يقضي أولادنا أيامهم يتلقون التعليم بشكل سلبي، ويجبرون على الجلوس بدون حركة خلال فترة الامتحان، عادة كل ذلك لا يكون برغبتهم. نطلق على هذا السجن تعليماً، غير أننا نتعجب لماذا يصبح الأطفال ملولين ويسيئون التصرف. وحتى خارج المدرسة اليوم نادراً ما يلعب الأطفال ويستكشفون دون إشراف الكبار، ولا يقدم لهم سوى القليل من الفرص ليتحكموا بحياتهم. النتيجة هي أطفال مربكون، غير مركزين، يرون التعليم والحياة على أنها سلسلة من الدوائر التي تتطلب العناء لتجاوزها.
في هذا الكتاب، يقول طبيب النفس التطويري بيتر جراي إننا لو منحنا أطفالنا حرية اكتشاف اهتماماتهم من خلال اللعب سوف يتعلمون كل ما يحتاجون إليه بحماس وشغف كبيرين. يأتي الأطفال إلى الحياة وهم يتحرقون للتعلم، مليئين بالفضول، الرغبة في اللعب، والقدرة على اختراع طريقة تناسبهم في التعلم. إلا أننا كثيراً ما نعمل، دون إدراك منا، على قتل تلك الغرائز من خلال المدارس التي تعتمد على أسلوب التلقين، وليس على تحفيز النمو العقلي لدى الأطفال.
من أجل تربية أطفال ينجحون في عالم اليوم الدائم التغيير، يجب أن نوليهم الثقة بقيادة تعليمهم وتطورهم بأنفسهم. بالاستناد إلى أدلة من علم الإنسان، علم النفس، والتاريخ، يبين الكاتب بيتر جراي بأن اللعب الحر هو السبيل الأساسي الذي يتعلم الأطفال من خلاله كيف يديرون حياتهم، يحلون المشاكل، ينسجمون مع زملائهم، ويكتسبون مرونة عاطفية عالية. القدرة على التعلم من خلال اللعب تطورت منذ زمن بعيد، في مجموعات الصيادين حيث اكتسب الأطفال مهارات هذه الثقافة من خلال مبادراتهم الخاصة بهم. ولا تزال هذه الغرائز تعمل بشكل فعال في أيامنا هذه، كما تبين أبحاث أجريت في مدارس تدار بشكل ديمقراطي بمشاركة الطلاب أنفسهم. حينما يكون الأطفال مسؤولين عن تعليمهم، يتعلمون بشكل أفضل وبتكلفة أقل من النموذج التقليدي للتعليم القسري.
في عرض شجاع وبديهي يدعو إلى تحرير أطفالنا من قيود المؤسسة القاتلة للفضول، والتي نطلق عليها اسم (مدرسة)، يقترح الكتاب بأنه قد حان الوقت لكي نتوقف عن سؤال (ماذا حل بأطفالنا)، ونبدأ بسؤال (ماذا حل بالنظام التعليمي الذي يخضع له أطفالنا). يرينا الكتاب كيف نتصرف -كآباء وأفراد من المجتمع- لنحسِّن حياة أطفالنا ونحفز سعادتهم وتعليمهم.