مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

متعتان مختلفتان والتعليقات الإلكترونية تكتفي بالإعجاب

الكاتبة الدكتورة ثريا العريض أديبة سعودية جمعت بحسب التعريف بها في ويكيبيديا بين الشعر والثقافة والفكر، وتشارك العريض بصورة جادة في الصحافة العربية والإعلام العربي في الخارج، ولها زوايا صحفية عدة، أشهرها: بيننا كلمة (زاوية أسبوعة في صحيفة الرياض السعودية منذ العام 1988م), كما عادت للكتابة المنتظمة في جريدة الجزيرة السعودية كل يوم أحد وثلاثاء بزاوية ثابتة بعنوان: حوار حضاري. شاركت في كثير من الملتقيات العالمية والمؤتمرات المتخصصة في شؤون منطقة الخليج, صدرت لها عدة دواوين شعرية: (عبور القفار فرادى  1993), (أين اتجاه الشجر) 1998, )امرأة دون اسم 1995)
وحين نطالع تفاعل الدكتورة ثريا مع وسائل التواصل الحديثة نجد لها صفحة معجبين في الفيس بوك يتبعها أكثر من 3400, وعدد التابعين في موقع تويتر نحو ثلاثة آلاف متابع وأكثر من ألفي تغريدة.. وكانت آخر تغريداتها ساعة إعداد هذا الملف هي: (صباح الأول من أبريل؛ أرجوكم لا تكذبوا و لو مزاحاً.. يكفينا ما يصل من الكذب الفردي و المؤسساتي مقصوداً أن يخدعنا و يعمينا!).
 وحول عاداتها الكتابية تقول دكتورة ثريا العريض إنها بدأت بالقلم والورق ثم تحولت إلى استخدام الكومبيوتر, وأن الكتابة لا تستغرق معها وقتاً طويلاً بغض النظر أين أكتب. وتضيف: «أطول وقت هو ما أحتاجه لاختيار فكرة الموضوع».
وتبين: «مع استسهال التصحيح والتغيير صرت أسرع وأقل تدقيقاً في ما أكتب لأن تغييره لا يعني إعادة كتابة الصفحة كلها.. وأحياناً أترك أفكاراً بصورة رؤوس أقلام لتكون نواة لمقالة أعود إليها لاحقاً لأكمل تناولها».
وتقول العريض عن أسلوبها في المقالات: «أسلوبي كان يميزه الجانب الشاعري الفلسفي التأملي.. لم يتغير إلا مؤخراً؛ ربما لأن زاويتي الآن في صحيفة الجزيرة تأتي في صفحة محليات مع الأخبار و نتائج اجتماعات مجلس الوزراء؛ لذا أجدني ابتعد عن نشر المواد الإبداعية البحتة, و أميل إلى تناول مواضيع محلية جادة وراهنة أي خاصة بالمستجدات السياسية والشؤون المجتمعية والتنموية».
 وحول عدد المتواصلين في تجربة الكاتبة المخضرمة الدكتورة ثريا العريض تحاول التقريب بقولها: «إن الكاتب والشاعر, ينشر ولا يعلم كم عدد الذين قرؤوا أو يتابعون ما يكتب. في الصحيفة يقرؤه كل من يشتري الصحيفة. في الشبكة الإلكترونية يقرؤه فقط من يتابعه بصورة شخصية.. والغالب أن القارئ لا يسجل مروره إلا إذا شاء التعليق متفقاً أو معارضاً».
وحول العمق الفكري لشريحة القراء واختلافه عن السابق تقول الكاتبة: «هناك تفاوت في مستوى الاستيعاب واتساع الفكر والثقافة بين القراء بأية وسيلة  سواء في الصحيفة أو في النشر الإلكتروني».
وعن الوسيلة الأكثر إثراء للكاتب في رجع الصدى لما يكتبه تبين الدكتورة العريض: «قبل عشرين عاماً كانت تجيئني تعليقات مثرية فعلاً في صورة رسائل مكتوبة بخط اليد مليئة بالتأمل والتفاعل العميق والموضوعي, ومحفزة على إضافة المزيد. الآن في عصر السرعة التعليقات في النشر الإلكتروني لا تحفز لأن معظمها يكتفي بالإعجاب, وقد تجاوزت شخصياً مرحلة التأثر بالإعجاب». لكنها تستدرك «بين حين وآخر تأتي تعليقات أو تساؤلات حول الموضوع تستوقفني للتفكير, وربما أتناول ما تساءلت عنه في مقالات تالية».
متعتان مختلفتان
وحول الوسيلة الأكثر وصولاً للمستهدف خصوصاً في المقالات والكتابات ذات المنحى الإصلاحي كانتقاد جهاز حكومي أو خدمة معينة؛ تبين الكاتبة أنه: «سواء كانت الوسيلة إلكترونية أم صحافة تقليدية فكلاهما محقق للهدف من الكتابة, متى ما كان التناول واضحاً والموقف موضوعياً متزناً». مضيفة: «أعلم أن بين متابعي مقالاتي بعض كبار المسؤولين تهمهم آرائي و مقترحاتي.  وهناك أيضاً من يتابعون بإلحاح فقط لكي يبحثوا عما يعترضون عليه. هؤلاء أغلبهم موظفون -حرفياً ويدفع له - لدى جهة ما مهمتهم محاولة التحبيط وإيقاف الكاتب عن الكتابة غالباً؛ لأن أفكاره تعارض بقوتها مرئيات بعينها يودون نشرها».
وفيما إذا كانت الكاتبة العريض تفضل وسيلة تواصل عن أخرى تبين: «أنا أشارك بكل الوسائل, و مع هذا فالتواصل عبر الشبكة فيه حرية أكثر من حيث عدم الارتباط بمواعيد محددة. وربما أغلب من يكتبون في الصحف يشجعهم على المواصلة أن للكتابة فيها مردود مادي ليس موجوداً في الكتابة في موقع ذاتي». موضحة من ناحية الوسيلة التي تراها أكثر متعة عند الكتابة «(الصحافة والإنترنت) متعتان مختلفتان, مع العلم أنني أفتح الجهاز في الحالتين, إذ لم أعد استخدم القلم في الكتابة». لكنها تبين أن الصحافة «التزام جاد يسعدني الشعور بأنني قدمت فيه مساهمة في البناء. أما الثانية (الإنترنت) فهي خيار فردي يسمح لي بالإبداع على راحتي».
ذو صلة