكار سوف يكون جزءاً حيوياً من تحول منظمة الإغاثة من تقنية لنقل الموارد بطرق مناسبة لما بعد الحرب العالمية الثانية، إلى شكل إبداعي وديناميكي للتعاون الكوني المناسب للقرن الحادي والعشرين.