مجلة شهرية - العدد (578)  | نوفمبر 2024 م- جمادى الأولى 1446 هـ

د.فاطمة العلي.. أحب اللعب بالكتابة على الصفحات

د.فاطمة العلي.. أحب اللعب بالكتابة على الصفحات

عِذاب الركابيّ: مصر
 الكاتبة الكبيرة د. فاطمة يوسف العلي اسمها تاريخٌ في بيلوغرافيا السرد، وكيمياء فنّ الرواية، وهي من كتّابها الذينَ لهمُ حضورهُم بقوة في الساحة الثقافية الخليجية والعربية، وأجدُ من الصعوبة الحديث عن قضايا السرد العربي بنوعيه (القصة القصيرة والرواية) من دون ذكر اسمها، ودورها، والحديث عن إنجازاتها في فضائها الخليجي قبلَ العربي، وهي تؤسّس لأسلوب مميز في هذا الفنّ العابر للأزمان- فنّ الرواية.
 الكتابة لديها حياة بعدَ الحياة، وكلّ فسفور حرفٍ، وظلّ جملةٍ، وإيقاع عبارةٍ يقولُ أكثرَ من ذلك، بلْ ويشهد بكلّ خطوةٍ جريئةٍ خطتها هذهِ الكاتبة الكبيرة في عالم الكتابة، وهي تدافع عن الذات- الأنثى.. عن الوطن.. عن نبضها القومي والإنسانيّ، والكلمات تلو الكلمات، هكذا تأتي منسابة فوق أصابعها، كما تنساب قطرات الندى على أوراق شجرةٍ تثمرُ.. تأتي الكلمات متحررة، ببلاغة باذخة، مثابرة، متزاحمة في موكبٍ كرنفاليّ، تتوجّهُ أحلامُها وأشواقها، وأفكارها عبرَ أخيلةٍ طازجة، ترتقي بقارئها في دفقات حبّ وجمال بهيبة أوركسترا كونية، لا تنسَبُ إلا لها، ولا تُقرأ إلاّ بإمضائها!
فأهلاً بكم إلى هذا الحديث:
الكتابة هي العالمُ الّذي ألجأ إليه
 تقول توني موريسون: (ما أعلمهُ وأثقُ فيه، هو أنني لم أكن أرغب في مواصلة حياتي لو كنت لا أمتلك ما يدفعني للكتابة)، إنه سؤال الكتابة، المهنة الشاقة- الممتعة في الآن، قولي لي لماذا الكتابة؟
- الكتابة هي الأملُ، الكتابة هي العالمُ الرحبُ، الكتابة هي الحبّ الكبير، هي الحبّ العميق، وأنا أوافقك الرأي في أن الكتابة هي المهمة الشاقة الممتعة في آن، لكني أختلف في أنها مهنة! الكتابة ليست مهنة مهما احترفها المبدع، وجعل منها نافذة للتربح أو الارتزاق، الكتابة في المقام الأول تنفيس عن حياة ثانية داخل المبدع، وهي بالنسبة لي الحب الكبير كما ذكرت، لأنني أحبّ اللعب بالكتابة على الصفحات، واللعب هنا ليس هو اللهو الأجوف، إنما اللعب النافع الذي يعبر عن ذوات الآخرين ويحتضنهم في مساحة الورق، ويصف واقعهم وآلامهم ومعاناتهم ووجدانيات مشاعرهم وأحاسيسهم، والمتعة الكبرى والعظمى من متعة الكتابة هي متعة أن أتخيل أن هناك قارئاً ينتظرني، يتوق إلى ما أكتب له، ويرى بأن ما أكتبه جدير بأن ينتظره لأنه يستفيد منه، دعني أعترف لك بسرّ الكتابة هي العالم الذي ألجا إليه هرباً، مخلوقة ملائكية تتغلب على كلّ الحواجز والجدران، وفي عالم الكتابة تمتلك حواساً إضافية أكثر من حواسك الخمس، فيصبح العالم ملك يمينك وتصير الحياة بقعة ضوء.
 الكتابة حياة.. نحيا بها عالماً آخر
(الكتابة حياة) و(الحياة كتابة) أي التعبيرين أقرب إلى رؤاك ككاتبة كبيرة لها حضورُها في عالم الكتابة والسرد؟ ولماذا؟
- الكتابة حياة بلاشك وقد ذكرت ذلك في التوّ، لأننا -كتّاباً وقرّاء معاً- نحيا بها عالماً ربما لا نجده على أرض الواقع، ونعوّض بها ما نفتقده على أرض الواقع، ونفتح بها آفاقاً لأحلام وآمال يصعب تحقيقها على أرض الواقع، الكتابة حياة بكل معنى الكلمة، والمبدع بقدرته وموهبته وما يملك من آليات وأدوات يمكن أن يحوّل الحياة بما تعتريه من أحداث وفجائع وكوارث وأفراح وأتراح إلى حياة، يُعيد صوغها على الصفحات ويرسمها ويلونها كما يريد لها أن تكون، ولهذا أقول دائماً إن كتابة الحياة كما نريد تخفف عنا وطأة الأحمال على أكتافنا وما نعانيه من تعب، وما نتكبدهُ من مشقةِ كتابةِ الحياة من جديد، هي النافذة المشرقة التي نطل منها على ما يوازي قوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد).
 أنا إنسان آخر عندَ الكتابة
لحظة الكتابة شعور يصعبُ تفسيره! أهو تأكيد الذات؟ أمْ الإحساس بالحرية القصوى؟ أمْ تمرين على الفرح؟ أم مقاومة الخوف من المجهول؟ أم ماذا؟ بِمَ تشعرين في هذه اللحظة؟ أي إحساس فوق العادة هذا؟ وأنت لحظة الإيحاء والخيال إنسانة أخرى؟
- نعم أوافقك تماماً وأحييك على هذا التعبير لأنني -كمبدعة- أتحول إلى إنسان آخر مع الكتابة، والكتابة كما أسلفنا هي الامتزاج الحميمي بين الخيال والواقع، وهي الإيحاء والوحي الجميل، الكتابة هي لحظة المخاض ومن المعروف أن لحظة الكتابة تماثل مَنْ تلد جنينها مع ما يصاحب ذلك من آلام ومعاناة وتعب أثناء خروج الجنين، وهو التعب اللذيذ فعلاً، وكذلك لحظة الكتابة أو المخاض أو غير ذلك من المسميات التي تتعدد على ألسنة المبدعين، وفي عقل النقاد، لحظة تثمر في النهاية حياة جديدة وحرفاً جديداً، لحظة تفتح معها أبواب الفرح، وتأكيد الذات والإحساس بالحرية والانتصار على المجهول، نعم أنا أوافقك في أنها لحظة لا تساويها لحظة، وشعور لا يطاوله شعور، إنها إحساس فوق العادة بالفعل، ولك أن تعرف غرابة ما أعانيه في هذه اللحظة، وربما أتصبب عرقاً أو أتجول في مكان الكتابة جيئة وذهاباً في توتر وقلق وأذكر حكايات نجيب محفوظ نفسه عن تلك اللحظة، وكيف كان يشعر خلالها بكثير من الانفعال والراحة اللا إرداية في الغرفة.
 أشاهد شخصياتي أراقبها
ولا أتدخلُ في مسارها
يقول (ساراماجو) لشخصياته الروائية (انتبهوا جميعاً، فأنا مازلت المسؤول عن كل واحد فيكم)! وأنا أقرأ روايتك الأخيرة (ثرثرة بلا ضفاف) شعرت بأنك تعيشين مع كل شخصية من تلك الشخصيات وتلك صفة السارد الناجح، ما علاقتك بشخصياتك الروائية؟ هل أنت مسؤولة عنها؟ وهل تتدخلين في حياتها أم تتركينها تقرر مصيرها وتعبر عن فكرها وأحلامها وتكتفين برصد حركاتها، حدثيني؟
- ربما ذكرت من قبل أنني من الذين يصادقون ويصاحبون العمل الإبداعي، أنا حين أكتب كما لو كنت قارئة أشاهد الشخصيات وأتابع حركتها، ولا أتدخل في مسارها إلا حين ينتهي أو أنتهي من العمل بنظرة ربما تنتمي إلى النقد أكثر من انتمائها إلى الكتابة الأولية، فيحدث نوع من التهذيب والتمحيص والانتقاء أو نوع من الحذف أو الإضافة أو توضيح لمعنى لم يتضح بعد، أعترف بأنني أظل مشغولة بملاحقة الفكرة التي أريد التعبير عنها على الورق وأثابر في ملاحقتها لأنها ربما طارت من كثر المطاردة، وحين أطمئن إلى أنها أصبحت على الورق أبدأ في مراجعتها وربما تهذيبها أو إعادة صياغتها وتشكيلها وأعترف صراحة بأنه ربما بدأت كتابة عمل أدبي في شكل قصة قصيرة لكن الأحداث تتصاعد وتتكاثر لتصبح رواية، وربما بدأت كتابة عمل وفي نيتي أن يكون رواية لكنه يأبى إلا أنْ يكون قصة قصيرة.
 وأنا أثناء الكتابة لا أحبّ الخرافات واللعب بمشاعر القارئ بطريقة غبية، وإنما أحبّ أن يسير مثلي على الأرض حين أسير ويطير مثلي حين أطير بمشاعري التي هي مشاعر الشخوص والبطلات والأبطال داخل أعمالي، يطير هو أيضاً بمشاعره، إنني أنتمي إلى الواقع أجسده بشخوصه وأحاسيسه وصراعاته وخلجاته، وما يرتبط بحياته في حياة هؤلاء الأبطال والشخوص، وأحبّ كثيراً بعد كتابة العمل أن أتعايش مع حياة الشخوص وأتمتع بذلك، وكثيراً ما تعذبت لأن بطلة من بطلاتي تتعذب وكثيراً ما شعرت بالإحباط والقلق وجافاني النوم لأن بطلة من بطلاتي تشعر بالقلق والتوتر، وقد حدث ذلك منذ رواية (وجوه في الزحام) في عام 1971 التي كانت الرواية النسائية الكويتية الأولى وحتى رواية (ثرثرة بلا ضفاف) 2015 وما بينهما من روايات ومجموعات قصصية عايشت وتعايشت وأنتجت فناً أدبياً مبدعاً برأي قرائي والنقاد معاً.
روايتي (وجوه في الزحام)
أول رواية تتحدث عن
 الصراع العربي الإسرائيلي
 أكثر الذين حاورتهم من الروائيين يرون أن كتابة الرواية متعة، ولأنك بدأتِ بالرواية فلماذا الرواية وما الفرق بين كتابة القصة القصيرة وكتابة الرواية؟
- أنا في الحقيقة بدأت الكتابة بمجموعة كبيرة من القصص التي لم أصدرها في كتاب، ومن هذه القصص العديد منها دخل في المناهج الدراسية المختلفة، وكان أول ما أصدرته هو رواية (وجوه في الزحام) عام 1971، لم أحاول أن أقلد الرائدات من جيل الخمسينات من القرن الماضي، كان هناك عدد من أجناس الإبداع الأدبي المستحدثة كالخاطرة والمقالة والقصة القصيرة، ولاحقاً الرواية مع مطلع السبعينات، وقد خلقت الأعمال التي صدرت في هذه الحقبة بعض القضايا التي اقتصرت على المحيط الضيق للأسرة، ولم تكن قد أخذت فضاءها المتميز بعد. كانت رواية (وجوه في الزحام) أول رواية تصدر عبر الخطاب النسوي وتتحدث عن الصراع العربي الإسرائيلي مما أجبر النقاد على أن يهتموا بذلك العمل وأن يحظى بالرعاية المناسبة خاصة في الوقت الذي كانت فيه الأغلبية المثقفة تنتقص من الإبداع النسوي وتحاول الهيمنة علية بالإبداع الذكوري.
 وبقدر ما كان لتلك الرواية من ريادة، كان للجرأة التي طرحت بداخلها القضية الفلسطينية الريادة نفسها مما لفت النظر وساهم في القضاء على الاتجاه الذي كان يتجه إلى تهميش إبداع المرأة والعمل على تغييبه وتجريده من أية سمات إيجابية تضفي قيمة على البعض من نصوصه وتجاربه واعتباره إبداعاً لم يصل بعد لمرتبة النضج.
أما فيما يتعلق بالفرق بين كتابة القصة القصيرة والرواية فأقول إن الفرق كبير كمن يتناول ساندويتش (تيك أواي) ومن يصنع (طبخة) في بيته تستغرق من يومه نحو ساعتين أو ثلاثاً أو أكثر فالرواية هي فن التفاصيل الصغيرة التي تحتصن العالم بكل ما فيه!
الأملُ في نهضة ثقافية
لك مشاركاتك وحضورك في العديد من المؤتمرات الثقافية والفكرية قولي ماذا قدمت هذه اللقاءات للثقافة والإبداع؟ وماذا قدمت للمواطن العربي الذي باتت وسادته القلق على حياته وبيته ومستقبل أطفاله أمام هذا الغزو البربري المتوحش لتنظيمات متطرفة تتخذ الإسلام ستاراً، وتريد العودة بنا إلى خمسة عشر قرناً مضت؟ ماذا ترين؟ ما البورتريه الذي ترسمه فرشاة رؤاك للأيام القادمة؟ حدثيني ربما يجلي صدأ القلب ما تقولين أيتها المبدعة الكبيرة؟
- لا يمكن وفقاً لحركة المجتمع والكون والطبيعة أن نفصل الجزء عن الكل فما الكتابة أو النقد أو المشاركة في الفعاليات والمؤتمرات والندوات الثقافية والفكرية أو تمثيل الكويت كسفيرة للنوايا الحسنة إلا جزء لا يتجزأ من الحركة الكلية للأدب الذي أنتمي إليه وللمتجمع الذي أهبه وقتي وجهدي، ودعنا نبتعد عن النظرة المتشائمة بأن هذا الحراك الثقافي بما يصدر يومياً من أعمال إبداعية ونقدية، وما يجري من مؤتمرات وندوات وورش عمل لا يحرك المياه الراكدة سواء في المفاهيم أو في النفوس أو لا يغير من حال القلق الذي نتحدث عنها، نعم هناك قلق مما يحدث من التنظيمات الإرهابية ولن أكون أبداً متشائمة بل سأظل متفائلة بأننا قادرون بتوحيد كلمتنا على أن نواجه تلك التنظيمات ونتصدى لأعمالها مهما حاكت من مؤامرات، هي مهمة ثقافية في المقام الأول، وبالثقافة نستطيع أن نواجه العنف والإرهاب، وبالثقافة نستطيع أن نؤسس وعياً لدى الناس بألا يركنوا للإرهاب وبالتالي تأتي أهمية المؤتمرات والندوات التي تعقد في مجتمعنا! إني متفائلة، رغم ما يبدو على السطح من قتامة خاصة في مشهدنا الثقافي نحن في أزمة ثقافية تحتاج إلى أن نعالجها، أراها في انفصال المثقف وتقوقعه وفي الشللية التي لا يهمها سوى المصالح الذاتية الضيقة، الأزمة في عملية التنوير التي يحاربها بعض المتشددين تحت ستار الإسلام كما تقول، ويبقى الأمل في نهضة ثقافية ننتظر أن تحدث على أرض الواقع إن شاء الله.
 لدينا نقّاد يُشار إليهم بالبنان
كناقدة لك مساهماتك المهمة في هذا الفن، كتبت وكتب عنك، والنقد متهم دائماً بالتقصير وعدم مواكبة هذا السيل الجارف للإبداع، هل لدينا حركة نقدية جادة؟ وككاتبة وروائية هل أنصفك النقد؟ ومن ناقدك الأمثل كويتياً وعربياً وعالمياً؟
- يختلف الكثيرون في الإجابة عن هذا السؤال، هناك من يرى أن الحركة النقدية لدينا في العالم العربي تعاني الجمود، وليس هناك نظرية نقدية عربية يمكن أن نتباهى بها أو نباهي بها العالم، لكني على الرغم من غياب المشروع النقدي العربي أؤمن بأن الحركة النقدية تواكب الحركة الإبداعية جيداً على أرضنا، وليس من الإنصاف أن ننكر جهود نقادنا الذين يبذلون جهداً كبيراً في إقامة جسر بين النص وصاحبه وبين القارئ والمتلقي، فهناك نقاد جدير بأن يشار إليهم بالبنان، وهم يعلمون في الوقت نفسه أن نقاداً كثيرين يستحقون المحو من المشهد الأدبي والساحة الثقافية.
 روايتي الجديدة أردتها ردّ اعتبار لي
بدأت مشوارك الإبداعي برواية (وجوه في الزحام) 1971 وانتهيت بقصص قصيرة (لسميرة وأخواتها) 2005، وقلت لي إن لك رواية جديدة، احك لي وللقارئ أجواء هذا العمل المنتظر؟
- أتوقف معك أمام جملة وانتهيت بقصص قصيرة عنوانها (لسميرة وأخواتها) التي صدرت في طبعتين، المبدع لا يتوقف، وأتمنى ألا أتوقف وأن أظل حتى آخر نفس في عمري أتنفس الكتابة التي هي بالفعل عشقي الحقيقي. أما الرواية الجديدة التي أنشغل بكتابتها حالياً فهي توثق سيرتي الذاتية، هي الملعب المفتوح أمام المبدعين لابتكار أشكال فنية جديدة في الكتابة الروائية، وفي المعالجة الفنية لهذه الرواية، أقوم أيضاً باستخدام عناصر فنية جديدة لم أقم باستخدامها من قبل، وها أنا في هذه الرواية ألتزم بقواعد مألوفة فنياً لأرد الاعتبار لمن يقولون إنني أتعمد كسر القواعد الفنية في أعمالي.
أخيرا ماذا لديك من جديد؟ وما مشاريعك القادمة؟
- المبدع لا يتوقف، وأمامي والحمد لله الكثير من المشاريع الثقافية والفكرية والإبداعية، منها الرواية ومنها السيرة الذاتية ومنها مجموعة قصصية للأطفال، وصدر لي كتاب نقدي من العيار الثقيل، كتاب أعتبره من أهم ما أنجزت في مشواري الإبداعي، وهو عن الأجيال المبدعة الجديدة من أبناء الألفية الثالثة الذين لم يتناولهم أحد من النقاد ولم يلتفت إلى إسهامهم. وعلى المستوى العلمي الأكاديمي وبعد أن أصبحت جدة -وكان هذا حلم حياتي- أجهز نفسي وأستعد لإنجاز ما بعد الدكتوراه وهي شهادة تسمى (post doc) أي ما بعد الدكتوراه، وهكذا أنا دوماً لا أتوقف مبحرة، أفرد أشرعتي وأنطلق.

ذو صلة