عـانِـد سـرابَـكَ حـيـن الـخَطو يَـغترِبُ وابـعـثْ ضـيـاءَك حـيـن الـتيهُ يَـقتربُ
قــــد يَــغــرب الــنـورُ إلا أن سـيـرتَـه تَـغشى الـوجودَ فـلا تَزري بنا الحِقبُ
آلُ الـرسـولِ لـنـا فــي الأرض بَـوْصَلةٌ ودونَ نــهـجِـهـمُ الإعــيــاءُ والــتـعـبُ
أمّ الــهُـداةِ طـــوالَ الــدهـرِ عـائـشةٌ أصـيـلةُ الـخيرِ فـيها الـعِرقُ والـنسَبُ
نــبـعُ الـحـديثِ إذا حـدّثـتَ مـسـرجةٌ بـنـتُ الـشـريعةِ لا يـنـتابها الـصـخَبُ
تــروي قـلـوباً بـكـفِّ الـحُـبِّ تـرسمها بـالـنورِ مِــن هـديِها الـوضّاحِ تـختضبُ
إنَّ الـوشاةَ على ذي الطُهرِ ما صَدَقوا وكـيـف يَـصـدقُ مَـن إنْ حَـدّثوا كَـذَبوا
مـصـفّـدين إلــى مــا قـدّمـوا ذهـبـوا فـالـنارُ مَـثـوىً لـهم والـحرْقُ واللهبُ
قــد نُـزِّهـتْ أمّـنـا عــن كــل مـنقصةٍ زَوجُ الـنـبيِّ إلــى الأطـهـارِ تَـنـتسِبُ
هـي الـشريفةُ بـنتُ الـنورِ مِـن بشرٍ هــــي الـكـريـمةُ لا مَـــنٌّ ولا تــعـبُ
هــي الـصـدِيقةُ مِــن صِـدّيـق أمّـتِـنا ربـيـبةُ الـحـقِ كــم تَـعـلو بـها الـرتَبُ
تَــكـسـو الــثـريّـا بــأنــوارٍ ومَــكـرمـةٍ لـهـا الـمَـكارمُ فــي الـداريْن تَـنجذِبُ
قـــد وجّــهـتْ وجـهَـهـا لـلـهِ شـاكـيةً اللهُ حـسْبي عـلى ظلمي وأحتسِبُ
قــــد أنــــزَلَ اللهُ قــرآنــاً وقـــال أنـــا فــوق الـسـماءِ فــلا ظـلـمٌ ولا رِيَــبُ
كــانـت بـراءتـها مِــن فـضـلِ خـالـقِها آيــــات نـــورٍ بــهـا جـبـريـلُ يَـقـتـربُ
زوج الــنـبـيّ وأكـــرِمْ مِـــن مـحـدّثـةٍ هــــي الــكـمـالُ إذا حــدّثـت والأدبُ
هي الحكيمةُ في (صِفّينِ) إذ حَكمتْ وقــولـهـا إذ تــقـول الـــدّرُّ والــذهـبُ
لا الـنـثرُ يـحـكي ولا الأشـعـارُ قــادرةٌ فـهي الفصيحةُ قد شهدَتْ لها العَربُ
صـدّيـقـةٌ أمّــنـا يـــا طـيـبَ سـيـرتِها بـحرٌ مـن الـعلمِ تَشدو فوقَه السُّحبُ
فـربـعُ عِـلمِ الـشريعةِ قـد أتَـى مـنها مــاذا تـقـولُ لـنـا الأقــلامُ والـكـتبُ؟!
تـأتي إلـيها جـموعُ الـناسِ كـم نَهلوا مـنها الـحديثَ فـقالت عـنهمُ الـكتبُ
هــذي الـفـتاوَى ومِــن إلاكِ صَـحّحها حـتـى أضــاء شـروقـاً كــان يَـحتجبُ
عـاشـت تـضـاء بـهـا الأيــامُ مُـرشِدةً حـتى تـضيء لـمن جاؤوا ومَن ذهبوا
عـانِد سـرابَك هـذي الشمس تعرِفُنا سِـرنـا الـطريقَ ولـم يـلحظْ لـنا تَـعبُ
مِـن سـيرة الـنورِ قـد ضـاءت عـوالمُنا يـمضي الزمانُ وكم تحفل بنا الحِقبُ
لـلـمـؤمـنين رجـــالٌ طـــاب تـابـعُـهم الأمّــهــات بــهــن ازدانــــت الــرتَـبُ
فـامـلأ رحـابَـك بـالأنـوارِ كــم شَـرفتْ روحٌ بــمـا لــم يَـهَـبه الــدرُّ والـذهَـبُ
واخــلـعْ نِـعـالَك آل الـبـيتِ سِـيـرتُهم نِـعـمَ الـقداسةُ والـتشريفُ والـنسَبُ
واقــرأ كـتابَك أعـطَى الأرضَ وجـهِتَها حـتـى تــوارت بـه فـي بِـيدِها الـريبُ
واذهـبْ تـجاهَ الـسنا هـذي خـرائِطُنا ضــاءت لأنّــا نَـهـلنا نــورَ مَــن ذهـبوا