مجلة شهرية - العدد (578)  | نوفمبر 2024 م- جمادى الأولى 1446 هـ

حسن سعيد: نحتاج سينما فنية جماهيرية

حوار/ حمد الدريهم: الرياض


يحاول المخرج السينمائي السعودي حسن سعيد المساهمة الفاعلة في الحراك السينمائي السعودي الحالي عبر الإخراج والإنتاج السينمائي، فكانت لديه تجارب إخراجية وإنتاجية، مثل: (حلم أعمى)، (لاهث)، (البيانيست) وغيرها من التجارب. التقيته لأحاوره حولها، ومغامرة ذهابه لدراسة السينما في وقت لم تكن هناك صالات عرض سينمائية في المملكة، بالإضافة إلى قضايا أخرى. وصفَ أسئلتي بالصعبة، ليُجيب عن خمسة أسئلة فقط بدلاً من ثمانية، فثلاثة أُهملت كما أراد الضيف. فإليكم الحوار:

في فيلمكم القصير (لاهث) إشارة إلى الانغماس المنهمك في العالم الافتراضي/الواقعي، ألم يكن بالإمكان تقديمه بصورة أقل تعقيداً مما هو عليه أم أن طبيعة الموضوع المعقد فرضت عليك إخراجه بتلك الطريقة، أم أن الأمر مجرد ترك مساحة للتأويل للمشاهد؟
- عالم العلاقات في الإنترنت هو عالم معقد، لذا فإن الفيلم يتناول موضوع العلاقات المبنية على التعارف في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن هناك خطاً فاصلاً بين الواقع والواقع الافتراضي طوال الفيلم.
لديكم تجربة في الأفلام الوثائقية السيرية القصيرة، المتأمل في معظم الأفلام الوثائقية السيرية العربية يجد أنها تميل إلى التبجيلية أكثر من عرضها سيرة بشرية ذاتية للشخصية كما يحدث في الإنتاجات الوثائقية السيرية لـ(HBO) ونيتفلكس وغيرها من المنصات العالمية، برأيك ما الحل لهذه الإشكالية في الفيلم الوثائقي السيري العربي؟
- طبيعة المجتمعات العربية تسودها ثقافة المجاملات وثقافة التبجيل، خصوصاً مع الأشخاص المعروفين. إذ ترى أن أغلب هذه النوعية من الأفلام الوثائقية لاتحكي قصة لم تُسرد من قبل أو عن موضوع مثير حدث ولم يُسلط عليه الضوء حتى لو كان غير محبذ أن نعرفه عن الشخص، لذا ترى أغلب الأفلام السيرية مملة تخلو مما يُصنع من أجله الفيلم الوثائقي التسجيلي. وهذا لايعني أن يعرض الفيلم حقائق مسيئة عن شخصية الفيلم، بل يكون هناك خط في المنتصف، كي يكون الفيلم أكثر تشويقاً.
في السينما السعودية الناشئة، هل يمكن التوفيق بين صناعة أفلام فنية وصناعة أفلام تجارية تدر أرباحاً داخل صالات السينما، أيهما نحتاج أولاً من وجهة نظرك؟
- هناك معادلة صعبة نوعاً ما وهي تحتاج جودة أدوات إخراجية وسردية وإنتاجية كي تحقق الفيلم الجماهيري الفني. هذا الفيلم يمتع ويسلي الجمهور وذو قيمة فنية ويدر أرباحاً تجعل المنتج يستمر في إنتاج أفلام لشباك التذاكر. لذا فالجواب هو أننا لا نحتاج إلى سينما تجارية رديئة ولا إلى سينما فنية لا يفهمها إلا اثنين أو ثلاثة داخل صالة العرض، بل إلى سينما فنية جماهيرية.
لديكم تجربة مغامرة الذهاب لدراسة السينما في وقت لم يكن هناك وجود للسينما داخل المملكة، اليوم تعيشون مغامرة أخرى وهي العمل المستقل غير المرتبط بوظيفة رسمية، كيف تصف تلك التجارب؟ ألا يساورك قلق الأيام القادمة في ظل تصاعد المنافسة السينمائية داخل المملكة؟
- عندما قررت دراسة الإنتاج السينمائي في مدينة تورنتو الكندية وتحديداً في عام 2012م لم يكن للسينما في السعودية أي ذكر. وقتها توقفت جميع الفعاليات السينمائية، فلم يكن هناك مهرجانات سينمائية حيث إنها كانت منقطعة وقتها. كان اختياري أن أدخل المجال من منبع شغف في صناعة الأفلام، كانت لي تجارب غير احترافية في عام 2009م. قررت بعد التخرج أن أستمر في العمل في مجال صناعة الأفلام بتورنتو في كندا، لكسب الخبرة وأيضاً كي تكون دخلاً إضافياً، واستمر هذا الحال حتى أُعلن عن فتح صالات سينما. هنا شعرت أن هناك بريق أمل بأنه سوف يصبح لنا صناعة فقررت حجز تذكرة باتجاه واحد والعودة للمملكة كي أساهم مع الأصدقاء السينمائيين في تطوير هذه الصناعة الناشئة وأن أكون جزءاً من الحراك السينمائي في السعودية.
فيلمكم القصير المعنون بـ(حلم أعمى)، هل كان لأجل التجريب فقط واقتحام فكرة جديدة للتعلم منها لاحقاً؟
- فيلم تجريبي درامي لحدٍّ ما، فهي قصة شاب أعمى فقد بصره وفقد مع ذلك حبيبته. كانت تجربة صعبة فاختيار الممثل الذي يجيد دور الأعمى كان هو التحدي الأول، ولكن بعد ثلاثة أشهر تقريباً من البروفات كان أداء الممثل حقيقياً جداً. من جانب آخر كان التصوير في آخر أيام عهد التصوير السينمائي بكاميرا البكرات الـ 35 مل. لذا كنت محظوظاً في خوض تجربة تصوير سينمائي بكاميرا (35mm Arriflex BL3) حيث إن هناك عدداً محدداً من البكرات التي تتطلب منا جهوزية عالية جداً، كي لا نبذر الفيلم على عكس التصوير بكاميرا السينمائية الديجتال. تستطع أن تعيد اللقطة وحتى مساعدتها مرات عديدة.

ذو صلة