كثيرة هي الكتب التي تأخذك نحو رحابها قارئاً -فاحصاً متأملاً- كاتباً عنها! لأنها فاتحة للآفاق، قابلة للتعاطي والحوار، جالبة للأفكار، ومولدة للتثاقف الواعي والتداخل المعرفي معها!
ومن هذه الكتب، كتاب صدر حديثاً للأديب الأستاذ الدكتور عبدالله عبدالرحيم عسيلان بعنوان (قصة مكتبة..خمسون عاماً في صحبة الكتب والمكتبات في الوطن العربي وخارجه)، نشرته دار الثلوثية عام 1438هـ في طبعته الأولى.
وعبر خمسةٍ وخمسين مبحثاً -عدا المقدمة وفهرس الموضوعات- يأخذك المؤلف الكريم في جولة معرفية حول علاقته بالكتاب ومصادر اقتنائه، وتعدد موضوعاته، ورحلته مع المخطوطات وعوالمها، وكتب الأدب وفضاءاتها، ودواوين الشعراء والروايات، ولقاءاته بالشخصيات والمكتبيين، وحواراته مع الكتب ومؤلفيها، ومدى استفادته المعرفية منها.
وبذلك فهو يسجل سيرة ذاتية ومسيرة معرفية بصحبة الكتب والمكتبات، وأصحابها من المؤلفين والمحققين والمترجمين، ليقول لنا: إنه زار العديد من الدول والمدن مثل (مصر وسوريا والمغرب ولبنان وتونس وتركيا وبريطانيا وألمانيا وهولندا وأيرلندا)؛ وكان يحرص «أولاً وقبل كل شيء على البحث عن مكتباتها لاقتناء ما أريد من الكتب، ويصل بي الأمر إلى أن أغوص في مستودعات بعضها وأنبش فيها عن نوادر الكتب» .
وكان حصيلة ذلك كله ما يزيد على «خمسة آلاف كتاب»، وذلك عبر «خمسين عاماً أو تزيد إلى ستين عاماً» ، حيث اقتنى وقرأ وتصفح واستفاد مما يزيد على (خمسة آلاف كتاب) هي قوام ما جمعه لهذه المكتبة التي بدأ مشواره معها منذ كان طالباً في المرحلة الإعدادية في العام 1381هـ وحتى العام 1438هـ، حيث بدأ الإعداد لهذا الكتاب!
حتى يقول لنا -أخيراً-: إن هدفه من كل تلك الرحلة المعرفية مع وحول الكتاب، ليست للتفاخر والوجاهة (كما يصنع البعض)؛ ولكنها فتحت أمامه أبواباً إلى كنوز المعرفة، وحصد منها الكثير لمسيرته العلمية، وسعة الاطلاع والاستفادة منها في التحقيق والتأليف.
أشرت -قبل قليل- أن هذا الكتاب يتعالق مع جنس أدبي معروف هو السيرة الذاتية، ولكنها سيرة مختلفة عن كل السير الذاتية، ويمكن اعتبارها في جوانب كثيرة (سيرة غيرية)، سيرة تتعالق مع الكتاب منذ تأليفه، وطبعه، ونشره. ومع المستفيد/القارئ، اقتناءً، وتثاقفاً، ومعرفة. سيرة تتقاسمها الذات والآخر في تثاقف مبهج، وأجمل ما في ذلك كله: أنها حوارية باذخة بين المؤلف الدكتور عسيلان ورفيقاته الكتب، وتجلت هذه الحوارية (أولاً) في مناجاته الأدبية مع الكتب!! ، وهو مبحث جميل لغته وجدانية/ عاطفية وحوارية، تجسدت فيها الكتب كائناً يتحدث، يعاتب، يسائل، ويرجو ويطلب المزيد من العناية، ويلوم أصحاب التقنيات التواصلية التي أبعدت الشباب عن الكتاب.
كما تجلت هذه الحوارية في مبحث (اختيار الكتب) حيث يقف القارئ على فنون وأساليب ومناهج رائعة في كيفية الاختيار، لأن عالم الكتب- كما يقول: فيه الغث والسمين والنافع والضار، وعلى الذي يختار ويبحث: أن يكون راشداً يملك حاسة التمييز، ولن يتأتى ذلك إلا بالدربة والدراية والعلم والخبرة، ولذلك كانت معايير الدكتور عسيلان في اختيار الكتب تقوم على ما يلي:
(1) سمعة المحققين والمؤلفين وباعهم الطويل في التحقيق العلمي والتأليف الأدبي الرصين.
(2) الطبعات القديمة والأولية من المطابع القديمة المعروفة.
(3) التنويع في شتى صنوف العلم والمعرفة والثقافة، مع التركيز على الكتب المتخصصة في التراث اللغوي والأدبي.
كما تجلت تلك الحوارية الباذخة، في مبحث (قراءة الكتب) ، وهو من المباحث المهمة في هذا الكتاب التي يجدر الوقوف عندها، فالأستاذ الدكتور عسيلان يوقفنا هنا على آليات القراءة وتجاربها، وسبل الاستفادة من الكتب وتنوعها، فيشير إلى القراءة الاستعراضية، وهي التصفح السريع. وأنا أضيف هنا التصفح الأولي عبر المقدمة والفهارس والخاتمة، ففيها ومنها تتشكل المداخل القرائية.
كما يشير إلى القراءة الواعية/المتميزة، وهي قراءة الفهم والاستنباط. وهذه القراءة تتطلب «الغوص في أعماق ما وراء السطور من أجل النقد والتقويم والوصول إلى نتائج جديدة ومفيدة». ثم يشير إلى القراءة الحرة التي يقصد منها القارئ اقتناص المزيد من الثقافة والمعرفة في فنون وعلوم شتى، «وهذه القراءة تعود على صاحبها بالنفع العميم».
ومن المباحث المهمة في هذا الكتاب، ما جاء تحت عنوان (رحلتي مع المخطوطات)؛ وقد استغرق إحدى وعشرين صفحة ما بين ، وأعتقد أن هذا المبحث في أصله محاضرة أو ورقة عمل، أضيفت لهذا الكتاب لمناسبتها مع السياق العام.
في هذا المبحث يشير المؤلف إلى بدايات تعلقه بالمخطوطات، حيث مكتبة عارف حكمت والمكتبة المحمودية في المدينة النبوية، في فترة مبكرة من حياته المعرفية، ثم الكتابة الأولية عنها والنشر في مجلة العرب التي يشرف عليها العلامة حمد الجاسر (رحمه الله)، ثم جولاته العلمية لتصوير المخطوطات المهمة في أقطار كثيرة من بلادنا العربية والبلاد الأجنبية، ثم انسياقه نحو تحقيق المخطوطات والتخصص في ذلك محبة وانجذاباً نفسياً.
وأجمل ما في هذا المبحث الإشارات إلى المكتبات والجهات التي عثر فيها على المخطوطات، وشكل منها مكتبته التراثية، ومنها سوق الحراج في المدينة المنورة، وبيوت الأربطة الخيرية، والمكتبة السعيدية والمكتبة المحمدية في الهند، ومكتبة (شيستر بيتي) في أيرلندا، ومكتبات أخرى في تركيا، ومكتبة دار الكتب المصرية، ومكتبة جامعة ليدن، ومكتبات اليمن. وفي هذا السياق يتحدث المؤلف عن المخطوطات التي وجدها في هذه الأماكن، والإشارة كذلك إلى بعض الرموز المتخصصين في تحقيق المخطوطات، ومنهم أستاذه الجيل محمود شاكر الذي تعلم منه فنون التحقيق وأشرف على دراسته العالية.
وفي الواقع هذا المبحث جولة معرفية حول أهم جوانب التراث وهي المخطوطات «التي تحمل في طياتها علوم الأولين... وتفصح عن العقلية المبدعة للعلماء المسلمين في كل مجال من مجالات العلم والمعرفة».
ومن المباحث التي يقف عندها القارئ بإكبار وإعجاب، مبحث (مصادر تكوين المكتبة، حيث يبحر بنا المؤلف في المواطن والأماكن التي اعتاد البحث فيها عن أمهات الكتب والنوادر منها، وإصداراتها الأولى، ومنها تشكلت مكتبته ذات الخمسة آلاف عنوان. وهنا يشير إلى مصدرين مهمين من مصادر تكوين المكتبة وهما: الشراء من المكتبات التجارية وأسواق الكتب وتجارها، والإهداءات.
فعن المصدر الثاني (الإهداءات) يورد مبحثاً مهماً ، ثم يورد ملحقاً مهماً عن بعض الكتب المهداة إليه في آخر الكتاب ، وهي صفحات مصورة بها عنوان الكتاب وعبارة الإهداء من المؤلف.
وفي هذا السياق يورد مسرداً عن المطبوعات النادرة في المكتبة، وقد بلغ عددها (105 كتاب نادر) . والكتاب النادر - كما يُعرِّفه الدكتور العسيلان وجملة من الباحثين المتخصصين: هو قديم تاريخ الطبع، موضوع الكتاب، المطبعة الصادر عنها.
كما يورد مسرداً آخر عن أسماء المطابع وتواريخ الطبع وهي حوالي (54 مطبعة) ، ثم مسرداً ثالثاً عن (نوادر الدوريات) ويذكر فيه (33 دورية).
أما المصدر الأول -وهو الشراء من المكتبات وسوق الكتب- فيورد جملة من المكتبات في بلاد الله الواسعة التي زارها واقتنى منها الكتب شراءً، وأهمها ما يلي:
مكتبة دائرة المعارف بالهند، مكتبة بريل بهولندا، مكتبة المثنى ببغداد، مكتبة السلفية والنمنكاني بالمدينة المنورة، مكتبة خريوش والخانجي والبابي الحلبي بالقاهرة.
وغيرها كثير!
ومن أطرف الأماكن التي ابتاع منها الكتب النادرة والقديمة والمخطوطات: مكتبات سور الأزبكية، ومكتبات المقابر (القرافة) بالقاهرة، وأسواق الحراج في المدينة والرياض ومدن المغرب (مراكش- تطوان- فاس).
وفي هذا الخضم من المعلومات القيمة عن المكتبات التي زارها واشترى منها، يورد لنا حادثة تؤكد حرصه على شراء النوادر من المخطوطات بأي ثمن يطلبه البائع! ففي إحدى مكتبات سور الأزبكية، وجد مخطوطات قيمة، وكان سعرها عالياً جداً، وهو لا يملكه حينها؛ فذهب وباع (ساعته الفاخرة آنذاك) واشترى بثمنها تلك المخطوطات!.
وهذا المبحث مثير جداً بمعلوماته وطُرَفِه ومواقِفه، وفيه فائدة للتعرف على دور الكتب التجارية التي تبيع النوادر والمخطوطات، وتبين الحرص المعرفي للمؤلف على توثيق مثل هذه المعلومات، وهي جِدُّ مهمة للقارئ وطلاب العلم الحريصين على تكوين المكتبات المنزلية.
ولعلي أشير -أخيراً- إلى أن هذا المبحث في أصله محاضرة أو ورقة عمل قدمت في إحدى الجلسات الثقافية، بدليل قوله «وهذه المكتبة يمكن أن يعرفها الكثير منكم...»، ثم أضافها المؤلف لهذا الكتاب لأنها تسير في نفس السياق (السيركتبي) إذا صح التعبير!
ولم يغادر المؤلف مكتبته قبل أن يزود القارئ بما تحتويه هذه المكتبة من صنوف العلم والمعارف ومؤلفيها، وكان ذلك عبر مبحث بعنوان: (جولة في المكتبة)، يبين فيه العلوم والمعارف التي تحتضنها المكتبة، مثل: القرآن وعلومه والتفاسير المتعلقة به، ثم الحديث وعلومه، ثم اللغة العربية وعلومها، ثم كتب الفقه، ثم العلوم التطبيقية والفلسفة والمنطق والجغرافيا، وكتب الطب قديمه وحديثه، ثم كتب الأدب والنقد والبلاغة، ثم كتب التاريخ والتراجم.
ولكي يفصل في هذه المحتويات يفرد فصولاً لبعض الموضوعات وكتبها التي تزخر بها المكتبة مع تعاريف موجزة عن كل كتاب، مثل:
السيرة النبوية وكتبها. التاريخ والتراجم. الرحلات. المدينة المنورة. اللغة العربية والأدب والنقد. الأدب الأندلسي. العروض والموسيقى الشعرية ودواوين الشعر القديم. الرواية. الخيل. البلاغة.
كما يفرد فصولاً أخرى للشخصيات والشعراء والكتاب الرواد والتعريف بالكتب أو بعضها مثل: امرئ القيس- أبي تمام- أبي الطيب المتنبي- أبي العلاء المعري- البحتري- العلامة محمود شاكر- مصطفى الرافعي- العقاد- طه حسين- إبراهيم المازني- زكي مبارك- حمد الجاسر- الشيخ محمد ناصر العبودي .
ولعل وقفة تحليلية مع أحد هذه الفصول التعريفية مهمة جداً لتبيان أسلوب المؤلف مع التعاطي مع هذا المنحى التأليفي. ففي حديثه عن إبراهيم المازني -مثلاً- والكتب التي ألفها ويقتنيها في مكتبته؛ نجده يعرف بالأديب المازني، وأنه أحد أقطاب مدرسة الديوان، وله جولات نقدية وأدبية، وأنه جمع في ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي، وعرَّف بأسلوبه الساخر في الكتابة والشعر، وكان من دعاة الشعر المرسل والتحرر من الوزن والقافية. ويذكر مؤلفات المازني التي تحتضنها المكتبة مثل: قصة حياة، صندوق الدنيا، قبض الريح، حصاد الهشيم، وأغلب هذه الكتب صدرت عن الدار القومية بمصر .
وفي هذا الصدد يذكر الدكتور العسيلان نبذة عن كل كتاب، وما أعجبه فيه من مقالات وأطروحات وآراء، مثل قوله: استوقفني في هذا الكتاب (يعني صندوق الدنيا) مقال شذوذ الأدباء واللغة العربية بلا معلم، وفي هذا المقال يسخر من كتاب يُعلِّم الألفاظ الإنجليزية باللغة العربية.
وأعتقد أن هذه الفصول، تمثل مفتاحاً للتعرف على المكتبة وآلية تصنيفها وتبويبها وفهرستها، لتسهيل الوصول إلى ما يريده منها في أسرع وقت وأقل مجهود! وقد أشار إلى شيء من ذلك في مبحث بعنوان (تصنيف المكتبة) ، ذكر فيه أنه صنفها -بداية- على منهجية ديوي المعروفة في المكتبات العامة، وما تحتاجه من فهارس وأرقام تصنيف، وأسماء المؤلفين والموضوعات. ولما تزايدت الكتب وانتقلت المكتبة من مكان لآخر، اختل هذا التصنيف، فلجأ إلى تصنيف جديد حسب العلوم والمعارف، ثم قام بإفراد بعض العلوم وبعض الشخصيات في ركن خاص بها، وهو في كل ذلك متبع لمنهجية أستاذه العلامة محمود شاكر .
وفيما يبدو أنه استمر على هذا التصنيف الخاص بالمكتبات المنزلية بعد أن استقرت المكتبة في مكانها الأخير «بدروم بحدود مئتي متر مربع لتتجاوب مع حجم المكتبة وما تحتويه من كتب تصل إلى أربعة آلاف كتاب...».
ولعلنا -الآن وقبل الختام- نقف مع إحدى الأطروحات المهمة في هذا الكتاب، وهي مبحث (مآل المكتبة)، وفيه تحدث الدكتور عسيلان عن وضع المكتبة ومصيرها بعد مغادرة الحياة الدنيا، ولكنه تحدث عن الآخرين، ولم يتحدث عن نفسه ومكتبته ومآلها -بعد عمر طويل-! فأشار في هذا المبحث إلى أن الهاجس الذي يؤرق كل عالم وأديب وصاحب مكتبة هو هذا الخوف على مآلاتها من الضياع أو البيع أو الشتات، بعد كل الجهود في جمعها وشرائها وتنظيمها! و«أسلمهم طريقة من أوصى بها للجنة علمية، أو أوقفها وخصص لها مكاناً يتيح للقراء الإفادة منها...».
ثم يورد المؤلف -في هذا المبحث- ما أورده الأستاذ أحمد العلاونة في كتابه: العلماء العرب المعاصرون ومآل مكتباتهم، الصادر في الكويت عام 1432هـ/2011م، عن المكتبات التي حفظت من الضياع والتبدد واستقرت في مكان آمن كالجامعات والمكتبات العامة ومراكز الثقافة. وقد أحصى العلاونة في هذا الكتاب أكثر من (200 مكتبة شخصية)، وذكر مآلها بعد وفاة أصحابها. ثم طالب المؤلف العلاونة أصحاب المكتبات أن يقرروا مصير مكتباتهم في حياتهم، لئلا تضيع بعد وفاتهم، ويدعو الجامعات ومراكز البحث إلى شراء المكتبات الشخصية لحفظها والاستفادة منها.
وهنا أتساءل مع أستاذنا العلامة الدكتور عبدالله عسيلان: وما هو مآل مكتبتك ومصيرها بعد عمر طويل إن شاء الله؟! ولذلك أقترح عدة حلول:
(1) الاستفادة من دعوة أحمد العلاونة.
(2) تحويل المكتبة إلى مكتبة حي للاستفادة المجتمعية منها.
(3) الإهداء لإحدى الجامعات، أو النادي الأدبي في المدينة المنورة، أو مكتبة الحرم النبوي.
(4) إيقافها ضمن المكتبات الوقفية التي سيحتضنها مركز الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية، الذي أمر بإنشائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، أثناء زيارته الأخيرة للمدينة المنورة.
وأخيراً، وقد وصلنا إلى ختام هذه المداخلة مع هذا الكتاب الماتع؛ لابد من إبداء بعض الملحوظات والاقتراحات والتصويبات التي من شأنها سد بعض الثغرات والفجوات التي لا يخلو منها أي عمل تأليفي.
ولذلك أرجو أن يسمح لي المؤلف الكريم أستاذنا الدكتور عبدالله عسيلان بإبداء هذه الملحوظات لعلَّها تفيد في الطبعات القادمة إن تيسرت:
أولاً: التكرار في الأفكار والمقولات، وأعتقد أن مرد ذلك إلى أن (قصة المكتبة) كتبت في أوقات متباعدة ينسي بعضها بعضاً، أو أنها محاضرات متعددة أو مقالات متفرقة ثم جمعت في هذا الكتاب دون تصنيف أو مراجعة وتدقيق؛ فحصلت هذه التكرارات، فمثلاً:
- ما يخص مكتبة العلَّامة محمود شاكر، والتعرف عليها، وعدم إعارته لكتبها... تكررت في: ص 24، ص 25، ص 38، ص 53، ص 68، ص 45، ص 30، بصيغ واحدة أو مختلفة.
- ما يخص مكتبة عارف حكمت والدراسة المبكرة التي نشرتها مجلة العرب: ص56، ص 59، ص 71، ص 72.
ومما يؤكد أن بعض مباحث هذا الكتاب في أصله محاضرة أو ورقة عمل قدمت في وقت سابق قوله في مبحث (مصادر تكوين المكتبة) ص 112 «وهذه المكتبة يعرفها الكثيرون منكم...» التي أشرت إليها سابقاً!
وهنا أقترح على المؤلف الكريم الإشارة في الهوامش إلى المباحث التي كانت (أصلاً) محاضرات أو مقالات منشورة، أو مراجعة هذه التكرارات وحذفها وتنظيمها في سلسلة معرفية متناسقة وشاملة.
ثانياً: وجود بعض التناقضات العددية، ففي المقدمة يذكر المؤلف الكريم ص 7: أن قصة المكتبة امتدت معه «لأكثر من ستين عاماً عاشت في ذاكرتي»، وبعدها بعدة أسطر يذكر المؤلف أنه يروي قصة المكتبة «بعد مرور ما يزيد على خمسين عاماً...»!
وفي ص 54 يقول المؤلف إن عدد الكتب «تصل إلى أربعة آلاف كتاب»، وقبل ذلك يقول إنها «خمسة آلاف كتاب»!
وهنا أقترح توحيد المعلومة العددية حتى لا يتشتت ذهن القارئ بين هذا وذاك.
ثالثاً: تنظيم مباحث الكتاب وموضوعاته في أبواب وفصول، وتجميع المتشابهات في تكاملية واضحة. فمثلاً:
(بداية الطريق) و(بداية المشوار) تُضم في مبحث واحد، ومبحث (البلاغة في مكتبتي) ينقل بعد مبحث (الرواية في مكتبتي)، و(إهداءات المؤلفين) يضاف إلى مبحث (مصادر تكوين المكتبة).. وهكذا.
رابعاً: التقارب والتوافق الفكري والأسلوبي بين ما جاء في مبحث مناجاة مع الكتب ص 14، ومناجاة أحد العشاق للمخطوطات ص 57، وهذا ما يسمى في الدراسات النقدية الحديثة (التناص) وفي الدرس النقدي القديم (الاقتباس)!
خامساً: إعادة تبويب محتويات المكتبة التي جاءت بعد مبحث (جولة في المكتبة) حسب المقترح التالي:
1) العلوم والمعارف:
السيرة النبوية في مكتبتي. التاريخ والتراجم. الرحلات. المدينة المنورة.
2) الموضوعات والتخصصات:
اللغة العربية في مكتبتي. الأدب. العروض. الرواية. البلاغة. الخيل.
3) الشخصيات والرموز الأدبية:
1/3 تراثية:
امرؤ القيس في مكتبتي. أبو تمام. أبو الطيب. أبو العلاء. البحتري.
2/3 حديثة ومعاصرة:
الرافعي في مكتبتي.العقاد.طه حسين.المازني.زكي مبارك.محمود شاكر.
3/3 سعودية:
حمد الجاسر في مكتبتي.محمد العبودي.
سادساً: قلة ونقص المعلومات في مبحث (اختيار الكتب) ص 33. وهنا أقترح زيادة المعلومات والتفاصيل في هذا المبحث، أو إضافته إلى ما بعده للعلاقة الموضوعية بينها.
سابعاً: تصويب بعض الأخطاء الطباعية والإملائية:
ص 14 السطر 12 قائلاً لكي = لكِ
ص 77 السطر 2 وكان المعيد = العميد
ثامناً: يبدو أن هذه المكتبة ذكورية بامتياز، فلم يرد في ثنايا محتويات المكتبة إلا ثلاثة كتب للسيدات: سهير القلماوي، نجاة المزيني، نوال سعيد طالع. وما بقي كله للمؤلفين والرموز والعلماء الرجال، وهذا مدعاة للتساؤل: وما حظ العالمات والمؤلفات من رفوف المكتبة العامرة وذاكرة المؤلف القرائية؟!
وأخيراً: مبحث (مآل المكتبة) يقترح التوسع فيه، وبيان وصيتك كمؤلف أين يكون مآلها ومصيرها؟ كما يقترح أن يكون هذا المبحث هو آخر فصول الكتاب.