ليزا تيبالدي: الجمال.. الكيمياء المثالية بين الجسد والروح
حوار وترجمة/ حمد الدريهم: الرياض
تحاول المصممة الإيطالية ليزا تيبالدي وضع بصمة في خارطة الأزياء العالمية عبر استلهام إرث أرض أورونكا القديمة بإيطاليا. التقيت بها، لأحاورها حول غياب زي إيطالي موحد يمثل إيطاليا، واستعمال المواد الطبيعية في عالم الأزياء، وعن الحرف اليدوية، وعن مشاعرها لحظة التصميم، بالإضافة إلى موضوعات أخرى. فإليكم الحوار:
تعرف إيطاليا بأنها أرض الموضة والأزياء، إذ يوجد الكثير من المصممين هناك، ما البصمة التي تودين وضعها على خارطة عالم التصميم؟
- رؤيتي أن الأزياء لغة أعرفها وأستعملها، لإبراز إرثنا التاريخي والتقليدي والحرفي وجمال أرضنا، إذ أعيش في الجزء الجنوبي من منطقة لازيو، أرض أورونكا القديمة، التي لا تبعد عن روما كثيراً.
حالياً، لماذا الزي الإيطالي التقليدي ليس شائعاً بين الإيطاليين مقارنة بأمم أخرى؟ ما وجهة نظرك؟
- بلادنا صغيرة، لكنها طويلة جداً، لذا لدينا العديد من الأزياء التقليدية تبعاً للأعراق المختلفة التي تعيش في إيطاليا. بطريقة مختلفة عن الآخرين، نحن نعتني بالأزياء التقليدية أثناء المهرجانات المحلية، لكن لا أحد منهم يستطيع تمثيل زي إيطاليا بأكملها، لذلك لا يوجد لدينا زي تقليدي محدد.
في عام 2023م، شاركتم في الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية، كيف تصفون تلك المشاركة؟
- كانت تجربة مثيرة للاهتمام بأن نعرف ثقافتكم وجمال أرضكم وتراثكم. كنا متفاجئين جداً بلطف ترحيبكم وأسلوبكم الذي جعل الجميع يشعر أنه في وطنه.
في بعض الإكسسوارات التي صنعتيها، أضفتِ عناصر طبيعية من الأرض باستخدام (نبات الديس). ما الهدف من استعمال ذلك العنصر الطبيعي؟
- في عصرنا الحالي، جميعنا يجب أن نعتني بالبيئة باستخدام المادة الطبيعية، أعيدُ اكتشاف التركيبة الطبيعية والطريقة المستدامة في صنع الأزياء. إنها الطريقة التي تثبت بأننا نحترم عالمنا والطريقة التي تجعلنا نستمر في الحفاظ على حرفنا التقليدية.
هل يمكن أن تصفي مشاعرك أثناء التصميم وبعد الانتهاء منه؟
- مثيرة دائماً، نفكر بشيء ما ونعمل لجعل الحلم حقيقة. بعض الأحيان تكون النتيجة تماماً مثل ما فكرنا، وأحياناً تكون أجمل من تصورنا، وبعض الأحيان تكون أسوأ مما فكرنا فيه. لدينا دائماً نفس الفضول مثل طفل صغير يفتح هديته وفي النهاية نفس الابتسامة.
هل هناك كتب أو أفلام معينة في ذهنك تنصحين بها للمصممين؟
- هناك العديد من الكتب عن الأزياء وعن مصممي الأزياء خاصة، إنها تعتمد على نمط كل شخص في الأزياء.
بالنسبة للأفلام التي تتحدث عن الأناقة، بإمكانك مشاهدة الأفلام الأمريكية في عقدي الخمسينات والستينات مثل: (جيلدا) (Gilda) وفيلم (الإفطار عند تيفاني) (Breakfast at Tiffany،s)، أو أفلام مارلين مونرو وأودري هيبورن وكيم نوفاك وإيستر ويليامز وآفا غاردنر وجريس كيلي وغيرهن. إن أردت في الحقبة الحالية، بإمكانك مشاهدة فيلم: (الشيطان يرتدي برادا) (The Devil Wears Prada).
بعد خبرتك الطويلة في مجال التصميم والأزياء، ما مواصفات المرأة الجميلة؟
- من وجهة نظري، الشيء الوحيد الذي يجعل المرأة جميلة هي الطريقة التي ترتدي بها، ما تشعُر به كبشرة ثانية بطريقة طبيعية، ويُشعرها بالارتياح في جسدها. الجمال ليس متعلقاً بالحجم أو السعر، إنه دائماً الكيمياء المثالية بين الجسد والروح.
حالياً، كيف ترين حالة الأزياء والتصميم في أوروبا، لاسيما في إيطاليا؟
- معظم علامات الأزياء الكبرى عادت للإنتاج في أوروبا، لاسيما في إيطاليا لضمان الجودة. بالنسبة للتصميم، إن لم نكن الأول عالمياً في نظام الأزياء، فإننا نستمر دائماً في تطوير طرق جديدة للتعبير عن الجمال مع الحفاظ على الاستدامة ضمن نطاق واسع جداً. المصممون الشباب يأتون إلينا من جميع أنحاء العالم للدراسة في جامعاتنا وأكاديميات الأزياء لتطوير مواهبهم. نحن سعداء أن نلهم مصممي الأزياء الجدد.
كيف تقيمون أسعار القطع؟ هل هناك معايير معينة للتسعير؟
- نظام الأزياء معقد جداً، لدينا نطاق سعري مختلف حسب الجودة وطريقة التوزيع والكمية وفرادة المنتج، لذا ليس من السهل مقارنة الأسعار المختلفة.
ما كلماتك الأخيرة في هذا اللقاء؟
- أولاً أود أن أشكركم على لطفكم واهتمامكم بعلامتنا وطريقة الترحيب التي استقبلتمونا بها عندما كنا في الرياض من جميع السعوديين. بلدانا صديقان وكلاهما يهتمان بالتقاليد، لكننا في الوقت نفسه ننفتح على ثقافات جديدة، لذا آمل مستقبلاً أن نبدأ علاقة وشراكة دائمة.