سحر خلجي: أشعل جوهر الفانتازيا والحلم
حوار وترجمة/ حمد الدريهم: الرياض
تحاول الفنانة والنحاتة الإيرانية سحر خلجي التعبير عن تصوراتها وأفكارها عبر منحوتاتها التي تنجزها بتخطيط وعناية، لتضع توقيعها الخاص في عالم النحت. التقيتُ بها، لأحاورها حول تجربتها ولحظة شعورها أثناء النحت، وعن سلفادور دالي وحكاية منحوتاتها التذكارية في بلجيكا، بالإضافة إلى موضوعات أخرى، فإليكم الحوار:
ذات مرة، قال الفنان والنحات الألماني جورج باستلز: (النحت مثل علم الآثار، تحفر وتجد شيئاً)؛ من وجهة نظرك: ما النحت؟ لِمَ اخترت المضي في هذا الفن؟
- النحت بالنسبة لي هو القدرة على إبداع ما في دماغي وعقلي لأتمكن من صناعته بيدي، ليكون واقعاً مرئياً. هذا مذهل جداً بالنسبة لي، إنه يصوّرُ أفكاري لأشاركها مع الناس. أي شيء أكثر جمالاً بعد كل هذا؟!
هل يمكن أن تصفي مشاعرك أثناء نحت المنحوتة، وبعد الانتهاء منها؟
- عندما أبدأ بالفكرة أشعر بالإثارة والمتعة. دائماً أقوم بإنجاز عملي بتخطيط وعناية فائقة، لهذا السبب، منذ بداية إنجاز العمل؛ أستطيع تصور النتيجة النهائية، وأتلهف للوصول إليها في كل لحظة. بكل تأكيد، بعد نهاية إنجاز العمل؛ أجلس لأمعن النظر فيه، أنقد ذاتي دائماً، وأحاول إصلاح العيوب والتأكيد على نقاط القوة في الأعمال اللاحقة.
فيما يتعلق بعملك المعنون بـ:(هي)، المنصوب في إحدى حدائق بلجيكا؛ ما الرسالة التي أردت إيصالها عبر ذلك العمل؟
- في ذلك التمثال التذكاري، أظهرتُ شخصية امرأة في الأسر، سُلبت منها حريتها.
كيف تصفين تجربتك في (طويق للنحت)، إذ اجتمع فيه العديد من النحاتين المحليين والدوليين؟ وكيف تصفين زيارتك للمملكة بصورة عامة؟
- حتى هذه اللحظة، العديد من الفنانين الإيرانيين يحاولون حضور هذا التجمع. الآن وبعد أربع نسخ سابقة، تمكنت من حضوره كأول إيرانية، لذا هذا الأمر فيه قيمة عالية بالنسبة لي، لأنني هنا أمثل بلدي. استمتعت حقاً أن أكون ضمن هذه المجموعة الحرفية الودودة. أنا ممتنة كثيراً لفريق طويق للنحت لمنحهم لنا هذه المساحة الحرفية الفريدة والرائعة، لإبداع أعمالنا معاً بجودة عالية.
هل يمكن أن تخبرينا بقصة تقف خلف أحد أعمالك ولا يمكن أن تُمحى من ذاكرتك؟
- غالباً، كل أعمالي تنشأ بفكرة وقصة، لذا لدي ذلك الشعور تجاه كل أعمالي، لكن إن أردت أن أذكر مثالاً: لدي فكرة أن أنفذها بمادتي البرونز والحجر، أعتقد لا أزال أرغب في إنشاء الكثير من الأعمال بهذه الفكرة، صنعتُ تمثال أمّ بحضن فارغ من ابنها أو ابنتها. نعم، أمّ فقدت ابنها أو ابنتها، أمّ استشهد طفلها.
هل هناك كتب أو أفلام معينة توصين بها للنحاتين؟
- هناك العديد من الأعمال الفنية والأدبية التي يمكن أن ترفد عقول الفنانين. شخصياً، أنا مهتمة بنوعين من المواد الثقافية: أحدهما سِيَر الفنانين، مثل: الأفلام السيرية لدافنشي ومايكل أنجلو وسلفادور دالي وألبرتو جياكوميتي.. وغيرهم. الآخر هو عالم الأفلام والكتب الغامض والسريالي، مثل: روايات الإيطالي إيتالو كالفينو وأفلام تيم بيرتون.
ماذا يعني لكِ سلفادور دالي؟
- بالنسبة لي، سلفادور دالي أشعلَ جوهر الفانتازيا والحلم في عقلي. استلهمتُ الكثير من دالي. أنا بصورة عامة مفتونة بعالم أعمال سلفادور دالي الفنية. بالمناسبة، أنا وسلفادور دالي ولدنا في اليوم نفسه، إنه شرف كبير لخيال عقلي أن ميلادي نفس ميلاد سلفادور دالي.
لديك تجربة في بيع المنحوتات لأجل الزينة في المنازل، كيف يمكن الموازنة بين ما هو شائع بين الناس تجاه أنواع محددة من الزينة وما ترغبين إبداعه وتقديمه لهم؟
- نعم، لدي تجربة في هذا الأمر. الفنان يستطيع أن يبدع عمله الخاص من خلال مفهومه الشخصي. حالياً، وفي بعض الأحيان الأعمال تظهر في المساحات كأداة زينة وبعضها تكون وظيفية وللزينة أيضاً، مثل: أغطية المصابيح أو المصابيح بجانب السرير أو المرايا الجدارية.. وغيرها. بصورة عامة، إنه أمر قيم وممتع جداً أن نحتي يمكن أن يخلق السلام والجمال لسكان البيوت أو في بيئة المكاتب.
من وجهة نظرك؛ ما أهم المنحوتات التي تحبينها في تاريخ النحت ولاتزال راسخة في ذهنك؟
- لدي أساطير في ذهني لأنماط وأنواع مختلفة، مثل: تمثال ديفيد لمايكل أنجلو أو منحوتة البورتريه الشخصي لألبرتو جياكوميتي أو منحوتة الرجل الماشي أو تمثال بوابة السحاب للنحات أنيش كابور.
ما كلمتك الأخيرة في هذه المقابلة؟
- أنا سعيدة جداً بأنني سرتُ على طريق أحلامي: أن أصبح فنانة وسأبقى كذلك، كان ذلك حلمي منذ سنوات عديدة. لأجل ذلك، أنا في المملكة العربية السعودية بين الشعب السعودي، أريد أن أُبدع أحد أعمالي الفنية لأجلهم، لتبقى إلى الأبد. أن يتذكر شعب هذا البلد امرأة وفنانة نحت إيرانية. حتى ذلك اليوم لو لم أبقَ فيه على قيد الحياة، سيبقى اسمي من بعدي بسبب أعمالي الفنية.