مجلة شهرية - العدد (578)  | نوفمبر 2024 م- جمادى الأولى 1446 هـ

المخرج عبدالعزيز الشلاحي: أشاهد الأشياء من زوايا مختلفة

حوار: عبدالرحمن الخضيري: الرياض


امتد حواري مع المخرج وصانع الأفلام السعودي عبدالعزيز الشلاحي أو كما يحلو له بأن ينادى (عز) قرابة الشهرين في مدافعة خشيت منها أن يعتب علي عز ويملني ويمتنع عن الإجابة على أسئلتي، وفي ليلة تكريمه بجائزة الفنان محمود عبدالعزيز لأفضل إنجاز فني في الدورة 35 من مهرجان الإسكندرية السينمائي الأخير عن فيلمه (المسافة صفر) حدثت انفراجة لنا جميعاً وأكملنا الحوار، يرى صديقي (عز) السينما لغة ساحرة تمكنك من التواصل مع الآخر بشكل مختلف وهو هنا يركز على الأثر الذي يبقى طويلاً لدى المتلقي بعد مشاهدته لأي فيلم معتبراً ذلك هو العلامة الفارقة بين فيلم وآخر، نتفق أنا وصديقي (عز) في أنه دائماً ما تلهمنا التفاصيل ومتعة النظر للحياة وللأشياء بزوايا مختلفة.. عبدالعزيز الشلاحي من المخرجين المبدعين الذين وضعوا لهم بصمة مميزة في السينما السعودية الجديدة، مشواره حافل بالأعمال السينمائية والتلفزيونية والجوائز والتكريمات منها فيلم عطوى والمغادرون، حائز على جائزة أفضل مخرج في مهرجان الأفلام السعودية عام 2016 م وجائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم روائي في مهرجان الأفلام السعودية في دورته الخامسة عن فيلمه المسافة صفر وأخيراً جائزة مهرجان الإسكندرية السينمائي.
- نبارك لك فوز فيلم (المسافة صفر) بجائزة الفنان محمود عبدالعزيز لأفضل إنجاز فني في الدورة 35 من مهرجان الإسكندرية السينمائي مؤخراً.. صف لنا مشاعر الفوز.. وهل بالإمكان أن تتحدث لنا عن الفيلم وموضوعه؟
وأنا أبارك لكل فريق العمل الذي وقف وراء هذا الفيلم، جائزة مهمة تحمل اسم شخصية رائدة في مجال السينما وهي إضافة لسجل السينما السعودية، فمثل هذه الإنجازات تخدم الصناعة بشكل عام، شعوري مليء بالفخر ونحن نحصد جائزة في مسابقة مهمة تنافس عليها أفلام عربية مهمة من دول مختلفة.
الفيلم في إطاره العام يتناول جريمة قتل تحدث، ليدخل المشاهد كجزء من تفكيك خيوط هذه الجريمة وكيف وقعت ومن هم أطرافها، وفي إطاره الخاص هي قصة انتقام وتصفية حسابات لشخصيات تمثل تيارات فكرية متناقضة ضمن مجتمع بسيط، تعتمد على الغموض والتشويق اللذين يدفعانك للوصول لنهاية غير متوقعة.
- ما أهم المؤثرات في تجربتك؟ ومن تأثرت بهم من المخرجين محلياً وعربياً وعالمياً.. ولماذا؟
في الحقيقة أنا لا أحرص على الأسماء والأشخاص بقدر ما أحرص على التأثر بالأسلوب والسرد والقصة فلا يوجد مخرج معين أنا مغرم بأفلامه وأتابعها على وجه الخصوص لكن هناك أسماء مهمة يعجبني أسلوبهم بالإخراج على سبيل المثال: عالمياً المخرج ديفيد فنتشر وعربياً مروان حامد.
 - ما مصدر الإبداع عند الشلاحي؟
أكثر ما يلهمني هي التفاصيل التي أراها من حولي وتدفعني إلى طرح الأسئلة.. أحب مشاهدة الأشياء من الزوايا المختلفة والتي تثير الكثير من الفضول للوصول إلى إجابات وبعضها تنتهي بلا إجابة.
- ما الأسئلة التي تشغلك فكرياً وترغب في مناقشتها عبر أفلامك؟
الأسئلة التي تبقى عالقة في الذهن وتجعل المشاهد ينتبه بأن هذا السؤال بديهي ومنطقي وربما ساذج أحياناً.
- كيف تصف نظرتك للسينما ولماذا هي مهمة؟
السينما لغة سحرية متكاملة العناصر تمكنك من التواصل والتخاطب مع الآخر بشكل مختلف وهذا أكثر ما يميزها، وهنا يمكن أن تميز الفيلم الجيد عن غيره متى ما ترك الأثر.
 - هل ترى السينما خلاصاً لكثير من مشاكلنا؟
لا علاقة للسينما بالمشاكل ربما يكون الأمر أكثر في الدراما التلفزيونية الاجتماعية.
- بعد عودة السينما للمملكة وافتتاح عدد من صالاتها.. هل تغيرت ثقافة المجتمع السينمائية؟
لا تستطيع الحكم بهذه المسألة حالياً بسبب قلة الصالات، ولكن أنا مؤمن أنها ستحدث تغيراً كبيراً في ثقافة المشاهدة عند الجمهور سواءً المهتم أو العادي.
 - متى تخرج الأفلام السينمائية السعودية من حالة الاحتفائية والمهرجانات إلى الفضاء الواسع؟
يجب على صانع الفيلم أن يصنع فيلمه بصدق، ويبتعد عن صناعة الفيلم من أجل الاحتفاء والمشاركة والفوز، الفيلم الجيد لا يتحول إلى سيئ عندما لا يفوز بجائزة ولا احتفاء مهرجان به والعكس صحيح، ومن الجميل أن نركز في صناعة الفيلم بأن يكون مقبولاً جماهيرياً وكذلك يحمل لغة سينمائية مختلفة تلفت النقاد.
 - كيف تقرأ مستقبل السينما السعودية؟
مستقبل رائع ينتظر السينما السعودية المهم ألا نستعجل في التنفيذ، فصناعة الأفلام تحتاج مجهوداً ووقتاً وميزانيات.
 - ما جديدك؟ هل هناك مشاريع أو أفكار قادمة؟
حالياً انتهيت من فيلم روائي طويل باسم (حد الطار) تدور قصته في حي من أحياء الرياض في التسعينات حول ابن سياف يرغب بالزواج من ابنة جارهم الطقاقة، أيضاً نعمل أنا والكاتب مفرج المجفل على كتابة فيلم جديد في بيئة مختلفة.

ذو صلة