من خلال دراسة مواضيع مثل التسامح، التصالح، وتحول الصراعات، يقدم هذا الكتاب اعترافات شخصية لضحايا ومرتكبي الجرائم والعنف، ويطرح السؤال عما إذا كان التسامح له رواج أكبر من الانتقام في عصر يبدو أنه عالق في دائرة الصراعات. فالقصص الحقيقية القوية التي تم جمعها في مشروع التسامح تأتي من أشخاص عاديين حول العالم بمختلف الحالات، بما في ذلك أشخاص حولوا العدوان إلى دافع للسلام.
ومن خلال تقديم احتمال وجود بدائل للاستياء، الانتقام، والثأر، تبين لنا كل قصة في هذا الكتاب التأثير الحقيقي للتسامح، أو عدمه، ضمن ظرف معين، محفزة أسئلة مثل (ما هو التسامح؟)، (كيف يمكنك أن تتجاوب مع الأشياء التي لا يمكن غفرانها؟)، و(هل يمكنك متابعة حياتك بدون التسامح؟). تضع المقالة الافتتاحية لمارينا كانتاكوزينو القصص في إطار أكبر لنهج التسامح، من منظور ديني ودنيوي، وتصل إلى نتيجة بأنه في حقيقة التجربة الواقعية، التسامح له خاصية تجعله غامضاً كالحب.
كما هو الحال مع الروايات الجيدة، كل قصة في هذا الكتاب تكشف العاطفة في الملحمة، والملحمة في العاطفة. بدأ مشروع التسامح نتيجة للقناعة بأن وجهة نظر الأشخاص لا تتغير إلا عندما يتمكنون من سماع قصص الآخرين، وخلال عشر سنوات أصبح مشروعاً خيرياً ذا تأثير عال حول العالم. باستخدام قصص حقيقية لضحايا ومرتكبي بعض الجرائم، يبحث المشروع الخيري عن مفاهيم للتسامح والصراع من أجل رسم صورة (إنسانية) للعلاقات الأخرى والمساعدة على التخلص من التوتر.
الناشر: جيسيكا كينجزلي 2015